المجموع : 7
أَخَذَ الْكَرَى بِمَعَاقِدِ الأَجْفَانِ
أَخَذَ الْكَرَى بِمَعَاقِدِ الأَجْفَانِ / وَهَفَا السُّرَى بِأَعِنَّةِ الْفُرْسَانِ
وَاللَّيْلُ مَنْشُورُ الذَّوَائِبِ ضَارِبٌ / فَوْقَ الْمَتَالِعِ وَالرُّبَى بِجِرَانِ
لا تَسْتَبِينُ الْعَيْنُ فِي ظَلمَائِهِ / إِلَّا اشْتِعَالَ أَسِنَّةِ الْمُرَّانِ
نَسْرِي بِهِ مَا بَيْنَ لُجَّةِ فِتْنَةٍ / تَسْمُو غَوَارِبُهَا عَلَى الطُّوفَانِ
فِي كُلِّ مَرْبَأَةٍ وَكُلِّ ثَنِيَّةٍ / تَهْدَارُ سَامِرَةٍ وَعَزْفُ قِيَانِ
تَسْتَنُّ عَادِيَةٌ وَيَصْهَلُ أَجْرَدٌ / وَتَصِيحُ أَحْرَاسٌ وَيَهْتِفُ عَانِي
قَوْمٌ أَبَى الشَّيْطَانُ إِلَّا نَزْغَهُمْ / فَتَسَلَّلُوا مِنْ طَاعَةِ السُّلْطَانِ
مَلأُوا الْفَضَاءَ فَمَا يَبِينُ لِنَاظِرٍ / غَيْرُ الْتِمَاعِ الْبِيضِ وَالْخُرْصَانِ
فَالْبَدْرُ أَكْدَرُ وَالسَّمَاءُ مَرِيضَةٌ / وَالْبَحْرُ أَشْكَلُ وَالرِّمَاحُ دَوَانِي
وَالْخَيْلُ وَاقِفَةٌ عَلَى أَرْسَانِهَا / لِطِرَادِ يَوْمِ كَرِيهَةٍ وَرِهَانِ
وَضَعُوا السِّلاحَ إِلَى الصَّبَاحِ وَأَقْبَلُوا / يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسُنِ النِّيرَانِ
حَتَّى إِذَا مَا الصُّبْحُ أَسْفَرَ وَارْتَمَتْ / عَيْنَايَ بَيْنَ رُبَىً وَبَيْنَ مَحَانِي
فَإِذَا الْجِبَالُ أَسِنَّةٌ وَإِذَا الْوِهَا / دُ أَعِنَّةٌ وَالْمَاءُ أَحْمَرُ قَانِي
فَتَوَجَّسَتْ فَرَطُ الرِّكَابِ وَلَمْ تَكُنْ / لِتَهَابَ فَامْتَنَعَتْ عَلَى الأَرْسَانِ
فَزِعَتْ فَرَجَّعَتِ الْحَنِينَ وَإِنَّمَا / تَحْنَانُهَا شَجَنٌ مِنَ الأَشْجَانِ
ذَكَرَتْ مَوَارِدَهَا بِمِصْرَ وَأَيْنَ مِنْ / مَاءٍ بِمِصْرَ مَنَازِلُ الرُّومَانِ
وَالنَّفْسُ مُولَعَةٌ وَإِنْ هِيَ صَادَفَتْ / خَلَفَاً بِأَوَّلِ صَاحِبٍ وَمَكَانِ
فَسَقَى السِّمَاكُ مَحَلَّةً وَمَقَامَةً / فِي مِصْرَ كُلَّ رَوِيَّةٍ مِرْنَانِ
حَتَّى تَعُودَ الأَرْضُ بَعْدَ مُحُولِهَا / شَتَّى النَّمَاءِ كَثِيرَةَ الأَلْوَانِ
بَلَدٌ خَلَعْتُ بِهَا عِذَارَ شَبِيبَتِي / وَطَرَحْتُ فِي يُمْنَى الْغَرَامِ عِنَانِي
فَصَعِيدُهَا أَحْوَى النَّبَاتِ وَسَرْحُهَا / أَلْمَى الظِّلالِ وَزَهْرُهَا مُتَدَانِي
فَارَقْتُهَا طَلَباً لِمَا هُوَ كَائِنٌ / وَالْمَرْءُ طَوْعُ تَقَلُّبِ الأَزْمَانِ
حَمَلَ الزَّمَانُ عَلَيَّ مَا لَمْ أَجْنِهِ / إِنَّ الأَمَاثِلَ عُرْضَةُ الْحِدْثَانِ
نَقَمُوا عَلَيَّ وَقَدْ فَتَكْتُ شَجَاعَتِي / إِنَّ الشَّجَاعَةَ حِلْيَةُ الفِتْيَانِ
فَلْيَهْنَإِ الدَّهْرُ الْغَيُورُ بِرِحْلَتِي / عَنْ مِصْرَ وَلْتَهْدَأْ صُرُوفُ زَمَانِي
فَلَئِنْ رَجعْتُ وَسَوْفَ أَرْجِعُ وَاثِقَاً / بِاللَّهِ أَعْلَمْتُ الزَّمَانَ مَكَانِي
صَادَقْتُ بَعْضَ الْقَوْمِ حَتَّى خَانَنِي / وَحَفِظْتُ مِنْهُ مَغِيبَهُ فَرَمَانِي
زَعَمَ النَّصِيحَةَ بَعْدَ أَنْ بَلَغَتْ بِهِ / غِشّاً وَجَازَى الْحَقَّ بِالْبُهْتَانِ
فَلْيَجْرِ بَعْدُ كَمَا أَرَادَ بِنَفْسِهِ / إِنّ الشَّقِيَّ مَطِيَّةُ الشَّيْطَانِ
وَكَذا اللَّئِيمُ إِذَا أَصَابَ كَرَامَةً / عَادَى الصَّدِيقَ وَمَالَ بِالإِخْوَانِ
كُلُّ امْرِئٍ يَجْرِي عَلَى أَعْرَاقِهِ / وَالطَّبْعُ لَيْسَ يَحُولُ فِي الإِنْسَانِ
فَعَلامَ يَلْتَمِسُ الْعَدُوُّ مَسَاءَتِي / مِنْ بَعْدِ مَا عَرَفَ الْخَلائِقُ شَانِي
أَنَا لا أَذِلُّ وَإِنَّمَا يَزَعُ الْفَتَى / فَقْدُ الرَّجَاءِ وَقِلَّةُ الأَعْوَانِ
فَلْيَعْلَمَنَّ أَخُو الْجَهَالَةِ قَصْرَهُ / عَنِّي وَإِنْ سَبَقَتْ بِهِ قَدَمَانِ
فَلَرُبَّمَا رَجَحَ الْخَسِيسُ مِنَ الْحَصَى / بِالدُّرِّ عِنْدَ تَمَاثُلِ الْمِيزَانِ
شَرَفٌ خُصِصْتُ بِهِ وَأَخْطَأَ حَاسِدٌ / مَسْعَاتَهُ فَهَذَى بِهِ وَقَلانِي
أَحْبِبْ بِهِنَّ مَعَاهِدَاً وَمَعَانَا
أَحْبِبْ بِهِنَّ مَعَاهِدَاً وَمَعَانَا / كَانَتْ مَنَازِلُنَا بِهَا أَحْيَانَا
دِمَنٌ عَفَتْ بَعْدَ الأَنِيسِ فَأَصْبَحَتْ / لِلْجَازِئَاتِ مِنَ الظِّبَاءِ مَكَانَا
وَلَقَدْ نَرَى فِيهَا مَلاعِبَ لَمْ تَزَلْ / تُشْجِي الْفُؤَادَ وَلا نَرَى إِنْسَانَا
عَرَفَتْ بِهَا الْجُرْدُ الْعِتَاقُ مَجَالَهَا / فَغَدَتْ تُحَمْحِمُ رِقَّةً وَحَنَانَا
بِتْنَا بِهَا مُتَسَانِدِينَ عَلَى الثَّرَى / نَصِفُ الْكَلالَ وَنَذْكُرُ الإِخْوَانَا
أَيَّامَ لا يَرِدُ الْجِمَامَ لِعِزِّهَا / أَحَدٌ وَلا يَرْعَى الْجَمِيمَ سِوَانَا
فِي مَعْشَرٍ رَسَخَتْ حَصَاةُ حُلُومِهِمْ / أَدَباً وَخَفُّوا لِلْوَغَى فُرْسَانَا
قَرَنُوا الشَّجَاعَةَ بِالسَّمَاحَةِ فَاغْتَدَوْا / قَيْدَ الْمَحَامِدِ شِدَّةً وَلِيَانَا
طَلَعُوا عَلَى الزَّمَنِ الْبَهِيمِ فَأَثْقَبُوا / نَارَ الْفَضَائِلِ حُجَّةً وَبَيَانَا
مِنْ كُلِّ مَشْبُوبٍ تَخَالُ لِسَانَهُ / عِنْدَ التَّخَاصُمِ فِي النَّدِيِّ سِنَانَا
إِنْ قَالَ بَرَّ وَإِنْ أَتَاهُ مُطَرَّدٌ / آوَى وَإِنْ سُئِلَ الْكَرَامَةَ لانَا
أَنَا مِنْهُمُ وَالْعُودُ يَتْبَعُ أَصْلَهُ / وَابْنُ الْهَجِينَةِ لا يَكُونُ هِجَانَا
فَاكْوِ الْحَسُودَ بِنَاظِرَيْهِ وَقُلْ لَهُ / إِنْ كُنْتَ تَجْهَلُنَا فَكَيْفَ تَرَانَا
إِنَّا إِذَا مَا الْحَرْبُ شَبَّ سَعِيرُهَا / نَحْمِي النَّزِيلَ وَنَمْنَعُ الْجِيرَانَا
وَنَرُدُّ عَادِيَةَ الْخَمِيسِ بِأَنْفُسٍ / عَلِمَتْ بِأَنَّ مِنَ الْحَيَاةِ هَوَانَا
فَتَرَى عِتَاقَ الْخَيْلِ حَوْلَ بُيُوتِنَا / قُبَّ الْبُطُونِ تُنَازِعُ الأَرْسَانَا
مَشَقَ الطِّرَادُ لُحُومَهُنَّ فَلَمْ يَدَعْ / إِلَّا خَوَاصِرَ كَالْقِسِيِّ مِتَانَا
مِنْ كُلِّ مُنْتَصِبٍ عَلَى أَقْيَادِهِ / مُتَطَلِّعٍ يَتَنَظَّرُ الْحَدَثَانَا
بَذَخَتْ قَوَائِمُهُ وَأَقْبَلَ مَتْنُهُ / وَانْضَمَّ كَلْكَلُهُ وَطَالَ عِنَانَا
فَإِذَا عَلا حَزْناً أَطَارَ شَرَارَهُ / وَإِذَا أَتَى سَهْلاً أَطَارَ دُخَانَا
وَالْخَيْلُ أَكْرَمُ صَاحِبٍ يَوْمَ الْوَغَى / وَالسِّلْم تَبْعَثُ غَارَةً وَرِهَانَا
فَعَلَى بُطُونِ خِيَارِهَا أَرْزَاقُنَا / وَعَلى ظُهُورِ جِيَادِهَا مُغْدَانَا
هَذَا الْفَخَارُ فَدُرْ بِعَينَيْكَ حَيْثُمَا / دَارَ الزَّمَانُ فَلَنْ تَرَى نُقْصَانَا
لا تَعْكُفَنَّ عَلَى الْمُدَامِ بِغَيْرِ مَا
لا تَعْكُفَنَّ عَلَى الْمُدَامِ بِغَيْرِ مَا / صَوْتٍ يَهِيجُ بِلَحْنِهِ النَّدْمَانَا
إِنَّ الْغِنَاءَ سَرِيرَةٌ فِي النَّفْسِ قَدْ / ضَاقَتْ بِهَا فَتَفَجَّرَتْ أَلْحَانَا
عَرَفَ الْهَوَى فِي نَظْرَتِي فَنَهَانِي
عَرَفَ الْهَوَى فِي نَظْرَتِي فَنَهَانِي / خِلٌّ رَعَيْتُ وِدَادَهُ فَرَعَانِي
أَخْفَيْتُ عَنْهُ سَرِيرَتِي فَوَشَى بِهَا / دَمْعٌ أَبَاحَ لَهُ حِمَى كِتْمَانِي
فَبِأَيِّ مَعْذِرَةٍ أُكَذِّبُ لَوْعَةً / شَهِدَتْ بِهَا الْعَبَرَاتُ مِنْ أَجْفَانِي
يَا صَاحِ لا أَبْصَرْتَ مَا صَنَعَ الْهَوَى / بِأَخِيكَ يَوْمَ تَفَرُّقِ الأَظْعَانِ
يَوْمٌ فَقَدْتُ الْحِلْمَ فِيهِ وَشَفَّنِي / وَلَهٌ أَصَابَ جَوَانِحِي فَرَمَانِي
فَعَلَيْكَ مِنْ قَلْبِي السَّلامُ فَإِنَّهُ / تَبِعَ الْهَوَى فَمَضَى بِغَيْرِ عِنَانِ
هَيْهَاتَ يَرْجِعُ بَعْدَما عَلِقَتْ بِهِ / لَحَظَاتُ ذَاكَ الشَّادِنِ الْفَتَّانِ
وَعَلَى الرَّحَائِلِ نِسْوَةٌ عَرَبِيَّةٌ / يَخْدَعْنَ لُبَّ الْحَازِمِ الْيَقْظَانِ
أَغْوَيْنَنِي فَتَبِعْتُ شَيْطَانَ الْهَوَى / إِنَّ النِّسَاءَ حَبَائِلُ الشَّيْطَانِ
مَا كُنْتُ أَعْلَمُ قَبْلَ بَادِرَةِ النَّوَى / أَنَّ الأُسُودَ فَرَائِسُ الْغِزْلانِ
رَحَلُوا فَأَيَّةُ عَبْرَةٍ مَسْفُوحَةٍ / وَيَدٍ تَضُمُّ حَشَاً مِنَ الْخَفَقَانِ
وَلَقَدْ حَنَنْتُ لِبَارِقٍ شَخَصَتْ لَهُ / مِنَّا الْعُيُونُ بِأَبْرَقِ الْحَنَّانِ
يَسْتَنُّ فِي عُرْضِ الْغَمَامِ كَأَنَّهُ / لَهَبٌ تَرَدَّدَ فِي سَمَاءِ دُخَانِ
فَانْظُرْ لَعَلَّكَ تَسْتَبِينُ رِكَابَهُ / طَوْعَ الرِّيَاحِ يُصِيبُ أَيَّ مَكَانِ
فَهُنَاكَ تَجْتَمِعُ الشُّعْوبُ وَتَلْتَقِي / هُدْبُ الْخُدُورِ عَلَى غُصُونِ الْبَانِ
فَاخْلَعْ عِذَارَكَ وَاغْتَنِمْ زَمَنَ الصِّبَا / قَبْلَ الْمَشِيبِ فَكُلُّ شَيءٍ فَانِي
ذَكَرَ الصِّبَا فَبَكَى وَلاتَ أَوَانِ
ذَكَرَ الصِّبَا فَبَكَى وَلاتَ أَوَانِ / مِنْ بَعْدِ مَا وَلَّى بِهِ الْمَلَوَانِ
هَيْهَاتَ يَرْجِعُ فَائِتٌ لَعِبَتْ بِهِ / عُصُرٌ أَوَائِلُ أُرْدِفَتْ بِثَوَانِي
هَوِّنْ عَلَيْكَ فَكُلُّ شَيءٍ ذَاهِبٌ / وَالدَّهْرُ مَصْدَرُ عِزَّةٍ وَهَوَانِ
وَاحْذَرْ مِنَ الدُّنْيَا إِذَا هِيَ أَقْبَلَتْ / بِالْبِشْرِ فَهْيَ كَثِيرَةُ الأَلْوَانِ
وَدَعِ التَّعَلُّقَ بِالْمُحَالِ فَمَنْ يَعِشْ / فِي غِبْطَةٍ يُرْمَى بِهِ الرَّجَوَانِ
لا تَأْمُلَنَّ بِكُلِّ عَامٍ مُقْبِلٍ / خَيْرَاً فَكُلُّ الدَّهْرِ عَامُ جِوَانِ
وَالدَّهْرُ أَيَّامٌ تُبِيدُ صُرُوفُهَا / وَتُشِيدُ فَهْيَ هَوَادِمٌ وَبَوَانِي
أَنَّى يَفِرُّ الْمَرْءُ مِن شَرَكِ الرَّدَى / وَالْمَوْتُ مَقْدُورٌ عَلَى الْحَيَوَانِ
يَا ذُكْرَةً أَبْصَرْتُ فِي
يَا ذُكْرَةً أَبْصَرْتُ فِي / مِرْآتِهَا صُوَرَ التَّمَنِّي
خَطَرَتْ عَلَيَّ فَنَفَّرَتْ / طَيْرَ الْكَرَى مِنْ وَكْرِ جَفْنِي
عَلِقَتْ حِبَالَةُ خَاطِرِي / مِنْهَا بِمَكْحُولٍ أَغَنِّ
كَانَتْ مِثَالاً خَطَّهُ / بِمَخِيلَتِي نَقَّاشُ ذِهْنِي
هِيَ لُقْيَةٌ وَهْمِيَّةٌ / سَمَحَتْ بِهَا خَطَرَاتُ ظَنِّي
أَتُرَى الصِّبَا خَطَرَتْ بِوَادِي الْمُنْحَنَى
أَتُرَى الصِّبَا خَطَرَتْ بِوَادِي الْمُنْحَنَى / فَجَنَتْ عَبِيرَ الْمِسْكِ مِنْ ذَاكَ الْجَنَى
مَرَّتْ بِنَا طَفَلَ الْعَشِيِّ فَمَا دَرَى / أَحَدٌ بِسِرِّ ضَمِيرِهَا إِلَّا أَنَا
وَتَحَمَّلَتْ سِرَّ الْهَوَى فَتَرَدَّدَتْ / بِرَسَائِلِ الأَشْوَاقِ فِيمَا بَيْنَنَا
عَبِقَتْ غَلائِلُهَا بِنَشْرِ عَرَارَةٍ / بَدَوِيَّةٍ بِسِوَى الأَنَامِلِ تُجْتَنَى
تَحْمِي مَنَابِتَهَا قَسَاوِرُ غَارَةٍ / يَجِدُونَ صَعْبَ الْمَوْتِ خَطْبَاً هَيِّنا
مِنْ كُلِّ مُشْتَمِلٍ بِشُعْلَةِ صَارِمٍ / أَمْضَى مِنَ الأَجَلِ الْوَحِيِّ إِذَا دَنَا
وَبِمَسْقَطِ الْعَلَمَيْنِ جُؤْذُرُ كِلَّةٍ / يُصْمِي بِنَظْرَتِهِ الأُسُودَ إِذَا رَنَا
صَنَعَ الْوُشَاةُ لَهُ حَدِيثاً كَاذِباً / فَقَسَا عَلَيَّ وَكَانَ سَهْلاً لَيِّنَا
مَاذَا عَلَيْهِ وَلا أُرِيدُ مَلامَةً / لَوْ جَادَ مَعْهَا بِالتَّحِيَّةِ أَوْ كَنَى
إِنِّي لأَقْنَعُ مِنْ هَوَاهُ بِنَظْرَةٍ / تُرْوِي الْغَلِيلَ مِنَ الصَّدَى لَوْ أَمْكَنَا
أَخْنَى عَلَيَّ مَعَ الزَّمَانِ وَلَيْتَهُ / لَمَّا أَسَاءَ الدَّهْرُ صُنْعَاً أَحْسَنَا
وَرَأَى الْمَشِيبَ تَلَوَّنَتْ أَلْوَانُهُ / فِي عَارِضَيَّ مِنَ الأَسَى فَتَلَوَّنَا
وَالْمَرْءُ فِي الدُّنْيَا رَهِينُ حَوَادِثٍ / تُودِي بِجِدَّتِهِ وَتُلْبِسُهُ الضَّنَى
لَيْتَ الْمَشِيبَ تَأَخَّرَتْ أَيَّامُهُ / حَتَّى أَفُوزَ مِنَ الشَّبِيبَةِ بِالْمُنَى