المجموع : 3
أَظُبى سُيوف أَم عُيون العَينِ
أَظُبى سُيوف أَم عُيون العَينِ / وَسِقامُ جِسم أَم سِقامُ جُفونِ
يا ظَبيَةَ الحَرمِ البَخيلة ما أَرى / ذاتَ التَكرُّم عَنكم تُسليني
حتّامَ يَسفحُ كُلُّ سَفحٍ مَدمَعي / والامَ لا تُقضى لديك دُيوني
طَرقَت وَقَد نامَ الخليُّ وَبيننا / جَبَلا زَرودَ وَبُرقَتا يَبرينِ
طرق الخَيالَ فَلَستُ مَن يَقوى عَلى / طَيفين طَيفِ كرى وَطَيفِ جُنونِ
كَفّي كفى بالفَقرِ دونك شاغِلاً / وَسُرايَ بَينَ سُهولِهِ وَحُزون
فَقَلائِصُ الهَمِّ الَّتي حَمَّلتُها / جُمَل المَديحِ إِلى جَمالِ الدينِ
سَمِحٌ إِذا قالَت شَواهِدُ جودِهِ / أَرجوه قالَ عَقائِد
يَرضى بِدون الشُكرِ مِن سُؤالِهِ / كَرَماً وَلا يَرضى لَهم
فالعِرضُ كالحَرَمِ المَصون بِبَذلِهِ / وَنَوالُه وَالمالُ غَيرُ مَصونِ
لا نَيله كَدرٌ بِكَثرَةِ مَطلِهِ / أَبَداً وَلا ما مَنَّ بالتَموينِ
قاضٍ يَرُدُّ الحقَّ أَبيضَ واضِحاً / إِن ضَلَّ رأيُ الحاكِمِ المأفونِ
يا عيد كُلِّ مُعيِّدٍ وَرَجاءَ كُلِّ / مُؤَمِّلٍ يا فَرحَةَ المِسكينِ
فَرضانِ شُكرِكَ وَالصَلاحُ يليهُما / عيدان عيدُ نَدىً وَعيدُ الدينِ
فاِسلم عَلى رَغمِ الحَسودِ مُخَلَّداً / ما غَنَّتِ الأَطيار فَوقَ غُصونِ
عَجباً لطيفكَ حين أَسعفَ موهِنا
عَجباً لطيفكَ حين أَسعفَ موهِنا / أَيُسىءُ بي وَيُزيلُ نَومي مُحسِناً
وَيُسري عَلى هَولِ الظَلامِ الى شَجٍ / لَو لا يَئِنُّ جَوىً لأَخفاهُ الضَنا
لَم أَنسَهُ وَتَيقُظي يُودي بِهِ / وَيَقولُ غير مُوَدِّع لا تَنسَنا
أَدنى مَراشِفَه فَقُلتُ تَعَجّباً / كَذِبَ الَّذي زَعمَ الخَيالَ مِن المُنى
لَم تجلهِ سِنَةُ الكَرى حَتّى اِنجلَت / عَنّي عَلى رُغمي فَودَّعَ واِنثَنى
بَذلَ الوِصالَ وَدونَهُ قِصَرُ الكَرى / ثُمَّ اِنثنَيتُ وَدونَهُ طولُ القَنا
هَل وَقفة أَشكو فتبرد لي حشاً / أَلهَبتَها وَجَعلتَها لَكَ مَسكَنا
بِأَبي الَّذي قالَ أدَّرِع لتجنُّبي / صَبراً فَما أَذنَبتُ ذَنباً هيِّنا
صَرَّحت باسمي فاِفتَضحتَ وَلَم تَضِق / عَنكَ الصِفاتُ وَلا عَجِزتَ عِن الكُنى
قُلتُ التذذتُ بِذكرِكُم فَرأَيته / أَولى مِن الوَصفِ المبين وَأَبينَا
فَعَساكَ تخفى بالسَميِّ وَمَن يَصِف / فردَ الصِفاتِ فَلَيسَ يَخفى من عَنا
قال اكنِ عَنّا غَيرَنا فأَجِبته / أَضحى لِساني عَن سِواكُم أَلكَنا
حَفِط اللِسان عَن القَبيح أَمانُ
حَفِط اللِسان عَن القَبيح أَمانُ / يَزكو بِهِ الاسلامُ وَالإِيمانُ
وَالصَمتُ عَمّا لا / بِوجودِها يَتَحَمَّلُ الانسانُ
وَحَياتُهُ مَحمودَةٌ بَينَ الوَرى / إِن تَختَفلِف في شُكرِهِ الأَديانُ
وَإِذا جِناياتُ الجَوارِح عُدِّدَت / فَأَشَدُّها يَجني عَلَيكَ لسانُ
حافِظاً لِفُصولِهِ / فيهِ يَخِفُّ وَيَثقِلُ الميزانُ
وَاِجعَل لَك التَقوى عِناناً مانِعاً / عَن فَضلِ قول مالَه
قالقَولُ فيهِ جَواهِرٌ مَنظومَةٌ / وَمعائِبٌ تَشقى بِها الآذانُ
وَلَرُبَّما نُشرت دَواوين التُقى / بالحَشرِ مالكَ بَينَها ديوانُ
مَهما تَقُل في الناسِ قالوا مِثلَهُ / وَلَرُبَّما زادوا عَلَيكَ وَمانوا
وَلَو اِستَتَرتَ بِثَلبهم لَم يَلبَثوا / الّا وَسرُّكَ بينهم اعلانُ
لا يَقصدونَ الصَفحَ عَمّا قُلتَهُ / فيهم لشيطانِ الخَنا اِخوانُ
وَالصَبرُ مَحمودُ المغَبِّ وَإِنَّما / يَقوى عَلى بَعضِ الأَذى الأَعيانُ
مَن كَفَّ كَفَّ الناسُ عَنهُ وَمَن أَبى / إِلّا الخَنا فكما يَدينُ يُدانُ
وَالحِلمُ يُطفىء عَنكَ كُلَّ عَظيمَة / كالماءِ لا تَبقى بِهِ النِيرانُ
وَالغُشُّ يُزري بِالفَتى وَلَو أَنَّهُ / بالفَهم قسٌّ وَالصَلاحِ بَيانُ
إِن تَبغِ عِزّاً في اِجتِرائِكَ أَوّلاً / فالنُكرُ في رَدِّ الجَوابِ هَوانُ
كُن كالطَبيب رأى الصَلاحَ بِلُطفِهِ / أَو كالزُلالِ نَجى بِهِ الظَمآنُ
وَإِذا بَسطتَ لِسانَ مَن لَم يَنهِهِ / دينٌ فأَينَ العَقلُ وَالعِرفانُ
لا تَرضَ أَن تَبقى عَلى أُغلوطة / يَغشاكَ فيها السُخطُ وَالشنآن
وَتَتَدارَكَ الأَمرَ الَّذي قَدَّمتَهُ / إِنَّ البَقاءَ بِمِثلِهِ جَذلانُ
لا خَيرَ فيمَن عِرضُه مُتَعَرِّضٌ / ما لا يُسَرّ بِسَمعِهِ الاخوانُ
شَرُ المآكَلِ لَحمُ مَن تَغتابُهُ / وَالوَجهُ فيهِ الزورُ وَالبُهتانُ
فَجَزاؤُكَ السُوءى عَن السُوءى وان / تَحسن فَإِنَّ جَزاءَكَ الاحسانُ
إِن لَم تُعدَّ أَوانَ تَوبتكَ الصِبى / فَمَشيبُ رأَسِكَ للمتاب أَوانُ
أَو كُنتَ قَد خَفَيت عَلَيك عَواقِبٌ / قَبلها عُنوانُ
وَإِذا تَعامى الطَرفُ عَن شَمسِ الضُحى / فَبأي شَيءٍ يَحصَلُ التِبيانُ
كَم قَد بَدا لَكَ في أُمورِكَ ظاهِراً / وَجهُ الهُدى وَنَبا بِكَ الحِرمان
وَلديك فُقدان الحَياة وَرِحلَةٌ / يَلقاكَ فيها القَبرُ وَالأَكفانُ
لا تَغترِر إِن عَجَّلت لَك مُهلَةٌ / ما في الرَدى خَدعٌ وَلا اِدهان