كنَّا كَزَوْجَيْ طائرٍ
كنَّا كَزَوْجَيْ طائرٍ / في دَوْحَةِ الحُبِّ الأَمينْ
نَتْلو أَناشيدَ المنى / بَيْنَ الخمائلِ والغُصُونْ
مُتَغَرِّدينَ مع البَلابلِ / في السُّهولِ وفي الحزونْ
مَلأَ الهَوَى كأْسَ الحَيَاةِ لنا / وشَعْشَعَها الفُتونْ
حتَّى إِذا كِدْنا نُرَشِّفَ / خَمْرَها غَضِبَ المَنُونْ
فَتَخَطَّفَ الكأسَ الخلوبَ / وحطَّمَ الجامَ الثَّمينْ
وأَراقَ خَمْرَ الحُبِّ / في وادي الكآبَةِ والأَنينْ
وأَهابَ بالحُبِّ الوديعِ / فودَّعَ العُشَّ الأَمينْ
وشدَا بلحنِ الموتِ / في الأُفُق الحزينِ المُسْتَكينْ
ثمَّ اختفى خَلْفَ الغُيومِ / كأَنَّهُ الطَّيفُ الحَزينْ
يا أَيُّها القلبُ الشَّجيُّ / إلامَ تُخْرِسُكَ الشُّجونْ
رُحْماكَ قَدْ عَذَّبْتَني بالصَّمتِ / والدَّمعِ الهَتُونْ
ماتَ الحَبيبُ وكلُّ مَا قَدْ / كُنْتَ ترجو أَن يكونْ
فاصْبِرْ على سُخْطِ الزَّمانِ / وما تُصَرِّفُهُ الشُّؤُونْ
فلَسَوْفَ يُنْقِذُكَ المَنُونُ / ويفرحُ الرُّوحُ السَّجينْ
وردُ الحَيَاةِ مُرَنَّقٌ / والموتُ مَوْرِدُهُ مَعينْ
ولرُبَّما شاقَ الرَّدى الدَّاجي / وأعماقُ المنونْ
قلباً تُرَوِّعُهُ الحَيَاةُ / ولا تُهادِنُهُ السُّنُونْ
ومَشَاعِراً حَسْرى يسيرُ بها / القُنُوطُ إلى الجُنونْ