دَمعٌ هَوى سِلكاهُ عَن جَلدٍ وَهَى
دَمعٌ هَوى سِلكاهُ عَن جَلدٍ وَهَى / وَجَوٍ أُصيبَ فُؤادُهُ فَتَأَوَّها
نَهنَهتُ مِن دَمعي فَأَقبَلَ عاصِياً / وَالدَمعُ أَعصى ما يَكونُ مُنَهنَها
يا مودِعاً جَفني السُهادَ مُوَدِّعاً / وَمُوَلِّياً تَركَ الفُؤادَ مُوَلَّها
قَد كانَ عَيشي بِالدُنُوِّ وَخَفضِهِ / سِنَةً غَدا كَلَفي بِها مُتَنَبِّها
حَجَبوا الأَهِلَّةَ في الأَكِلَّة وَاِنثَنَوا / فَثَوى كَئيباً بِالوَداعِ مُتَوَّها
هَزَّ الدَلالُ قُدودَهُنَّ وَغِبطَةً / هَزَّ الأَراكُ غُصونَهُ مُتَشَبِّها
وَلَقَد بَعَثنَ إِلى الغُصونِ مَلامِحاً / مِنها وَمِن لَحظِ العُيونِ إِلى المَها
يَبدونَ كَالشَمسِ المُنيرَةِ حُسَّراً / وَمُلَثَّمينَ وَكَالأَهِلَّةِ أَوجُها
وَمُنَزَّهٍ عَن مُشبِهٍ في حُسنِهِ / أَصبَحتُ فيهِ عَن السُلُوِّ مُنَزَّها
مَنَحَ القِلى وَنَهى الجُفونَ عَنِ الكَرى / أَهلاً بِما مَنَحَ الحَبيبُ وَما نَهى
كَيفَ السَبيلُ إِلى القِلى وَشَفيعُهُ / وُجهٌ وَجيهُ الحُكمِ كَيفَ تَوَجَّها
أَلحاظُهُ أَسيافُهُ وَسِنانُهُ / وَسنانُهُ إِن جَدَّ فينا أَو لَها
وَلَكَم بُليتُ بِلائِمٍ في حُبِّهِ / أَضحى أَلداً في الخِصامِ مُفَوَّها
كانَ المُفَوَّهُ جاهِداً فَرَدَدتُهُ / مُثنَى العِنانِ عَنِ الملامِ مُفَهَّها
يا كَم زَجَرتُ المُستَهامَ فَما اِرعَوى / وَنَهَيتُهُ كَي يَستَفيقَ فَما اِنتَهى
إِنّي أَلَذّ وَأَشتَهي سَقَمي بِهِ / وَمِنَ الشَقاوَةِ ما يَلَذُّ وَيُشتَهى
وَتَنوفَةٍ مَجهولَةٍ جاوَرتُها / بِنَجيبَةٍ تُطوى فَتَطوي المَهمَها
فَأَرَيتُها أَوضاحَها في لَيلَةٍ / بَدرُ التَمامِ بِأُفقِها مِثلُ السُها
جَلَبَت سَحابَتَها بِلامِعِ بَرقِها / وَحياً بَكى طَرَباً لِرَعدٍ قَهقَها
تُزجى إِلى البَحرِ المُحيطِ مُحَمَّدٍ / ذاكَ الَّذي فَتَحَ اللَها بِيَدِ اللها
بِالكامِلِ بنِ العادِلِ المَنصورِ قَد / نادى النَدى لما دَعاهُ مُؤَبِّها
يا أَيُّها المَلكُ الَّذي لَولاهُ لَم / يَكُ في الوَرى لأَبيهِ خَلقٌ مُشبِها
بَجَحَت دِمَشقُ عَلى البِلادِ مُنيفَةً / بِمُحَمَّدٍ تَزهو كَأَحسَن ما زَها
كمُحمَّدٍ إذ جاءَ يَثرِبَ قادِماً / وَمُهاجِراً وَمُنَوّلاً وَمُنَوَّها
أَضحى السَعيدُ الكامِلُ الأَوصافِ مِث / لَ الشَمسِ حَلَّت أَوجَها بَل أَوجَها
مُستَيقِظٌ لِلمُلكِ رَآّبُ الثَأى / ما زالَ فيهِ مُنبِهاً وَمُنَبِّها
وافَتهُ بِاليَمَنِ الأَماني ما وَنى ال / إِقسيسُ فيما جَدَّ فيهِ وَلا وَهى
فَأَتى بِهِ فَتحُ الفُتوحِ مُبَيَّضاً / لَكِن مِنَ الأَعداءِ سَوَّدَ أَوجُها
بِمُشَتّتِ العَزَماتِ مَرهوبَ الشبا / مُتَشاغِلٌ بِالجِدِّ عَنهُ ما لَها
فَاِنهَد إِلَيهِ بِعَزمَةٍ شاذِيَّةٍ / فَبِها ينالُ مِنَ الأَعادي ما اِشتَهى
إِنَّ المَمالِكَ صِرنَ في أَيديكُمُ / وَقفاً عَلَيكُم مِثلَ آمِدَ وَالرُها
كُلُّ المَمالِكِ جَنَّةٌ بَل سِدرَةٌ / وَلَدَيكُمُ المَأوى لَها وَالمُنتَهى
أَنتُم شُموسٌ بَل بُدورٌ طُلَّعٌ / وَسِواكُمُ مِثلُ الثُرَيّا وَالسُها
صَدَقاتُكُم أَبقَت عَلَيكُم مُلكَكُم / ما فيكُمُ مَن ساعَةً عَنها لَها
ما ضَيغَمٌ في الغيلِ يكشِرُ قالِصاً / عَن ناجِذَيهِ مُهَجهِجاً وَمُجَهجِها
يَوماً بِأَعظَمَ فَتكَة مِنهُ إِذا / ما الصافِناتُ نَكَصنَ عَنهُ فُرَّها
يَعِدُ الجَوائِزَ موفِياً بِوُعودِهِ / لَم يَألُ في دَرءِ الخُطوبِ المِدرَها
خُذها مُكَمَّلَةَ الحِجى مِن أَفوَهٍ / قَد فاقَ في حُسنِ المَقالِ الأَفوَها
مَدحٌ لَوِ الحَجَرُ الأَصَمُّ غَدا لَهُ / سَمعٌ وَأُنشِدَ بَيتَها لتَدَهدَها
وَإِذا المُعيدُ شَدا بَها في مَجلِسٍ / طَرِبَ الجَمادُ فَلَو أَطاقَ لَزَهزَها