الحُرُّ لا يأتي الدنِيّهْ
الحُرُّ لا يأتي الدنِيّهْ / والمجدُ للنّفسِ الأبيّهْ
ومِن المكارمِ والتُّقَى / حسْنُ السَّريرةِ والطَّويّه
والمرءُ يَستُر بالسخا / ءِ معايِبَ النَّفسِ السخيّه
والحِلمُ أعظمُ ما يكو / ن إذا تعاظَمَت الخطِيّه
والعقلُ أجملُ زينةٍ / لأخي النَّباهةِ والرَّويّه
والظُّلمُ من لُؤْمِ الطِّبا / عِ وعادَة النفسِ الردِيّه
والبغُي يؤذِن بالبَوا / رِ وبالدَّمار وبالمنَيّه
أوَ ما تَرَى بِالبَغْي ما / أفضَتْ إليه بنو أميّهْ
الناكِبين عنِ الهدى / والجائِرين على الرّعِيّهْ
والقاسِطِين الواثبي / ن على ابنِ فاطمةَ الزكيّه
كفروا بِربّ محمدٍ / بَغْياً فما حَفِظوا نبِيَّه
وشفَوا بِسِبْطيهِ الحقُو / دَ وحارَبوا ظُلمْاً وصِيَّه
ونَسُوا مقالَ نبيِّهم / وهو المعدَّل في القضِيّه
من كنتُ مولاه فقد / أضحَى أبو حَسَنٍ ولِيّه
جلّتْ بسَفْك دم الحُسي / نِ وقتلِهِ عِندي الرزِيّه
ماذا أبيحَ بِكَرْبَلا / ءَ مِن النفوسِ الهاشِمِيّه
ماذا تخطّفت الصوا / رِمُ مِنهمُ والسَّمهَرِيّه
بكتِ السماءُ لفقدِهِمْ / والأرضُ واحتذَتِ البرِيّه
أهلُ الفضائِلِ والمكا / رِم والنَّدى والأريَحيّه
وذووا النّبوّةِ والهِدا / يةِ والعُلا واللَّوْذَعِيّه
قَتلتْ أميّةُ هاشماً / أَعظْم بِذلك مِن بليّه
بحُقودِ بَدْرٍ طالَبو / هم والدّماءِ المشرِكيّه
خذلوا النبيَّ بقتلِهمْ / وتَعصّبوا للجاهِليّهْ
هدموا الشريعةَ والشري / عةُ غَضّةُ المَبْدأ طرِيّه
لَم تَخْفَ عن ربِّ البرِيْ / يَةِ من فِعالِهِمُ خَفِيّه
ما عُذرهمْ يومَ النّشو / رِ إذا تحاكمتِ البرِيّه
وأتى النبيُّ مطالِباً / بدمِ ابنِ فاطمةَ الرضيّه
ودمُ الحسين على البتو / لِ وعينُها مِنه بكيّه
نحروه غيرَ مُذمَّم / نَحْرَ الهدايا للضّحيّه
في كَرْبَلاَء يجود بالنْ / نَفسِ المعطَّشةِ الصَّدِيّه
حتّى انثنى لسيوفِهِمْ / وسِهامِهِم فيها دَريَّه
أعززْ عليّ مجالُه / ظَمآنَ في تلك الثَّنِيّه
وبنو أبِيه حَوْلَه / بين العُداةِ الناصِبِيّه
قد جَرّدوا بِيضَ المنَا / صِلِ واستعدّوا للمنيه
حتى تفانوا حولَه / وسُقُوا المنِيَّةَ بِالسَّويّه
والفاسِقُ ابنُ زِيادٍ ال / ملعونُ يطلبهمْ بِنِيّه
لا يأتلي في قَتْل أَب / ناءِ النبيِّ على حَميَّهْ
حتى إذا ما عَفّرو / هُ على ثَرَى الأرض الثريّه
حَثُّوا المَطَايا للشآ / مِ بِكلّ طاهِرة حَيِيّه
شَهَروا نِساءَ نبِيهِّمْ / وتَقاسَموا بالبَغْي فَيَّه
أَسَرى يُسَقْن كما تُسا / قُ المشركاتُ بلا تَقِيّه
حتّى إذا جاءوا يزِي / دَ بهنّ واحتَضَروا نَديّه
أَبْدَى الشَّماتَ وقال ثا / رات الرِجالِ العَبْشَمِيّه
أَعزِز عليَّ وقُوفهُنْ / نَ ثَوا كِلا فوقَ المَطِيّه
والرأسُ مُلقىً وهو يَق / رَع بالقضيبِ على الثَّنِيّه
يا عين جودي بالدّمو / ع على مُصابِ الفاطِمِيّه
آليتُ لا ذقتُ المنا / مَ ولا اضطجعْتُ على حَشِيّه
ولأهجرنّ لذِيذ كلْ / لِ معِيشةٍ عندي هَنِيّه
حتّى أزورَ أميَّةً / في كلّ بَلْقَعةٍ قَصِيّه
وأذيقَهمْ كأسَ المنِيْ / يَة بالغُدُوِّ وبالعَشِيّه
حتى أقوم بثأر آ / بائي من العُصَبِ الشَّقِيّهْ
إنْ لم أَذُدْ طعَم الكَرَى / عن أعيُنٍ منهمْ عَمِيَّه
حتّى تروحَ أميّةٌ / لِسِوَى أُمَيَّةَ مدّعِيّه
فبرئتُ من نَسِبِ الوصِيْ / يِ ومِن وِلادَتهِ العلِيّه
لهْفي على النفرِ الّذِي / ن مضوْا ولِم يُبْقوا بقيّه
تاللهِ لا برِحتْ لهمْ / نفسي مولّهةً شَجِيّه
حتّى أُكدِّر عيشَ تِل / ك الأنفسِ الصُّغْرى الغَبِيّه
وتروح ثارات الحسي / ن أبي بسَيْفي مُحْتَمِيّه
إنّي وآبائي وقو / مي والكِرام الأحمدِيّه
ذاقوا الرّدى وتُخُرِّموا / بِيَدِ الدِعيّ ابنِ الدعِيّه
بِيَدِ الغَويّ ابنِ الغَويْ / يِ ابنِ الغَويّ ابنِ الغَويّه
الناقِضِين الناكِثِي / ن على الشرِيعةِ والبرِيّه
البائِعين صوابَهمْ / في كلّ أمرٍ بالخطيّه