المجموع : 7
أَعْيَا عَلَى الأَعْدَاءِ نَيْلُ نَجَاتِها
أَعْيَا عَلَى الأَعْدَاءِ نَيْلُ نَجَاتِها / أَنَّى وَسَيْفُكَ سَافِكٌ مُهَجَاتِها
لا رَيْبَ في النَّصْرِ العَزِيزِ لِدَعْوَةٍ / آرَاؤُها فِي اليُمْنِ مِنْ رَاياتِها
حُمِّلتَ أنْبَاء الفُتُوحِ فَهَاتِها / لِتَخُطَّها الأَيَّامُ فِي صَفَحَاتِها
أَقْبَلتِ يا نَفْسُ القَبُول بِمَبْدَأ / مِنْها وَوَلَّيْتِ الصبَا غَايَاتِها
مَا إنْ يُحَيَّا المُرْتَضَى رِدْءُ الهُدَى / وَرَدَى العِدَى فَحَيَاتُهُ لِوَفَاتِها
وَفَّتْهُ حَقَّ النُّصْحِ فِي إِسْعَادِهِ / فِئَةٌ يَكُرُّ النَّصرُ فِي كَرَّاتِها
إِنْ أَوْرَقَتْ بِنَدى أَكُفِّهِمُ القَنَا / فَانْظُرْ إلَى الهَامَاتِ مِنْ ثَمَرَاتِها
أَمَّا الكثِيبُ فَمَا يُطَارُ حِمَاهُ
أَمَّا الكثِيبُ فَمَا يُطَارُ حِمَاهُ / مِنْ دُونِهِ تُجْرِي الدِّماءَ دُماهُ
لَوْلا حَيَاءُ الحَيِّ مِنْ أَكْفَائِهِ / لَكَفَاهُ سِحْرُ جُفونِهن عِدَاهُ
مَا بَالُهُ أَنهَى الأَسِنَّةَ وَالظُّبَى / وَعَلَى المَطيِّ ظِبَاؤُهُ وَمَهَاهُ
بِيضُ الأَنامِل قُنِّيتْ بِخِضَابِها / تُغْنِي غناءَ مُخَضَّبَاتِ قَناهُ
وَعُيُونُهُن السَّاجِياتُ قَوَاتِلٌ / ما لَيسَ تَقْتُلُ ماضِيَاتُ ظُبَاهُ
لِبَنِي هِلال فِي القِبَابَ أَهِلَّةٌ / مِنْها استَمَدَّ الصبْحُ فَضْلَ سَنَاهُ
شَحُّوا بهِنَّ وفيهِمُ حَطَّ النَّدَى / قِدْماً رِحالَتَهُ وَخَطَّ بِنَاهُ
يَقْرُونَ مَنْ رُفِعتْ لَهُ نِيرانُهُم / إِلا المُحِبَّ فَما يَرَوْنَ قِراهُ
لا يَنْظُرونَ لَهُ علَى غَيْرِ القِلَى / وَهَوَى فَتَاتِهُم النوارِ طواهُ
قَسَتِ القُلُوب عَليهِ حَتَّى قَلبُها / فإِذا رجَا لُطْفَ الحَبيبِ جَفاهُ
يَا وَيْحَ مَفْؤُودِ الفؤَادِ صَبابَةً / يَلْقَى الرَّدَى في الخَوْدِ لا تَلْقاهُ
خافَ النحولَ علَى نَحَافَةِ جِسمِهِ / فَبَراهُ حَتَّى لا تَكَادُ تَراهُ
سِرْبِي إلَى سِرْبٍ لحَربِي ناهِدٍ / لا هِنْدُهُ سَلْمٌ وَلا سَلْمَاهُ
مِنْ كُلِّ رِيمٍ لا يُرامُ خِباؤُهُ / أَنَّى لِتَبرِيحِ الصَّدَى بِلَمَاهُ
صالَتْ تُحَاوِلُ صَيْدُهُ لَحظَاتُهُ / وَرَمَاهُ مِنْ جَفْنَيِهِ ما أَصْمَاهُ
إنْ رُمْتُ سُلْواناً لَهُ عَجِب الهَوى / مِنِّي وَقَالَ سَلاهُ ما سَلاهُ
يَا أخْتَ مَنْ فَخَرَتْ عَمَائِرُ عامِرٍ / وَسَراتُها بِالقُربِ مِنْ قُرباهُ
لا أَنْتِ زُرْتِ وَلا خَيالُكِ في الكَرَى / حَتَّى لَقَد هَجَر العَمِيدَ كَراهُ
وَاهاً لِقَلبكِ لا يَرِقُّ ورُبَّما / رقَّ الجمَادُ بفَرْطِ ما عنَّاهُ
هَلا تَقَيَّلَتِ الإمَامَ المُرتَضَى / فيمَا استَرَقَّ الخَلْقَ مِنْ رُحْمَاهُ
مَلِكٌ أَجارَ مِن الزَّمَانِ جِوارُهُ / وَكَفَى البَرِيّةَ جَورَهُ وأَذَاهُ
قَعَدَ الهُدَى فأقَامَهُ بِمَضَائِهِ / وَمَضَى النَّدَى فأَعَادَهُ بِلُهاهُ
إنَّ الذِي سَوَّاهُ فَرْداً فِي العُلَى / لَمْ يَرضَ لِلحَقِّ المُبينِ سِواهُ
قَدْ كَانَ أَرْدَاهُ الغُواةُ وَإِنَّما / يَحْيَى بنُ عبدِ الوَاحِدِ اسْتَحْيَاهُ
للَّهِ مِنْهُ خَلِيفَةٌ فِي أرْضِهِ / يَقْفُو الخَلائِقُ هَدْيَهُ وَهُدَاهُ
وَلاهُ أَمْرَ عِبَادِهِ وَبِلادِهِ / لَمَّا ارْتَضَاهُ لِحَمْلِ ما وَلاهُ
واخْتَارَهُ حَكَماً لِبَالِغِ حِكْمَةٍ / بِصُدُورِها بَلَغَ الصَّلاح مَدَاهُ
هَذِي البَسيطَةُ فِي خِفَارَةِ بَأسِهِ / وَنَدَاهُ مِنْ هَذَا الذِي تَخْشَاهُ
لا خِيفَةٌ مَع سَيْفِهِ لا ضِيقَةٌ / مَع سَيْبِهِ وكَفَاكَ مِنْ عَلياهُ
لِلشَّرقِ والغَربِ اسْتِبَاقٌ نَحْوَهُ / كُلّ قُبَيْلَ دُعَائِهِ لَبَّاهُ
وَبِدَارِ سَبْتَةَ والمَرِيَّة مُخْبِر / أنْ سَوفَ تَحْوِي الخافِقَين يَداهُ
اللَّهُ أَيَّدَ أَمْرَهُ بِمُؤَيَّدٍ / قوَّاهُ مَا يُخْفِيهِ مِنْ تَقْواهُ
عُقِدَتْ حُبَاهُ علَى الأَنَاةِ كأَنَّما / ثَهْلانُ ما عُقِدتْ علَيهِ حُباهُ
لَيْثُ الحِفَاظِ تَعَلَّمَتْ إِقْدَامَهُ / أَشْبَالُ أَبْنَاء لَهُ أَشْباهُ
وَحَيا السَّماحِ إِذا السَّحائِبُ لَم تَجُد / يَحْيَى كَفَى استِسْقَاءهَا كَفَّاهُ
فَضْلُ المُلُوكِ سَجَاحَةً وسَمَاحَةً / أَدْنَى فَواضِلُها الغِنَى والجَاهُ
أَهْلاً بِعَصْرٍ زَانَهُ سُلْطَانُهُ / لا حُسْنُهُ خافٍ وَلا حُسْنَاهُ
وَبِعِيدِ فِطْرٍ للفُتوحِ مُعَقِّبٍ / كاليَوْمِ أَعْقَبَ صُبْحَهُ بِضُحاهُ
يَجْلُو الدُّجُونَ بِنُورِهِ فَكَأنَّما / سِيمَا الأَمِير المُرتَضَى سِيماهُ
وَيُطيلُ فِي حُلَلِ الجَمَالِ تَخايُلاً / فَتَخالُهُ حَلاهُ بَعْضَ حُلاهُ
بُشْرَايَ باشَرتُ الغِنَى بِجَنابِهِ / وَظَفِرتُ مِنْ غَرْس المُنَى بِجَنَاهُ
تاللَّهِ مَا أَمْلَقْتُ مِنْ بُؤسِي بِهِ / إِلا وَقَدْ أَثْرَيْتُ مِنْ نُعْمَاهُ
هَذِي الثرَيَّا فِي ارتِقاء مَكانِها / باتَت تُنافِسُنِي حلولَ ثراهُ
ولَطَالَمَا أَذْرَتْنِيَ الآمَالُ عَنْ / صَهواتِها لَمَّا حُمِيتُ ذَراهُ
قَد عَزَّزَ العِيدَينِ عِنْدِيَ ثَالِثٌ / الفِطْرُ والأَضْحَى وَيَوْمُ رِضاهُ
للَّهِ عَهْدٌ لِلرُّصافَةِ سالِفٌ
للَّهِ عَهْدٌ لِلرُّصافَةِ سالِفٌ / يَصِفُ الشَّبيبَةَ وَهيَ فِي رَيْعانِها
أَبْقَى بِقَلبِي لَوْعَةً لَوْ لَمْ يَكُنْ / يَسْقِيهِ مَاءٌ ذَابَ مِنْ نِيرَانِها
يا شَوقَ أَحْداقِي هَفَتْ لِحَدائِقٍ / تُفْضِي جَداوِلُها إِلَى غُدرَانِها
كَالأُمَّهاتِ أَوَتْ إِلَى أَطْفَالِها / فَرَمَت عَلَيْها الرِّزْقَ مِنْ قُمصَانِها
اُنْظُر إِلَى الدَّبَرانِ فَوْقَ المُشْتَرِي
اُنْظُر إِلَى الدَّبَرانِ فَوْقَ المُشْتَرِي / قَدْ ضُمَّ أَعْلاهُ وَفُتِّح أَسْفَلُه
فَكَأَنَّهُ قَدْ هَابَ مِنْ شَمْسِ الضُّحَى / لَفْحاً فَأَلقَاهُ عَلَيْهِ يُظَلِّلُه
أَمَّا الَّتِي أَهْوَى فَلِي شَطْرُ اسْمِها
أَمَّا الَّتِي أَهْوَى فَلِي شَطْرُ اسْمِها / وَإذَا يُصَحَّفُ لَمْ يَكُنْ إِلا لَها
وتَفُوهُ بِالبِاقي إِذَا قَلَّبْتَه / غَضْبَى فَأَلقَى بِالرِّضَى إِذْلالَها
تِلكَ الجَزيرَةُ أَقْبلَتْ تَنْوِيهَا
تِلكَ الجَزيرَةُ أَقْبلَتْ تَنْوِيهَا / سُحبٌ تَنَالُ بِسَقْيِها تَنْوِيها
فِي البَحْرِ لَمْ تَبْرَحْ فَمَا جَدْوَى الحَيا / وَالبَحْرُ يُبْعَث بِالسحائِبِ فِيها
فَخْراً لَهَا بِرِئاسَةٍ حَكَمِيَّةٍ / تَنْمِيهِ لِلْعَلياءِ أَو يَنْمِيها
ألِفَتْ أَبا عُثمانِها ذا سيرَةٍ / عُمرِيَّةٍ تُولِيهِ مَا يُولِيها
فَتأَلَّفَتْه وَأزْلَفَتْه مُجَاهِداً / يَسْمُو لِكُلِّ رَمِيَّةٍ يُصْمِيها
نَدْبٌ إِلَى الخَيْرَاتِ مُنْتَدِب فَلَنْ / تَصْفُو الدِّيانَة بَعض مَا يُصْفِيها
ذات الإِلَهِ بِها عَلاقَةُ ذاتِهِ / تَعْلُو مظَاهرةً لِمَن يُعْلِيها
فَكَّ الرقابَ صَنائِعا مذْ قامَ لَمْ / يَنْفَكَّ يأْنِيها كَمَا يُؤنِيها
وَلَقَدْ كَسَا حَتَّى الصحَائِف جدَّةً / مِن جُودِهِ وَأَفادَها تَنبِيها
صدرَت وَقَدْ وَرَدت عَلَى مَعْنِ الهُدَى / فَتَكسبَتْ فِي حَالَتَيْها تِيها
لا زالَ ثَغْرُ سدهِ يَزْهَى بِهِ / ويعزُ عِزة مِن حماه شَبِيها
لَمْ آلُ مَدْحاً له وَخِلالِهِ / لَكِنْ عَجَزْتُ رَوِيةً وَبَدِيها
أزْرَى بِقَولِي فِي قُرَيش قَوْلُهُ / يا طُولُ فَخْر قضَاعَة بِأَخِيها
أفّ لدنيا لم يزل أبناؤُها
أفّ لدنيا لم يزل أبناؤُها / يتقاتلون على جناها التافهِ
سفهوا نفوسهُم عليها ضلّةً / فجميعهُم من سافةٍ ومسافِهِ
كلّ على أعراضِها متهالكٌ / إن لم يشافَه بالقبيح يُشافه
واللّه في تنزيله قد ذمّها / فاقرأ كتابا ليس بالمتشابه
عنّا به من منزل عبث البلى / فيه وحلّ بخامل وبنابه
وعليك أكرم حلية وأجلّها / ليس الضحوك السن مثل الجابه