القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الشَّريف المُرتَضى الكل
المجموع : 7
صبراً ففي الصّبر الجمي
صبراً ففي الصّبر الجمي / لِ يهون فينا ما يهونُ
لا تجزعنَّ لكائنٍ / ماضٍ وخذْ ما لا يكونُ
ودعِ الحنينَ فإنّه / ما ردَّ مُفتَقَداً حنينُ
وَاِترُكْ لَنا قَرْعَ الجَبِي / نِ فما جنى شيئاً جبينُ
وَإِذا اِلتفتّ إلى الّذي / خلّتْ لنا منك المَنونُ
وإلى أبيك فإنّهُ / جبلٌ لنا أبداً حصينُ
فالغُرْمُ غُنْمٌ واصلٌ / وخشونةُ الأيّامِ لِينُ
مضتِ الشّمالُ وبُقِّيَتْ / رِفْقاً بنا منك اليمينُ
وذوى لنا غُصنٌ وبا / قٍ منك للدّنيا غُصونُ
فَلئِنْ ظمئنا بالفقي / دِ فعندنا العَذْبُ المَعينُ
ولَئِنْ مضى ليثٌ لنا / فاللّيثُ باقٍ والعرينُ
قَرّتْ عيونٌ إنْ بَقِي / تَ لنا وإنْ ذَرَفَتْ عيونُ
أنتمْ لنا دارُ المُقا / مِ وأنتُمُ الحبلُ المتينُ
ولنا كما شئنا بِعَق / وَةِ داركُمْ دُنيا ودينُ
أنتمْ هداةٌ في الظّلا / مِ وأنتمُ الحقُّ المبينُ
أنتمْ سيوفٌ في الحوا / دِثِ لا تلمُّ بها القُيونُ
وَإذا اِنتُديتمْ فالنّدي / ي لكُم هو البلدُ الأمينُ
والمَوْقفانِ وزَمْزَمٌ / والحِجْرُ والحَجَرُ المَصونُ
من ذا ترى عَفَتِ النّوا / ئبُ عنه والزّمنُ الخَؤونُ
داءُ المنيّةِ معضلٌ / ماتتْ بحسرتِهِ القُرونُ
لم ينجُ منه لا جوا / دٌ في الرّجالِ ولا ضَنينُ
ومحبّةُ الدّنيا وه / ذي مِنْ جنايتها جنونُ
يا أيّها الذُّخرُ النَّفي / سُ سلمتَ والكنزُ الثمينُ
واِبنَ الّذي شابتْ ولم / تَرَ مثلَ دولتِهِ القرونُ
ساسَ الأقاصي والأدا / ني واحداً لا يستعينُ
بدّلْ بحزنك غيرَه / فلربّما نَدِم الحزينُ
واِترُكْ مُراعاة اليقي / نِ فربّما ضرّ اليقينُ
فالعيشُ ليس تُطِيبُهُ / إلّا أمانٍ أو ظُنونُ
صَلّى الإلهُ على الّذي / قُرِحَتْ لمصرعِهِ الجُفونُ
حلَّ التُّرابَ وما له / إِلّاكَ شِبهٌ أو قَرينُ
وسقى جوانبَ قبرِهِ / وَطْفاءُ هَيْدَبُها هَتونُ
تَهمِي عليه فإنْ رَقَتْ / خَلَفَتْ بعبرتها الشُّؤونُ
وحَلَلْتِ من قلبي وأنتِ بخيلةٌ
وحَلَلْتِ من قلبي وأنتِ بخيلةٌ / ما لا يحلُّ به الجَوادُ المحسنُ
وسكنتِ ممّن كلُّ جاريةٍ له / شوقاً إليكِ وصَبْوَةً لا تسكنُ
وَأَسَرتِني وأنا الطّليقُ وطالما / أسَرَ الهوى وقَتَلْتِ مَنْ لا يُفتَنُ
وأردتِ كتمانَ الهوى فكتَمْتُهُ / والدّمعُ يُبدي ما أُسرُّ وأُعلِنُ
وحَبَسْتِ في الشّكوى لساناً واحداً / لو لم تكنْ لِي بالشّكايةِ ألْسُنُ
لا تَستَعِنْ أبداً بمنْ
لا تَستَعِنْ أبداً بمنْ / يحتاج منك إلى معونَهْ
وَاِفزعْ إِلى نصرِ الّذي / نَصَر الأنامَ بلا مَؤُونَهْ
وإذا وفى لك بالمرا / دِ فلا تكنْ أبداً خؤونَهْ
فجهاتُ مَن لبس التُّقى / محروسةٌ فيه مَصونَهْ
يا منْ قُرِنتُ به على
يا منْ قُرِنتُ به على / رغمي فصرتُ له قرينا
وشريتُه لمّا غُرِرْ / تُ فلم يكن عِلْقاً ثَمينا
وظننتُ أنّي غابنٌ / فيه فكنتُ به غبينا
لمّا خبرتُك لم أجدْ / شيئاً أكون به ضَنينا
وإذا جعلتك قُرّةً / للعين أسخَنْتَ العيونا
حتّامَ ذمّي عندكمْ أزماني
حتّامَ ذمّي عندكمْ أزماني / وبحبّكمْ طرق الزّمانُ جَناني
تاللَّه ما أنصفتُمُ في حبّكمْ / فَرداً وأنتمْ والغرامُ اِثنانِ
لو أنّ هذا الحبَّ يظهر شخصُهُ / لدخلتُ في أحشائه بسِنانِ
لَكنّه يرمي القلوبَ ويتّقِي / بسوادِها من أسهمِ الشُّجعانِ
يا ليتَ شعري كيف يثأر عاشقٌ / وعدوُّه في موطنِ الأخدانِ
يا من يغير على المحبّ بقلبهِ / ألّا اِنفردتَ له من الأعوانِ
لَو كانَ ذاك لما اِنفردتَ بطائلٍ / ولعُدْتَ تسحب بُردةَ الحِرْمانِ
وَأَنا الّذي راع اللّيالي بأسُهُ / فشعارُها من أسترِ الألوانِ
يَلقى الرّدى بعزيمةٍ هو عندها / وَالعيشُ إلّا في الذُّرا سِيّانِ
سَلْ عنِّيَ الأبطالَ إذْ عمّمتُهم / بقواضبي بدلاً من التّيجانِ
تُخبِرْكَ عن نَصْلِ الفَراشِ رؤوسُهمْ / وَنُحورُهم تُنبيك عن خُرصاني
لا تَأمنُ الأعداءُ منِّي نَجدَةً / ظَفَري بهمْ يلقاهُمُ بأماني
يا عاذلِي في بذلِ نفسي للوغى / أنتَ الكفيلُ بعيشِ كلِّ جبانِ
إنّ الرّدى دَيْنٌ عليك قضاؤه / فاِسمحْ به في أشرفِ الأوطانِ
مَن فات أسبابَ الرّدى يوم الوغى / لَحِقَتْهُ في أمْنٍ يدُ الحَدَثانِ
لو كان هذا الدّهرُ يُنصف ساعياً / لوَطِئْتُ منه مطالعَ الدَّبَرانِ
لا تأمُلَنْ زمناً يؤلّف وِردُهُ / بين الأسودِ الشُّوسِ والسِّرْحانِ
يُعطِي بَنيهِ العيشَ لا عن صَبْوَةٍ / ويشلُّهُم عنه بلا شَنَآنِ
فمتى رأيت مجرّراً أذيالَه / ناديته يا صاحبَ الأكفانِ
عندي له صبرٌ يردّدُ رِيقه / في صدره وقذاه في الأجفانِ
ولَطالما جرّعته كأسَ الأسى / وجَدَحْتُها بأسنّةِ المُرّانِ
كن يا زماني كيف شئتَ فلن ترى / شخصَ المذلّةِ لائذاً بلُباني
ما كلُّ مَن تلقى يبيعك عقلَه / ولَبَيْعُهُ من أكبر الخُسْرانِ
ألقيتُ عن قلبي السُّرورَ لفارغٍ / من همّتي بغرورِه ملآنِ
ما عاقني سِرْبُ السُّرورِ وإنّما / كِبَرُ النّفوسِ شبيبةُ الأحزانِ
ومُبَرّأٍ من كلّ ما شمل الورى / ألقيتُ من ثِقَتي إليه عِناني
لمّا كساني حُلَّةً من وُدِّهِ / أُنْسِيتُ سَلْبَ حَبائبي رَيْعاني
ما زلتُ أفحصُ في الورى عن مثلهِ / حتّى ظفرتُ بمن أقول كفاني
طمحتْ إليه عينُ كلِّ رئاسةٍ / لولاه ما نظرتْ إلى إنسانِ
لو شاء ما فاتَتْه أبعدُ رُتْبَةٍ / يسعى إليها الخلقُ بالأجفانِ
لكنّه نظر الممالك دونه / فَزَهى على السُّلطانِ مِن سلطانِ
سبق الكرامَ السّالفين إلى العُلا / والسَّبْقُ للإحسانِ لا الأزمانِ
يا مَن علا بي ظهرَ وَرْدٍ سابقٍ / لمّا رأى ذمّي إليه حِصاني
إيّاك أنْ تُفْشِي سَريرةَ وُدِّنا / فيصدّني عن قربك المَلَوانِ
ويمدّ صَرْفُ الدّهرِ نَحِوى طَرْفَه / وَهو الّذي لَولاك ليس يراني
هَذا الّذي ذكراه آنسَ ناظري / وهواه أوحشني من الأشجانِ
أُهدِي إليه من كلامي أيِّماً / لكنْ لها من مدحِهِ بَعْلانِ
تتجاذبُ الخُطّابُ دون جنائها / ويُرَدُّ عنها أجملُ الفِتْيانِ
فَتَوَدُّ كلُّ جوارحي في مدحهِ / أنْ كنّ من شوقٍ إليه لساني
يا مالكاً رِقِّي بلا ثَمَنٍ
يا مالكاً رِقِّي بلا ثَمَنٍ / غير الملاحةِ منه والحسنِ
إنَّ الّذي نمَّ الوشاةُ به / لم يصدقوا فيه ولم يكُنِ
وهَجَرتني فطردت معتمداً / عن مُقْلَتَيَّ لَذاذَةَ الوَسَنِ
فقبيح ظلمِك فيه يعذُلني / ومليحُ ظُلمٍ منك يعذرني
ولِمنْ ألومُ وإنّما بصري / هذي جنايتُهُ على بَدَني
هي محنةٌ لولا الغرورُ بها / حازتْ ضِراراً سائرَ المِحَنِ
وَلو اِنّ لِي قلباً يطاوعني / ليئِسْتُ ممّنُ ليس يرحمني
فقطعتُ من إنصافِهِ أَمَلِي / ونفضتُ من إسعافِهِ دَرَنِي
يا يومُ أيُّ شَجىً بِمثلك ذاقه
يا يومُ أيُّ شَجىً بِمثلك ذاقه / عُصَبُ الرّسولِ وصفوةُ الرّحمنِ
جرّعتَهم غُصصَ الرّدى حتّى اِرتوَوا / ولَذعْتَهمْ بلواذِعِ النّيرانِ
وطَرَحتَهمْ بَدَداً بأجوازِ الفَلا / للذّئبِ آونةً وللعِقبانِ
عافوا القرارَ وليس غير قرارهمْ / أوْ بردِهمْ موتاً بحدّ طعانِ
مُنِعوا الفُراتَ وصُرّعوا مِن حولِهِ / من تائقٍ للوِرْدِ أوْ ظمآنِ
أوَ ما رأيتَ قِراعَهم ودفاعَهم / قِدْماً وقد أُعْرُوا من الأعوانِ
متزاحمين على الرّدى في موقفٍ / حُشِيَ الظُّبا وأُسِنَّةَ المُرّانِ
ما إِنْ بهِ إلّا الشّجاعُ وطائرٌ / عنه حِذارَ الموتِ كلُّ جَبانِ
يومٌ أذلَّ جماجماً من هاشمٍ / وسرى إلى عدنانَ أوْ قحطانِ
أرْعى جميمَ الحقِّ في أوطانهمْ / رَعْيَ الهشيمِ سوائِمَ العُدوانِ
وأنارَ ناراً لا تبوخُ وربّما / قد كان للنّيرانِ لونُ دُخانِ
وهوَ الّذي لم يُبقِ من دينٍ لنا / بالغدرِ قائمةً من البُنيانِ
يا صاحبيَّ على المصيبةِ فيهمُ / ومشارِكِيَّ اليومَ في أحزاني
قوما خُذا نارَ الصَّلا من أضلُعِي / إن شئتما والماءَ من أجفاني
وتَعلّما أنّ الّذي كتّمْتُه / حَذَرَ العِدا يأْبى على الكتمانِ
فلو اِنّني شاهدتُهمْ بين العِدا / والكُفْرُ مُعْلَوْلٍ على الإيمانِ
لخَضَبْتُ سيفي من نجيع عدوّهمْ / ومحوتُ من دمهمْ حُجول حصاني
وشفيتُ بالطّعنِ المبرِّحِ بالقنا / داءَ الحقودِ ووعْكَةَ الأضغانِ
ولَبعْتُهُمْ نفسي على ضَنٍّ بها / يومَ الطُّفُوفِ بأرْخصِ الأثمانِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025