القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عَنْتَرة بن شَدّاد الكل
المجموع : 2
يا عَبلُ أَينَ مِنَ المَنِيَةِ مَهرَبي
يا عَبلُ أَينَ مِنَ المَنِيَةِ مَهرَبي / إِن كانَ رَبّي في السَماءِ قَضاها
وَكَتيبَةٍ لَبَّستُها بِكَتيبَةٍ / شَهباءَ باسِلَةٍ يُخافُ رَداها
خَرساءَ ظاهِرَةِ الأَداةِ كَأَنَّها / نارٌ يُشَبُّ وُقودُها بِلَظاها
فيها الكُماةُ بَنو الكُماةِ كَأَنَّهُم / وَالخَيلُ تَعثُرُ في الوَغى بِقَناها
شُهُبٌ بِأَيدي القابِسينَ إِذا بَدَت / بِأَكُفِّهِم بَهَرَ الظَلامَ سَناها
صُبرٌ أَعَدّوا كُلَّ أَجرَدَ سابِحٍ / وَنَجيبَةٍ ذَبَلَت وَخَفَّ حَشاها
يَعدونَ بِالمُستَلئِمينَ عَوابِساً / قوداً تَشَكّى أَينَها وَوَجاها
يَحمِلنَ فِتياناً مَداعِسَ بِالقَنا / وُقُراً إِذا ما الحَربُ خَفَّ لِواها
مِن كُلِّ أَروَعَ ماجِدٍ ذي صَولَةٍ / مَرِسٍ إِذا لَحِقَت خُصىً بِكُلاها
وَصَحابَةٍ شُمَّ الأُنوفِ بَعَثتُهُم / لَيلاً وَقَد مالَ الكَرى بِطُلاها
وَسَرَيتُ في وَعثِ الظَلامِ أَقودُهُم / حَتّى رَأَيتُ الشَمسَ زالَ ضُحاها
وَلَقيتُ في قُبُلِ الهَجيرِ كَتيبَةً / فَطَعَنتُ أَوَّلَ فارِسٍ أَولاها
وَضَرَبتُ قَرنَي كَبشِها فَتَجَدَّلا / وَحَمَلتُ مُهري وَسطَها فَمَضاها
حَتّى رَأَيتُ الخَيلَ بَعدَ سَوادِها / حُمرَ الجُلودِ خُضِبنَ مِن جَرحاها
يَعثُرنَ في نَقعِ النَجيعِ جَوافِلاً / وَيَطَأنَ مِن حَميِ الوَغى صَرعاها
فَرَجَعتُ مَحموداً بِرَأسِ عَظيمِها / وَتَرَكتُها جَزَراً لِمَن ناواها
ما اِستَمتُ أُنثى نَفسَها في مَوطِنِ / حَتّى أُوَفّي مَهرَها مَولاها
وَلَما رَزَأتُ أَخاً حِفاظَ سِلعَةً / إِلّا لَهُ عِندي بِها مِثلاها
أَغشى فَتاةَ الحَيِّ عِندَ حَليلِها / وَإِذا غَزا في الجَيشِ لا أَغشاها
وَأَغَضُّ طَرفي ما بَدَت لي جارَتي / حَتّى يُواري جارَتي مَأواها
إِنّي اِمرُؤٌ سَمحُ الخَليقَةِ ماجِدٌ / لا أُتبِعُ النَفسَ اللَجوجَ هَواها
وَلَئِن سَأَلتَ بِذاكَ عَبلَةَ خَبَّرَت / أَن لا أُريدُ مِنَ النِساءِ سِواها
وَأُجيبُها إِمّا دَعَت لِعَظيمَةٍ / وَأُغيثُها وَأَعِفُّ عَمّا ساها
قِف بِالدِيارِ وَصِح إِلى بَيداها
قِف بِالدِيارِ وَصِح إِلى بَيداها / فَعَسى الدِيارُ تُجيبُ مَن ناداها
دارٌ يَفوحُ المِسكُ مِن عَرَصاتِها / وَالعودُ وَالنَدُّ الذَكِيُّ جَناها
دارٌ لِعَبلَةَ شَطَّ عَنكَ مَزارُها / وَنَأَت لَعَمري ما أَراكَ تَراها
ما بالُ عَينِكَ لا تَمُلُّ مِنَ البُكا / رَمَدٌ بِعَينِكَ أَم جَفاكَ كَراها
يا صاحِبي قِف بِالمَطايا ساعَةً / في دارِ عَبلَةَ سائِلاً مَغناها
أَم كَيفَ تَسأَلُ دِمنَةً عادِيَّةً / سَفَتِ الجُنوبِ دِمانَها وَثَراها
يا عَبلَ قَد هامَ الفُؤادُ بِذِكرِكُم / وَأَرى دُيوني ما يَحُلُّ قَضاها
يا عَبلَ إِن تَبكي عَلَيَّ بِحُرقَةٍ / فَلَطالَما بَكَتِ الرِجالُ نِساها
يا عَبلَ إِنّي في الكَريهَةِ ضَيغَمٌ / شَرِسٌ إِذا ما الطَعنُ شَقَّ جِباها
وَدَنَت كِباشٌ مِن كِباشٍ تَصطَلي / نارَ الكَريهَةِ أَو تَخوضُ لَظاها
وَدَنا الشُجاعُ مِنَ الشُجاعِ وَأُشرِعَت / سُمرُ الرِماحِ عَلى اِختِلافِ قَناها
فَهُناكَ أَطعَنُ في الوَغى فُرسانَها / طَعناً يَشُقُّ قُلوبَها وَكُلاها
وَسَلي الفَوارِسَ يُخبِروكِ بِهِمَّتي / وَمَواقِفي في الحَربِ حينَ أَطاها
وَأَزيدُها مِن نارِ حَربي شُعلَةً / وَأُثيرُها حَتّى تَدورَ رَحاها
وَأَكُرُّ فيهِم في لَهيبِ شُعاعِها / وَأَكونُ أَوَّلَ واقِدٍ بِصَلاها
وَأَكونُ أَوَّلَ ضارِبٍ بِمُهَنَّدٍ / يَفري الجَماجِمَ لا يُريدُ سِواها
وَأَكونُ أَوَّلَ فارِسٍ يَغشى الوَغى / فَأَقودُ أَوَّلَ فارِسٍ يَغشاها
وَالخَيلُ تَعلَمُ وَالفَوارِسُ أَنَّني / شَيخُ الحُروبِ وَكَهلُها وَفَتاها
يا عَبلَ كَم مِن فارِسٍ خَلَّيتَهُ / في وَسطِ رابِيَةٍ يَعُدُّ حَصاها
يا عَبلَ كَم مِن حُرَّةٍ خَلَّيتُها / تَبكي وَتَنعى بَعلَها وَأَخاها
يا عَبلَ كَم مِن مُهرَةٍ غادَرتُها / مِن بَعدِ صاحِبِها تَجُرُّ خُطاها
يا عَبلَ لَو أَنّي لَقيتُ كَتيبَةً / سَبعينَ أَلفاً ما رَهِبتُ لِقاها
وَأَنا المَنِيَّةُ وَاِبنُ كُلِّ مَنِيَّةٍ / وَسَوادُ جِلدي ثَوبُها وَرِداها

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025