القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ناصِيف اليازجي الكل
المجموع : 8
طالَ النَوى حتى تقطَّعتِ المُنى
طالَ النَوى حتى تقطَّعتِ المُنى / وضَنيتُ حتى رقَّ لي قلبُ الضَّنى
والقلبُ ضاقَ بوَجدِهِ عن صبرِهِ / حتى يَرُودُ ولا يُصادِفُ مَسكِنا
دُمْ والْقَنا كالبَدرِ يا شبهاً لهُ / في البُعدِ عنَّا والتَنَقُّلِ والسَّنَى
إني على الحالَينِ لا أنساكَ في / عُمري ولو أوشكْتُ أنسى مَن أنا
ولقد ذكرتُكَ فاضطربتُ مهابةً / وطَرِبتُ فاشتُقَّ النُواحُ من الغِنا
فبكيتُ حتَّى ما بكيتُ لِفاقةٍ / من أدمُعي والدَّمعُ يُدرِكُهُ الفَنا
وَوَدِدْتُ لو أبكي البُكاء لأنَّهُ / يشفي القلوبَ ولو أضرَّ الأعيُنا
ولقدْ رَكِبتُ الشِعرَ حتى مَلَّني / ومَلِلتُهُ فأسأْتُ فيهِ وأحسَنا
وخَلائقُ الرُّوح الأمينِ تقودُني / كَرْهاً وتَظلِمُني بإِنشادِ الثَّنا
صِفَةٌ يضيقُ بها الزَّمانُ وهِمَّةٌ / تَرَكتْ بها الأيامُ داءً مُزمِنا
ما كلُ من قالَ القصائدَ شاعرٌ / هيهاتِ يَطعنُ كلُّ من حَمَلَ القَنا
عَزمَ الشِهابُ على النزولِ بموطِنٍ / يوماً فكانَ البُرجُ يَصلُحُ مَوْطِنا
قد صارَ ساحلُ بحرِنا بحراً بهِ / ها مَجمَعُ البحرينِ أصبحَ عِندَنا
لا تحسُدوا مِصراً لفائِضِ نيلها / أَلنيلُ في مِصرٍ وراحتُهُ هُنا
تحيا البلادُ بهِ فلو هنَّأْتَهُ / يوماً بها قالَتْ لنا ولكَ الهنا
شهمٌ إذا أخنى الزَّمانُ بأهلهِ / عَصَمتْهُ نفسٌ لا يُراوِدها الخَنا
وإذا حَوَى الأموالَ كان كتاجرٍ / يبغي النَّفاقَ مُعجَّلاً ما أمكَنا
شَرَفٌ على كَبِدِ الوَدَاعةِ نازِلٌ / ذَهَبَتْ إليهِ مَذَهباً مُستحسنا
ولَطائِفٌ وُصِف النسيمُ بمِثلها / في ظِلِ بأْسٍ قد أرَدنَ تحَصُّنا
يا رُكنَ دَوْلةِ آلَ قيسصٍ قد صَبَت / قَيسٌ على يمنٍ إليكَ تَيَمُّنا
كانت تنُوخُ لها ذِرَاعاً أيسَراً / قِدَماً وكُنتَ لها الذّرَاعَ الأَيمنا
لاذَتْ بساحتِكَ الوُفودُ وأطبَقَتْ / مثلَ ازدِحامِ الحجِّ في وادي مِنَى
فيكَ الرَّجاءُ ومنكَ كلُّ كرامةٍ / وعليكَ كلُّ مُعَوَّلٍ وبكَ الغِنى
قامَتْ لِهَيبَتِها غُصونُ البانِ
قامَتْ لِهَيبَتِها غُصونُ البانِ / مثل الجنودِ بحَضْرةِ السُّلطانِ
وأتى الهَزازُ يحومُ فَوقَ قَوامِها / إذ ظنَّهُ غُصناً بِرَوضِ جِنانِ
بَدَويَّةٌ في طَرْفِها سهمٌ بلا / وَتَرٍ على رُمحٍ بغيرِ سنانِ
أبدَتْ خُدُوداً كالدِّماءِ فما افترَى / منْ قالَ تلكَ شَقائِقُ النُّعمانِ
يا رَبَّةَ الحُسنِ العزيزِ نراكِ قد / غرَّبتِ عاشقَهُ بكلِّ مكانِ
إنَّ الغريبَ ذليلُ نفسٍ خاملٌ / كالشِّعرِ عندَ سِوَى بني رَسلانِ
قَومٌ تُساقُ إلى تَنوخَ فروعهُمُ / وأُصولُهُم تَرقى إلى قَحطانِ
غِلْمانُهُم مثلُ الشُّيوخِ نباهةً / وشيوخُهُم في البأسِ كالغِلْمانِ
يَجدُ الوُفودُ من الكرامةِ عندَهُم / ما يَذهلونَ بهِ عن الأوطانِ
ويُخاطبونَ بكلِّ فنٍّ أهلَهُ / فكأنَّ واحدَهم بألف لِسانِ
لهم السِّيادةُ في العِراقِ تطرَّقَتْ / منهُ على نُوَبٍ إلى لُبنانِ
في حِيرةِ العَرَبِ القديمةِ وَحشةٌ / منهم كشوقِ مَعرَّةِ النُّعمانِ
دَرَجوا إلى غَربِ البلادِ كما سَعَتْ / سَيَّارةُ الأفلاكِ في الدَّوَرانِ
فإذا بذاكَ الغربِ أحسنُ مَشرِقٍ / يبدو لنا من أُفقِهِ القَمَرانِ
قَمَرانِ حَيدَرُ منهما أزكى أبٍ / لأجلِّ نجلٍ مُلحمِ بنِ فُلانِ
أزكى أبٍ وأجلُّ نجلٍ فيهما / شِيَمُ العُلَى استَبَقَتْ كخَيلِ رِهانِ
نِعْمَ الأميرانِ اللذانِ كِلاهما / ذو الأمرِ بالمعروفِ والإحسانِ
الفاضلانِ العاملانِ الكاملا / نِ القائمانِ بطاعةِ الرحمانِ
لا تحسبوني مادحاً بل راوياً / أروي الوقائعَ عن جَلِيِّ عِيانِ
أروي كما أدري واترُكُ سامعي / يُثني فليسَ يُهِمُّني الأمرانِ
قد قامَ رَبُّ الدَّارِ في أوطانِهِ
قد قامَ رَبُّ الدَّارِ في أوطانِهِ / وجَرَى الجَوادُ هُناكَ في مَيدانِهِ
واخضَرَّ ما قد جَفَّ من نَبْتِ الرُّبَى / فجرَت مياهُ الخِصبِ في عِيدانِهِ
عاد الرَّبيعُ إلى الدِّيارِ بزَهرهِ / كزَمانِهِ بعدَ انقضاءِ زَمانِهِ
وأفادهُ سَعدُ الشِّهابِ نَضارةً / في آبَ لم تَخطُرْ على نَيْسانِهِ
أتَتِ الوِلايةُ أهلَ منَصبِها الذي / لا يستحي أحَدٌ بلثمِ بَنانِهِ
للمجدِ في لُبنانَ بيتٌ شامخٌ / آلُ الشِّهابِ الرأسُ من أركانِهِ
قومٌ لهم شَرَفٌ قديمٌ من مَدَى / زَمَنٍ عَصى التأريخَ حِفظُ أوانِهِ
لو هَمَّ نُسَّابُ الحِجازِ بضبطِهِ / بَلغَ السِّياقُ بهِ إلى عَدنانِهِ
كم قاطفٍ للزَّهرِ من عُرضِ الفَلا / يا مَن قطفتَ الزَّهرَ من بُستانِهِ
مَن كانَ مِن نسلِ البشيرِ فذاكَ لم / تَكُنِ الممالِكُ فوقَ رِفعةِ شانِهِ
ذاكَ الذي ضَبَطَتْ عِنانَ بِلادِهِ / يَدُهُ كما ضَبَطَت عِنانَ حِصانِهِ
قد كان يُطفي الماءُ جمرةَ غيرهِ / والماءُ يُحرِقُهُ لَظَى نِيرانِهِ
وقد اقتبستَ خِصالَهُ وصفاتَهُ / من حيثُ كُنتَ نشأتَ في دِيوانِهِ
والأصلُ يجري في الفُروعِ زكاؤُهُ / فيُولِّدُ الأثمارَ في أغصانهِ
سُرَّت بمَنصبِكَ البِلادُ لأنَّهُ / في طالعٍ بالسَّعدِ عَقْدُ قِرانِهِ
ما زالَ يُهديكَ الهَنا بكتابهِ / مَن ليسَ يُمكنُهُ الهَنا بلِسانِهِ
أهلاً بعائدةٍ أتت تَشفيني
أهلاً بعائدةٍ أتت تَشفيني / فهِيَ الطَّبيبُ لِعلَّتي وشُجُوني
جاءت كنافحةٍ لمِسْكِ تحيَّةٍ / من أرضِ مِصرٍ ليسَ من دارِينِ
أهدَى إليَّ بها لبيبٌ عاقلٌ / فأصابَ أجراً ليسَ بالممنونِ
سلَّى بها قلبي عن السقَّمَ الذي / مِنهُ نَحِلتُ فصِرتُ كالعُرجونَ
لله يا صافِي الفُؤادِ كأنَّهُ / من فِضَّةٍ لا مِن لَوازبِ طِينِ
يزدادُ فيهِ كلَّما طالَ المَدَى / حُبٌّ تحرَّكَ في مَقامِ سُكونِ
لكَ منَّةٌ جارتْ عليَّ بثِقْلِها / كالدَّين أثقَلَ كاهِلَ المَدْيونِ
قصَّرتُ دونَكَ عِندَ جَرْيكَ مُحرِزاً / قصَبَ السِّباقِ من المحبَّة دُوني
بيني وبينكَ شُقَّةٌ قَرُبَت على / قلبي وإن بَعُدَت إِزاءَ عُيوني
وإذا تألَّفتِ القُلوبُ تقرَّبت / مِن دارِ قُطْرِ الشَّامِ دارُ الصِّينِ
يا حُسنَها داراً لكَثرةِ وَفدِها
يا حُسنَها داراً لكَثرةِ وَفدِها / قُسِمتْ لَهم أبياتُها شَطرينِ
فإذا كفَى التأريخُ يوماً غيرَها / يأتي مُؤرِّخُها بتأريخينِ
قد سرَّ يُوسُفَ وفدُ جِبريلَ الذي
قد سرَّ يُوسُفَ وفدُ جِبريلَ الذي / بكَرامةِ البُشرَى أجادَ وأحسنَا
فأفادَنا التَّاريخُ صِدقَ كلامِهِ / جِبريلُ بَشَّرَ بالمَسَرَّةِ والهَنا
هذا الضَّريحُ لجُرجُسِ الصَبَّاغِ قد
هذا الضَّريحُ لجُرجُسِ الصَبَّاغِ قد / أبقى رميمَ الجسمِ فيهِ قاطِنا
ذاكَ الكريمُ الفاضلُ الشَّهمُ الذي / قد كانَ في كلِّ الفضائلِ راهِنا
في يومِ عيد الشَّيخِ سِمعانَ ارتَقى / شيخاً وكان لهُ هُناكَ مُقارِنا
فأشارَ مَعْهُ لمن يؤرّخُ عامَهُ / قد أبصَرَتْ عيني خلاصَ إِلاهِنَا
ذَهَبَ السَّعيدُ عزيزُ مصرٍ طالباً
ذَهَبَ السَّعيدُ عزيزُ مصرٍ طالباً / عرشَ السَّماءِ فسادَ في الحالَينِ
في تُربةٍ كتبَ المؤرّخُ فوقَها / نالَ السَّعيدُ سَعادةَ الدَّارَينِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025