لو كان من شكوى الصَّبابة مشكياً
لو كان من شكوى الصَّبابة مشكياً / لعدا على عدوى الصبابة معديا
مات الرجاءُ فإن أَردْتَ حياتَهُ / ونشورَهُ فارجُ الإمام المحييا
أَقضى القضاةِن محمدُ بن محمدٍ / مَنْ لستُ منه للفضائلِ مُحْصيا
قاضٍ به قَضَتِ المظالمُ نَحْبَها / وغدا على آثارِهِنَّ مُعَفيا
يا كاشفاً للحقِّ في أَيامهِ / غُرراً يدومُ لها الزَّمانُ مغَطِّيا
لم تنعش الشهباء عند عثارها / لو لم تجدك لطرد حلمكَ مرسيا
رَجَفَتْ لسطوتكَ التي أَرسلْتَها / نحو الطغاةِ لحدِّ عزمِكَ ممهيا
وتظلمتْ من شرِّهم فتململتْ / عجل أَرجازَتَها عليها مبقيا
أَنفتْ من الثقلاءِ فيها إذ رَمَتْ / أَثقالها ورأَتكَ منها ملجيا
حَلَبٌ لها حلبُ المدامعِ سُيّلٌ / أَنْ لاقت الخطبَ الفظيعَ المبكيا
وبعدلِ نورِ الدينِ عاودَ أَفقها / من بعدِ غيمِ الغَمِّ جوّاً مُصحيا
أَضحى لبهجتها معيداً بعدما / ذهبتْ وللمعروفِ فيها مُبديا
لأُمورِها متدبراً لشتاتها / متألفاً لصلاحها مُتولِّيا
فالشّرعُ عادَ بعدلهِ مستظهراً / والحقُّ عادَ بظلِّهِ مُستذريا
والدَّهرُ لاذَ بعفوهِ مستغفراً / مما جناهُ مطرقاً مُستحييا