القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : إِبْراهيم ناجِي الكل
المجموع : 6
البحر أسأله ويسألني
البحر أسأله ويسألني / ما فيه من ريٍّ لظامئه
متمرِّدٌ عاتٍ يضلِّلني / كَذِب السَّراب على شواطئه
كم جال في وهمي فأرَّقني / أربٌ وأين الفوزُ بالأرب
وسرى بأحلامي فعلَّقها / فوق السُّهى بلوامع الشهب
في يقظةٍ مني وفي وسنٍ / صَرحٌ بِذِروَتِهِنّ متَّحد
الفجرُ والسحر المخضَّبُ من / لَبِناته والقمةُ الأبدُ
واهاً لضافي الظلّ وارِفه / قضَّيت عمري في توهّمه
لما طلعت على مشارفه / أيقنتُ أني فوق سُلَّمه
ومن العجائب في الهوى اثنان / لم يضربا للحبِّ ميعادا
ومحيِّرُ الأفهام لحظان / قَرَآ كتابَهما وما كادا
سارا فمذ وقف الهوى وقفا / يتبادلان الشوقَ والشغفا
عرف الهوى أمراً وما عرفا / من ذلك الداعي الذي هتفا
قَدَرٌ على قدرٍ تلاقينا / كلُّ الذي أدري وتدرينا
أنّا أطعناه مُلبّينا / من أنت من أنا من يُنبِّينا
لا تَمحُ رَوعَتَهَا بذكر فعالها
لا تَمحُ رَوعَتَهَا بذكر فعالها / دعها تمرّ كما بدت بجلالها
لا تنكرنَّ الشمس عند غروبها / أوَ مَا نعمت بِدِفئها وظلالها
إن كان فاتك مجدها رَأدَ الضُّحى / فاحمد لها ما كان من آصالها
قَسَت الحياة على الطّرِي
قَسَت الحياة على الطّرِي / دِ فقم بنا نَنعَى الحياه
وقسا الحبيب على الغري / بِ فلا الدموع ولا الصَّلاه
فرغ الحديث ومن رواه / طُوِي الكتاب فمن طواه
عجباً لهذا الحب من / بدء الزمان لمنتهاه
وقضائِه بين الذي / حفظ الوفاء ومن سلاه
قتلى الهوى لا يُذكرو / ن ولا حساب على الجناه
عادت لطائرها الذي غَنّاهَا
عادت لطائرها الذي غَنّاهَا / وشَدَا فهاج حَنينها وشَجاهَا
أيُّ الحظوظ أعادها لوَفيِّها / ونجيّ وحدتها وإلف صباهَا
مشبوبة التحنان تكتم نارها / عبثاً وتأبَى أن يبين لظاهَا
يا إلفيَ المعبود سِرّك ذائع / نار الحنين دفينها أفشاهَا
ماذا لقينا من لقاءٍ خاطفٍ / وعشية كالبرق حان ضحاهَا
يا ويح هاتيك الثواني لَم تقف / حتَّى نسيغ هناءةً ذقناها
حتى يمتع باليقين مكذب / عينيه في رؤيا يضلّ سناهَا
تمضي لها الأبصار مُشعلة الهوى / وتحول عنها ما تُطيق لقاهَا
تخبو العواطف في الصدور وتنتَهي / ويَجف في زهر القلوب نداهَا
وأنا أحسّ اليومَ بدء علاقة / وعنيف ثورتها وحزّ مُدَاهَا
لم تَرو منكِ نواظري وخواطري / ورجعت أذكي مهجةً وشفاهَا
مدَّ الخريف على الرياض رواقه / ومضى الربيع الطلق ما يغشاها
ما بالرياض كآبةٌ في أرضها / وسحابة تغشى أديمَ سماهَا
جمدت حمائم أيكها وأنا الذي / شاكيتها فاغرورقت عيناهَا
كيف السبيلُ إلى شفاء صبابة / الدهر أجمع ما يبلُّ صداهَا
وإلى نسائم جنة سحرية / قرّحت أجفاني على مغناهَا
قضَّيتُ أيامي أضمّ خيالها / وأضعت أيامي أقول عساهَا
عادت لطائِرها الذي غنَّاهَا
عادت لطائِرها الذي غنَّاهَا / وشدا فهاجَ حنينَها وشجَاهَا
أيُّ الحظوظِ أعادَهَا لوفيِّها / ونجيِّ وحدتها وإلفِ صباهَا
مشبوبةَ التحنانِ تكتم نارَها / عبثاً وتأبَى أن يَبينَ لظاهَا
يا إلفيَ المنشود سِرُّكَ ذائعٌ / نارُ الحنينِ دفينُهَا أفشاهَا
فيم السؤالُ أما يدلكَ جارفٌ / من صبوتي جازَ المدى وتناهَى
ودموعُ أشعارٍ أثرتَ نواحها / وجمالُكَ الوحي الذي أملاهَا
ما يصنعُ الرقباءُ في حبٍّ طغى / وصبابةٍ جُنَّت وضاعَ حِجاهَا
مدَّ الخريفُ على الرياضِ رواقه / ومضى الربيعُ الطلقُ ما يغشاهَا
ما بالرياض كآبةٌ في أرضِها / وسحابةٌ تغشَى صفاءَ سماهَا
جمدت حمائمُ أيكها وأنا الذي / شاكيتُهَا فاغرورقت عيناهَا
لهفي عليها أينَ أناتُ الصبا / وتناوحُ الغدرانِ بين رباهَا
أجرى عليها الصمتُ حتى لم يعد / إلا مخيَّبَ صرختي وصداهَا
ماذا لقينا من لقاءٍ خاطفٍ / وعشيةٍ كالبرقِ حانَ ضحاهَا
يا ويح هاتيكَ الثواني لم تقف / حتى نُسيغَ هناءةً ذقناهَا
حتى يمتِّع باليقين مكذبٌ / عينيه في رؤيا يضلُّ سناهَا
تمضي لها الأبصارُ والهةَ الهوى / وتحولُ عنها ما تطيقُ لقاهَا
عادَ الزمانُ لها بسرِّ دموعها / وخيالِ يقظتها وحلمِ كراهَا
تخبو العواطفُ في الصدورِ وتنتهي / ويجفُّ في زهر القلوب نَداهَا
وأنا أحسُّ اليومَ بدءَ علاقةٍ / وعنيفَ ثورتها وحزَّ مُداهَا
وأحس طغيانَ الهيامِ لكوكبي / ومنارِ أيامي وفجرِ هواهَا
لم تُروَ منكَ نواظري وخواطري / ورجعتُ أزكي مهجةً وشفاهَا
ما حيلةُ القربِ الوشيك بمهجةٍ / الدهرُ أجمعُ ما يبلُّ صداهَا
ما حيلةُ الآمالِ في معبودةٍ / قرَّحتُ أجفاني على مغناهَا
إلا التذكُّر وهو زادٌ منهِكٌ / ماذا تقوتُ خواطري ذكراهَا
قضَّيتُ أحلامي أضمُّ خيالها / وأضعتُ أيامي أقولُ عساهَا
لا تبكها ذَهَبَت ومات هواها
لا تبكها ذَهَبَت ومات هواها / في القلبِ متسعٌ غَداً لِسواها
أحببتُها وطويتُ صفحتَها وكم / قَرَأَ اللبيبُ صحيفةً وطواها
يا شاطئَ الأَحزانِ كم مِن موجةٍ / هَبها ارتطامةَ موجةٍ وصداها
تلك الوليدةُ لم تَطُل بُشرَاها / لمَّا تكَد تطأُ الثرى قدماها
زفَّ الصباحُ إلى الرمالِ نداءَها / وسرى النسيمُ عشيةً فنعاها
هاتِ اسقني واشرب على سرِّ الأسى / وعلى صبابةِ مهجةٍ وجواها
مهلاً نديمي كيفَ ينسى حبَّهَا / من ينشدُ السلوى على ذكراها
ما زلتَ تسقيني لتنسيني الجوى / حتى نسيتُ فما أدركتُ سواها
كانت لنا كأسٌ وكانت قصةٌ / هذا الحبابُ أعادَهَا ورواها
كأسي وشمسُ هوايَ والساقي الذي / عَصَرَ الشعاعَ لمهجتي وسقاها
الآنَ غَشَّاها الضبابُ وها أنا / خَلفَ المدامعِ والهمومِ أراها
غالَ الفناءُ حبابَهَا وضبابَهَا / وتبخرت أحلامُهَا ورؤاها

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025