أَرِني العجائبَ يا أباها
أَرِني العجائبَ يا أباها / فكَبَخْصِ عيني أنْ أراها
وأجِل بعينِي ثُمّ قل / بي ذا جَواهُ وذي قَذاها
أرِني فبين جوانحي / ممّا تُرينيهِ لَظاها
في كُلِّ يَومٍ مِن نوا / ئِبَ طارقاتٍ لي سُراها
ما لي أُقيمُ على منا / زِلَ أوْحَشَتْ ممّنْ ثَواها
وتبدّلَتْ غيرَ الّذي / قد كنتُ أعهدُ من حُلاها
آوِي هَواها بعدما / أسكنتُ في أَعلا رُباها
دِمَنٌ إذا مرّ اللَّبي / بُ على نواحيها طَواها
وكأنّه يأتي الحُتو / فَ أو الخسوفَ إذا أتاها
وَإِذا الفتى ملكَ اِختيا / راً في مآربهِ عَداها
لك عِبرَةٌ فيمنْ عَرَتْ / هُ وعبرةٌ فيمن عَراها
هيهات منك إذا نَزَلْ / تَ بها على سَغَبٍ قِراها
في قفرةٍ فقدتْ بها / عيني وقد تاهتْ ضِياها
عرّجُ على الأبواءِ منْ / عِيسٍ نَجَوْتَ به خُطاها
وتعَدَّها فالحظُّ إم / ما كنتَ تبغي في سواها
اِنظر إِلى النّعْماءِ والس / سَراءِ فيها هلْ تَراها
وكأنّها في قَفرةٍ / عَصْفٌ تصفّقهُ صَباها
ولقد عَفَتْ من قبل أنْ / أوْفَتْ فقلْ لي مَن عَفاها
قُلْ لِلقَطينِ بعُقرِها / وهو المواصِلُ لِمْ جَفاها
لِمْ ملّها من غير جُر / مٍ كان منها لِمْ قَلاها
مِن بعد ما كان المُعَر / رسَ والمُحبِّسَ لِمْ نآها
سَلْهُ لتعرفَ غَيْبَهُ / لِمْ باعها لمّا اِشتراها
ولقد لبستُ بها الغَضا / رَةَ والنَّضارةَ في دُماها
وعقيلةٍ ما لي إذا / ما زُرتُها إلّا هواها
وإذا تمنّتْ لم يَجُزْ / خَلْقي وأخلاقي مُناها
ما لي مَقيلٌ عند حَسْ / ناءِ اللَّمى إلّا حشاها
وليَ الغصونُ من الشّبي / بةِ لا أُحاذرُ من ذَواها
وإذا سخطتُ فليس لي / مِن كاعِبٍ إلّا رضاها
فَالآن أُدعى شيخَها / من بعد أنْ أُدعى فتاها
لا أطْعَمَ الرّحمنُ دا / راً للهوانِ ولا سقاها
وَاِفتَرَّ عَنها كلُّ فا / تحةٍ بماءِ المُزْنِ فاها
فالفقرُ فيها للغنى / خيرٌ كثيرٌ مِن غناها
فإذا رهنتَ القربَ من / ها والدُّنوَّ على نَواها
آمنتَ نفسك طولَ عمْ / رِك من شجاها أو أساها
ومعاشرٍ قبلوا بها / عن عِزِّ أنفسهمْ رِشاها
وتعوّدوا أنْ يأخذوا / بضراعةٍ منها جَداها
وَالذُّلُّ في الدّنيا لمن / إِمّا اِتَّقاها أوْ رجاها
خَفيتْ فما تدري لحي / رتنا خَساها مِنْ زَكاها
لم تَرضَ إلّا بالرّؤو / سِ وليس يُقنعها شَواها
ما للعيونِ عيوننا / فيهنّ حَظٌّ مِن كَراها
وكأنّما عَشِيَتْ ولمْ / يَلمُم بها هَرَماً عَشاها
وَبِنىً يَقولُ خبيرها / شُلَّتْ أنامِلُ مَن بَناها
وَأهاضبٌ ما كان إل / لا في الحَضِيضةِ مَن عَلاها
وَأَكاذبٌ دَنِسَتْ مَدا / رِعُ من تلاها أوْ رواها
كم غُطِّيَتْ بتجمُّلٍ / للسّامعين فما غطاها
أَين الّذين تبوّأوا / مِن هذه الدُّنيا عُلاها
ولهمْ أناملُ لم يَفِضْ / في المُجدِبين سوى حِباها
ما أَمسكَتْ يوم الوغى / إلّا ظُباها أوْ قَناها
وَلَهمْ إذا اِجتُنِبَتْ شرا / رُ الحربِ منها مُصطلاها
وكأنّما أحداقُهمْ / حَنَقاً على حَنَقٍ جِذاها
وإذا الشّدائدُ في رِحا / لِ معاشرٍ ألقتْ عصاها
أرْوَوْا صَداها بالنَّجي / عِ وأشبعوا لحماً طَواها
لم يَسكنوا إلّا قِلا / لاً ليس يُرقى مُرتقاها
وإذا الوغى دارتْ بمكْ / روهٍ ومحبوبٍ رَحاها
لم يأخذوا لنفوسهمْ / إلّا مُناها أوْ رداها
من كلِّ وضّاحٍ إذا / عَرَضتْ له رِيَبٌ أباها
بلغ النّهايةَ في الورى / وكأنّه ما إنْ تناهى
وإذا تولّى خُطَّةً / عن قومِه فَرْداً كفاها
ولَطالما أكدى الرّجا / لُ الحافرون إذا أَماها
وعَمُوا عن العلياءِ شا / هقةَ المحلِّ وقد رآها
ما كان يومَ عظيمةٍ / إلّا أَباها أوْ أخاها
كانوا نجومَ الأرضِ سا / مقةً وهمْ مَوْتى ثراها
طُرحوا بحالِكةٍ جَوا / نِبُها دَحاها مَن دَحاها
يَمحوهُمُ بالرّغمِ مِن / آنافهمْ منها بِلاها
دَرَجوا فما للعينِ بَعْ / دَ فِراقهم إلّا بكاها