القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عُمارة اليَمَنِيّ الكل
المجموع : 6
شأن الغرام أجل أن يلحاني
شأن الغرام أجل أن يلحاني / فيه وإن كنت الشفيق الحاني
أنا ذلك الصب الذي قطعت به / صلة الغرام مطامع السلوان
نمت رجاحة صبره بضميره / فبدت خفية شأنه للشاني
غدرت بموثقها الدموع فغادرت / سري أسيراً في يد الإعلان
عنفت أجفاني فقام بعذرها / وجه يبيح ودائع الأجفان
يا صارفاً نحوي عنان ملامة / والشوق يصرف عنه فضل عناني
أقصر عليك فطالما أشجاني / ريم تهيج بذكره أشجاني
كلفي بغرته الذي ألجاني / لتخضعي وهو المسيء الجاني
يقرأ غرامي من صحيفة خده / بشر الرضى وتجهم الغضبان
متعتب أهدى إلي عتابه / وصلاً مشى في صورة الهجران
إني على حذر الوشاة وخيفتي / عين الرقيب وصولة الغيران
ليروقني هيف الغصون إذا انثنت / شغفاً بقد منعم ريان
لو لم يكن في البان من أعطافه / شبه لما حسنت غصون البان
يا صاحبي وفي مجانبة الهوى / رأي الرشاد فما الذي تريان
قبضت على كف الصبابة سلوة / تنهى النهى عن طاعة العصيان
أمسي وقلبي بين صبر خاذل / وتجلد قاص وهم دان
قد سهلت حزن الكلام لنادب / آل الرسول نواعب الأحزان
فابذل مشايعة اللسان ونصره / إن فات نصر مهند وسنان
واجعل حديث بني الوصي / تشبيب شكوى الدهر والخذلان
غصبت أمية إرث آل محمد / سفهاً وشنت غارة الشنآن
وغدت تخالف في الخلافة أهلها / وتقابل البرهان بالبهتان
لم تقتنع أحلامها بركوبها / ظهر النفاق وغارب العدوان
وقعودهم في رتبة نبوية / لم يبنها لهم أبو سفيان
حتى أضافوا بعد ذلك أنهم / أخذوا بثأر الكفر في الإيمان
فأتى زياد في القبيح زيادة / تركت يزيد يزيد في النقصان
حرب بنو حرب أقاموا سوقها / وتشبهت بهم بنو مروان
لهفي على النفر الذين أكفهم / غيث الورى ومعونة اللهفان
أشلاؤهم مزق بكل ثنية / وجسومهم صرعى بكل مكان
مالت عليهم بالتمالي أمة / باعت جزيل الربح بالخسران
دفعوا عن الحق الذي شهدت لهم / بالنص فيه شواهد القرآن
ما كان أولاهم به لو أيدوا / بالصالح المختار من غسان
أنساهم المختار صدق ولائه / كم أول أربى عليه الثاني
ليت الليالي أسفلتهم نصره / وزمانه في سالف الأزمان
كيما يروا أن السماع مقصر / من فضله عما ترى العينان
ينشي لهم في كل وجه مدحة / سحبت مطارفها على سحبان
ويود من فرط المحبة فيهم / لو أنهم مدحوا بكل لسان
ملك تراع به الملوك وعنده / ورع يسير بسيره الملكان
متغاير الأوصاف فوق جبينه / بشر الولي وهيبة السلطان
تعنو الوجوه إذا رأته فيلقتي / خد الثرى ومعاقد التيجان
إن الوزارة لم تزل من قبله / هدفاً لأسهم خيفة وهوان
حتى اتيح لها أغر متوج / غصب النفوس إذا التقى الجمعان
فأدالها بعد الهوان بعزة / قعساء جلت خوفها بأمان
وأبان نقصان الملوك كماله / بغرائب المعروف والعرفان
يرعى سوام الظن بين رحابه / روض الغنى ومنابت الإحسان
لو أمكنته النيرات لأصبحت / فيه ولكن ليس في الإمكان
غيث بعيني منزعات حياضه / فنقعت منها غلة الظمآن
ورأيت ليث الغاب في عرنينه / ووقفت حيث أرى العلى وتراني
ولقد أمل به الرجاء مهاجراً / عن مستقر الأهل والأوطان
فأنالني فوق الرجاء وزادني / قرباً ومن نادي الندى أدناني
كرم يقل كثير مدحي عنده / ويكل عن أدناه شكر لساني
من كان لي شرف بنظم مديحه / فمتى أقوم بشكر ما أولاني
قل للسعيد بن السعيد المجتبى
قل للسعيد بن السعيد المجتبى / صقر الخلافة وابن عين زمانه
يا وارثاً عن يوسف أخلاقه / ومعيد فضلي سيفه ولسانه
إن الأوامر مذ أتتني لم تكن / لي همة إلا خلو مكانه
واعتضت بالدار الشريفة موضعاً / أخربت بعض العمر في عمرانه
زادت مرمته على مائة وذا / ميدان حرب لست من فرسانه
إن السعادة قد أظل زمانها
إن السعادة قد أظل زمانها / وافتر عن ثغر الهناء أوانها
وافاك أول عامها بمسرة / لا الفطر أهداها ولا رمضانها
عام كأن شهوره من حسنها / درر تضاحك في السلوك جمانها
فتحت فتوحك بالسعادة بابها / فأسعد بمملكة عظيم شأنها
متقسم يوم الندى معروفها / متبسم يوم الهدى عرفانها
مجداً بني عبد المجيد فإنكم / مندوحة نبوية أغصانها
مذ غاب ناطقها فإنك سوسها / والترجمان لما قراه لسانها
كم آية رويت لكم إسرارها / آل الوصي وللورى إعلانها
درج الزمان وعندكم أسرارها / فيما ترون وعندكم إيمانها
وهب الخلافة شاركوكم في اسمها / أوليس فرق بينكم فرقانها
فكأنما تأويلكم أرواحها / وكأنما تفسيركم أبدانها
كثرت عليها المدعون ومالهم / فيها إمامتكم ولا قربانها
نطقت بآية نصركم عن شيركو / سير يزيد على السماع عيانها
أخبرتمونا عنه قبل مجيئه / أخبار صدق صح منه بيانها
فكأن علم الكائنات وديعة / مخزونة وصدوركم خزانها
تأتي الأمور وقد سطرتم ذكرها / فيكون بعد حديثكم حدثانها
حتى كأن صروفها عن أمركم / تجري وأعنان السماء عنانها
الله أكبر والخلافة فيكم / من أن تلين لحاسد عيدانها
أنى وبيعتك الكريمة جنة ال / مأوى وشاور الرضى رضوانها
هو مقلة الدنيا وأسود عينها / والعاضد بن المصطفى إنسانها
وعد المهيمن أن سيظهر دينكم / عدة على كرم الإله ضمانها
أفتخمد الأعداء جذوة دعوة / قدحت بأنوار الهدى نيرانها
إن بات من عدد الملوك فإنه / لا يستوي نار الغضا ودخانها
راج يقال الصبر يبذل نفسه / حيث المنية ضيق ميدانها
من معشر تغدو السماحة والردى / مما حوت أجفانها وجفانها
ولقد دفعت إلى ثلاث نوائب / كادت تشيب لهولها ولدانها
فعصابة غزية غادرتها / وأجل ما ترجوه منك أمانها
وعصابة رومية عاشرتها / فتأدبت وتهذبت أذهانها
وعصابة مصرية بك أصبحت / فوق البرية راجح ميزانها
خلصت كل قبيلة من ضدها / لما التوت وتعقدت عقدانها
أشبهت نوحاً مدة وهداية / في أمة متزايد طغيانها
وكأنما البرج المنيف سفينة / والنيل يوم كسرته طوفانها
وتداركت بلبيس منك عواطف / يسع الزمان وأهله غفرانها
أقسمت لولا حسن رأيك لاغتدى / الناقوس في بلبيس وهو أذانها
بلد لو انهدمت قواعد سوره / بيد النصارى لم يعد بنيانها
أبقيتها للمسلمين وإنه / ليعز بعد خرابها عمرانها
شفع النساء إليك فيه فشفعت / في سيئات رجالها نسوانها
وهب الجرائم للحرائم قادر / ترضى سطاه ولا يرى إذعانها
رأي حقنت به دماء خلائق / ظنت بأن دروعها أكفانها
كانت وزارتك القديمة مشرعاً / صفواً ولكن كدرت غدرانها
غصبت رجال تاجه وسريره / من بعدما سجدت له تيجانها
أخلى لهم دست الوزارة عالماً / أن سوف ينزغ بينهم شيطانها
قد كان أودع في الرقاب صنائعاً / كفرت فأرداها بها كفرانها
هجر الوزارة حين ينكر عرفها / وكذا النبوة إن نبت أوطانها
وأرى قرانات الكواكب لم تكن / إلا واثر في عداك قرانها
وإذا رميت معانداً بمكيدة / وأردت أن يجني عليه زمانها
هبت عليه من الرياح دبورها / ومن الكواكب طالع دبرانها
فأسلم كفيل خلافة علوية / أضحى بسيفك ظاهر برهانها
جعل الدعاء وظيفة لك والثنا
جعل الدعاء وظيفة لك والثنا / عبد جمعت إلى السناء له السنى
تفديك مهجة خادم عرفته / من بعد خيفة فقرة كيف الغنى
أحسنت حتى خلت أنك حالف / أن لا يراك الله إلا محسنا
أعتقتني ولك الولاء فإن أمت / فاحجب قبيلي من تباعد أودنا
وإذا أتاك السائلون وقيل من / مولى فلان من الولاة فقل أنا
أنهي إليك ولا أغشك أنني / في نعمة قد جاوزت حد المنى
يا رازقي في حيث قال الناس لي / ما مثل رزقك جائز أن يمكنا
بيني وبين اللاسبية شقة / منها تقوس عود ظهري وانحنى
فأعض بها المملوك وراحم عجزه / غبراء عامرة تسمى مرسنا
أضحت على شط الخليج ذخائري
أضحت على شط الخليج ذخائري / مزقاً بأيدي النهب والنيران
وأضر من شكوى الحوادث أنني / أصبحت مدفوعاً إلى ابن دخان
دعت الضرورة نحوه فغشيته / حتى رآني الله حيث نهاني
طلعت علي الشمس بعد طلائع / وحرمت عز الجاه والسلطان
يا دهر قد أكثرت في التلوين
يا دهر قد أكثرت في التلوين / فإلى متى بمطالبي تلويني
أتظنني أرضى بما ملأ الثرى / نوء الثريا دون ما يرضيني
حلق بخافقتي مناك إلى السهى / فالدون لا يرضاه غير الدون
سل بي ولست بجاهل فنوائب / الأيام أدريها كما تدريني
من لي بطالعة السعود وقد غدا / قطع الفراق ملازمي وقريني
خذل النصير على الزمان وصرفه / وجفا معيني حين جف معيني
حسبي إذا خذل الزمان وأهله / عوناً على الدنيا بنجم الدين
كم قلت اصبي فكره بغرائبي / فسمعت منه غرائباً تصبيني
ملك إذا قابلت بشر جبينه / فارقته والبشر فوق جبيني
وإذا لثمت يمينه وخرجت من / أبوابه لثم الرجال يميني
وإذا نظمت له النجوم فإنما / أجزي على المفروض بالمسنون
أما الوعود فقد أتاني وصلها / وأريد وصل نجازها يأتيني

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025