المجموع : 5
طرب الزمان وأنجمت أشجانه
طرب الزمان وأنجمت أشجانه / وغياثُ دين محمدٍ سلطانهُ
طرب المُعاقر بالرياض جرى له / نشْر تأرَّجَ موْهِناً حَوْذانُه
فالبأس يُردي المرهفات مضاؤهُ / والجودُ يسخرُ بالحيا تهْتانه
لمقام أبلجَ في العَلاء مُحلّقٍ / فوق النجوم مقامه ومكانهُ
آراؤهُ قبل الرماحِ رماحهُ / والخوفُ قبل الطعن منه طِعانه
شهمٌ كميٌّ في المقالِ وفي الوغى / يُردي الخصومَ سِنانه ولسانهُ
ذو حالتين فللنزال من العِدى / بينُ النفوسِ وللمقال بيانهُ
وإذا تحلَّى منبرٌ بشعارهِ / طربْتْ لفرط فخاره عيدانهُ
خرقٌ إذا حبس السماء قُطارهُ / أغنى بني الإزَمِ الشداد بنانهُ
تشكو الخُلوَّ من الظُّبى أجفانُه / وتملُّ طولَ الامتلاء جِفانه
يجلو ظلمَ الليل نورُ جبينهِ / وتدل طُرّاقَ الدجى نيرانهُ
تُزجي نواصفه مدعدعة القِرى / عجْلى وتمشي بالقرى عُبدانه
وتفي لحامُ المُنقياتِ لضيفهِ / والعامُ تعذرُ بالطَّوى ألْبانهُ
ثبتٌ لعادية الخطوب موقَّرٌ / وسرعْرعٌ لمِرادِهِ عَجْلانُهُ
فإذا ذكاءُ اليوم أضمر ضوءها / نقْعُ الطراد كثيفةٌ أدْجانهُ
وتمطَّرتْ بالدارعين سوابقٌ / فوق العراء كأنها سيدانهُ
أو عادياتٌ بالصَّريم نوافرٌ / وكأنهم من فوقها جنَانهُ
ينسفن من دمثِ الخبارِ بنازحٍ / تنهالُ من تَعْدائها كُثبانهُ
وإذا مررْنَ على الغزير جِمامُه / نضبتْ لفرط ورودها غُدرانهُ
وإذا ركضن بآهلٍ من وحشة / جم النوال سكونه ميطانه
ألَّفْنَ شارده فليس ظِباؤُه / بسليمةٍ منه ولا خِزَّانهُ
جيشٌ كغاباتِ الفرات أسُودها / أبطالهُ ونباتُها خِرْصانهُ
أغنى غياث الدين عنه بحملةٍ / منْ أنْ تصام عندهُ فرسانهُ
وقضى عليه بالتَّوى فتصعَّدت / أرواحهُ وتحدَّرْتْ أبدانهُ
وتخاذلت نُجدُ الرجالِ لخوفه / فشجاعُه عند اللقاء جَبانهُ
ذو صبوةٍ بالمجد لا إعراضهُ / عن حُبِّه يُرجى ولا سُلوانُه
قَيْلٌ يماطل بالوعيد ونازحٌ / عن وعْدِه بنوالهِ لَيَّانه
تبدو على لحظاته صِفةُ العُلى / وعلى أسرَّةِ وجهه بُرهانُهُ
عمتْ مهابتهُ القلوبَ العُلى / وعلى أسرَّةِ وجهه بُرهانُه
إن كان لي يوماً من الدنيا غنىً / باقٍ فهذا حينهُ وأوانهُ
حيِّ الوزير كريمةً أعطافُهُ
حيِّ الوزير كريمةً أعطافُهُ / جَمَّ المكارم فائضَ الإحسانِ
يقظانَ أبْلجَ بأسهُ ونوالهُ / ذهباً بفخر السيف والتَّهْتانِ
هامي البَنانِ بسيفهِ ونوالهِ / من أبيضٍ عَذْبٍ وأحمرَ قانِ
لا يختشي غضبَ العساكرِ بعدما / صرفَ الزمان إلى رضا الرحْمنِ
فالمجد عن أبي شُجاعٍ وافرٌ / في صونه كعقيلةِ الغَيْرانِ
يا منْ أفاضَ العدل حتى كاد أنْ / يستجمعَ الأمْواهَ بالنيرانِ
سُرَّ التِّجارُ وللتُنَّاءِ مواقفٌ / يُجْرونَ فيها عبْرةَ الأحْزانِ
فالمُستغاثُ إليكَ مما قد عَرى / زرْع القرى في فتكَةِ الجِشْرانِ
هذا الغَديرُ وحولهُ من عِزِّهِ
هذا الغَديرُ وحولهُ من عِزِّهِ / عِوض الرياض ملاعبُ الفُرسانِ
والخيلُ تعْدو بالكُماةِ كأنها / مُعطُ الفَلا وكواسرُ العِقْبانِ
ما بين ذي كُرةٍ يجولُ بطرفهِ / ومُحاربٍ بمهنَّدٍ وسِنانِ
ومُثير وحشٍ تَدَّريهِ سِهامُهُ / قد غادر الغِزلانَ كالأقْرانِ
مُلَحٌ يتمُّ بها النشاطُ ومجلسٌ / جَلَّتْ مسرَّتُه دُجى الأحْزانِ
فاغْنم مُساعدةَ الليالي وابْتدر / لذّاتِها وعليكَ بالاِحسانِ
أنا والزِّنادُ ببَرْدهِ وتَصَبُّري
أنا والزِّنادُ ببَرْدهِ وتَصَبُّري / سِيَّانِ في الإِخْفاءِ والكِتْمانِ
لكنَّهُ بالقَدْحِ تَظْهَرُ نارُهُ / وسَرائري أعْيَتْ على الإِخْوان
فإذا أضِمْتُ فهِمَّةٌ لا تَرْتَضي / أنْ تَشْتكي إِلاَّ إلى الرَّحْمنِ
قومٌ إذا أخِذَ المَديحُ قَصائداً
قومٌ إذا أخِذَ المَديحُ قَصائداً / أخَذوه عَنْ طه وعَنْ يس
وإذا انطوى أرقُ الأضالع وفَّروا / مَيْسورَ زادِهُمُ على المِسْكينِ
وإذا عَصى أمْرَ المَوالي خادِمٌ / نفَذتْ أوامِرُهمْ على جِبْرينِ
وإذا تَفاخَرتِ الرِّجالُ بسَيِّدٍ / فخَروا بأنْزَعَ في العُلومِ بَطين
مُلْقي عمود الشِّرْكِ بعد قيامِهِ / ومُبينِ دينِ اللّهِ بعدَ كُمونِ
والمُسْتغاثُ إذا تَصافَحتِ القَنا / وغَدتْ صُفونُ الخيل غير صُفون
ما أشكلَتْ يومَ الجِدال قضيَّةٌ / إلاَّ وبَدَّلَ شكَّها بيَقينِ
مُسْتودَعُ السرِّ الخَفيِّ وموْضِعُ / الخُلق الجَليِّ وفِتْنةُ المَفْتونِ