القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : شَرف الدّين الحِلّي الكل
المجموع : 4
هذا الأراك فلذاك مرتع عِينِه
هذا الأراك فلذاك مرتع عِينِه / فاحبس ورِد ما شئت غيرَ مَعِينِه
أو لا فَحِدْ عنه فأزرق مائه / قد أُشْرِعت سمر القنا من دونه
وتوقَّ نفحته إذا ريح الصَّبا / راحت مجاذبةً قدود غصونه
فاحفظ فؤادك من عيون ظبائه / فَكِنَاسُه مستأسد كعرينه
فسقى العقيق وساكنيه وجاده / غيث يغذيه بدر هَتونه
فإذا خيوط المزن حاكتها الصبا / ظلت توشح عاريات متونه
فبجوّ ذاك الشعب ظبيٌ ما الظبا / يوماً بأفتك من ضعاف جفونه
فالسمر تمسي في حمى أعطافه / والبيض تصبح في أمان عيونه
وضح القنا لوناً ومر على النقا / فتعلمت بَانَاتُه من لينه
يا من إذا وعد المحب بزورة / يَقْضِي ولا يَرْجُو قضاء ديونه
سل أبرق الحنان عنه فطالما / خفقت جوانح برقه لحنينه
بأبي الذي قلبي أسيرُ سلاسل / من عارضيه تعرضت بجفونه
قضت الملاحة وهي أجور حاكم / بشجا متيمه وطول شجونه
ذهبيّ خدّ لو بحبة خاله / مُنِحَ الغنى لجنى على مسكينه
أغرى الجفون بنهر سائل دمع / يجري فواضِرّي على ماعونه
حشدت على قلبي عساكر حسنه / يا ذلّ صبري وافتضاح مكينه
مثل افتضاح الغيث إذ جارى به / موسى فأخجله سماح يمينه
شاهر من المحتل ذروة مفخر / ما نال فكر منتهى مكنونه
ملك إذا دجت الخطوب تبلجت / بسنىٍ محياه وضوء جبينه
غَيْرَانُ دون الملك قام بنصره / مُتَنَمّراً ويسعى لحفظ مصونه
ونضا من الملك المعظم مرهفاً / متوقداً ماضي الشبا مسنونه
يُزْهَى به السَّرْد المضعف في الوغى / تِيهاً إذا ما اختال في موضونه
فالأسد تصبح وهي في أجم القنا / مرتاعة لذبابه وطنينه
يخشى سطاه وترتجى نفحاته / كالدهر في حركاته وسكونه
عيسى وما أدراك ما عيسى إذا / ما الروع هاج بمنشآت سفينه
ما دبَّ في أعطافه تِيه ولا / لاحت سِمات الكبر في عرنينه
يا من أقر البيتَ صدقُ جهادهم / فرأى من التأييد عين يقينه
أنتم حماة المأزمين وزمزم / والمشعرين إلى الصفا وحُجُونه
أترى درى قبر بجلق أنكم / أقررتم بالصلح عينَ دفينه
قبر لأبلج شادويٍّ ما وَهَتْ / في نصرة التوحيد قوة دينه
سكنتم ذاك الضريح وإنما / تمهيد هذا الملك في تسكينه
كنتم كإخوة يوسفٍ في ألفة / أمسكتمُ من حبلها بيمينه
عدتم إلى كرم الأصول وما عدت / آراؤكم في الملك صدق ظنونه
حاشا زحاف الكيدِ يدخل بينكم / أو تنقض الأيام من موزونه
أعربتم في حفظ شمل بنائه / عن أنفس أصلحن من ملحونه
فليفدكم من ليس يفرق جهله / ما بين أبكار البلاد وعُونه
فاليوم يقضي واجبات نذوره / عبدٌ غدا والحمد من تلقينه
فاستجل مدحاً فاق جوهر لفظه / حسناً وراق الخمر من مضمونه
دمتم لعافٍ مجتدٍ ولأمنه / ولكسر عاتٍ معتدٍ ومَنُونِه
فالملك أنتم فارعات جباله / والدين أنتم مانعات حصونه
غَزَل الصبا ومراتع الغزلان
غَزَل الصبا ومراتع الغزلان / بانت بلبك أم حمام البان
فأسلت دمعك إذ سألت معاهداً / نزلت بها الأزمات منذ زمان
يا صاح يا صاحي الفؤاد من الهوى / دعني إذا داعي الغرام دعاني
لو كنت يوم تفرق الحيان / وأبيك لم تك بعدها تَلْحَانِي
حسب المشوق إذا الركاب تحملت / سحّ الدموع بأربع ومغاني
كم قد وقفت بها بدمع لم يقف / بين المعاهد وقفة الحيران
في مأتم للبين كنت متمماً / فيه ومالكه نوى خُلْصاني
تلك الدُّمى أدمت جفوني إذ جفت / صلة الوصال وضنُّها أضناني
أبدت شمات عواذلي بمدامع / أعربن عما قد أَجَنَّ جَنَانِي
وبأيمن العلمين سرب جآذر / لله ذاك السرب والعلمان
يعطو البرير من الأراك فإن رنا / أو عَنَّ عَنَّ إلى الغرام عناني
كلفي بأغصان القدود حَمَى الكرى / عني ونوح حمائم الأغصان
عد يا نسيم عن الغصون فلوعتي / كُثُبٌ إذا ماست على الكثبان
أرتاح حيث تنسمت نجدية / بمهبهن على ربا نَعْمان
ومن السفاهة أن أحاول سلوة / بين الهوى وتذكر الأوطان
أَرَقٌ أَرَقَّ الوُرقَ لي لو أنها / شجيت شجاي وكابدت أشجاني
طرباً شدت وشدوت من حزني وفي / عينيَّ من دمعيهما عينان
ناحت مواصلة ونحت مفارقاً / أين الطليق من الأسير العاني
أين الليالي والزمان مساعد / بنوى الرقيب وغفلة الغيران
مع كل معتدل بلا عَدْل له / بين التجني والرضا خُلُقان
حسن بلا حسنى وتلك عجيبة / والحسن مشتقّ من الإحسان
أبغي ذمام لحاظه وقوامُه / يملي عليَّ مقاتل الفرسان
صبراً على الأيام إن نعيمها / بالبؤس مقترن بكل أوان
وإذا نظرت إلى الزمان رأيته / تعب الوفيّ وراحة الخوّان
لطباع أهل الأرض لا عن رهبة / ألفيتني في وحدة الرهبان
وأرى المعاهد كالمعاهد أقفرت / إلا من الخوان من إخوان
والدهر أفردني وكنت مكاثراً / قَوْمِي وأخلاني من الخلان
فاقنع بما قسم الإله ولا ترق / ماء النقيبة للزهيد الفاني
ليس الحريص بمدرك ما فاته / والرزق ليس بفائت للواني
أو ما رأيت التبركا من صبره / في الترب رقاه إلى التيجان
والدُّرُّ في الأصداف يمكث برهة / حتى يرى في جيد كل حَصَان
وإذا اضطررت إلى السؤال فعدِّ عن / ذكر الهجين ولذ بكل هِجَان
وإذا امتسكت بصاحب لك فاستبن / بولا زهير في علا ابن سنان
أو ليس حسان بن ثابتٍ انتحى / ظل الأعزة من بني غسان
واسمح بما ملكت يداك من اللُّهى / فالجود للإنسان كالعنوان
من خاف من هرم وضنَّ بماله / أين الذي بُنِيَتْ له الهرمان
لو كان بالأموال يمكث ذو غنى / ورث الورى قارون ذو الخزان
يا دارنا بالحلَّة الفيحاء لا زالت / عِرَاصُكِ منتدى الضيفان
أصبو إليك على البعاد وبيننا / بيد تُبيد العيس بالوخدان
فحباك بل حيا رباك من الحيا / جود كجود الظاهر السلطان
من لو رآه ابن الحسين لما سرت / عنه الشوارد في بني حمدان
وأبو عبادة لو تفيأ ظلَّه / ألهاه عن ذكرى بني خاقان
ولو ابن حجاج رآه لانثنى / يثني المدائح عن أبي الريان
سمح يطيع الصحب برّ طباعه / ويعقّ جوداً صحبة العقيان
تَنْدَى أسرَّةُ وجهه فكأنها / للبشر برق دائم اللمعان
وإذا تزعزعت الحلوم رأيته / أرسى وأرسخ من ذرا ثهلان
صدم الخطوب المهلكات بعزمة / فكبت لأوجهها على الأذقان
وأغار في الأموال جيش سماحه / فتفرقت في رقة زعمان
وسرت مهابته فأغنت في العدا / عن حدِّ كل مهند وَسِنَان
هُوَ والنَّدَى أخوان في مهد النّهى / بيد المروءة أرضعا بِلِبَان
من كان بالبحر الخضمِّ وثوقه / عاف الفرات وصدَّ عن جيحان
من معشر سبقوا إلى نيل العلا / أربابها السباق كل أوان
واستخلصوا قصبات كل فضيلة / مشهورة في يوم كلِّ رهان
قوم إذا ضلَّ الندى ونشدته / فيهم فيا بشراك بالوجدان
وإذا جرت بهم الجياد إلى عدا / وصلوا كعوب الرمح بالأَيْمان
إن قُوبلوا بهروا وإن هم قُوتلوا / قَهروا وإن قَدَرُوا عَفَوْا عن جان
حمر المناصل خضر أندية الندى / سود القساطل يوم كلِّ رهان
فالنجم جدهم بنى لهم العلا / ودَحَا قواعدها على كِيوان
بيت على حُبُكِ السماء أساسه / يا رب لا تشلل يمين الباني
أَسْمَاهُ غازي بعد يوسف فاغتدى / فوق السماك مُشَيَّد الأركان
فلذاك عَزَّ لهم نظيرٌ في الورى / أين البحار طمت من الخلجان
شرفوا بمولى ملت نحو فنائه / فرأيت في مغناه ما أغناني
أنا من إذا علقت بملكك كفه / أغناه عزّاً عن تطلب ثان
لا أبتغي عزّاً بحرص ربما / أفضى الحريص به إلى الحرمان
وعرفت بالهم الشريف فلم يزر / شعري سوى الأملاك في البلدان
إذ كنت أغليه على مستامه / لا كالذي يوليه سوق هوان
يا ابن الذي أخلى بلاد الشرك من / عصب الضلال وعابدي الصلبان
والمنقذ البيت المقدس بالظُّبا / والمقربات الجرد والمرّان
عزماً غياثيّاً تغيث به الهدى / وتشيد فيه مباني الإيمان
قالوا ابن لاون بالجياد شوازباً / تنقضّ تحت الأسد كالعقبان
واسترجع الرمق الذي أبقيته / أيام جدت له بفضل أمان
وابعث إليه من المنايا روضة / يجني الردى فيها فبئس الجاني
حتى يرى زَهْر الأسنة ماله / غير الرماح السمر من أغصان
وتروعه راياتك الحمر التي / تجلو لديه شقائق النعمان
حيث السيوف جداول ما شانها / في الرعب غير تخرق الغدران
فسواك تخدعه أَليَّة فاجر / يثني سطاك بحانث الأيمان
فاعزم فلولا صدق عزم صائب / عزّ النجاء إليه من بطنان
بكتائب تهب الجلاد قواضباً / تفري الطُّلَى في طاعة الرحمن
فالسر من ميل عليه يميلها / ما في ذوابلها من الرجفان
والبيض من شوق إليه تكاد أن / تستلُّ أنفسها من الأجفان
فهناك تخطبك البلاد وتغتدي / أطلالها بالعدل وهي مغان
وتمدُّ دولتك العلية باعها / في خير مقتبل من الأزمان
خذ عن دموعي ما يجنّ جَناني
خذ عن دموعي ما يجنّ جَناني / فالدمع أصدق مخبر عن شاني
فلئن كتمتك فالمصاب كما ترى / قد جلَّ أن يفضي إلى كتمان
وإذا تعذرت الدموع وسكبها / فاعذر فتلك سجيّة الحيوان
فلربما قهرت بوادر زفرتي / دمعي فعاقته عن الجيران
وتجاف عن تعنيف قلبي إن بدا / لك ما يعانيه من الخفقان
أتلومه هل كان إلا مفرداً / حشدت عليه طوارق الحدثان
أَيقرُّ والملك المؤيد قد غدا / رهن البلى في الترب والأكفان
جبل تشبثت المنون بهضبه / فهوت قواعده مع الأركان
بدر أنار فحين تم كماله / حكم الزمان عليه بالنقصان
ليث أخافته الخطوب ولم تزل / تخلي مجال الأفق من خفان
غيث تعرض للأماني صوبه / فاعتاقه قدر عن التهتان
أودى وما اشتهرت ظبا لتقارع / كلاّ ولا اعتقلت قنا لطعان
والصافنات شوازب ما سوّمت / للكرِّ تحت قواضب ولدان
فعلام لم تحطم كعوب مثقف / لدن ولم تثلم غروب يمان
وأرى السهام نجومها لم تقترن / بهلال كل حنية مِرْنان
فلمن تصان المقربات وقد مضى / من كان يوردها طُلى الشجعان
لو يستطيع غداة مصرعه غدت / يستلُّ أنفسها من الأجفان
أبقيت نجمَ الدين بين جوانحي / ناراً لها لهب بغير دخان
أأجيل في نظم المراثي خاطري / من بعد صوغ مدائح وتهان
قسماً بأيام لبست نعيمها / في ظل ملكك معلم الأردان
ما شحّ لي دمع عليك وإنما / أفنى البكاء ذخائر الأجفان
أفقرتني من حسن صبري بعد ما / أدركت في مغناك ما أغناني
أقسمت ما فاز الحمام بمثلها / إلا لخيبة آمل أو جان
تعساً لجدك يا زمان لقد سطا / بأغرّ من صيد الملوك هِجان
وحمائم كم هيَّجتْ من لوعتي / فنّاً وقد سجعت على الأفنان
فقدت هديلاً فانبرت في أيكها / تتلو الحنين بأعذب الألحان
فشجت فؤادي مذ شدت فكأنها / فطنت لما قد شفني وعناني
ناحت وماحت بالصبابة فانثنى / من تحتها متأود الأغصان
وظللت مكتئباً وقلت تعجباً / والشوق يجذبني بفضل عنان
إيه حمامات الأراكة رَجِّعي / نغم الحنين بأبرق الحنّان
لله درك من حمام ثاكل / لو كان بكّاك الذي أبكاني
هيهات لا والله ما عاينت ما / أخفيت من حرقي ولا أشجاني
أسفي لمن كانت مواطئ جرده / يوم الهياج معاقد التيجان
يا من فُجِعْتُ به وكنت أُعِدُّه / عوناً إذا طرقت صروف زماني
لو كنت تفدى قام دونك معشر / يصلون سمر الخط بالأيمان
ما حلَّقوا في الحرب إلا خلّقوا / غرر السوابق بالنجيع القاني
ولعاد وجه الصبح أقتم كَالحاً / بالنقع عند تصادم الأقران
وتشاجرت ملد تصول لدى الوغى / بِصِلالها أسد على عقبان
لكنه الأجل الذي غاراته / لم ترو غير مقاتل الفرسان
شنَّت على سيف بن ذي يزن وما / هابت حمى كسرى أنوشروان
وابتزت النعمان ثوب نعيمه / بالبؤس واجتاحت بني غسان
لكن بأسباب الليالي أُنْسِيَتْ / بدوام ملك الظاهر السلطان
محيي الهدى ومديم أنواء الندى / لمن اجتدى وممهد الايمان
ملك إلى أبوابه وجنابه / يَثْنِي الرجاءُ أزمةَ الركبان
من تستقي أشطان سمر رماحه / مهج العدا والزغف كالغدران
أأبا المظفر لا تخطت بعدها / نوب الزمان إليك يوماً ثاني
وبقيت ممتدَّ البقاء ممتعاً / بدوام ملكك في منىً وأمان
أنا بعض ما اخترعته فكرة من عَنَا
أنا بعض ما اخترعته فكرة من عَنَا / لعظيم عزته ذَوُو التيجان
الظاهر الغازي الذي أيامه / أخفت مناقب أهل كل زمان
خير الملوك أباً وأمضاهم ظُباً / عند اشتجار ذوابل المُران
أسست والأفلاك تحكم أنني / في السعد أثبت وهي في دوران
وسموت معتلياً بيمن متوّج / طلق عليه سكينة الإيمان
غازي بن يوسف مشتري رق العلا / ونفوسها بنفائس الأثمان
ما شئت من حسن لديَّ وعنده / ما شاءت الآمال من إحسان
أنسيت إيوان المدائن مثلما / أنسى عُلاَ كسرى أنوشروان
فأجل رياضك في أجلِّ محاسن / تُهْدي إليك شذا رياض جنان
شُيِّدْتُ حيث العز أقعس والندى / أَمَمٌ فلا شُلَّت يمين الباني
حلل يعير الروض بهجة ملبسي / عال تود النيرات مكاني
فكأنني وجه الحبيب بدا على / سِنَةِ الرقيب وغفلة الغَيْران
مأوى الطريد وكنز من بَعُدَتْ به / أيامه ومُعَرَّس الضيفان
لم تدع نيران الملوك إلى قرى / إلا دعوتَ بألسن العقيان
ما استعظم الأخبار عني سامع / إلا وصغرها عظيم عَيَان
يا مفزع اللاجي وأقصى مني / ة الراجي وأمنع جُنَّة للجاني
يأوي إليَّ المستجير فينثني / من بعد نيل مناه تحت أماني
وتطوف آمال العفاة بساحتي / كطوافهم بالبيت ذي الأركان
قسماً بغرِّ خلاله لا جرعت / فيَّ الوفودُ حرارةَ الحرمان
والله أكرم أن يخيّب لائذاً / بالظاهر بن الناصر السلطان
بمؤيد نام الأنام بعدله / في الأمن وهو مسهَّد الأجفان
لم أدر هل صلح الزمان بحسن ما / يبديه أم هذا زمانٌ ثان
دع قصر بطياس فها آثاره / بالعجز تعرب عن بني خاقان
ودع الخورنق والسدير فما سمت / لبناء مثلي همة النعمان
واترك أحاديثاً ملفقة سرت / في الأرض عن سيف وعن غمدان
وانظر إلى منح حويت بديعها / في المُشْمَخِرِّ الفرد من بنياني
تهفو قدود الدوح حولي أن سرى / بنسيمها وقد النسيم الواني
وتظلُّ تأخذ بالقلوب محاسني / أخذ الكرى من ناظرٍ وَسْنَان
ينساب تحتي جدول يمشي به / حسن التسلسل مشية النشوان
وإِذا الصَّبا مرت عليه حسبته / متوشحاً بجواشن الحيتان
وإذا وَنَى فيه النسيم رأيته / متشبثاً بمعاطف الأغصان
والقصر مذ طاولتُه وعلوتُه / يرنو إليَّ بمقلة الغضبان
قد فاز بالخلوات قبلي برهة / أيروم أخْذَ زمانه وزماني
أقسمت ما في الأرض أبهج منظراً / من حسن شُرْبٍ في علا بستاني
حيث العفاة تلوذ بي آمالها / فتعمها نعمىً أعز مكان
نعمى الذي أحيا البلاد بسيرة / لم يعتمد إلا رضى الرحمن
غازي بن يوسف موجد الجود الذي / أنست مناقبه بني حمدان
ملك الملوك ولا أحاشي منهم / أحداً وأغزرهم سماح بنان
فالله يحرس ملكه ما قدست / أسماؤه وتعاقب المَلَوان

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025