المجموع : 14
دَنِفٌ أصيبَ فؤادُهُ
دَنِفٌ أصيبَ فؤادُهُ / من مقلتيهِ ومن بنانِه
ما إن أحارُ بلفظةٍ / إلا جريتُ على لسانِه
فبحسنِ وجنتكَ التي / كالوردِ غضّاً في أوانِه
إلا رددت فؤادَ من / أضناهُ حبُّكَ في مكانِه
أخلق بوجهكَ أن يكو
أخلق بوجهكَ أن يكو / نَ منيةً للناظرينا
لم تبقِ لحظةُ طرفهِ / إلا زفيراً أو أنينا
من حازَ جدَّ العاشقي / نَ وكان صدّ العاشقينا
حتَّى رأيتُ العاذلي / نَ لهُ جميعاً عاذرينا
كلُّ الجوارحِ قد بكتك بعبرةٍ
كلُّ الجوارحِ قد بكتك بعبرةٍ / أسفاً عليكَ وفي الفؤادِ فنونُ
يا مَن نأى عنِّي وَصد مغاضباً / إن المحبَّ لما بهِ محزونُ
قلقٌ أضرَّ به هوىً وأذابهُ / حتى بكتهُ نواظرٌ وجفونُ
يا واحِداً في الحُسن ارحم عاشقاً / كَبرت عليهِ مقالةٌ وظنونُ
بدنٌ تفرق في جوانحه الضنى
بدنٌ تفرق في جوانحه الضنى / إن التذكرَ يُنحِلُ الأبدانا
فبكل جارحةٍ هَوى غيرَ الذي / في غيرِها تُهدي لنا الأشجانا
واللَه ما نمَّت بسري عبرتي / إلا وَقد ذهبَ العزاءُ فبانا
أدعو الحبيبَ فليسَ يسمعُ دَعوتي / فأردُّهُ فيزيدُني هِجرانا
دمعٌ سيبذلهُ وكانَ يصونُهُ
دمعٌ سيبذلهُ وكانَ يصونُهُ / دنِفٌ أصيبَ فأسعدتهُ جفونُهُ
لم يبكِ حتَّى غرَّهُ بفراقهِ / إلفٌ وطالَ بكاؤُهُ وحنينُهُ
ألِفَ السهادَ وهَل ينامُ متيمٌ / ما إن ينامُ زفيرُهُ وأنينُهُ
يا مَن يلومُ أفِق ودَعني والهَوى / أيُطيعني قلبي وهَذا دينُهُ
لَمَّا عرفتَ سَريرَتي أقصَيتَني
لَمَّا عرفتَ سَريرَتي أقصَيتَني / وتَركتَني مُتلدِّداً مَحزونا
ثقةً بأني لا أفيقُ ولا أرى / دِيناً لقلبي غيرَ حبكَ دِينا
فَلئِن ركنتَ إلى الجفاءِ فإنَّ لي / قلباً يذوبُ تشوّقاً وحنينا
أنتَ الهَوى وأنا الذي أقصيتَهُ / فازدَد فإني لا أفيقُ يقينا
يَبكى بِجهركَ مدنَفٌ محزونُ
يَبكى بِجهركَ مدنَفٌ محزونُ / لم يدرِ حينَ صددتَ كيفَ يكونُ
سترَ الهوى وأسرَّ شدةَ شوقهِ / فكلاهُما بينٌ وذاكَ مصونُ
لا تخذلي عينيه يا عبراتِهِ / لمعينِ من أهوى عليهِ عُيونُ
لم لا تدورُ بكامنٍ في قلبهِ / حَركاتُ شوقٍ ما لهنَّ سُكونُ
وحسنتَ في عَيني فلا حسَنُ
وحسنتَ في عَيني فلا حسَنُ / إلا كأنكَ ذلك الحَسنُ
لما انطَوى قَلبي على شجنٍ / يَوماً فكانَ سواءك الشجَنُ
رُعت العيونَ فكنتَ غايتَها / وزَهت بكَ اللذاتُ والفِتَن
وتَحيرت قبل الظنونِ بها / لحظاتكَ الأوهامُ والفِطَنُ
يا مَن تَدِقُّ عن الصفاتِ محاسنُه
يا مَن تَدِقُّ عن الصفاتِ محاسنُه / وتُجلُّهُ الأبصارُ حينَ تُعاينُه
دانَ الجمالُ له فأيقنَ أنَّهُ / لا شيءَ أصبحَ مِثلَهُ فيقارنُه
صِل من دَعتهُ إليكَ لحظةُ طرفهِ / وأرتكَ أنكَ لا محالةَ فاتنُه
فأجاب دَعواها وأقبل طائعاً / قلبٌ تحرَّكَ من هوىً لكَ ساكنُه
يا رَحمتا للعاشِقينا
يا رَحمتا للعاشِقينا / ما إن أرَى لهم مُعينا
كم يَهجُرونَ ويعذلو / نَ ويجزعونَ فيَنحلونا
وتراهمُ مِما بهِم / بينَ البريةِ خاشِعينا
يتحملونَ ويُظهرو / نَ تجلُّداً للشامتينا
لمحاسنِ الوجهِ المَصونِ
لمحاسنِ الوجهِ المَصونِ / بالعِزِّ عن لحظِ العيونِ
وبِوجنَتينِ شَبيهَتينِ / الوردَ فوق الياسمينِ
إلا رثيتَ لمدنَف ال / حَركاتِ مُكتئبِ السُكونِ
مَن مُقلتاهُ دلتا / هُ للملاحةِ والفتونِ
وَضعَ الدُّموعَ مواضعَ الحُزنِ
وَضعَ الدُّموعَ مواضعَ الحُزنِ / حيُّ التَّسهُّدِ ميِّتُ الجَفنِ
عبراتهُ تُنطِقُ ما ضمِّنت / أحشاؤُهُ ولسانُهُ يكني
في كلِّ جارحةٍ لهُ مُقلٌ / تبكي على قلبٍ لهُ رَهنِ
لم يبقَ إلا حينَ أسلمَهُ / قدرٌ للحظةِ واحدِ الحُسنِ
غلبَ العزاءُ فبحتُ بالكتمانِ
غلبَ العزاءُ فبحتُ بالكتمانِ / عجزاً عن الزَّفراتِ والأحزانِ
أسرَرتُ حتَّى ضاقَ ذَرعي بالهَوى / وبَكيتُ حتَّى كلَّتِ العينانِ
واستَنطقَ السقمُ الطَّويلُ جَوارِحي / فَتكلَّمَت وَشكَت بغيرِ لسانِ
وَلطالما كَتمت عليَّ فَصرَّحت / بِسَرائرٍ من دَمعِها الإعلانِ
يا مقلتيَّ قتلتماني
يا مقلتيَّ قتلتماني / فبقِيتُ رَحمة من يراني
مَن ذا ألومُ وأنتُما / بيَدِ الهَوى سَلَّمتُماني
لعِبَت بنا أيدي الخُطو / بِ وغالنا رَيبُ الزمانِ