القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : البُحْتُري الكل
المجموع : 2
أَرَجٌ لِرَيّا طَلَّةٌ رَيّاهُ
أَرَجٌ لِرَيّا طَلَّةٌ رَيّاهُ / لايَبعَدِ الطَيفُ الَّذي أَهداهُ
وَمُسَهَّدٍ لَو عادَ أَهلُ كَرىً إِلى / مُحتَلِّهِم مِنهُ لَعادَ كَراهُ
يَهواكِ لا إِنَّ الغَرامَ أَطاعَهُ / عَفواً وَلا أَنَّ السُلُوَّ عَصاهُ
مُتَخَيِّرٌ أَلفاكِ خيرَةَ نَفسِهِ / مِمَّن نَآهُ الوُدُّ أَو أَدناهُ
قَد كانَ مُمتَنِعَ الدُموعِ فَلَم تَزَل / عَيناكِ حَتّى استَعبَرَت عَيناهُ
طَلَبَت عَذابَ الصَبِّ مِن كَلَفٍ بِها / وَلَوَت بِنُجحِ الوَعدِ حينَ أَتاهُ
فَانظُر إِلى الحُكمَينِ يَختَلِفانِ بي / في الدَينِ أَقضيهِ وَلا أُقضاهُ
عَيشٌ لَنا بِالأَبرَقَينِ تَأَبَّدَت / أَيّامُهُ وَتَجَدَّدَت ذِكراهُ
وَالعَيشُ مافارَقتَهُ فَذَكَرتَهُ / لَهَفاً وَلَيسَ العَيشُ ماتَنساهُ
وَلَوَ أَنَّني أُعطي التَجارِبَ حَقَّها / فيما أَرَت لَرَجَوتُ ما أَخشاهُ
وَالشَيءُ تُمنَعُهُ يَكونُ بِفَوتِهِ / أَجدى مِنَ الشَيءِ الَّذي تُعطاهُ
خَفِّض أَسىً عَمّا شَآكَ طِلابُهُ / ماكُلُّ شائِمِ بارِقٍ يُسقاهُ
لا أَدَّعي لِأَبي العَلاءِ فَضيلَةً / حَتّى يُسَلِّمَها إِلَيهِ عِداهُ
ماّلمَرءُ تُخبَرُ عَن حَقيقَةِ سَروِهِ / كَالمَرءِ تَخبُرُ سَروَهُ وَتَراهُ
طَمَحَت عُيونُ الكاشِحينَ فَغَضَّها / شَرَفٌ بَناهُ اللَهُ حَيثُ بَناهُ
كَم بُكِّتوا بِصَنيعَةٍ مِن طَولِهِ / تُخزى وُجوهُهُم بِها وَتُشاهُ
عادَت مَكارِمَهُ اللِئامُ وَجاهِلٌ / بِمُبينِ فَضلِ الشَيءِ مَن عاداهُ
مُستَظهِرٌ بِكَتيبَةٍ يَلقى بِها / زَحفَ العِدى وَكَتيبَةٍ تَلقاهُ
صُبِغَت بِتُربَةِ أَرضِهِ راياتُهُ / وَقَنا بِمُحمَرِّ الدِماءِ قَناهُ
أَلوى بِنَهرِ أَبي الخَصيبِ وَلَم يَكُن / يُلوي بِنَهرِ أَبي الخَصيبِ سِواهُ
أَسَدٌ إِذا فَرَسَت يَداهُ أَخيذَةً / لِلمَجدِ زاوَلَ مِثلَها شِبلاهُ
مَن كانَ يَسأَلُ بي الرِفاقَ فَإِنَّني / جارٌ لِمَذحِجَ أَكرَمَت مَثواهُ
حَسبي إِذا عَلِقَت يَدي ابنَي صاعِدٍ / لِلمَكرُماتِ وَصاعِداً وَأَخاهُ
أَرضاهُمُ لِلحَقِّ أَغشاهُم بِهِ / وَأَقَلُّ مَن تَغشاهُ مَن تَرضاهُ
لا عُذرَ لِلشَجَرِ الَّذي طابَت لَهُ / أَعراقُهُ أَلّا يَطيبَ جَناهُ
قالوا أَبو عيسى تَضَمَّنَ أَسوَما / جَنَتِ الخُطوبُ عَلَيكَ قُلتُ عَساهُ
سَمَّتهُ أُسرَتُهُ العَلاءَ وَإِنَّما / قَصَدوا بِذَلِكَ أَن تَتِمَّ عُلاهُ
كُلُّ الَّذي تَبغي الرِجالُ تُصيبُهُ / حَتّى تَبَغّى أَن تُرى شَرواهُ
سِيّانِ بادِئُ فِعلِهِ وَتَلِيُّهُ / كَالبَحرِ أَقصاهُ أَخو أَدناهُ
أَحمى عَلَيهِ الفاحِشاتِ حَياؤُهُ / مِن أَن يَراهُ اللَهُ حَيثُ نَهاهُ
يُلغي الدَنِيَّةَ أَن يَروحَ مُؤَثِّراً / بِسَماعِها المُتَعَبِّدُ الأَوّاهُ
لا أَرتَضي دُنيا الشَريفِ وَدينَهُ / حَتّى يُزَيِّنَ دينُهُ دُنياهُ
مازالَ مُنقَطِعَ القَرينِ وَقَد أَرى / مَن لايَزالُ مُشاكِلاً يَلقاهُ
لَيسَ التَوَحُّدُ بِالسِيادَةِ عِندَهُم / أَن يوجَدَ الضُرَباءُ وَالأَشباهُ
ما الطَرفُ تَرجِعُهُ بِأَقصَرَ مِن مَدى / أُكرومَةٍ طالَت إِلَيهِ خُطاهُ
نَحوي بِسُؤدُدِهِ الحُظوظَ فَتارَةً / جودٌ يَطوعُ لَنا وَطَوراً جاهُ
كَالغَيثِ مايَنفَكُّ يَعتَقِدو الثَرى / خَلفٌ لِمُعظَمِ مُزنِهِ وَتُجاهُ
رَبعٌ خَلا مِن بَدرِهِ مَغناهُ
رَبعٌ خَلا مِن بَدرِهِ مَغناهُ / وَرَعَت بِهِ عينُ المَها الأَشباهُ
بَدَلاً شَنيئاً مِن مَحاسِنِ صورَةٍ / وَصَلَ القُلوبَ بِناظِرَيها اللَهُ
كانَت مُرادَ عُيونِنا فَرَمى الهَوى / رَيبُ الزَمانِ فَشَتَّ صَرفَ قُواهُ
وَلَرُبَّما أَرتَعتُ رَوضَةَ حُسنِها / طَرفي وَأَعطَيتُ الفُؤادَ مُناهُ
ماكانَ عَهدُ وِصالِها لَمّا نَأَت / إِلّا كَحُلمٍ طارَ حُلوُ كَراهُ
فَتَناسَ مَن لَم تَرجُ رَجعَةَ وُدِّهِ / وَوَصالِهِ وَتَعَزَّ عَن ذِكراهُ
بِمُجَنَّبٍ رَحبِ الفُروجِ مُشَذَّبٍ / نابي القَذالِ حَديدَةٍ أُذُناهُ
ضافي السَبيبِ مُقَلِّصِن لَم تَنخَزِل / مِنهُ القَطاةُ وَلَم يَخُنهُ شَظاهُ
صافي الأَديمِ كَأَنَّ غُرَّةَ وَجهِهِ / فَلَقُ الصَباحِ انجابَ عَنهُ دُجاهُ
يَجري إِذا جَرَتِ الجِيادُ عَلى الوَنى / فَيَبُذُّ أولى جَريِها أُخراهُ
يُدنيكَ مِن مَلِكٍ أَغَرَّ سَمَيدَعٍ / يُدنيكَ مِن أَقصى مِناكَ رِضاهُ
لَو قيلَ مَن حازَ السَماحَةَ وَالنَدى / يَومَ الفَخارِ لَقيلَ ذاكَ الشاهُ
الشاهُ شاهُ المَجدِ غَيرَ مُدافَعٍ / حازَ المَكارِمَ كُلَّها بُرداهُ
ما البَحرُ مُلتَطِمُ العُبابِ يُمِدُّهُ / بَحرٌ يَفيضُ بِسَيبِهِ عَبراهُ
يَوماً بِأَسمَحَ مِن أَسِرَّةِ كَفِّهِ / في حالَتَيهِ بِما حَوَتهُ يَداهُ
كَلّا وَلا غَيثٌ تَهَلَّلَ مُزنُهُ / بِحَيا الوَرى إِلّا كَبَعضِ نَداهُ
وَلَما أُسامَةُ وَهوَ يَحمي غيلَهُ / وَوَراءَهُ مَعَ عُرسِهي شِبلاهُ
بِأَشَدَّ مِنهُ في الزَعازِعِ مُقدِماً / وَالمَوتُ مُحتَدِمٌ يَشُبُّ لَظاهُ
يا كاهِلَ المَجدِ الَّذي بِفَعالِهِ / أَرسى قَواعِدَ طَودِهِ رُكناهُ
وَسَنامَ مَفخَرِهِ وَشَمسَةَ تاجِهِ / وَنِظامَهُ وَمَكانَ قُطبِ رَحاهُ
لَم يَبقَ حُرٌّ لَم تَسِمهُ نِعمَةٌ / جُلِيَت لَها يَومَ الفَخارِ حُلاهُ
إِلّا وَلِيَّكَ فَاِعتَبِدهُ بِشاحِجٍ / لِطَريقِهِ لَم يَحوِهِ شَطَناهُ
أَو مُقرَبٍ رَحبِ المَناخِرِ سابِحٍ / يَشجى بِهِ يَومَ اللِقاءِ عِداهُ
لَكَ هامَةُ المَجدِ التَليدِ وَهَضبُهُ / وَشِعابُهُ وَنُجودُهُ وَرُباهُ
مازِلتَ لِلأَحرارِ أَحرَزَ مَلجَإٍ / يَحتَلُّ مِنكَ الأَكرَمونَ ذُراهُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025