المجموع : 7
ما لِلغَواني مَنْ رَأَينَ بِرَأسِهِ
ما لِلغَواني مَنْ رَأَينَ بِرَأسِهِ / يَقَقاً مَلَلنَ وِصالَهُ وَشَنَينَهُ
وَإِذا عِذارُ المَرءُ قَلَّ قَتيرُهُ / لاحَظنَهُ بِبَشاشَةٍ وَهَوينَهُ
صَدَفَت خُناسُكَ عَنكَ بَعدَ مَوَدَّةٍ / وَرَأَت شَبابَكَ بالِياً وَغُضونَهُ
إِنَّ الخَليفَةَ خَيرُ مَن وَطِىءَ الحَصا / لِلَّهِ يَمحَصُ دينَهُ وَيَقينَهُ
سارَت حُكومَتُهُ بِأَعدَلَ سيرَةٍ / قُصوى البِلاد وَفي الذينَ يَلونَهُ
فَالحَقُّ أَوضَح مُبصِر آياتُهُ / وَالجورُ يَطمِسُ شَخصَهُ وَعُيونَهُ
وَرَأى البَرِيَّةُ عَفوَهُ وَعَفافَهُ / فَالنَّاسُ حَذو طَريقه يَحذونَهُ
طَلَبوا رِضاهُ بِنِيَّةٍ وَتَيَقَّنوا / أَن لَيسَ يَرضى اللَّهُ أَو يُرضونَهُ
يَخشَونَ صَولَتَهُ فَهُم في طاعَةٍ / وَكَمِثلِ ما يَخشَونَهُ يَرجونَهُ
إِنَّ الخَليفَةَ رَحمَةٌ مِن رَبِّنا / وَبِهِ أَنارَ لَنا وَأَوضَحَ دينَهُ
وَعَلى أَبي إِسحاقَ طاعَةُ رَبِّهِ / حَقّاً لِيَنصُرَهُ بِها وَيُعينَهُ
ملكٌ بأَرضِ الرومِ أَنزَلَ نِقمَةً / وَأَبادَ مالاً أَهلُها يُحصُونَهُ
وَأَبادَ مالِكها وَفَلَّ جُنودَهُ / طَعناً وَزَلزَلَ مُلكَهُ وَحُصُونَهُ
وَالزَّطُّ أَيُّ خَليفَة دانوا لَهُ / أَو كانَ قَبلَكَ طاعَةً يُعطونَهُ
حَتّى مَلَكتَ وَظَلَّ سَيفُكَ مِنهُمُ / تَكسو الدِّماءُ شِفارَهُ وَمُتونَهُ
فَأَتوا لِحُكمِكَ وَالَّذي كانوا بِهِ / يَعصونَ جَدَّعَتِ الظُّبى عِرنينَهُ
فَعَفَوتَ إِنَّكَ لَم تَزَل ذا رَأفَةٍ / حَسَنَ الفَعالِ مُباركاً مَيمونَهُ
وَسَقَيتَ بابَكَ كَأسَ حَتف مُرَّةً / بِفَوارِس سَحَبوا القنا يَتلونَهُ
فَتَجالَدَ الزَّحفانِ يَوماً كامِلاً / وَالقَوسُ يُخضَبُ بِالَّذي يَبرونَهُ
حَتّى رَأَيتَ الخُرَّمِيَّةَ رَيضَةً / وَالبَذَّ أَنكَرَتِ الفِجاجُ رَنينَهُ
يَبكي الَّذينَ تُخرِّموا مِن أَهلِهِ / وَنِساءُ بابِكَ حُسَّراً يَبكينَهُ
وَإِلى عموريةٍ سَمَا في جَحفَلٍ / مَلَأَ الفجاج سُهولَهُ وَحُزونَهُ
فَأَبادَ ساكِنَها وَحَجَّلَ باطِساً / حلقاً أَذَلَّ اللَّهُ مَن يحوينَهُ
قَتلى يُنَضِّدهُم بِكُلِّ طَريقَةٍ / نَضَداً تَخالُ مَراقِباً موضونَهُ
فَهُمُ بوادي الجونِ قَتلى فِرقَة / وَقَبائِلٌ فِرَقٌ مَلَأنَ سُجونَهُ
وَأَبانَ بِالصَّفصافِ خالِصَة لَهُ / كَيد العَدُوِّ وَسوءَ ما يَطوونَهُ
فَهَوى اللَّعينُ وَنَجمُهُ وَاللَّهُ لا / يرضَى الضَّلالَ وَلا يُعِزُّ قَرينَهُ
وَالمُنفِسونَ قَصَدتَ خَيلَكَ قَصدَهُ / فَوَطئنه وَفَتَكتَ حينَ لَقَينَهُ
وَقَطَعت دابِرَهُ فَجاءَكَ خاضِعاً / حَذر الرَّدى وَجِلَ الفُؤادِ مَهينَهُ
وَالمازِيارُ وَقَد تَقَلَّدَ غَدرَةً / قَطَعَت نِياطَ فُؤادِهِ وَوَتينَهُ
مِن بَعدِ ما جَعَلَ الشَّواهِقَ عِصمَةً / وَصَياصِياً بِضَلالِهِ يُغرينَهُ
ظَنّاً بِأَنَّ الغَدرَ يَمنَعُ أَهلَهُ / كَذِباً فَكَذَّبَتِ الحُتوفُ ظُنونَهُ
فَأَفضتهُ لِلنَّكثِ يَشرَحُ صَدرَهُ / لِيُذِلَّهُ رَبّي بِهِ وَيُهينَهُ
وَشَحَنتَ بِالأُسدِ الخَوادِر بِالقنا / وَالمُرهفاتِ شِعابَهُ وَرعونَهُ
أَنِسَت جِيادُكَ صَعبَ مَرقى حصنَهُ / وَجِبالَها فَرقَينَها وَرَقَينَهُ
كَلَباً عَلَيهِ فما برحنِ عراصَهُ / وَقَلالُهُ بِكُمانه يُشجينَهُ
حَتّى إِذا رزى النِّساءُ نِساءَهُ / لَمّا اُستبيحَ حَريمُهُ وَرَزينَهُ
ثُمَّ اِستَكانَ وَأَسلَمتَهُ حُماتُهُ / وَرَأى شَتاتاً بِالصَّغار عَرينَهُ
وَغَدَت جِيادُكَ حينَ أَسلَمَ عُنوَةً / تَحتازُ ظاهِرَ مالِهِ وَدَفينِهِ
ضُمَّت يَداهُ إِلى التَّليلِ مُكَبَّلاً / تَدمى وَساوَرَتِ الدُّموعُ جُفونَهُ
حَتّى إِذا اِختَلَجَت سِياطُكَ نَفسَهُ / وَتَخَرَّمَت حَرَكاتهُ وَسُكونَهُ
نيطَت عَوامِلُهُ بِرَأسِ عُذافِر / جَعل الشَّريطُ عِرانهُ وَبُرينَهُ
من بَعد ما بِالكُفرِ بكَّت حَيدَراً / وَأَبانَ يوضِحُ مُفصحاً مَكنونَهُ
وَجَمَعتَ كُلَّ مُعَدَّلٍ وَسَأَلتَهُ / نصّاً لِيوضِحَ كُفرَهُ وَيُبينَهُ
فَأَقَرَّ بِالكُفرِ المُبينِ وَلَم تُرِد / إِلَّا الإِلهُ وَلَم تُرِد تَهجينَهُ
أَنّى وَقَد أَنطَقتَ كُلَّ مُفَوَّهٍ / في مدحَةٍ طَلَبا بِها تَزيينَهُ
لِتشيعَ مدحَتهُ وَتشهرَ ذِكرَهُ / بِحِبالِ شاعِرِكَ الرَّصينِ رَصينَهُ
وَجَزَيتَ مادِحَهُ فَأَبصَرَ شعرَهُ / وَأَحَبَّ كُلُّ مُدَوِّن تَدوينَهُ
وَرَفَعتهُ فَوقَ النُّجومِ وَلَم تَدَع / في المُلكِ مُصطَفِياً لَهُ تمكينَهُ
وَعَصبتهُ بِالتَّاجِ عَصبَ جَلالَةٍ / وَجَعَلتَ خَلقَ اللَّهِ يَستَرعونَهُ
مَن يَلقَهُ مِمَّن تَرى فَلِقاؤُهُ
مَن يَلقَهُ مِمَّن تَرى فَلِقاؤُهُ / إِيّاهُ بِالتَّعظيمِ وَالسُّلطانِ
وَلَنا عَلَيهِم رُتبَةً إِنَّا لَهُ / دونَ الجَماعَةِ كُلِّها أَخَوانِ
فَلِقاؤُنا إِيَّاهُ عِندَ عَدُوِّهِ / أَو دونَ ذاكَ كِلاهُما سِيّانِ
إِنَّ الموَدَّةَ لا تَكونُ مَوَدَّةً / حَتَّى تَكونَ مَنيعَةَ الأَركانِ
حَتَّى تَكونُ إِذا أَسَأتَ كَأَنَّما / تابَعتَ عِندَ أَخيكَ بِالإِحسانِ
ثِقَةً وَإِدلالاً وَإِنَّ ضَميرَهُ / لَكَ قايِمٌ بِالعُذرِ وَالبُرهانِ
فَاِسلَم سَلامَة من حَنَت مِن فَوقِهِ / وَتَكَنَّفَتهُ حِياطَةُ الرَّحمنِ
سَيفُ الخِلافَةِ وَالمُقَدَّم دونه / وَنَصيحه في السِرِّ وَالإِعلانِ
وَالحَمدُ لِلَّهِ المُقَرِّب بَيننا / مَنَّاً مِنَ المُتَفَضِّلِ المَنَّانِ
جَمَعَ القُلوبَ عَلى الرِّضى فَتَعاوَنَت / بِالنُّصحِ وَاِتَّفَقَت عَلى الإيمانِ
سَيفٌ يُهَزُّ وَحاكِمٌ قامَت بِهِ / سُنَنُ الكِتابِ وَحُجَّةُ الفُرقانِ
وَأَخو مُحافَظَةٍ يَنوءُ إِذا غَدا / بِالثِّقلِ بَينَ يَدي وَبَينَ لِساني
يا بايَخست أَلَست الأَمَ مَن بَرى
يا بايَخست أَلَست الأَمَ مَن بَرى / ذو العَرشِ مِن إِنسٍ وَمِن جانِ
أَطعَمتَنا كشلِيَّةً حَولِيَّةً / وَجَرادِقاً مُسوَدَّة الأَلوانِ
ذُخِرت وَلكِن في ختانِ بَناتِهِ / فَتُورِّثَت مِن فَضلَةِ الختّانِ
حَتّى إِذا عَرِي الخِوانُ وَلَم يَكُن / يَعرَى وَإِن قَلَّ الطَّعامُ خِواني
لكِن كَفَّكَ في الخِوانِ وَقَد رمت / فيهِ بِآلامِ راحَةٍ وَبَنانِ
رُخٌّ يَحُشُّ بَنادِقا مَبثوثَةً / بَعُدَت عَنِ الفَرَسَينِ وَالفرزانِ
وَإِذا كَسَرتَ لبايَخست قُلَّةً / جاءَت كعوبُ بِكَفِّها عَصَوانِ
أَسَلُ الَّذي صَرَفَ الهَوى
أَسَلُ الَّذي صَرَفَ الهَوى / مِنّي إِلَيكَ وَمِنكَ عَنّي
أَن يَبتَليكَ بِما اِبتَلَو / ني مِنكَ يا إِنسانَ عَيني
فَتَكونُ مِثلي في الهَوى / مِثلُ الَّذي بِكَ كانَ ظَنّي
وَإِذا رَأَيتُ بِكَ الَّذي / بي قُلتُ يا نَفسُ اِطمَئِنّي
هَب ما أُكاتِمُ قَد عَلَن
هَب ما أُكاتِمُ قَد عَلَن / وَبَدا فَشاعَ كَما اِستَكَن
هَل بَين ذاكَ وَبَين ذا / إِلَّا المَماتُ أَوِ الحَزَن
لا تُضجِرَنَّكَ صَبوَتي / وَاِرفِق فديتُك بي وَلَن
فَلَقَد مَنَحتُكَ خُطَّةً / في القَلبِ لَيسَ لَها ثَمَن
أَمّا عَلَيَّ فَأَن أَمو / تَ وَلا أَهونُ فَلا تَهُن
جازَت هَواكَ جَوانِحي / فَنَطَقنَ فيكَ بِما أُجَن
يا مَن مَحاسِنُ وَجهِهِ / تعدى وَيَحسدُهُ الحَسَن
إِلَّا تَراني ناطِقاً / بِكَ في الهَوى أُخرى الزَّمَن
فَأجِر فَديتُكَ مِن هَوىً / دونَ الجَوانِحِ قَد كَمَن
الوَيلُ إِن كانَ الفراقُ دَنا
الوَيلُ إِن كانَ الفراقُ دَنا / وَصَلَّيتُ مِنهُ بِحَرِّ ما كَمَنا
كُنَّا وَنَحنُ مَعاً تَسكُنُه / فَالآنَ يَنفُرُ أَن أَخى شَطَنا
أَستَحفظُ اللَّهَ السَّميعَ لَهُ / إِمَّا أَقامَ بِنا وَإِن ظَعَنا
لكِنَّني مَيتٌ لَئِن شَحَطَت / عَنّي نَواهُ وَلَم يَكُن قُمنا
يا مَن بَراني حُسنُ صورَته / هَل كانَ قَبلَك آخر حسنا
ما إِن سَمِعتُ بِهِ فَأَذكُرُهُ / وَلَقَد عُنيتُ بِعِلمِهِ زَمَنا
أَمّا القباب فَقَد أَراها شُيِّدَت
أَمّا القباب فَقَد أَراها شُيِّدَت / وَعَسى أمورٌ بَعدَ ذاكَ تَكونُ
عَبدٌ عَرَت مِنهُ خَلائِقُ جَهلِهِ / إِذ راحَ وَهوَ مِنَ الثَّراءِ سَمينُ