المجموع : 18
يا أيها الطاعونُ إنَّ حماةَ مِنْ
يا أيها الطاعونُ إنَّ حماةَ مِنْ / خيرِ البلادِ ومِنْ أعزِّ حصونِها
لا كنتَ حينَ شَمَمْتَها فسمَمْتَها / ولثمْتَ فاها آخذاً بقرونها
اللهُ أكبرُ مِنْ وباءٍ قدْ سبا
اللهُ أكبرُ مِنْ وباءٍ قدْ سبا / ويصولُ في العقلاءِ كالمجنونِ
سنَّتْ أسنتُهُ لكلِّ مدينةٍ / فعجبتُ للمكروهِ في المسنونِ
سكانٌ سيسَ يسرُّهمْ ما ساءَنا
سكانٌ سيسَ يسرُّهمْ ما ساءَنا / وكذا العوائدُ مِنْ عدوِّ الدينِ
اللهُ ينقلُهُ إليهمْ عاجلاً / ليمزِّقَ الطاغونَ بالطاعونِ
كاتبْتَني وأذنتَ لي بكتابةٍ
كاتبْتَني وأذنتَ لي بكتابةٍ / مني إليكَ لقدْ فُتنت فُتونا
يا مالكي بجميلِهِ منْ ذا رأى / عَبْداً سوايَ مكاتباً مأذونا
قَدْ جمَّلَ المولى حماةَ بفضلِهِ
قَدْ جمَّلَ المولى حماةَ بفضلِهِ / فدمشقُ تحسدُها على تمكينها
بسمَتْ فأعجبني تبسُّم ثغرِها / فلثمتُ فاها آخذاً بقرونِها
أغْضَبْتَني وغصبْتَ ديواني الذي
أغْضَبْتَني وغصبْتَ ديواني الذي / أنفقْتُ فيه شبيبتي وزماني
لو كنتَ يوماً بالمودَّةِ عاملاً / ما كنتَ تُغْضِبُ صاحبَ الديوانِ
ألبستُ شَعريَ إذْ مضى
ألبستُ شَعريَ إذْ مضى / عني الصّبا لونَ الكفنْ
والناسُ منْ عاداتِهم / لُبْسُ السوادِ على الحزنْ
أفديكِ أيتها الدِمَنْ
أفديكِ أيتها الدِمَنْ / رَكْبُ الحبيبِ متى ظعنْ
ظعنوا بظبيٍ ساكنٍ / قلبي وقلبي ما سكنْ
ولقدْ عهدتك مَلْعَباً / للغيدِ والرشأِ الأَغنْ
يا لائمي في حبِّهِ / أيكونُ ما وتلومُ مَنْ
لي شهوتانِ أحبُّ جمعَهُمَا
لي شهوتانِ أحبُّ جمعَهُمَا / لو كانتِ الشهواتُ مضمونَهْ
أعناقُ عذّالي مدققةٌ / ومفاصلُ الرقباءِ مدفونَهْ
جنبتَني وأخي تكاليفَ القضا
جنبتَني وأخي تكاليفَ القضا / وكفيتَنا مرضينِ مختلفينِ
يا حي عالم دهرِنا أحييتنا / فلكَ التصرفُ في دمِ الأخوينِ
أخجلْتَني بتواترِ الإحسانِ
أخجلْتَني بتواترِ الإحسانِ / حتى وهى فكري وكلَّ لساني
قدْ كنتُ مِنْ عزٍّ وجاهٍ ظامئاً / حتى استندْتُ إلى بني ريَّانِ
فغدوتُ أُذكرُ للمنصابِ والعلى / هذي فوائدُ صُحْبةِ الأعيانِ
لولا جمالُ الدينِ لم أُذكرْ ولو / أني أكونُ الشافعيَّ الثاني
معْ أنني راجٍ بطولِ حياتِهِ / أشياءَ كانَ طلابُها أعياني
قدْ شاعَ بينَ النساِ أني نشؤُهُ / وليَ الفخارُ بأنَّهُ أنشاني
سمعوا عنايتهُ الشريفةَ بي فما / مِنْ صاحبٍ إلا بهِ هنَّاني
مولايَ أنتَ بدأتَ بالحسنى وَمَنْ / هوَ هكذا واللهِ لا ينساني
فبلفظةٍ أو لحظةٍ مِنْ جاهكمْ / أسمو فأصبحُ عاليَ البنيانِ
وعلى بهاءِ الدين أثني بالذي / في الجامعِ المعمورِ قَدْ أولاني
ما كانَ منهُ فإنَّ منكَ وجودَهُ / ومنَ الأصولِ منابتُ الأغصانِ
بمروءةٍ طائيةٍ منكَ اقتدي / هي أولٌ وهو المحلُّ الثاني
أعطيتُ منكَ عنايةً ومحبةً / الحمدُ للهِ الذي أعطاني
وإذا أراد اللهُ نشرَ فضيلةٍ / طُويَتْ أقامَ لها رئيسَ زمانِ
لا زلت تَنْصُرُ مَنْ ينيلُ مساعياً / محمودةٌ وحُرسْتَ بالقرآنِ
إني تركتُ عقودَهُمْ وفسوخَهم
إني تركتُ عقودَهُمْ وفسوخَهم / وفروضَهم والحكمَ بينَ اثنينِ
ولزمتُ بيتي قانِعاً ومطالِعاً / كُتُبَ العلومِ وذاكَ زينُ الزينِ
أهوى مِنَ الفقهِ الفروقِ دقيقةً / فبها يصحُّ تفرّزُ النصَّيْنِ
وأحبُّ في الإعرابِ ما هو غامضٌ / عن نصفِ نحويٍّ وعابرِ عينِ
وأقولُ في علمِ البديعِ معانياً / مقسومةً بينَ البيانَ وبيني
وتركتُ نظمَ الشعرِ إلا نادراً / كالبيتِ في سنةٍ أو البيتينِ
ما الشعرُ كالعلمِ الشريفِ نباهةً / فالعلمُ فيه سعادةُ الدارينِ
أنا حالفٌ متورِّعٌ
أنا حالفٌ متورِّعٌ / عنْ هجوِ كلِّ العالمينْ
فاللهُ يدفعُ شرَّهُمْ / حتى أدومَ على يمينْ
قالوا حبيبُكَ غصنُ با
قالوا حبيبُكَ غصنُ با / نٍ قلتُ صُغراً للغُصَيْنِ
قالوا فظبيُ نقا فقلْ / تُ الظبيُ يسوى درهمينِ
يا تاجرَ الأقباعِ فرقُكَ دائرُ
يا تاجرَ الأقباعِ فرقُكَ دائرُ / أبداً لِلَفْقِ فؤاديَ المغبونِ
أصبحْتَ قدَّ الشوقِ لكنْ جائراً / والعاشقون لديكَ دونَ الدونِ
يا ربُّ بالهادي البشيرِ محمدٍ
يا ربُّ بالهادي البشيرِ محمدٍ / وبدينِهِ العالي على الأديانِ
ثبِّتْ على الإسلامِ قلبي واهدني / للحقِّ وانصرني على الشيطانِ
وا رحمتاهُ لهُ فإن مصابَهُ
وا رحمتاهُ لهُ فإن مصابَهُ / بابنٍ يبرِّحُهُ فكيفَ ابنانِ
ما أنصفتْهُ الحادثاتُ رَمَيْنَهُ / بمودَّعَيْنِ ومالهُ قلبانِ
حمَّلتني وأخي تباريحَ البلا
حمَّلتني وأخي تباريحَ البلا / وتركتنا ضدينِ مختلفينِ
يا حيَّ عالمِ عصرِنا وزمانِنا / ألكَ التصرفُ في دمِ الأخوينِ