المجموع : 9
هَذاكَ مغناهُم فقِف في بينهِ
هَذاكَ مغناهُم فقِف في بينهِ / وحذارِ ثُمَّ حذارِ أعيُنَ عينهِ
لا تَغترِر بفُتورِ أحداقِ الَمها / ففتورُها خَوضُ الرَّدى من دُونهِ
وعنِ اليمينِ من المضاربِ معهدٌ / لرشاً وثِقتُ بعهدهِ ويمينهِ
خَصرُ الَّلمى يروي السَّقامَ بصحَّةٍ / جسمي الضَّعيفُ بخصرهِ وجُفونهِ
قمرٌ ضللتُ بخالِه وبشَعرهِ / لكن هُديتُ بثغرهِ وجبينهِ
ترتاعُ أقمارُ الدُّجا من نُورهِ / وتغارُ أغصانُ النَّقا من لينهِ
أودعتُه قلبي وأعلمُ أنني / أودعتُه سَفَهاً لغيرِ أمينهِ
يا يومَ غُرَّبَ لستُ أوَّلَ عاشقٍ / هتَكت سرائرهُ غُروبُ شُؤنِه
كم في الظَّعائنِ من كثيرٍ ضَغائنٍ / لم يَرثِ للصَّبِّ الشَّجي وشُجونِهِ
متبسِّمٍ من ثغرهِ عن جَوهرٍ / متنضِّدٍ روحي فداءُ ثمينهِ
يُلهي هواهُ المترفَ المرتاحَ عن / دُنياهُ والُمحيي الدُّجا عن دينِهِ
قف سائلاً بلوى الكثيبِ الأيمنِ
قف سائلاً بلوى الكثيبِ الأيمنِ / داراً عفت فكأنَّها لم تُسكنِ
وحذارِ أَحداقَ الظبِّاءِ فَلم تزل / حُمرُ المنايا في سَوادِ الأعيُنِ
أعلمتَ كَم كابدتُ يومَ الُمنحنَى / كمداً عليهِ غدت ضُلوعي تنحني
ظَغنَت ركائبُهم فلا ظِلَّي نَدٍ / من بَعدِ فُرقتِهم ولا عَيشي هني
رَحلوا بواضحةِ الجَبينِ إِذا بدت / فلِمُجتلٍ وإِذا انَثنَت فلمُجتني
هَيفا القوام يهزُّ من أعطافِها / سُكرُ الشَّبيبةِ غُصنَ قَدِّ ليِّنِ
تُرخي ذوائبَها إِذا خطرت ضحىً / فترَى الصبَّاح يجرُّ ذيلَ الَموهنِ
يا ظبيةً عُشَّاقُها في حُسنها / لا يظفرونَ بغيرٍ حظِّ الألسنِ
أَمَّا الغرامُ كما عهدتِ فإنَّهُ / باقٍ وأمَّا الصَّبرُ عنكِ فَقَد فني
أرجو خيالَكِ والرُّقادُ مُشرَّدٌ / عنِّي لَقَد أمَّلتُ ما لم يُمكنِ
أنا مثلُ خَصركِ من سُلُوي مُقترِ / وكمثلِ ردفِكِ من صَباباتي غَني
دونَ الحِمى والرَّملِ من يَبرينه
دونَ الحِمى والرَّملِ من يَبرينه / سربُ تَصيدُ الأُسدَ أعيُنُ عِينهِ
مِن كلِّ جائلةِ الوشاحِ يزينُها / قدٌّ يميلُ معَ النَّسيمِ ولينهِ
وأغنَّ مرهوبِ اللِّحاظِ إذا سَطا / كانت ظباهُ البيضَ سودُ جفونهِ
ولعَ الصبِّا بقَوامِه فأمالَه / ولعَ الصبَّا يومَ الحِمى بغُصونهِ
يا مُستريحَ القلبِ مِن ألمِ الجوى / حاشاكَ من دائي ومرِّ دفينهِ
لا يغرُرنَّكَ حيُّ وادي المنحنى / فالسمهريَّةُ شرعٌ من دونهِ
إياكَ عن ذاك المحلِّ وإن حَلا / لأخي الصبَّابةِ فيهَ ريبُ مَنونهِ
فحمامُه كبُزاتهِ وظِباؤهُ / كأسُودهِ وكِناسُه كعَرينهِ
حَدِّثه عن نجدٍ فَلولا عِينُهُ
حَدِّثه عن نجدٍ فَلولا عِينُهُ / وعُيونها ما جُنَّ منه جُنونُهُ
واسَتملِ ما تُمليهِ عَبقَةُ روضهِ / سَحراً وترفَعُه إليكَ غُصونُه
وانقل أسانيدَ الهوَى عن أضلعي / فحديثُ أهل العشقِ أنتَ أمينُهُ
يا سعدُ أسعدَك الإِلهُ ولا خلا / مَغناكَ مِن خِلِّ رآكَ تُعيِنهُ
أعدِ الحديثَ عن الحبيبِ مكرِّراً / أخبارَه فالصَّبُّ هذا دِينُهُ
ولعلَّ ما تَرويهِ يحملُ لوعةً / في طَيِّها داءٌ يَهيجُ دَفينهُ
وبأيمنِ العَلمينِ ظبيٌ مُهجتي / تَشكو السَّقامَ وخصرُهُ وجفونُهُ
بالرَّاحِ طافَ كلامُه وبمثِلها / ألحاظُه وخدُودهُ ويَمينُهُ
يا بَرقُ عُج من غَيرِ أَينِ
يا بَرقُ عُج من غَيرِ أَينِ / سَحَراً بوادي النَّيرَيينِ
ولكم به من جنتين / محفوفتين بكوثرين
ومهُزجين على ذُرى / أَشجاره ومُزمِّلينِ
في عُرسِ نُوَّار الجِنا / نِ تَراقصانِ مُصفِّقينِ
وَخميلَىٍ تختالُ من / خطرتِها في حُلَّتينِ
مُتنميَنِ مُسَهَّمينِ / مُدَرهَمَينِ مُدَنَّرَينِ
لَكَ كالعَرائس تُجتَلى / عِندَ العِيانِ لِكُلِّ عَينِ
كَم قَد سَقانا رِيمها ال / شافي سُلافَ الرَّاحَتَينِ
ما بَينَ رَيحانِ العِذَارِ / وُروسِ وَردِ الوجنتَينِ
أَفديهِ مِن قَمَر غَدا / لَمَّا بدا في عَقربَينِ
في أَسودَينِ مُحَجَّلينِ / وَأَبيضينِ مُوَرَّدينِ
وَلَهُ أَسيلٌ مِسكُهُ / قَد سارَ في كافُورَتينِ
يا بَرقُ مُرَّ بِروقِهِ / في كُلِّ يَومِ مَرتينِ
وإِذا رَكبِتَ منَ الغَما / مِ بأَسودَينِ مُصَولجينِ
فَافضُض ختامِي عارِضي / نِ مُمسَّكينِ مُعَنبرينِ
وارقُم بأَقلامِ الحَيا ال / وَسميَّ طِرزَ الغُوطَتَينِ
ما هامَ وجداً بالغُصونِ ولا القَنا
ما هامَ وجداً بالغُصونِ ولا القَنا / لَولا ادكارُ قُدودِ أهلِ المنحنَى
كلاَّ ولولا عِينُ أعيُنِ سربِهِم / ما اشتاقَ بالرَّملِ الغَزالَ الأَعينا
سَلبَتَهُ يومَ لِوى الُمحصَّبِ صَبرَهُ / عِينٌ بَعثَنَ إِلى حَشاهُ الأَعينُا
لَولا لَواحِظُه لما حكمض الهوى / يوماً عليهِ ولا تعلَّلَ بالُمنى
يا جيرَةٌ باتَ البُرَيقُ يَقُصُّ لي / عَنُهم أَحاديثَ الأَبيرقِ مَوهِنا
رقُّوا فقد رقَّ النَّسيمُ لِعاشِقٍ / لم يجن إلاَّ الُمرِّ مِن حُلوِ الجَنى
وَمُعربدِ الأَلحاظِ لولا فَترَةٌ / في جَفنِهِ فَتكَت لواحِظُه بِنا
أزرى بِسُمرِ اللَّحظِ عاملُ قَدِّهِ / وَأَذاقَ بِيضَ الهِندِ ناظرُهُ الضَّنى
لَو قِستَ بالشَّمسِ الُمنيرةِ وَجهَهُ / لَرأيتَ أَدنَى النَّيِّرينِ الأَحسنا
حدَّثتَ عَن رَندِ العَقيقِ وبانِهِ
حدَّثتَ عَن رَندِ العَقيقِ وبانِهِ / حَدِّث إذا حَدَّثتَ عَن سُكانِهِ
قِف بِالَمطيَّ لَعَلَّنا نُشفَى بِمَا / قَد ضَاعَ مِنها من ثَرى أَوطانِهِ
يا لابِساً حُلَلَ النَّسيمِ منَ الحِمَى / وَمُضمَّخاً بالطَّيبِ من كُثبانِه
ومُعانِقاً نَفَسَ الصَّبا من دَوحِهِ / وَمُلثَّماً بِشذا ثَرى حُوذانِهِ
وَمُحدِّثاً يَروي حديثاً مُسنَداً / عَن ذِلكَ اللَّبَّانِ عن جيرانِهِ
حُيِّيتَ من سارِ يُسرُّ حديثَهُ / ويَفوحُ نشرُ الضَّالِ من أردانِهِ
أَحييتَ منا كُلَّ ميتِ مُتَيَّمِ / وَأَعَدت مِنهُ الرُّوحَ في جُثمانِهِ
وَنَقلتَ عَن أَهلِ الكَثيبِ رسالَةً / وَأَرى النَّسيمَ يَبُثُّها بلِسانهِ
وَيَقولُ إِنَّهمُ على ما خِلتَهم / مِن عَهدِ أَيَّامِ الحِمَى وَزَمانِهِ
قَتلي بِناظِرِ طَرفِهِ الوَسنانِ
قَتلي بِناظِرِ طَرفِهِ الوَسنانِ / وَبِعَامِلٍ من قَدِّهِ وَسِنَانِ
أَحلى إِلى قَلبي وَقَد عزَّ العَزا / من ذِلَّتي ومَرارةٍ الهِجرانِ
يا صاحِ إِن رُمتَ الُمرورَ بِرامةٍ / حَذِراً عَلَيَّ مراتِعَ الغِزلانِ
فيها تَعلَّقتُ الهَوَى وَعَرفتُ من / بالصَّدِّ والهَجرِ الطَّويلِ رَماني
سِر بي إلى سِربي بِمنُعرَجِ اللِّوى / فَلَعلَّ تُروَى غُلَّةُ الظَّمآنِ
وَعَليكَ بالغُصُنِ الرَّطيبِ فَفَيهِ ما / في الروَّضِ من زَهرٍ وفي البُستانِ
لولا اخضِرارُ عِذارِهِ ما كُنتُ في / كَلَفي أَهيمُ بِخُضرةِ الرَّيحانِ
كَلاَّ وَلَولا عامِلٌ من قَدَّهِ / ما ملِتُ من كَلَفي إِلى الأَغصانِ
ما ضَرَّ مَعسولَ القَوامِ رَشيقَهُ / لَو زانَ مِنهُ الحُسنَ بالإِحسانِ
أُنسيتُه وحُرِمتُ خمرةَ ريقِهِ / إن حلَّ قَطُّ سِواهُ في إِنساني
لا ذَنبَ إلاَّ للعُيونِ فَإِنَّها / قَد حَسَّنَت من عِطفِ غُصنِ البانِ
سَرَقَت نِصابَ الحُسنِ مِنهُ فَنالَها / قَطعُ الرُّقادِ وذاكَ حَقُّ الجَاني
يا خالق الدُّنيا وباسِطَ رِزقِها
يا خالق الدُّنيا وباسِطَ رِزقِها / وجميعَ ما فيها منَ الحَيوانِ
يا حيُّ يا قيُّومُ يا سبُّوحُ يا / قُدُّوسُ يَا من ما لَهُ من ثاني
اِرحَم ضَعِيفاً قَد أَتاكَ وَمَالهُ / شيءٌ منَ الحَسناتِ في المِيزانِ
غيرَ الشهادةِ عنكَ أَنَّكَ واحدٌ / ومحمَّدٌ عبدٌ لدينِكَ باني
أَرسلتَهُ فأَقامَ إِذ أَيَّدتَهُ / باللُّطفِ مِنكَ شَرائعَ الإِيمانِ
إِن كانَ لا يرجوكَ إِلاَّ مُحسنٌ / فَبمَن يَلوذُ وَيستجيرُ الجَاني