القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : شِهاب الدين التَّلَّعْفَري الكل
المجموع : 9
هَذاكَ مغناهُم فقِف في بينهِ
هَذاكَ مغناهُم فقِف في بينهِ / وحذارِ ثُمَّ حذارِ أعيُنَ عينهِ
لا تَغترِر بفُتورِ أحداقِ الَمها / ففتورُها خَوضُ الرَّدى من دُونهِ
وعنِ اليمينِ من المضاربِ معهدٌ / لرشاً وثِقتُ بعهدهِ ويمينهِ
خَصرُ الَّلمى يروي السَّقامَ بصحَّةٍ / جسمي الضَّعيفُ بخصرهِ وجُفونهِ
قمرٌ ضللتُ بخالِه وبشَعرهِ / لكن هُديتُ بثغرهِ وجبينهِ
ترتاعُ أقمارُ الدُّجا من نُورهِ / وتغارُ أغصانُ النَّقا من لينهِ
أودعتُه قلبي وأعلمُ أنني / أودعتُه سَفَهاً لغيرِ أمينهِ
يا يومَ غُرَّبَ لستُ أوَّلَ عاشقٍ / هتَكت سرائرهُ غُروبُ شُؤنِه
كم في الظَّعائنِ من كثيرٍ ضَغائنٍ / لم يَرثِ للصَّبِّ الشَّجي وشُجونِهِ
متبسِّمٍ من ثغرهِ عن جَوهرٍ / متنضِّدٍ روحي فداءُ ثمينهِ
يُلهي هواهُ المترفَ المرتاحَ عن / دُنياهُ والُمحيي الدُّجا عن دينِهِ
قف سائلاً بلوى الكثيبِ الأيمنِ
قف سائلاً بلوى الكثيبِ الأيمنِ / داراً عفت فكأنَّها لم تُسكنِ
وحذارِ أَحداقَ الظبِّاءِ فَلم تزل / حُمرُ المنايا في سَوادِ الأعيُنِ
أعلمتَ كَم كابدتُ يومَ الُمنحنَى / كمداً عليهِ غدت ضُلوعي تنحني
ظَغنَت ركائبُهم فلا ظِلَّي نَدٍ / من بَعدِ فُرقتِهم ولا عَيشي هني
رَحلوا بواضحةِ الجَبينِ إِذا بدت / فلِمُجتلٍ وإِذا انَثنَت فلمُجتني
هَيفا القوام يهزُّ من أعطافِها / سُكرُ الشَّبيبةِ غُصنَ قَدِّ ليِّنِ
تُرخي ذوائبَها إِذا خطرت ضحىً / فترَى الصبَّاح يجرُّ ذيلَ الَموهنِ
يا ظبيةً عُشَّاقُها في حُسنها / لا يظفرونَ بغيرٍ حظِّ الألسنِ
أَمَّا الغرامُ كما عهدتِ فإنَّهُ / باقٍ وأمَّا الصَّبرُ عنكِ فَقَد فني
أرجو خيالَكِ والرُّقادُ مُشرَّدٌ / عنِّي لَقَد أمَّلتُ ما لم يُمكنِ
أنا مثلُ خَصركِ من سُلُوي مُقترِ / وكمثلِ ردفِكِ من صَباباتي غَني
دونَ الحِمى والرَّملِ من يَبرينه
دونَ الحِمى والرَّملِ من يَبرينه / سربُ تَصيدُ الأُسدَ أعيُنُ عِينهِ
مِن كلِّ جائلةِ الوشاحِ يزينُها / قدٌّ يميلُ معَ النَّسيمِ ولينهِ
وأغنَّ مرهوبِ اللِّحاظِ إذا سَطا / كانت ظباهُ البيضَ سودُ جفونهِ
ولعَ الصبِّا بقَوامِه فأمالَه / ولعَ الصبَّا يومَ الحِمى بغُصونهِ
يا مُستريحَ القلبِ مِن ألمِ الجوى / حاشاكَ من دائي ومرِّ دفينهِ
لا يغرُرنَّكَ حيُّ وادي المنحنى / فالسمهريَّةُ شرعٌ من دونهِ
إياكَ عن ذاك المحلِّ وإن حَلا / لأخي الصبَّابةِ فيهَ ريبُ مَنونهِ
فحمامُه كبُزاتهِ وظِباؤهُ / كأسُودهِ وكِناسُه كعَرينهِ
حَدِّثه عن نجدٍ فَلولا عِينُهُ
حَدِّثه عن نجدٍ فَلولا عِينُهُ / وعُيونها ما جُنَّ منه جُنونُهُ
واسَتملِ ما تُمليهِ عَبقَةُ روضهِ / سَحراً وترفَعُه إليكَ غُصونُه
وانقل أسانيدَ الهوَى عن أضلعي / فحديثُ أهل العشقِ أنتَ أمينُهُ
يا سعدُ أسعدَك الإِلهُ ولا خلا / مَغناكَ مِن خِلِّ رآكَ تُعيِنهُ
أعدِ الحديثَ عن الحبيبِ مكرِّراً / أخبارَه فالصَّبُّ هذا دِينُهُ
ولعلَّ ما تَرويهِ يحملُ لوعةً / في طَيِّها داءٌ يَهيجُ دَفينهُ
وبأيمنِ العَلمينِ ظبيٌ مُهجتي / تَشكو السَّقامَ وخصرُهُ وجفونُهُ
بالرَّاحِ طافَ كلامُه وبمثِلها / ألحاظُه وخدُودهُ ويَمينُهُ
يا بَرقُ عُج من غَيرِ أَينِ
يا بَرقُ عُج من غَيرِ أَينِ / سَحَراً بوادي النَّيرَيينِ
ولكم به من جنتين / محفوفتين بكوثرين
ومهُزجين على ذُرى / أَشجاره ومُزمِّلينِ
في عُرسِ نُوَّار الجِنا / نِ تَراقصانِ مُصفِّقينِ
وَخميلَىٍ تختالُ من / خطرتِها في حُلَّتينِ
مُتنميَنِ مُسَهَّمينِ / مُدَرهَمَينِ مُدَنَّرَينِ
لَكَ كالعَرائس تُجتَلى / عِندَ العِيانِ لِكُلِّ عَينِ
كَم قَد سَقانا رِيمها ال / شافي سُلافَ الرَّاحَتَينِ
ما بَينَ رَيحانِ العِذَارِ / وُروسِ وَردِ الوجنتَينِ
أَفديهِ مِن قَمَر غَدا / لَمَّا بدا في عَقربَينِ
في أَسودَينِ مُحَجَّلينِ / وَأَبيضينِ مُوَرَّدينِ
وَلَهُ أَسيلٌ مِسكُهُ / قَد سارَ في كافُورَتينِ
يا بَرقُ مُرَّ بِروقِهِ / في كُلِّ يَومِ مَرتينِ
وإِذا رَكبِتَ منَ الغَما / مِ بأَسودَينِ مُصَولجينِ
فَافضُض ختامِي عارِضي / نِ مُمسَّكينِ مُعَنبرينِ
وارقُم بأَقلامِ الحَيا ال / وَسميَّ طِرزَ الغُوطَتَينِ
ما هامَ وجداً بالغُصونِ ولا القَنا
ما هامَ وجداً بالغُصونِ ولا القَنا / لَولا ادكارُ قُدودِ أهلِ المنحنَى
كلاَّ ولولا عِينُ أعيُنِ سربِهِم / ما اشتاقَ بالرَّملِ الغَزالَ الأَعينا
سَلبَتَهُ يومَ لِوى الُمحصَّبِ صَبرَهُ / عِينٌ بَعثَنَ إِلى حَشاهُ الأَعينُا
لَولا لَواحِظُه لما حكمض الهوى / يوماً عليهِ ولا تعلَّلَ بالُمنى
يا جيرَةٌ باتَ البُرَيقُ يَقُصُّ لي / عَنُهم أَحاديثَ الأَبيرقِ مَوهِنا
رقُّوا فقد رقَّ النَّسيمُ لِعاشِقٍ / لم يجن إلاَّ الُمرِّ مِن حُلوِ الجَنى
وَمُعربدِ الأَلحاظِ لولا فَترَةٌ / في جَفنِهِ فَتكَت لواحِظُه بِنا
أزرى بِسُمرِ اللَّحظِ عاملُ قَدِّهِ / وَأَذاقَ بِيضَ الهِندِ ناظرُهُ الضَّنى
لَو قِستَ بالشَّمسِ الُمنيرةِ وَجهَهُ / لَرأيتَ أَدنَى النَّيِّرينِ الأَحسنا
حدَّثتَ عَن رَندِ العَقيقِ وبانِهِ
حدَّثتَ عَن رَندِ العَقيقِ وبانِهِ / حَدِّث إذا حَدَّثتَ عَن سُكانِهِ
قِف بِالَمطيَّ لَعَلَّنا نُشفَى بِمَا / قَد ضَاعَ مِنها من ثَرى أَوطانِهِ
يا لابِساً حُلَلَ النَّسيمِ منَ الحِمَى / وَمُضمَّخاً بالطَّيبِ من كُثبانِه
ومُعانِقاً نَفَسَ الصَّبا من دَوحِهِ / وَمُلثَّماً بِشذا ثَرى حُوذانِهِ
وَمُحدِّثاً يَروي حديثاً مُسنَداً / عَن ذِلكَ اللَّبَّانِ عن جيرانِهِ
حُيِّيتَ من سارِ يُسرُّ حديثَهُ / ويَفوحُ نشرُ الضَّالِ من أردانِهِ
أَحييتَ منا كُلَّ ميتِ مُتَيَّمِ / وَأَعَدت مِنهُ الرُّوحَ في جُثمانِهِ
وَنَقلتَ عَن أَهلِ الكَثيبِ رسالَةً / وَأَرى النَّسيمَ يَبُثُّها بلِسانهِ
وَيَقولُ إِنَّهمُ على ما خِلتَهم / مِن عَهدِ أَيَّامِ الحِمَى وَزَمانِهِ
قَتلي بِناظِرِ طَرفِهِ الوَسنانِ
قَتلي بِناظِرِ طَرفِهِ الوَسنانِ / وَبِعَامِلٍ من قَدِّهِ وَسِنَانِ
أَحلى إِلى قَلبي وَقَد عزَّ العَزا / من ذِلَّتي ومَرارةٍ الهِجرانِ
يا صاحِ إِن رُمتَ الُمرورَ بِرامةٍ / حَذِراً عَلَيَّ مراتِعَ الغِزلانِ
فيها تَعلَّقتُ الهَوَى وَعَرفتُ من / بالصَّدِّ والهَجرِ الطَّويلِ رَماني
سِر بي إلى سِربي بِمنُعرَجِ اللِّوى / فَلَعلَّ تُروَى غُلَّةُ الظَّمآنِ
وَعَليكَ بالغُصُنِ الرَّطيبِ فَفَيهِ ما / في الروَّضِ من زَهرٍ وفي البُستانِ
لولا اخضِرارُ عِذارِهِ ما كُنتُ في / كَلَفي أَهيمُ بِخُضرةِ الرَّيحانِ
كَلاَّ وَلَولا عامِلٌ من قَدَّهِ / ما ملِتُ من كَلَفي إِلى الأَغصانِ
ما ضَرَّ مَعسولَ القَوامِ رَشيقَهُ / لَو زانَ مِنهُ الحُسنَ بالإِحسانِ
أُنسيتُه وحُرِمتُ خمرةَ ريقِهِ / إن حلَّ قَطُّ سِواهُ في إِنساني
لا ذَنبَ إلاَّ للعُيونِ فَإِنَّها / قَد حَسَّنَت من عِطفِ غُصنِ البانِ
سَرَقَت نِصابَ الحُسنِ مِنهُ فَنالَها / قَطعُ الرُّقادِ وذاكَ حَقُّ الجَاني
يا خالق الدُّنيا وباسِطَ رِزقِها
يا خالق الدُّنيا وباسِطَ رِزقِها / وجميعَ ما فيها منَ الحَيوانِ
يا حيُّ يا قيُّومُ يا سبُّوحُ يا / قُدُّوسُ يَا من ما لَهُ من ثاني
اِرحَم ضَعِيفاً قَد أَتاكَ وَمَالهُ / شيءٌ منَ الحَسناتِ في المِيزانِ
غيرَ الشهادةِ عنكَ أَنَّكَ واحدٌ / ومحمَّدٌ عبدٌ لدينِكَ باني
أَرسلتَهُ فأَقامَ إِذ أَيَّدتَهُ / باللُّطفِ مِنكَ شَرائعَ الإِيمانِ
إِن كانَ لا يرجوكَ إِلاَّ مُحسنٌ / فَبمَن يَلوذُ وَيستجيرُ الجَاني

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025