أَولا تَراهُم يَرتَدونَ
أَولا تَراهُم يَرتَدونَ / اللَيلَ حَتّى منتَهاه
يَستَنزِفونَ دم الشَبا / بِ وَيَرقُصونَ عَلى قواه
هذا فَتىً كانَت تَموَّ / جُ بِالجَواذِبِ وُجنَتاه
كانَ النَدى يَطفو عَل / ى آمالِهِ وَعَلى صِباه
كانَت أَزاهيرُ الربى بِالأَ / مسِ تَسكَرُ مِن شَذاه
وَذُرى الجِبالِ إِذا رَأَتهُ تَ / قولُ ما أَعلى ذُراه
ماذا دَهاهُ اليَومَ الشَه / واتُ تَعرفُ ما دَهاه
أَما الجَمالُ فَإِنَّهُ لَم تَب / قَ تَعرفه دُماه
وَلَكَم سَمِعتُ الوَردَ يُن / كِرُهُ فَيَسأَل مَن تُراه
وَالفَجرُ أَصبَحَ يَعرِفُ الد / نيا جَميعاً ما عَداه
عَهدانِ عَهد هَوىً نَق / يٍّ ماتَ في سَرف وجاه
وَهوىً يعربِد في دمي / وَتنشّ في كَأسي دِماه
لَم أَدرِ مَن هيَ أُمه الع / رّى وَلم أَعرِف أَباه
بَحرٌ مِن الشُبهات مِر / آةٌ لِأَهوالِ الحَياه
أَلهمَّ صخرتُه الصَغي / رَة وَالمَساخِر شاطِئاه
لا تطعمِ الحُبَّ اللجام / وَدَعه يَدلج في سراه
دَعهُ فَأَمُّ الطِفل تم / لكهُ كَما مَلَكَت سِواه
لِسَريرِها خَلجاته وَل / مرشَفيها مرشفاه
وَنِساء هذا العَصر إِن / أَحبَبنَ أَطعَمنَ الشفاه
أَما قُلوب العاشِقاتُ / فَإِنَّها وَآخجَلتاه