المجموع : 7
مَن حاكمٌ بينَ الزمانِ وبيني
مَن حاكمٌ بينَ الزمانِ وبيني / ما زال حتى راضني بالبينِ
فأمَا وربعيَّ اللذين تأبَّدا / لا عُجْتُ بعدهما على ربعين
مالي نأيْتُ عن الهنيِّ وكنتُ لا / أسطيع أَنأى عنه طُرْفَةَ عين
يا ديرَ زكّى كنتَ أحسنَ مألفٍ / منَّ الزمانُ به على إلفين
وبنفسيَ المرجُ الذي ابتسمتْ لنا / جَنَباتهُ عن عسجد ولُجين
لو حُمّل الثقلانِ ما حُمِّلْتُ من / شوقٍ لأثْقَلَ حَمْلُهُ الثقلين
أَما الرياضُ فقد بَدت ألوانها
أَما الرياضُ فقد بَدت ألوانها / صاغت فنون حُليّها أفنانُها
دقَّت معانيها ورقَّ نسيمها / وَبَدت محاسنُها وطابَ زمانها
نُظمت قلائدُ زهرها كجواهرٍ / نُظمت زمردها إلى عقيانها
هذا خُزَاماها وذا قيصومُها / هذي شقائقها وذا حوذانها
لو أن غدرانَ السحابِ تواصلتْ / سَحْاً إذاً لتواصلتْ غدرانها
تبكي عليها عينُ كلِّ سحابةٍ / ما إِنْ تملُّ من البكا أجفانها
منقادةٌ طوعَ الجنوب إذا بدت / فكأنها بِيَدِ الجنوب عنانها
واهاً لرافقةِ الجنوب مَحَلَّةً / حَسُنَتْ بها أنهارها وجنانها
يا بلدةً ما زال يعظمُ قدرُهَا / في كلِّ ناحية ويعظمُ شانها
أما الفراتُ فإنه ضحضاحها / أما الهنيّ فإنه بستانها
وكأن أيامَ الصِّبا أيامُها / وكأنَّ أزمانَ الهوى أزمانها
مهما نصدْ غزلانها يوماً فقد / ظلت تصيدُ قلوبَنا غزلانُها
حُثَّ الكؤوسَ فإن هذا وقتها / وَصِلِ الرياضِ فإنّ ذا إِبّانها
فكأنما المزمارُ في أَشداقها
فكأنما المزمارُ في أَشداقها / غرمولُ عَيْرٍ في حياءِ أتانِ
وترى أنامِلَها على مزمارها / كخنافسٍ دَبَّتْ على ثعبان
بسطتْ أناملَ لؤلؤٍ أطرافها
بسطتْ أناملَ لؤلؤٍ أطرافها / فيها تطاريفٌ من المرجانِ
وتقنَّعتْ لك بالدجى فوق الضحى / وتنقبتْ بشقائقِ النعمان
خلل السحايبِ لَوْ يُعَمِّر حُسْنُها
خلل السحايبِ لَوْ يُعَمِّر حُسْنُها / لَغَلَتْ على مُبْتاعِها أثْمانُها
غضنَّى عليها الخازِبازُ تَطَرُّباً / فِعلَ القِيانِ تَجاوَبَتْ ألْحانُها
أليس مَنْ حَلّ منه في أُخُوَّتِهِ / مَحلَّ هارونَ مِنْ مُوسَى بنِ عمرانِ
رُدّتْ لهُ الشمْسُ في أفْلاكِها فَقَضَى / صَلاتَه غَيْرَ ماساهٍ ولا واني
وشَافَعَ المَلِكَ الرّاجي شَفَاعَتَهُ / إذْ جاءهُ مَلَكٌ في خَلْقِ ثُعبانِ
أخِي حَبيبٌ حَبيبُ اللهِ لا كَذِبٌ / وابْناهُ لِلمُصطفَى المُستخلَصِ ابْنانِ
صَلَّى إلى القِبلَتينِ المُقتَدَى بِهما / والنَّاس عَنْ ذاكَ صُمٍّ وعُميانِ
ما مِثْلُ زَوجَتِهِ أُخرى يُقاسُ بِها / ولا يُقاسُ إلى سِبْطَيْهِ سِبطانِ
فَمُضْمِرُ الحُبِّ في نُورٍ يُخَصُّ بِهِ / ومُضمِرُ البُغضِ مَخصوصٌ بنيرانِ
هذا غداً مالِكٌ في النَّارِ يَمْلِكُهُ / وذاكَ رِضْوانٌ يَلقاهُ بِرِضوانِ
قالَ النَّبيُّ لَهُ أشقى البَرِيَّةِ يا / عَلِيُّ إن ذُكر الأشقى شقيَّان
هذا عَصَى صالِحاً في عَقْرِ ناقَتِهِ / وذاكَ فيكَ سيَلقاني بِعِصيانِ
لَيَخضِبَنْ هَذِهِ مِنْ ذا أبا حَسَنٍ / في حينِ يَخضُبُها مِنْ أحمرٍ قاني
نِعْمَ الشَّهيدانِ رَبُّ العرشِ يَشهدُ لي / والخَلْقِ أنَّهما نِعْمَ الشّهيدان
مَن ذا يُعزِّي النَّبيَّ المُصطفى بِهِما / مَنْ ذا يُعزّيهِ من قاصٍ ومِنْ داني
مَنْ ذا لفاطِمَةَ اللَّهفَى يُنَبِّئُها / عَنْ بَعْلِها وابْنِها أنْباءَ لَهفانِ
مَن قابضِ النَّفسِ في المحرابِ مُنتَصباً / وقابِضِ النَّفس في الهَيْجاء عَطشانِ
نَجْمانِ في الأرضِ بلْ بدرانِ قد أفَلا / نعَم وشَمسانِ إمَّا قُلْتَ شَمسانِ
سَيْفانِ يُغْمدُ سَيْفُ الحَربِ إنْ بَرَزا / وفي يَمِنَيهما لَلحَرْبِ سَيْفانِ
ما خِلتُ قَبلَكَ أنَّ كُلَّ فَضَيلةٍ
ما خِلتُ قَبلَكَ أنَّ كُلَّ فَضَيلةٍ / لِلنَّاسِ يُستَجْمَعْنَ في إنسان
فمتَى يُطيقُ لِسانٍ شِعري مَدحَ مَنْ / ما زالَ مَمْدوحاً بِكُلِّ لسان
ما خلت قبلك ان كل فضيلة
ما خلت قبلك ان كل فضيلة / للناس يستجمعن في انسانِ
فمتي يطيق لسان شعري مدح من / ما زال ممدوحاً بكل لسانِ