المجموع : 3
الراهِبُ المَسجونُ فَرطَ عِبادَةٍ
الراهِبُ المَسجونُ فَرطَ عِبادَةٍ / مِن حُّبِّ دُنياهُ الكَذوبِ مُوَلَّهُ
أَعَرَفتُمُ أَصحابُكُم بِحَقيقَةٍ / أَم كُلُّكُم عَنهُم غَبيٌّ أَبلَهُ
ذَكَرَ التَأَلُّهَ فَاِدَّعوهُ تَخَرُّصاً / ما هَذِهِ أَفعالُ مَن يَتَأَلَّهُ
العَقلُ إِن يَضعُف يَكُن مَعَ
العَقلُ إِن يَضعُف يَكُن مَعَ / هَذِهِ الدُنِّيا كَعاشِقِ مومَسٍ تُغويهِ
أَو يَقوَ فَهِيَ لَهُ كَحُرَّةٍ عاقِلٍ / حَسناءَ يَهواها وَلا تُهويهِ
يا راعيَ الوُدّ الذي أفعالُهُ
يا راعيَ الوُدّ الذي أفعالُهُ / تُغني بظاهرِ أمرِها عن نَعتِها
لو كنتَ حيّاً ما قَطعتُك فاعتذِرْ / عني إليكَ لخُلّةٍ بأمَتّها
فالأرْضُ تَعلَمُ أنّني مُتَصرّفٌ / من فوْقِها وكأنّني من تَحتِها
غَدَرَتْ بيَ الدّنيا وكلُّ مصاحبٍ / صاحبتُهُ غَدْرَ الشّمالِ بأُختِها
شُغفتْ بوامقِها الحَريصِ وأظهرَتْ / مَقتي لِما أظهَرْتُهُ من مَقتِها
لا بُدّ للحَسناءِ من ذامٍ ولا / ذامٌ لنَفسِي غَيرَ سَيّئِ بَخْتِها
ولقد شرِكتُكَ في أساكَ مُشاطِراً / وحَللتُ في وادي الهمومِ وخَبتِها
وكرِهتُ من بعدِ الثلاثِ تجَشُّمي / طُرُقَ العزاءِ على تغيّرِ سَمتِها
وعليّ أنْ أقضِي صَلاتي بَعدما / فاتَتْ إذا لم آتِها في وَقْتِها
إنّ الصّروفَ كما علِمتَ صَوَامتٌ / عَنّا وكل عبارَةٍ في صَمتِها
مُتَفَقّهٌ للدّهرِ إنْ تَسْتَفْتِهِ / نَفسُ امرئٍ عن جُرمه لا يُفْتِها
وتكونُ كالوَرَقِ الذّنوبُ على الفتى / ومُصابُهُ ريحٌ تهُبّ لِحَتّها
جازاكَ رَبّكَ بالجِنانِ فهَذِهِ / دارٌ وإنْ حَسُنَتْ تغُرّ بسُحتِها
ضَلّ الذي قال البلادُ قديمةٌ / بالطّبعِ كانتْ والأنامُ كنَبتِها
وأمامنا يوْمٌ تقُومُ هُجُودُهُ / من بَعدِ إبلاءِ العِظامِ ورَفْتِها
لا بُدّ للزّمَنِ المُسيءِ بنا إذا / قَوِيَتْ حبالُ أُخوّةٍ من بتّها
فاللّهُ يَرْحَمُ مَن مضَى مُتَفَضِّلاً / ويقيك من جَزل الخطوب وشَختِها
ويُطيلُ عمركَ للصّديق فطولُهُ / سبَبٌ إلى غَيظِ العُداةِ وكَبتِها