المجموع : 8
هزَ النّسيمُ معاطِفَ الأغصان
هزَ النّسيمُ معاطِفَ الأغصان / فانشقَ قلبُ شَقائق النُّعمان
وَتَبَسَمَ الروضُ الأريضُ عن الرُّبى / بالأقحوان تبسُّمَ الجذلان
وأبانَت العجمُ الفصاحُ عن الجوى / والشّوق صَدْحاً في غصون البان
يا حبّذا وادي السّدير فإنْهُ / مأوى المها ومراتِعُ الغزلان
وادٍ يزورُ الطيرُ ناضرَ روضه / زمناً فَيُلهيه عن الأوطان
يا سَعدُ قد جاء الربيعُ وأَصَبَحتْ / تلكَ الجنانُ مواطِنَ الولدان
وغدا جليلُ الطير يهتُفُ بالضحى / بغرائب الأنغام والألحان
فاتَبعُه بالأوتار حساً مُطرباً / قلباً يَهُمُّ إليه بالطيران
من كُلِّ كرْكيّ تسامى صاعداً / كالمبتغي ذكراً لَدى كيوان
لَطَم السّحابَ جَنَاحهُ بمثاله / وأجابَ صَوْتَ الرّعد منه بثان
وإوَزُّهُ مِثلُ الخريدَة صَدْرُها / فَعْم وَجؤجُؤها بديعُ معانِ
خنساءُ واضحةُ الجبين صَباحَة / جيداءُ تنظرُ نَظْرَةَ النّشوانِ
تَمشي فَتَسُبرُ كلَّ روضٍ ناضِرٍ / رَعْياً بِمنقارِ مِنَ العُقيانِ
أو لَغْلَغ حَسَنُ الشّياة مُدَبّج / مثلَ العروس تُزَف ذا ألوانِ
وأنيسةٍ وشّى نَهارَ أديمِها / ليل نجومُ ظَلامه العينانِ
وألتّم ذو الحُسن الأتّم كيانُهُ / در ومن شيحٍ لَهُ رجلانِ
وتخالُ خالاً لاحَ في منقاره / من عَنْبَرٍ مُلِهي فؤاد العاني
وَِشُبَيْطرٍ ألِفَ الجبالَ تَرَفُّعاً / وَسَطَا بقوته على الثعبانِ
أو مثل كي للوَقار كأنّه / قاضٍ يُدينُ بُحكمه الخصمانِ
أو مثل غُرنوقٍ شريفٍ لم يَزَل / بِذؤابتيه مُشَرفَ الأقرانِ
والصّوغُ صِيغَ مِنَ الملاحَة كُلّها / فَلِذاكَ يُسبي ناظِرَ الإنسانِ
أو مثلُ عَنّازٍ يُريك مدارعاً / سواداً كمثل مدارع الرُّهبان
كالليل إلا أنَّ أبيضَ صَدره / صُبح تَشَعْشَعَ واضِحاً لِعيانِ
أو حُبْرُجٍ متَدرْعٍ نورَ الضُّحى / مصَفَرَّ لون مثل ذي اليَرَقانِ
أو مُرزمٍ قَدْ قَدَّ من شَفَق الدجى / ثوباً لَهُ كالورد أحمرَ قانِ
أو مثل نَسْرٍ قد تَسَرْبَلَ حُلةً / دكناءَ دونَ سُمُوَه النسرانِ
أو كالعُقاب أخي العقاب بمنسرٍ / وبمخلبٍ يُفري بِحَدِّ سِنانِ
طيرٌ غدا ملِك الطيور لأنه / زَنكُ المليك الصَالِح السُلطانِ
أعني فتى المنصور ذا النصر الذي / أردى الطغاة بذلة وَهَوانِ
قولوا لمولاي السّنيِّ
قولوا لمولاي السّنيِّ / المُحسِنِ المستحسن
مَنْ قالَ إنّكَ ماتني / أو أَنَّ عَبْدَكَ ما يَني
لو كُنْتُ مُنْطَلقُ اللسا
لو كُنْتُ مُنْطَلقُ اللسا / ن شَفَيتُ قَلْبيَ من زَماني
وَلَقُلْتُ قَولاً ليسَ يُنْ / كرُهُ فُلان في فُلان
في وصْفِ حُسْنِكُمُ تَكِلُّ الألسُنُ
في وصْفِ حُسْنِكُمُ تَكِلُّ الألسُنُ / وَجَمالُكُمْ فَهُوَ الجَمالُ الأحسَنُ
يا سادةً غَابوا فَماتَ تَصَبُّري / وبكيتُهمْ حتّى بكاني المسْكَنُ
لي فيكُمُ ظَبْيٌ ذَكَرتُ لِحُسْنهِ / عينَ الجِنانَ أحمُّ أحوى أعَينُ
بادٍ وَلكنْ في الضّميرِ مُحَجّبٌ / سَهْلٌ ولكنْ بالرِّماحِ مُحَصّنُ
حَلَفوا بأنَّ الوردَ زهرةُ خَدِّهِ / صَدَقَ الوشاةُ وَعارضاهُ سَوْسَنُ
متلون الميثاق لكن وجهه / بِسوى الحياءِ الطّلْقِ لا يتلوّنُ
في خَطِّ عارِضهِ وَنُقْطَةِ خالهِ / شَكلٌ يُصَادِرُ في الهوى وَيُبَرهنُ
إنَّ السناجرَةَ الكرامَ لَمِثلنا
إنَّ السناجرَةَ الكرامَ لَمِثلنا / بِهِم إذَا جارَ الزَّمانُ أمانُ
لا تجَحدُ الأعداءُ ذاكَ أمانةً / فَلَنا على ما نَدَّعي البُرهانُ
قالوا هَجَوْتَ أبا الحُسَيْ
قالوا هَجَوْتَ أبا الحُسَيْ / ن ِوَما هَجَوْتُ أبا الحُسيْن
إنْ كُنتُ رُمتُ هِجاءَهُ / يوماً أراهُ بِفردِ عَيْنِ
وَلَقَدْ نَصَحْتُ لَكُمْ بِكُلِّ لِسانِ
وَلَقَدْ نَصَحْتُ لَكُمْ بِكُلِّ لِسانِ / وَرَوَيْتُ هذا الشأن عن ساسانِ
فَلَئِنْ قَبِلْتُمْ ما بَذَلتُ فإنّكُمْ / أنأى الورى عن مَوْطنِ الحِرمانِ
كُنْ آمِناُ ممّا يَخافُ ذوو الغِنى / واستَعطِ واحكُمْ عُقْدَةَ الهِيمانِ
واجعَلْ لِوَعْدِكَ سوفَ حُصْناً مانعاً / واطلُبْ بِهاتِ النّقدَ في الميزانِ
وَخُذِ الذي قد راحَِ نقداً حاضِراً / فالوعدُ رَهنُ نوائبِ الحدثانَ
خُبِّرتُ أنّك قد صَحِبتَ خليلةً
خُبِّرتُ أنّك قد صَحِبتَ خليلةً / أنْسَتْكَ لذَّةَ صُحْبَةِ المردانِ
لا غَرْوَ إنْ أمسيتَ في أشراكها / إنَّ النِّساءَ حبائِلُ الشَيطانِ