المجموع : 3
قالت وقد رأَتِ النَّدَى
قالت وقد رأَتِ النَّدَى / والمجدَ جاءا في قَرَنْ
وتنزّهتْ أجفانُها / باللَّحظ في وجهٍ حَسَنْ
بالله قومي واسأَلي / مَن ذا المعظَّمُ وابنُ مَن
فأَجبتُها هذا العزِي / زُ المصطفى مَلِكُ الزَّمن
وابنُ الإمام المجتبي / وابنُ النبيِّ المؤتَمن
قالت كذا يُعطي الإل / هُ ولِيَّه كلَّ المنَن
أَلقَى الكِمَّى ولا أَهابُ لِقاءَهُ
أَلقَى الكِمَّى ولا أَهابُ لِقاءَهُ / ويفُلّ إقدامي شَبَا الحَدَثانِ
وأَكُرُّ في صَدْرِ الخَمِيس معانِقاً / لِلموتِ حِين يفرّ كلُّ جَبانِ
ويزِيدني ذلّ الخطوبِ تعظُّماً / وتسلُّطُ الأيّامِ عِزَّ مكانِ
وعلِمتُ أخلاق الزمانِ فلم أَضِقْ / ذَرْعاً بأيّامي وغَدْرِ زماني
فكما يَمَلّ الدهرُ مِن إعطائِه / فكذا مَلالتُه مِن الحِرْمانِ
وكما يَكُر لمَعشرٍ بسعادةٍ / فكذا يَكُرّ لمِعشرٍ بِهوانِ
فإذا رماك بِشِدّةٍ فاصبر لها / فلسوف يأتي بعدها بِليانِ
ولقد رضِيتُ من الزّمانِ بجَوْرِه / متحمِّلاً وشرِبتُ ما أَسْقاني
في حادثٍ نُدَمائيَ الأَشجانُ في / غَمَراته وتفكُّرِي رَيْحاني
فَسلِ الليالي عن نَفاذِ عِزيمتي / وسَلِ الحوادثَ عن ثبَاتِ جَناني
تُخْبِرْك عنِّي أَنني لم أَلقَها / هَيْنَ العَزائِمِ واهي الأركانِ
أَصبحتُ لا أشتاق إلاّ للنَّدَى / إِلْفاً ولا أَهوىَ سِوَى الإِحسانِ
أَقَوى على مَضَضِ الشّدائِدِ والوَغَى / وأَذوبُ عند معَاتِبِ الإِخوانِ
وإذا السيوف قَطعْنْ كلَّ ضريبةٍ / قَطَعَ السيوفَ القاطِعاتِ لِساني
عانقتُها يومَ النَّوَى ولدمعِها
عانقتُها يومَ النَّوَى ولدمعِها / متحدَّرٌ ولقلِبها خفقانُ
ولِسانُها خَرس ولكن للهوى / في دمعِ مقلتها فمٌ ولِسانُ
وحتى إذا احترّ الوَداع وأَحرقتْ / أكبادَنا بلهيبها الأشجانُ
لاحت بدورُ التِّمّ تحت برَاقِع / ثم انثنى تحتَ المُروطِ البان
وأَفضْنَ ماءَ عيونِهنّ فجال في / تلك الخدودِ كأنّه عِقْيان