القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ نُباتَة المِصْري الكل
المجموع : 44
سلّت صوارِمها من الأجفان
سلّت صوارِمها من الأجفان / فسطت على الآساد والغزلان
وتبسَّمت عن لؤلؤٍ متمنع / حتَّى بكيت عليه بالعقيان
غيداء أستجلي البدور لوجهها / إذ ليس حظِّي منه غير عيان
تركية للقان ينسب خدُّها / واصبوتي منه بأحمر قاني
خدٌّ يريك تنعماً وتلهباً / يا من رأى الجنات في النيران
ومحاسن تزهو وتخلف عهدها / وكذا يكون الروض ذا ألوان
كالجنة الزهراء إلا أنَّ لي / من أدمعي فيها حميماً آن
يحمي نعيم خدودها أن يحتنى / أو ما سمعت شقائق النعمان
ترنو لواحظها إلى عشَّاقها / فتصول بالأسياف في الأجفان
ويهزُّ حلو قوامها مرج الصبا / هزَّ الكماة عواليَ المرَّان
إن صدَّها عني المشيب فطالما / عطفت شمائِلها بما أرضاني
وبلغت ما لا سوّلته شبيبتي / وفعلت ما لا ظنَّه شيطاني
وجنيتُ من ثمر الذنوب تعمداً / لما رأيت العفو حظّ الجاني
وحلبت هذا الدهر أشطر عيشه / فوجدت زبدتها متاعاً فاني
وسبرت أخلاق الكرام فلم أجد / في الفضل للملك المؤيد ثاني
ملكٌ ترنَّحت المنابر باسمه / حتى ادَّكرنَ معاهد الأغصان
بادي الوقار إذا احتبى وحبا الندى / أبصرت سير السيل من نهلان
قامت بسؤدده مآثر بيته / وعلى العماد إقامة البنيان
قسماً بمن أعلى وأعلن مجده / وأفاض أنعمه بكلِّ مكان
ما حاد عني الفقر حتى صحت في / مدحي أنا بالله والسلطان
فوجدت للنعماء ملء مآربي / ووجدت للأوصاف ملء لساني
ومدحت من نشرت مدائح مجده / ذكري فلو لم يعطني لكفاني
ملكاً أبرّ على الأولى متأخراً / عنهم كبسم الله في العنوان
تعب الأنامل لا يغبّ نواله / إنَّ العلى والمجد للتعبان
أعطى وقد منع الغمام وأرشدت / آراؤه والنجم كالحيران
واعتادت الهيجاء منه غضنفراً / سار من اليزنيَّ في خفَّان
تتألف العقبان فوق رماحِه / إلفَ الحمام على غصون البان
ويصحّ علم الكيمياء وسيفه / فترى اللجين يعود كالعقيان
ويقول فيض فعاله ومقاله / مرج النهى بحرين يلتقيان
يا مشتري سلع الثناء بماله / هنئت مرتبة على كيوان
صانت يداك عن الأنام وسائلي / وثني حماك عن البلاد عناني
فمحوت إلاَّ من ثناك خواطري / ونفضت إلاَّ من نداك بناني
وتركت مدح العالمين وذمّهم / وشغلت عن هذا الندى في شاني
وأقمت متصل الرجاء بواحدٍ / لم يختلف في الفضل منه اثنان
متسلسل الكلمات في أوصافه / متقيداً بصنائع الإحسان
لا يعدم الدهر الأخير بدائعاً / تنهال بين سماحةٍ وبيان
أكتال بالمكيال فضل هباته / وأبيحه الأمداح بالأوزان
أُخفي الأسى ولسان دمعي يعلنُ
أُخفي الأسى ولسان دمعي يعلنُ / وأرى الدّمى ترنو إليَّ فأُفتن
وتظل تعدي الغانيات مدامعي / فمدامعي كعهودها تتلوَّن
بأبي التي أسكنتها في خاطرِي / وسرت فسار مع النزيل المسكن
لمياء لي دينٌ على ميعادها / مع أنَّ قلبي عندها مسترهن
تبدي اللآلئ منطقاً وتبسماً / فكأنَّ فاها للآلي معدن
ويلومني فيها خليٌ ما درى / الشمس أم تلك المليحة أزين
يا لائمي انظر حسن تلك وهذه / وادفع ملامك بالتي هي أحسن
كيف التصبر عن سعاد وحسنها / كالفضل في الملك المؤيد بين
ملك على عهد المعالي ثابت / لكنه في فضله متفنن
بينا يرى بحر العلوم إذا به / بحر الندى فحديثه متشجّن
ظعن الكرام الأولون وأقبلت / أيَّامه فكأنهم لم يظعنوا
لم يبقَ لولا جوده ومديحنا / مالٌ يكال ولا مقالٌ يوزن
من أين للآمال مثل مقامه / ألروض أفيح والغمائم هتن
نعم الملاذ لمن يلوذ بظله / من شرِّ ما يخشى وما يتحصّن
خذ عن عواليه أحاديث الوغى / فحديثها عن راحتيه يعنعن
شرف القتيل بسيفه فقتيله / في الجوّ ما بين الحواصل يدفن
وتطابقت أفعاله لعفاته / فالكيس تهزل والحقائب تسمن
كرم كفيض السيل إلاَّ أنه / لا مانع السقيا ولا متأسن
وعلاً يموت به الحسود تحسراً / فكأنَّه بثيابه متكفنُ
ما ضرَّ معشر حاسديه لو أنهم / فطنوا لسرّ الله فيه وأذعنوا
الله قدَّر في العزائم أنهم / يتحارفون وأنه يتسلطن
يا ابن الملوك إذا دعاهم مقترٌ / لانوا وإن دعيت نزال اخشوشنوا
نسب كصدر الرمح إلا أنه / عند المحامد ليس فيه مطعن
لله دهرك إنه الدهر الذي / سيءَ الكفور به وسرّ المؤمن
شيدت بإسماعيل أركان العلى / فإليه يلتجئ الرجاء ويركن
ودعا ندى ابن عليّ كلّ مودةٍ / حتَّى استوى الشيعيّ والمتسنن
فليعذر المدَّاح فيه فإنهم / بالعجز عن أدنى المدى قد أيقنوا
عنت القرائح عن بلوغ صفاته / وتسترت خلف الشفاه الألسن
أرأيت نهج الحق كيف يبين
أرأيت نهج الحق كيف يبين / ومطالع الوزراء كيف يكون
والدّرّ كيف يغيب في أدراجه / ويعاود التقليد وهو ثمين
والعضب يعرف قدره وعناءه / إن سلّ أو غمضت عليه جفون
لله أيّ بشارة سيَّارةٍ / قرت عيونٌ عندها وظنون
دعت الوزارة أن يعود لشملها / كفءٌ فقال لها الزمان أمين
ما زالَ داجٍ أفقها حتَّى بدا / من حضرة القدس السنا المكنون
وسرى الوزير إلى البلادِ كما سرى / للجدب منبجس الغمام هتون
وتلقفت إفك الغواة يراعةٌ / ألقت عصاها في الأمورِ يمين
محمرَّةٌ فكأنها مخضوبة / ممَّا تقدّ من العدى وتبين
حلفت فبرَّت أن ستكشف ما دجى / ولنعم مخضوب البنان يمين
أعظمْ بهاتيك اليراعة إنها / حصنٌ لأقطار البلاد حصين
تفدِي لقاصدها وتحفظ سرح ما / وَلِيَتْ فتبذل ما تشا وتصون
كم أطربت سمعاً لرافعِ قصةٍ / فكأنَّ رجعَ صريرها تلحين
ولكم جنت حرباً لطالب فتنة / فكأنَّ صفَّ سطورها صفَّين
نشأت بغيل الأسد يرضعها الحيا / فلذاك تقسو تارةً وتلين
يا حبَّذا باب الوزير وحبَّذا / بالقاصدين جنابه المشحون
يلقاك من نور المهابة حاجبٌ / لكنَّه بنواله مقرون
وأغرُّ لا يشكو النزيل ببابه / ضرراً ولا يتظلَّم المسكين
فرضت مواهبه وأرهف عزمه / فتوافق المفروض والمسنون
ذو راحة من برّها وعقابها / من كلِّ شارقة مُنى ومنون
تجري بما نفعَ الورى أقلامها / فكأنَّها بحرٌ وهنَّ سفين
وتنال ما أعيى الرجال كأنَّها / جدٌّ وأبناء الزمان مجون
أمعيد سرح الملك يزهى شأنه / من بعدِ ما مرَّت عليه سنون
ألله جارك ما أبرّ شمائلاً / تعنو الخطوب لأمرها فتهون
جنَّ الذي يبغي مقامك في العلى / ويروم شأوك والجنون فنون
وفعائلاً تمضي إرادتها إذا / ما صاحب الأفعال قد والسين
لا زالَ بابك ظله فوق الرجا / ونزيله التأييد والتمكين
وفرتْ مواهبه ورقّ مديحه / فتشابه المكيول والموزون
جسمي أبو ذرّ الضنا فذروني
جسمي أبو ذرّ الضنا فذروني / أروي لأحبابي حديثَ شجوني
يا أيُّها اللّوام دينكُم لكم / في الصبرِ عن ليلى ولي أنا ديني
مذ فاحَ في ليلايَ مندل عشقتي / أنا تابعٌ في الحبِّ للمجنون
يومي على ليلايَ عامٌ كاملٌ / الصيف قلبي والشتاء جفوني
أفدِي التي بالخالِ جانب صدغها / أنا مقسمٌ بالنون والتنوين
في خدِّها ذهبٌ أنادي غوثه / يا أيُّها المصري يا ذا النون
وبسين طرَّتها وواقد خدّها / طال التعلل بين قد والسين
أغدو على المفروض من وجدٍ ومن / حدّ الجفا أمسي على المسنون
وهويتها كالروض يزهو حسنها / ما شاءَ فهيَ كثيرة التَّلوين
وأبيعها روحي فيا لك روضة / ليست بفضلِ ربيها تشريني
وأظلُّ من إعسار مصطبرِي ويا / عجباً لها في ربقة المسجون
حبُّ ابنة العشرين صيَّر قاطع الست / ين في عقدٍ من التسعين
أسري كما أمرت سريّ فكم على / رأسي وهامي بالضنا تبريني
يا ليل ما بصق المشيب بعارضي / إلاَّ لذلِّي في هواكِ وهوْني
لا تعجلي في قتلِ مثلي إنَّني / عبدٌ مليت فأخِّريه لحين
أنفقتُ ماضي العمر فيك صبابةً / وعليك أنفق ما بقي فدعيني
ما مثل أغزالي لحسنك ولا / مثل امْتداحِي في علاء الدِّين
هذا وحظِّي في الصبابةِ والولا / بالصدِّ حظّ البائس المسكين
جهد المقلّ دموعه فتأمّلا / في صفو شعري دمعة المحزون
ماذا يقولُ تغزلي في زينة / بدوية تغني عن التزيين
وتقولُ غرّ مدائحي لمحاسنٍ / علويةٍ تعلو على التحسين
أمَّا عليٌّ فهو عين سيادةٍ / لم يفتقر أصلاً إلى تعيين
ذو العدل لا تخلو الممالك منه في / جون الغمائم في السنون الجون
والعدل كم من رايةٍ بيضاء قد / قامت بصبحٍ من سناه مبين
والجود من جاهٍ ومالٍ شاملٌ / لا مانع الجدوى ولا الماعون
مجدِي الأنام قريبهم وبعيدهم / حتَّى طعام فقيرهم في الصيني
أمَّا علاهُ وبشرهُ فكلاهما / بلغ الهلال وتله لجبين
وللفظة عمرية عمرية / بين البيان تجول والتبيين
في بحر يمناه منافع للورى / تجرِي بقلكِ يراعه المشحون
ولفضلهِ في كلِّ مقصد قاصدٍ / كم من يسارٍ واصلٍ ليمين
جمعت إلى جزل القديم بعفوها / لطف الحديث وجاوزت بفنون
يقضي بسعدِ نجومها من لا درَى / فلكاً بلا حدس ولا تخمين
لا يرهب التربيع طالع حسنها / ويجلّ جوهرها عن التثمين
بمباحث قد ناضلت بنواقدٍ / وفوائد قد غازلت بعيون
ويراعة إن قلت يقريني العطا / فلقد يقول بعلمها يقريني
بيمين متَّصل العلى حلف الورى / أن لا مثيل له بكلِّ يمين
سبَّاق سعيٍ في العلى ومكارمٍ / بذل لعونٍ في النَّدى ومعين
فالفضل مقتبلٌ بغير معارضٍ / والمجد منفردٍ بغير قرين
يا سيد السادات دعوة خادم / نظَّام أسلاكٍ بغير خدين
يا ابن الأولى نقلُوا أحاديثَ الهوى / عن غير خلق الله عن جبرين
يا ابن الخلائف من عديٍّ حقّه / ميراث عدلٍ دائم التَّمكين
ألله في متكشّف الأحوال بل / ميت بسوء الحال غير دَفين
عادَ الذين رجوتُ صحبتهم غداً / فتقسَّمت فيمن أحب ظنوني
وعدوا على ضعفي وضعف بنيّ ما / رحموا ضرورتهم ولا رحموني
وتخيَّفوا رزقي الزَّهيد وما رثوا / عندِي لجوع قبائلٍ وبطون
ولخاطِري كسرُوا ولكن كلما / ظفروا بلحمِي مأكلاً جبروني
حتَّى لقد حمُّوا سلاح خزائن / قال الرجاء بمثله ذبحوني
قطعوا الوصول وعوَّضوا غيري وما / جاروا ابن عمهمُ ولا ظلموني
يا مقطعاً قلبي وقاطع عادتي / من عاجل التأميل والتأمين
إن كنت في الأمداحِ فلاحاً لكم / فأمر بتعويني وبالتضمين
وتلقّ بالإقبالِ كلّ نظيمةٍ / عَلِقَتْ بحبلٍ من ولاكَ متين
غنَّى بها الشادي وأعرب نظمها / فزهت على التعريب والتلحين
عرفت بخدَّام البكا أجفانه
عرفت بخدَّام البكا أجفانه / إن غابَ لؤلؤه أتى مرجانه
باكٍ يرى كتم الغرام وإنما / عن شانه أضحى يعير شانه
حثّ التفرُّق دمعه فتشكَّلت / أشكاله وتلوَّنت ألوانه
شوقاً كما حكم الفارق لمالكٍ / ولى ولكن عندنا نيرانه
ولربَّما منح الرضا واليوم لا / وأبيكَ مالكه ولا رضوانه
بأبي مغيث العين قدس جمالهُ / لا عين عاشقهِ ولا سلوانه
ورقيم حاشية العذار وكلّ ذي / حسنٍ بحاشية الفتى غلمانه
خطّ على الخدِّ الشريق فحبذا / ياقوت ذاك الخطّ أو ريحانه
ما مثله في الحسنِ إلاَّ خطّ ذي / نظمٍ تأنَّق في البيان بنانه
حسَّان بيت قريضه حتَّى إذا / ذكر الولاء فإنه سلمانه
نعم الفريد زهت لديَّ فنونه / في الناظمين وأزهرت أفنانه
إن قيل إنَّ سمنديار لشخصه / نسبٌ فللعرب الخلاص لسانه
مستبدع الألفاظ قد حصلت على / رجحانها وعلوّها أوزانه
قل يا محمد فيه يسمع فنُّه / قولاً يطول إلى السهى كيوانه
ها قد أجزتك طوع أمرك إن تجز / إن الرفيع تجيزه أدوانه
إن كنت سلطان القريض فإنه / لولاك لم ينفذ إذاً سلطانه
أعلام طرسك حيث سار وقصره / من بيتك المعمور أو بستانه
أمّرت في الأشعار شعرك حاكماً / متصرِّفاً في أمرها ديوانه
وعد الفتى بلسانه
وعد الفتى بلسانه / دَينٌ على إحسانِهِ
حقّ عليه وفاؤه / في وقته ومكانِهِ
مطل الفتى عار وحا / شاكَ من تبيانه
سيما إذا ما كان في المعه / ود من إمكانه
والسعد من خدَّامه / والنجح من أعوانه
واليمن تابع قصده / والجود طيُّ بنانه
والمستحق الزيّ لا / يعني الكريم بشأنه
يشكو له ظمأً ولا / يلوي على ظمآنه
حتى يقول بغيظه / أوَّاه من عدوانه
هذا الصغار بعينه / وبعونه وعيانه
من لي بها في التركِ ينسب خدّها
من لي بها في التركِ ينسب خدّها / فيقال في الأوصاف خدٌّ قاني
يا نار مالك قلبي العاني لقد / أحرقت قلب شقائق النعمان
في وصفها أو في ثنا ابن جماعة / أضحى فريداً في القريض مباني
برهان دين الله قد أثبته / وجدان معنى الجود في الأزمان
قل للذي أفتى الورى أن لا فتى / ظهر الدَّليل عليهِ بالبرهان
كثرت معاني الفضل منك وجددت / نعماك للأجواد معنًى ثاني
فخدّ الثنا باقٍ بقاء فتًى يرى / إن الثراء وكلّ شيء فان
قل للرفيقين اللذين كلاهما
قل للرفيقين اللذين كلاهما / في طيبِ وقت قد علاني يمنه
شتَّان ما بيني وبين صفاتكم / يعقوب عندكم وعندي حزنه
قسماً بفضلِك إنه الفضل الذي
قسماً بفضلِك إنه الفضل الذي / أبداً أعيش بيمنه وبمنّه
إني لا أذكر من براق مودّة / أرضى الجلوس بها لدى نعلِ ابنه
هنئت مقدمك الذي هنئته
هنئت مقدمك الذي هنئته / مع أن عيشي بالجفا غير الهني
بالرغم مني أن أعدّ هدية / أتقاصها شيء وليس تعدني
يا منْ تحكم في المصالح رأيه
يا منْ تحكم في المصالح رأيه / فتوضَّحت فيها مطالع يمنه
قسماً لقد تبعت بيمن ضجيعها / أحكام عبد الحقّ أحكام ابنه
بأبي على عين الحبيبة حاجب
بأبي على عين الحبيبة حاجب / لكنه بصبابتي مقرون
لو شامه حتَّى الجنيد لراقه / من حرفها بجبينها ذا النون
حبِّي لها حبّ العلى لتقيها / لم يدر لاحَ أينا المفتون
ذو النسك والخلع التي قرت بها / وتقرّ جنَّات لنا وعيون
يا سيد الوزراء لا مستثنياً / من كانَ من أمثالِهم ويكون
شرفت صفاتك عن مثيلٍ منهمُ / وإذا بجعفر عند بحرك دون
إن كانَ للخلفاءِ مثلٌ يلتقى / في الشامِ أين مراحل المأمون
ألحبٌّ مفروضٌ عليَّ لغادةٍ
ألحبٌّ مفروضٌ عليَّ لغادةٍ / من لحظها أصبو إلى المسنون
فيها التغزُّل والمديح أصوغه / لأخي الوزير بلؤلؤٍ مكنون
أهلاً بأيام الوزير وصنوه / فكلاهما للملكِ خير أمين
بيت الوزارة لا يزال معرّفاً / بأمين ملكٍ في العلى ومكين
قالَ الثناءُ لبشرهِ ولعرضه / عجْ بالنقا يا سعد سَعد الدين
ما كلُّ من هنى بعيدٍ بابُه / بالسعدِ مَنْ بلقائِه حيُّوني
بمعجَّل المكيول من إنعامه / ومن المدائح فيه بالموزون
جنَّ الدُّجى واشتقتُ حسنك / وقرعت يا ذا العدل سنَّكْ
يا عاذلي في الحبِّ أو / يا ليل سهدِي ما أجنّكْ
عشقي كجود ابن العد / يم فخلّ في السلوان ظنَّكْ
قاضي القضاة أخا التّقى / لا يعدم الطّلاّب مَنَّكْ
أكَّدت فني في الثنا / ءِ وفي النَّدى والعلم فنّكْ
فالناس تعلم أنني / في النَّظمِ أو في الفضلِ أنّكْ
فلأشكرنَّك ما حَييتُ / وإن أمتْ فلتشكرنَّكْ
في خدِّه وعذاره الفتَّان
في خدِّه وعذاره الفتَّان / عوّذ سناه بزخرفٍ ودخان
واسْتجل وجنته ربيعاً أوَّلاً / جاءَ العذار لها ربيعاً ثاني
ومعاطفاً تحكي يراع محمدٍ / غصناً عليه جوامع البستان
شيخ الشيوخ إمامها وبليغها / في عنفوان شبيبة الشيبان
يا من مباديه نهاية معشرٍ / في العلم والحسنات كالإحسان
هنئت عيد النحر تنحر شائناً / وتعيش ممتدحاً رفيع الشان
في رفعةٍ وسيادةٍ وسعادةٍ / وزهاوةٍ وإفادةٍ وتهاني
قاضي القضاة بعثت لي شهب السما
قاضي القضاة بعثت لي شهب السما / ونجومها وأردتَ رفعةَ شاني
بالخلعة الزرقاء تتلو الفضة ال / بيضاء ذات الحسن والإحسان
أما برقع سهيل أمسى طالعي / قدراً وأما طالع الميزان
يا نائباً للشرعِ في أحكامه / أنا نائبٌ في الشكرِ عن حسَّان
لا يعدم العافون يُمنكْ
لا يعدم العافون يُمنكْ / في كلّ مقصدهم ومنّكْ
فالشهب تعلم أنك ال / عالي سنا والسحب أنّكْ
صيرت فني في المدا / ئح إذ جعلت الجود فنّكْ
فلأشكرنَّك ما حيي / تُ وإن أمت فلتشكرنّكْ
ماذا على ذي الحسن لو
ماذا على ذي الحسن لو / أفضى إلى إحسانه
ملكَ الملاح كما ترى / والكلّ من غلمانه
يرنو ويشرق حسنه / في ناظري ولهانه
فهو الغزالة والغزا / ل بعينه وعيانه
يا فاضل الدنيا دع المصريّ قد
يا فاضل الدنيا دع المصريّ قد / أخملتَ ذكر الفاضل النيساني
قسماً لأنت أحقّ بالقولِ الذي / قال السعيد لعظم ذاك الشَّاني
أخذتْ بمجلسك المهابة حقّها / فترى البريء لديه مثل الجاني
فلو استطعتُ نقلتُ من ديوانه / هذا الثنا فرضاً على ديواني
يثني عليك لسان حالي في الورى
يثني عليك لسان حالي في الورى / أضعاف ما يثني عليك لساني
قسماً لقد أخجلت معنى في الندى / بعوارفٍ لك قد أتتْ بمعان
ورفعت في أفق العلى أزماننا / يا تاجه رأساً على الأزمان
لا تنس رسم العيد في العي
لا تنس رسم العيد في العي / د الذي يختال حسنا
واهْنأ به وعلى الحقي / قة فهو أولى أن يهنى
وانْحر عداتك والضحا / يا وافْنهم قرنا فقرنا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025