الجيشُ يُملي نَصْرَهُ المَلَوانِ
الجيشُ يُملي نَصْرَهُ المَلَوانِ / فافتكْ بكلِّ مهنَّدٍ وسِنانِ
واجنبْ إلى الهيجاءِ كلَّ كتيبةٍ / واخفضْ إلى الهيجاءِ كلَّ عنان
وارجمْ شياطينَ الوغى بكواكبٍ / تمحو الضلالَ إذا التقى الجمعان
إن عسعستْ ظُلَمُ القَتام فما لها / إلاَّ طُلى الأعداءِ من قُربان
دلفوا كما دلفتْ أسودُ خفيّةٍ / والتفَّتِ الأقرانُ بالأقران
حتى إذا ما النقعُ أظلمَ أجفلوا / خوفَ انتقامكَ فيه كالظُّلمان
فرقوا لطيفك في المنام ففرَّقوا / بين الكرى المعهودِ والأجفان
ولقد تروعهمُ الكواكبُ هَبَّةً / لما حكين أَسِنَّةَ المرَّان
ولربَّما عطشوا فحلأَّهمْ عن ال / غُدُر اشتباهُ البيضِ بالغدران
أيّ الغوائلِ آمنوها بعدما / عركتْ كماتَهمُ رحى الميدان
خاضت دماءَهمُ السوابحُ فاستوتْ / منها عتاقُ الخيلِ في الألوان
والجوُّ يرفلُ في مُلاءِ قَساطلٍ / رفعتْ بها ظلا على الفرسان
والسيفُ دامى المضربين كجدولٍ / في ضفَّتيه شقائقُ النعمان
يقضي بيمنك دائماً منه على / يمناك ماضي الشفرتين يماني
أَلْبَسْتَ أعطاف الجيادِ لدى الوغى / حُلَلَ الدماءِ بمرهفٍ عريان
والمُلك محميُّ الذمارِ محجَّبٌ / فالمُنْتَضى ومن انتضى سيفان
وعجاجةٍ كالليلِ إلاَّ أنها / ينقضُّ فيها نجمُ كلِّ سنان
نشأتْ كما نشأتْ سحابةُ عارضٍ / يتلوه غيمٌ وَدْقُهُ مُتَدان
وبدتْ صواديها فقلتُ بوارقٌ / لمَّا اختطفنَ الهامَ باللمعان
زاحمتَها والشهبُ دهمٌ والقنا / متقصفٌ والموت أحمر قاني
في جحفلٍ ملء الملا شَرِقَتْ به / شُمُّ الربى وسباسبُ الغيطان
آجامُ أَشْبُلِهِ القضابُ من القنا / ويروجُ أنجمِهِ من الخرصان
ما أن تني الخضراءُ في رَهَجٍ به / يسمو ولا الغبراءُ في رَجَفَان
راياتُهُ والنصرُ معقود بها / كقلوب أهلِ الشركِ في الخفقان
وجنوده كالأُسدِ مألفُها الشرى / والصافناتُ الجردُ كالعقبان
تمشي الونى تحت الفوارس في الوغى / متبختراتٍ مِشْيَةَ النَّشْوان
تطأُ الجماجمَ تحتهمْ فكأنما / قد أَنعلوا بالهامِ كلَّ حصان
بيضٌ يرونَ البيضَ أو سُمْرَ القنا / أَوْلَى من الأرواح والأبدان
لا تَثْبُتُ الأقدامُ عند لقائهمْ / ولو أنَّهم حُملوا على ثهلان
وإذا المنايا استحوذتْ فمناهمُ / بيعُ النفوسِ بكلِّ سوق طعان
يا أيها الملكُ الذي هنديُّهُ / يومَ الطِّعان كشعلة النيران
كم جبتَ فيه بعزمةٍ أرضَ العدا / فتركتها قفراً بلا عمران
وهدمتَ من بِيَعٍ لهم وكنائسٍ / وكسرتَ من صُلُبٍ ومن أوثان
وجررتَ أذيال الكتائبِ رافلاً / بين الصوارمِ والقنا الريَّان
فالدينُ موقوفٌ عليكَ رجاؤُهُ / أَنْ يُسْتباحَ الشركُ بالإيمانن
ما لاحَ في الهيجاءِ نجمُ مُثَقَّفٍ / وهلالُ كلِّ حنيَّةٍ مِرْنان