المجموع : 5
محرابُ صدغيه يحثُّ توجّهي
محرابُ صدغيه يحثُّ توجّهي / وبه على شرف البُدور تجوّهي
قمرٌ يقول سناه يا قمر الدّجى / فضح التكلّف وجنة المتشبّه
عَطر اللّمى واللّفظ وأشواقي إلى / فمِي شادنٍ في الحالتين مفوَّه
في صدغِهِ الوأوا يجيدُ نسيبه / ولعقل عاذلي انتساب الأبله
أبداً به أتلو الشجون فليتها / عن نافع عن أنَّةِ المتأوِّه
وقفي على ذكراك إن سمت الكرى / وبها ابْتداء عند وقت تنبُّهي
جلَّ الذي أبدى لعاشقِ وجهه / ماءً عزيز الوصف من ماءٍ مهي
كالروض أو كالبدر أو كالشمس قد / شرح الملاحة من ثلاثةِ أوجه
ما العذل في حبِّي له متوجه / فعلى مَ عذل الناصح المتوجّه
وإذا رأيتَ الغصن ثمَّ رأيته / يختال تاهَ القلب منه بأتيَه
هيهات أن يشفى فؤادِي فيه من / شجوٍ ومدنف طرفه لم ينقه
وكأنَّ مبسمه نظام قصيدةٍ / بكرت نظام الملك بالعقد البهي
وبدت وباعث شهوتي للقولِ قد / ولَّى فها أنا أشتهي أن أشتهي
حسناء من لي لو بدت وشبيبتي / لسوى الحسن ووصفها لم يبده
ما شيبة في فود مستجلى الدّمى / إلاَّ قذاة بين جفني أمرَه
أحسن بريعان الصبا ولبتره / ماءٌ على الخدين غير مموّه
أيام في لعس الشفاه تنقلي / لثماً وفي روضِ الخدود تفكّه
والدهر حيث طلبت مثل مجرد / والعيش حيث طربت مثل موَله
عيش كريم كم عتبت بمنطق / فحشى فمي درًّا فقال لهُ ره
كانت لنا الأيام ثم تصرَّمت / واعْتاض فاقدها بآه عن قه
سقياً لها ولمعشر فارقتهم / إثر الصبا العادِي فراق المكره
وقصيدة لو لم يعد عهد الصبا / عادت بأرفع من سناه وأرفه
منظومة الأسلاك في عليا فتى / عانٍ بحبِّ المكرمات مدله
لا عيبَ فيه غير أنَّ جميله / وجماله قاضٍ بعجزِ المِدْرَهِ
عمرية أعراقه علوية / ومديحه لمكرريه شهٍ شهي
وهبت يداه ونبَّهت آراؤه / فرووا العلى عن وهب بن منبّه
وأصخ لمدحة ناظمٍ في حجرِها / آوى يتيم النظم غير مسفه
أهلاً بها من أهلِ مصر وحبَّذا / من منزلٍ بالشام جادَ بمنزه
جاءت مذكّرة الجمال شريفة / مثل المليحة في إزار لهله
ما بين جاريتين وهي سبوقة / بمدا العلى سبق الجياد السَّمَّه
ظهرت وأسكرت العقول فحبذا / بين المحافل خمرة المستنكه
إيهٍ بعيشك يا بديع مقالها / قلْ كيفَ شئت عن الهوى لا أنتهي
عارضت أبيات العماد فعاذر / ولو أنها ذات العماد بأن تهي
وتركتها تبكي لآلة سمعة / قد عطَّلت بعد العماد الآله
وحططت للكندِي تاج تملك / عن جبهةٍ من قبلها لا تجبه
حتَّى عن الظليل حجّبت الهدى / وسخرت بالمتنبئ المتأله
كم أصفهانيّ غدا بك أغيراً / في الترب لم يفتح عيون منوّه
وسليل أعراب فضّلت فلم تدع / لمزهزهٍ وصفاً ولا لمجهجه
ببديعه إن قالها متحجّب / عنَّا فلا حجبت مقالة مدره
درَّت بمذهبه الكلاميّ الذي / قالَ البيان لفكرِه أشعر وافقه
من لو أشار إلى الدقائق كمّه / قرأت خواتمها عيون الأكمه
سبق الجدال وقبله سبقَ الوغى / فلوَوْا نسيق المازق المتعنّه
وتعطَّلت آراء طالب شبههم / وهم الردى لمعطَّلٍ ومشبّه
هذاك أصلهم وهذا فرعهم / أعظم بفضلِ المبتدِي والمنتهي
وممدَّح يحصى لمادح فضله / مصغ فنوّر يا ربيع ونوّه
ذي البيت وافته بيوت قصيدة / لاقت فنحْنِح يا بيان ونهنه
من آل فضل الله والقوم الأولى / زانوا الزمان وكان مثل مشوّه
أوْرَوْا زناد معاجز ما مسَّها / قدح وظنُّوا كلّ دهر أدْرَهِ
آثارهم عدد النجوم زواهراً / وعلاهم عدّ الزمان المزدهي
الصاعد الرتب التي خاضت به / نهر المجرَّة لا يقال لها مَهِ
والكاتب الأسرار يحبس خطوها / مع أنَّها في صدرِه في مهمهِ
أيُّ الممالك لم يشد بالرأي أم / أيُّ العقول بوصفه لم يُبدهِ
فالعزُّ في العتبات من أبوابهِ / ما العزّ في صهوات خيل الأجبهِ
حجبت يراعته الخطوب فيا لها / من نعمةٍ عن فضلها لم نعمهِ
سدْ يا عليّ على ذوي قلمٍ وقلْ / ليراعك اضْحك بالصريرِ وقهقهِ
وأمر بما تروي صدايَ أقم بها / مِدَحاً يضيق بها بيان الأفوهِ
إنِّي إذا الْتبس البيان وجدْتني / أضعُ العمامةَ عن جبين أجلّهِ
حرَّرت مدحك في البديع وقلتهُ / ورأيت كفّك والغمام وقلت هي
بهت العذول وقد رأت ألحاظها
بهت العذول وقد رأت ألحاظها / تركية تدع الحليم سفيها
فثنى الملام وقال دونك والأسى / هذي مضايق لست أدخل فيها
يا مذكري بندى يديه وبابه
يا مذكري بندى يديه وبابه / شهوات مصر لنا وطيب حماها
إن يحلُ عندي مشتهى أبوابه / فلقد حلا من سكّر هرَماها
شرعت يدا قاضي القضاة محمد
شرعت يدا قاضي القضاة محمد / شرع الندَى في كل حال واهي
فإذا بغى فقري عليّ حملته / بيدي إلى شرع ابن عبد الله
ومبادلين بدمعتين حلاهما
ومبادلين بدمعتين حلاهما / هذا لهذا قائم بولائهِ
كالبحر تمطره السحاب وما لها / منٌّ عليه لأنَّها من مائِهِ