المجموع : 6
البحر أسأله ويسألني
البحر أسأله ويسألني / ما فيه من ريٍّ لظامئه
متمرِّدٌ عاتٍ يضلِّلني / كَذِب السَّراب على شواطئه
كم جال في وهمي فأرَّقني / أربٌ وأين الفوزُ بالأرب
وسرى بأحلامي فعلَّقها / فوق السُّهى بلوامع الشهب
في يقظةٍ مني وفي وسنٍ / صَرحٌ بِذِروَتِهِنّ متَّحد
الفجرُ والسحر المخضَّبُ من / لَبِناته والقمةُ الأبدُ
واهاً لضافي الظلّ وارِفه / قضَّيت عمري في توهّمه
لما طلعت على مشارفه / أيقنتُ أني فوق سُلَّمه
ومن العجائب في الهوى اثنان / لم يضربا للحبِّ ميعادا
ومحيِّرُ الأفهام لحظان / قَرَآ كتابَهما وما كادا
سارا فمذ وقف الهوى وقفا / يتبادلان الشوقَ والشغفا
عرف الهوى أمراً وما عرفا / من ذلك الداعي الذي هتفا
قَدَرٌ على قدرٍ تلاقينا / كلُّ الذي أدري وتدرينا
أنّا أطعناه مُلبّينا / من أنت من أنا من يُنبِّينا
لا تَمحُ رَوعَتَهَا بذكر فعالها
لا تَمحُ رَوعَتَهَا بذكر فعالها / دعها تمرّ كما بدت بجلالها
لا تنكرنَّ الشمس عند غروبها / أوَ مَا نعمت بِدِفئها وظلالها
إن كان فاتك مجدها رَأدَ الضُّحى / فاحمد لها ما كان من آصالها
قَسَت الحياة على الطّرِي
قَسَت الحياة على الطّرِي / دِ فقم بنا نَنعَى الحياه
وقسا الحبيب على الغري / بِ فلا الدموع ولا الصَّلاه
فرغ الحديث ومن رواه / طُوِي الكتاب فمن طواه
عجباً لهذا الحب من / بدء الزمان لمنتهاه
وقضائِه بين الذي / حفظ الوفاء ومن سلاه
قتلى الهوى لا يُذكرو / ن ولا حساب على الجناه
عادت لطائرها الذي غَنّاهَا
عادت لطائرها الذي غَنّاهَا / وشَدَا فهاج حَنينها وشَجاهَا
أيُّ الحظوظ أعادها لوَفيِّها / ونجيّ وحدتها وإلف صباهَا
مشبوبة التحنان تكتم نارها / عبثاً وتأبَى أن يبين لظاهَا
يا إلفيَ المعبود سِرّك ذائع / نار الحنين دفينها أفشاهَا
ماذا لقينا من لقاءٍ خاطفٍ / وعشية كالبرق حان ضحاهَا
يا ويح هاتيك الثواني لَم تقف / حتَّى نسيغ هناءةً ذقناها
حتى يمتع باليقين مكذب / عينيه في رؤيا يضلّ سناهَا
تمضي لها الأبصار مُشعلة الهوى / وتحول عنها ما تُطيق لقاهَا
تخبو العواطف في الصدور وتنتَهي / ويَجف في زهر القلوب نداهَا
وأنا أحسّ اليومَ بدء علاقة / وعنيف ثورتها وحزّ مُدَاهَا
لم تَرو منكِ نواظري وخواطري / ورجعت أذكي مهجةً وشفاهَا
مدَّ الخريف على الرياض رواقه / ومضى الربيع الطلق ما يغشاها
ما بالرياض كآبةٌ في أرضها / وسحابة تغشى أديمَ سماهَا
جمدت حمائم أيكها وأنا الذي / شاكيتها فاغرورقت عيناهَا
كيف السبيلُ إلى شفاء صبابة / الدهر أجمع ما يبلُّ صداهَا
وإلى نسائم جنة سحرية / قرّحت أجفاني على مغناهَا
قضَّيتُ أيامي أضمّ خيالها / وأضعت أيامي أقول عساهَا
عادت لطائِرها الذي غنَّاهَا
عادت لطائِرها الذي غنَّاهَا / وشدا فهاجَ حنينَها وشجَاهَا
أيُّ الحظوظِ أعادَهَا لوفيِّها / ونجيِّ وحدتها وإلفِ صباهَا
مشبوبةَ التحنانِ تكتم نارَها / عبثاً وتأبَى أن يَبينَ لظاهَا
يا إلفيَ المنشود سِرُّكَ ذائعٌ / نارُ الحنينِ دفينُهَا أفشاهَا
فيم السؤالُ أما يدلكَ جارفٌ / من صبوتي جازَ المدى وتناهَى
ودموعُ أشعارٍ أثرتَ نواحها / وجمالُكَ الوحي الذي أملاهَا
ما يصنعُ الرقباءُ في حبٍّ طغى / وصبابةٍ جُنَّت وضاعَ حِجاهَا
مدَّ الخريفُ على الرياضِ رواقه / ومضى الربيعُ الطلقُ ما يغشاهَا
ما بالرياض كآبةٌ في أرضِها / وسحابةٌ تغشَى صفاءَ سماهَا
جمدت حمائمُ أيكها وأنا الذي / شاكيتُهَا فاغرورقت عيناهَا
لهفي عليها أينَ أناتُ الصبا / وتناوحُ الغدرانِ بين رباهَا
أجرى عليها الصمتُ حتى لم يعد / إلا مخيَّبَ صرختي وصداهَا
ماذا لقينا من لقاءٍ خاطفٍ / وعشيةٍ كالبرقِ حانَ ضحاهَا
يا ويح هاتيكَ الثواني لم تقف / حتى نُسيغَ هناءةً ذقناهَا
حتى يمتِّع باليقين مكذبٌ / عينيه في رؤيا يضلُّ سناهَا
تمضي لها الأبصارُ والهةَ الهوى / وتحولُ عنها ما تطيقُ لقاهَا
عادَ الزمانُ لها بسرِّ دموعها / وخيالِ يقظتها وحلمِ كراهَا
تخبو العواطفُ في الصدورِ وتنتهي / ويجفُّ في زهر القلوب نَداهَا
وأنا أحسُّ اليومَ بدءَ علاقةٍ / وعنيفَ ثورتها وحزَّ مُداهَا
وأحس طغيانَ الهيامِ لكوكبي / ومنارِ أيامي وفجرِ هواهَا
لم تُروَ منكَ نواظري وخواطري / ورجعتُ أزكي مهجةً وشفاهَا
ما حيلةُ القربِ الوشيك بمهجةٍ / الدهرُ أجمعُ ما يبلُّ صداهَا
ما حيلةُ الآمالِ في معبودةٍ / قرَّحتُ أجفاني على مغناهَا
إلا التذكُّر وهو زادٌ منهِكٌ / ماذا تقوتُ خواطري ذكراهَا
قضَّيتُ أحلامي أضمُّ خيالها / وأضعتُ أيامي أقولُ عساهَا
لا تبكها ذَهَبَت ومات هواها
لا تبكها ذَهَبَت ومات هواها / في القلبِ متسعٌ غَداً لِسواها
أحببتُها وطويتُ صفحتَها وكم / قَرَأَ اللبيبُ صحيفةً وطواها
يا شاطئَ الأَحزانِ كم مِن موجةٍ / هَبها ارتطامةَ موجةٍ وصداها
تلك الوليدةُ لم تَطُل بُشرَاها / لمَّا تكَد تطأُ الثرى قدماها
زفَّ الصباحُ إلى الرمالِ نداءَها / وسرى النسيمُ عشيةً فنعاها
هاتِ اسقني واشرب على سرِّ الأسى / وعلى صبابةِ مهجةٍ وجواها
مهلاً نديمي كيفَ ينسى حبَّهَا / من ينشدُ السلوى على ذكراها
ما زلتَ تسقيني لتنسيني الجوى / حتى نسيتُ فما أدركتُ سواها
كانت لنا كأسٌ وكانت قصةٌ / هذا الحبابُ أعادَهَا ورواها
كأسي وشمسُ هوايَ والساقي الذي / عَصَرَ الشعاعَ لمهجتي وسقاها
الآنَ غَشَّاها الضبابُ وها أنا / خَلفَ المدامعِ والهمومِ أراها
غالَ الفناءُ حبابَهَا وضبابَهَا / وتبخرت أحلامُهَا ورؤاها