المجموع : 4
هذا الأراك فلذاك مرتع عِينِه
هذا الأراك فلذاك مرتع عِينِه / فاحبس ورِد ما شئت غيرَ مَعِينِه
أو لا فَحِدْ عنه فأزرق مائه / قد أُشْرِعت سمر القنا من دونه
وتوقَّ نفحته إذا ريح الصَّبا / راحت مجاذبةً قدود غصونه
فاحفظ فؤادك من عيون ظبائه / فَكِنَاسُه مستأسد كعرينه
فسقى العقيق وساكنيه وجاده / غيث يغذيه بدر هَتونه
فإذا خيوط المزن حاكتها الصبا / ظلت توشح عاريات متونه
فبجوّ ذاك الشعب ظبيٌ ما الظبا / يوماً بأفتك من ضعاف جفونه
فالسمر تمسي في حمى أعطافه / والبيض تصبح في أمان عيونه
وضح القنا لوناً ومر على النقا / فتعلمت بَانَاتُه من لينه
يا من إذا وعد المحب بزورة / يَقْضِي ولا يَرْجُو قضاء ديونه
سل أبرق الحنان عنه فطالما / خفقت جوانح برقه لحنينه
بأبي الذي قلبي أسيرُ سلاسل / من عارضيه تعرضت بجفونه
قضت الملاحة وهي أجور حاكم / بشجا متيمه وطول شجونه
ذهبيّ خدّ لو بحبة خاله / مُنِحَ الغنى لجنى على مسكينه
أغرى الجفون بنهر سائل دمع / يجري فواضِرّي على ماعونه
حشدت على قلبي عساكر حسنه / يا ذلّ صبري وافتضاح مكينه
مثل افتضاح الغيث إذ جارى به / موسى فأخجله سماح يمينه
شاهر من المحتل ذروة مفخر / ما نال فكر منتهى مكنونه
ملك إذا دجت الخطوب تبلجت / بسنىٍ محياه وضوء جبينه
غَيْرَانُ دون الملك قام بنصره / مُتَنَمّراً ويسعى لحفظ مصونه
ونضا من الملك المعظم مرهفاً / متوقداً ماضي الشبا مسنونه
يُزْهَى به السَّرْد المضعف في الوغى / تِيهاً إذا ما اختال في موضونه
فالأسد تصبح وهي في أجم القنا / مرتاعة لذبابه وطنينه
يخشى سطاه وترتجى نفحاته / كالدهر في حركاته وسكونه
عيسى وما أدراك ما عيسى إذا / ما الروع هاج بمنشآت سفينه
ما دبَّ في أعطافه تِيه ولا / لاحت سِمات الكبر في عرنينه
يا من أقر البيتَ صدقُ جهادهم / فرأى من التأييد عين يقينه
أنتم حماة المأزمين وزمزم / والمشعرين إلى الصفا وحُجُونه
أترى درى قبر بجلق أنكم / أقررتم بالصلح عينَ دفينه
قبر لأبلج شادويٍّ ما وَهَتْ / في نصرة التوحيد قوة دينه
سكنتم ذاك الضريح وإنما / تمهيد هذا الملك في تسكينه
كنتم كإخوة يوسفٍ في ألفة / أمسكتمُ من حبلها بيمينه
عدتم إلى كرم الأصول وما عدت / آراؤكم في الملك صدق ظنونه
حاشا زحاف الكيدِ يدخل بينكم / أو تنقض الأيام من موزونه
أعربتم في حفظ شمل بنائه / عن أنفس أصلحن من ملحونه
فليفدكم من ليس يفرق جهله / ما بين أبكار البلاد وعُونه
فاليوم يقضي واجبات نذوره / عبدٌ غدا والحمد من تلقينه
فاستجل مدحاً فاق جوهر لفظه / حسناً وراق الخمر من مضمونه
دمتم لعافٍ مجتدٍ ولأمنه / ولكسر عاتٍ معتدٍ ومَنُونِه
فالملك أنتم فارعات جباله / والدين أنتم مانعات حصونه
غَزَل الصبا ومراتع الغزلان
غَزَل الصبا ومراتع الغزلان / بانت بلبك أم حمام البان
فأسلت دمعك إذ سألت معاهداً / نزلت بها الأزمات منذ زمان
يا صاح يا صاحي الفؤاد من الهوى / دعني إذا داعي الغرام دعاني
لو كنت يوم تفرق الحيان / وأبيك لم تك بعدها تَلْحَانِي
حسب المشوق إذا الركاب تحملت / سحّ الدموع بأربع ومغاني
كم قد وقفت بها بدمع لم يقف / بين المعاهد وقفة الحيران
في مأتم للبين كنت متمماً / فيه ومالكه نوى خُلْصاني
تلك الدُّمى أدمت جفوني إذ جفت / صلة الوصال وضنُّها أضناني
أبدت شمات عواذلي بمدامع / أعربن عما قد أَجَنَّ جَنَانِي
وبأيمن العلمين سرب جآذر / لله ذاك السرب والعلمان
يعطو البرير من الأراك فإن رنا / أو عَنَّ عَنَّ إلى الغرام عناني
كلفي بأغصان القدود حَمَى الكرى / عني ونوح حمائم الأغصان
عد يا نسيم عن الغصون فلوعتي / كُثُبٌ إذا ماست على الكثبان
أرتاح حيث تنسمت نجدية / بمهبهن على ربا نَعْمان
ومن السفاهة أن أحاول سلوة / بين الهوى وتذكر الأوطان
أَرَقٌ أَرَقَّ الوُرقَ لي لو أنها / شجيت شجاي وكابدت أشجاني
طرباً شدت وشدوت من حزني وفي / عينيَّ من دمعيهما عينان
ناحت مواصلة ونحت مفارقاً / أين الطليق من الأسير العاني
أين الليالي والزمان مساعد / بنوى الرقيب وغفلة الغيران
مع كل معتدل بلا عَدْل له / بين التجني والرضا خُلُقان
حسن بلا حسنى وتلك عجيبة / والحسن مشتقّ من الإحسان
أبغي ذمام لحاظه وقوامُه / يملي عليَّ مقاتل الفرسان
صبراً على الأيام إن نعيمها / بالبؤس مقترن بكل أوان
وإذا نظرت إلى الزمان رأيته / تعب الوفيّ وراحة الخوّان
لطباع أهل الأرض لا عن رهبة / ألفيتني في وحدة الرهبان
وأرى المعاهد كالمعاهد أقفرت / إلا من الخوان من إخوان
والدهر أفردني وكنت مكاثراً / قَوْمِي وأخلاني من الخلان
فاقنع بما قسم الإله ولا ترق / ماء النقيبة للزهيد الفاني
ليس الحريص بمدرك ما فاته / والرزق ليس بفائت للواني
أو ما رأيت التبركا من صبره / في الترب رقاه إلى التيجان
والدُّرُّ في الأصداف يمكث برهة / حتى يرى في جيد كل حَصَان
وإذا اضطررت إلى السؤال فعدِّ عن / ذكر الهجين ولذ بكل هِجَان
وإذا امتسكت بصاحب لك فاستبن / بولا زهير في علا ابن سنان
أو ليس حسان بن ثابتٍ انتحى / ظل الأعزة من بني غسان
واسمح بما ملكت يداك من اللُّهى / فالجود للإنسان كالعنوان
من خاف من هرم وضنَّ بماله / أين الذي بُنِيَتْ له الهرمان
لو كان بالأموال يمكث ذو غنى / ورث الورى قارون ذو الخزان
يا دارنا بالحلَّة الفيحاء لا زالت / عِرَاصُكِ منتدى الضيفان
أصبو إليك على البعاد وبيننا / بيد تُبيد العيس بالوخدان
فحباك بل حيا رباك من الحيا / جود كجود الظاهر السلطان
من لو رآه ابن الحسين لما سرت / عنه الشوارد في بني حمدان
وأبو عبادة لو تفيأ ظلَّه / ألهاه عن ذكرى بني خاقان
ولو ابن حجاج رآه لانثنى / يثني المدائح عن أبي الريان
سمح يطيع الصحب برّ طباعه / ويعقّ جوداً صحبة العقيان
تَنْدَى أسرَّةُ وجهه فكأنها / للبشر برق دائم اللمعان
وإذا تزعزعت الحلوم رأيته / أرسى وأرسخ من ذرا ثهلان
صدم الخطوب المهلكات بعزمة / فكبت لأوجهها على الأذقان
وأغار في الأموال جيش سماحه / فتفرقت في رقة زعمان
وسرت مهابته فأغنت في العدا / عن حدِّ كل مهند وَسِنَان
هُوَ والنَّدَى أخوان في مهد النّهى / بيد المروءة أرضعا بِلِبَان
من كان بالبحر الخضمِّ وثوقه / عاف الفرات وصدَّ عن جيحان
من معشر سبقوا إلى نيل العلا / أربابها السباق كل أوان
واستخلصوا قصبات كل فضيلة / مشهورة في يوم كلِّ رهان
قوم إذا ضلَّ الندى ونشدته / فيهم فيا بشراك بالوجدان
وإذا جرت بهم الجياد إلى عدا / وصلوا كعوب الرمح بالأَيْمان
إن قُوبلوا بهروا وإن هم قُوتلوا / قَهروا وإن قَدَرُوا عَفَوْا عن جان
حمر المناصل خضر أندية الندى / سود القساطل يوم كلِّ رهان
فالنجم جدهم بنى لهم العلا / ودَحَا قواعدها على كِيوان
بيت على حُبُكِ السماء أساسه / يا رب لا تشلل يمين الباني
أَسْمَاهُ غازي بعد يوسف فاغتدى / فوق السماك مُشَيَّد الأركان
فلذاك عَزَّ لهم نظيرٌ في الورى / أين البحار طمت من الخلجان
شرفوا بمولى ملت نحو فنائه / فرأيت في مغناه ما أغناني
أنا من إذا علقت بملكك كفه / أغناه عزّاً عن تطلب ثان
لا أبتغي عزّاً بحرص ربما / أفضى الحريص به إلى الحرمان
وعرفت بالهم الشريف فلم يزر / شعري سوى الأملاك في البلدان
إذ كنت أغليه على مستامه / لا كالذي يوليه سوق هوان
يا ابن الذي أخلى بلاد الشرك من / عصب الضلال وعابدي الصلبان
والمنقذ البيت المقدس بالظُّبا / والمقربات الجرد والمرّان
عزماً غياثيّاً تغيث به الهدى / وتشيد فيه مباني الإيمان
قالوا ابن لاون بالجياد شوازباً / تنقضّ تحت الأسد كالعقبان
واسترجع الرمق الذي أبقيته / أيام جدت له بفضل أمان
وابعث إليه من المنايا روضة / يجني الردى فيها فبئس الجاني
حتى يرى زَهْر الأسنة ماله / غير الرماح السمر من أغصان
وتروعه راياتك الحمر التي / تجلو لديه شقائق النعمان
حيث السيوف جداول ما شانها / في الرعب غير تخرق الغدران
فسواك تخدعه أَليَّة فاجر / يثني سطاك بحانث الأيمان
فاعزم فلولا صدق عزم صائب / عزّ النجاء إليه من بطنان
بكتائب تهب الجلاد قواضباً / تفري الطُّلَى في طاعة الرحمن
فالسر من ميل عليه يميلها / ما في ذوابلها من الرجفان
والبيض من شوق إليه تكاد أن / تستلُّ أنفسها من الأجفان
فهناك تخطبك البلاد وتغتدي / أطلالها بالعدل وهي مغان
وتمدُّ دولتك العلية باعها / في خير مقتبل من الأزمان
خذ عن دموعي ما يجنّ جَناني
خذ عن دموعي ما يجنّ جَناني / فالدمع أصدق مخبر عن شاني
فلئن كتمتك فالمصاب كما ترى / قد جلَّ أن يفضي إلى كتمان
وإذا تعذرت الدموع وسكبها / فاعذر فتلك سجيّة الحيوان
فلربما قهرت بوادر زفرتي / دمعي فعاقته عن الجيران
وتجاف عن تعنيف قلبي إن بدا / لك ما يعانيه من الخفقان
أتلومه هل كان إلا مفرداً / حشدت عليه طوارق الحدثان
أَيقرُّ والملك المؤيد قد غدا / رهن البلى في الترب والأكفان
جبل تشبثت المنون بهضبه / فهوت قواعده مع الأركان
بدر أنار فحين تم كماله / حكم الزمان عليه بالنقصان
ليث أخافته الخطوب ولم تزل / تخلي مجال الأفق من خفان
غيث تعرض للأماني صوبه / فاعتاقه قدر عن التهتان
أودى وما اشتهرت ظبا لتقارع / كلاّ ولا اعتقلت قنا لطعان
والصافنات شوازب ما سوّمت / للكرِّ تحت قواضب ولدان
فعلام لم تحطم كعوب مثقف / لدن ولم تثلم غروب يمان
وأرى السهام نجومها لم تقترن / بهلال كل حنية مِرْنان
فلمن تصان المقربات وقد مضى / من كان يوردها طُلى الشجعان
لو يستطيع غداة مصرعه غدت / يستلُّ أنفسها من الأجفان
أبقيت نجمَ الدين بين جوانحي / ناراً لها لهب بغير دخان
أأجيل في نظم المراثي خاطري / من بعد صوغ مدائح وتهان
قسماً بأيام لبست نعيمها / في ظل ملكك معلم الأردان
ما شحّ لي دمع عليك وإنما / أفنى البكاء ذخائر الأجفان
أفقرتني من حسن صبري بعد ما / أدركت في مغناك ما أغناني
أقسمت ما فاز الحمام بمثلها / إلا لخيبة آمل أو جان
تعساً لجدك يا زمان لقد سطا / بأغرّ من صيد الملوك هِجان
وحمائم كم هيَّجتْ من لوعتي / فنّاً وقد سجعت على الأفنان
فقدت هديلاً فانبرت في أيكها / تتلو الحنين بأعذب الألحان
فشجت فؤادي مذ شدت فكأنها / فطنت لما قد شفني وعناني
ناحت وماحت بالصبابة فانثنى / من تحتها متأود الأغصان
وظللت مكتئباً وقلت تعجباً / والشوق يجذبني بفضل عنان
إيه حمامات الأراكة رَجِّعي / نغم الحنين بأبرق الحنّان
لله درك من حمام ثاكل / لو كان بكّاك الذي أبكاني
هيهات لا والله ما عاينت ما / أخفيت من حرقي ولا أشجاني
أسفي لمن كانت مواطئ جرده / يوم الهياج معاقد التيجان
يا من فُجِعْتُ به وكنت أُعِدُّه / عوناً إذا طرقت صروف زماني
لو كنت تفدى قام دونك معشر / يصلون سمر الخط بالأيمان
ما حلَّقوا في الحرب إلا خلّقوا / غرر السوابق بالنجيع القاني
ولعاد وجه الصبح أقتم كَالحاً / بالنقع عند تصادم الأقران
وتشاجرت ملد تصول لدى الوغى / بِصِلالها أسد على عقبان
لكنه الأجل الذي غاراته / لم ترو غير مقاتل الفرسان
شنَّت على سيف بن ذي يزن وما / هابت حمى كسرى أنوشروان
وابتزت النعمان ثوب نعيمه / بالبؤس واجتاحت بني غسان
لكن بأسباب الليالي أُنْسِيَتْ / بدوام ملك الظاهر السلطان
محيي الهدى ومديم أنواء الندى / لمن اجتدى وممهد الايمان
ملك إلى أبوابه وجنابه / يَثْنِي الرجاءُ أزمةَ الركبان
من تستقي أشطان سمر رماحه / مهج العدا والزغف كالغدران
أأبا المظفر لا تخطت بعدها / نوب الزمان إليك يوماً ثاني
وبقيت ممتدَّ البقاء ممتعاً / بدوام ملكك في منىً وأمان
أنا بعض ما اخترعته فكرة من عَنَا
أنا بعض ما اخترعته فكرة من عَنَا / لعظيم عزته ذَوُو التيجان
الظاهر الغازي الذي أيامه / أخفت مناقب أهل كل زمان
خير الملوك أباً وأمضاهم ظُباً / عند اشتجار ذوابل المُران
أسست والأفلاك تحكم أنني / في السعد أثبت وهي في دوران
وسموت معتلياً بيمن متوّج / طلق عليه سكينة الإيمان
غازي بن يوسف مشتري رق العلا / ونفوسها بنفائس الأثمان
ما شئت من حسن لديَّ وعنده / ما شاءت الآمال من إحسان
أنسيت إيوان المدائن مثلما / أنسى عُلاَ كسرى أنوشروان
فأجل رياضك في أجلِّ محاسن / تُهْدي إليك شذا رياض جنان
شُيِّدْتُ حيث العز أقعس والندى / أَمَمٌ فلا شُلَّت يمين الباني
حلل يعير الروض بهجة ملبسي / عال تود النيرات مكاني
فكأنني وجه الحبيب بدا على / سِنَةِ الرقيب وغفلة الغَيْران
مأوى الطريد وكنز من بَعُدَتْ به / أيامه ومُعَرَّس الضيفان
لم تدع نيران الملوك إلى قرى / إلا دعوتَ بألسن العقيان
ما استعظم الأخبار عني سامع / إلا وصغرها عظيم عَيَان
يا مفزع اللاجي وأقصى مني / ة الراجي وأمنع جُنَّة للجاني
يأوي إليَّ المستجير فينثني / من بعد نيل مناه تحت أماني
وتطوف آمال العفاة بساحتي / كطوافهم بالبيت ذي الأركان
قسماً بغرِّ خلاله لا جرعت / فيَّ الوفودُ حرارةَ الحرمان
والله أكرم أن يخيّب لائذاً / بالظاهر بن الناصر السلطان
بمؤيد نام الأنام بعدله / في الأمن وهو مسهَّد الأجفان
لم أدر هل صلح الزمان بحسن ما / يبديه أم هذا زمانٌ ثان
دع قصر بطياس فها آثاره / بالعجز تعرب عن بني خاقان
ودع الخورنق والسدير فما سمت / لبناء مثلي همة النعمان
واترك أحاديثاً ملفقة سرت / في الأرض عن سيف وعن غمدان
وانظر إلى منح حويت بديعها / في المُشْمَخِرِّ الفرد من بنياني
تهفو قدود الدوح حولي أن سرى / بنسيمها وقد النسيم الواني
وتظلُّ تأخذ بالقلوب محاسني / أخذ الكرى من ناظرٍ وَسْنَان
ينساب تحتي جدول يمشي به / حسن التسلسل مشية النشوان
وإِذا الصَّبا مرت عليه حسبته / متوشحاً بجواشن الحيتان
وإذا وَنَى فيه النسيم رأيته / متشبثاً بمعاطف الأغصان
والقصر مذ طاولتُه وعلوتُه / يرنو إليَّ بمقلة الغضبان
قد فاز بالخلوات قبلي برهة / أيروم أخْذَ زمانه وزماني
أقسمت ما في الأرض أبهج منظراً / من حسن شُرْبٍ في علا بستاني
حيث العفاة تلوذ بي آمالها / فتعمها نعمىً أعز مكان
نعمى الذي أحيا البلاد بسيرة / لم يعتمد إلا رضى الرحمن
غازي بن يوسف موجد الجود الذي / أنست مناقبه بني حمدان
ملك الملوك ولا أحاشي منهم / أحداً وأغزرهم سماح بنان
فالله يحرس ملكه ما قدست / أسماؤه وتعاقب المَلَوان