القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحْيي الدّين بنُ عَرَبي الكل
المجموع : 5
ناحَت مُطَوَّفَةٌ فَحُنَّ حَزينُ
ناحَت مُطَوَّفَةٌ فَحُنَّ حَزينُ / وَشَجاهُ تَرجيعٌ لَها وَحَنينُ
جَرَتِ الدُموعُ مِنَ العُيونِ تَفَجُّعاً / لِحَنينِها فَكَأَنَّهُنَّ عُيونُ
طارَحتُها ثُكلاً بِفَقدِ وَحيدِها / وَالثُكلُ مِن فَقدِ الوَحيدِ يَكونُ
طارَحتُها وَالشَجوُ يَمشي بَينَنا / ما إِن تَبينُ وَإِنَّني لَأَبينُ
بي لاعِجٌ مِن حُبِّ رَملَةِ عالِجٍ / حَيثُ الخِيامُ بِها وَحَيثُ العينُ
مِن كُلِّ فاتِكَةِ الأَلحاظِ مَريضَةٍ / أَجفانُها لِظُبى اللَحاظِ جُفونُ
ما زِلتُ أَجرَعُ دَمعَتي مِن غُلَّتي / أُخفي الهَوى عَن عاذِلي وَأَصونُ
حَتّى إِذا صاحَ الغُرابُ بِبَينِهِم / فَضَحَ الفِراقُ صَبابَةَ المَحزونِ
وَصَلوا السَرى قَطَعوا البُرى فَلِعيسِهِم / تَحتَ المَحامِلِ رَنَّةٌ وَأَنينُ
عايَنتُ أَسبابَ المَنِيَّةِ عِندَما / أَرخوا أَزِمَّتَها وَشُدَّ وَضينُ
إِنَّ الفِراقَ مَعَ الغَرامِ لَقاتِلي / صَعبُ الغَرامِ مَعَ اللِقاءِ يَهونُ
ما لي عَذولٌ في هَواها إِنَّها / مَعشوقَةٌ حَسناءُ حَيثُ تَكونُ
لله دَرُّ عصابةٍ سارت بهم
لله دَرُّ عصابةٍ سارت بهم / نجبُ الفناءِ لحضرة الرحمانِ
قطعوا زمانهم وبذكرِ إلههم / وتحققوا بسرائرِ القرآنِ
ورثوا النبي الهاشميّ المصطفى / من أشرف الأعراب من عدنانِ
ركبوا بُراق الحبِّ في حرم المنى / وسروا لقدسِ النورِ والبرهان
وقفوا على ظهرِ الصَّفا فأتاهمُ / لبن الهدى من منزل الفرقان
قرعوا سماءَ جسومهم فتفَّتحت / أبوابُها فبدت لهم عينان
عين تبسَّم ثغرها لما رأتْ / أبناءها في جنةِ الرضوان
وشمالها عين تحدَّرَ دمعُها / لما رأتهم في لظى النيرانِ
قرعوا سماءَ الروحِ لما آنسوا / جِسماً تُرابياً بلا أركان
فبدا لهم لا هوت عيسى المجتبى / رُوحاً بلا جسمٍ ولا جثمانِ
كملَ الجمالُ بيوسف فتطلعوا / لمقام إدريس العليّ الشان
ورثوا الخلافة إذ رأوا هارون قد / أربتْ منازله على كيوان
نالوا الخلافة عندما نالوا منى / موسى كليم الراحمِ الرحمانِ
سجدَ الملائكةُ الكرام إليهم / دون اعتقاد وجودِ رَبٍ ثاني
طمحتْ بهم هماتهم فتحللوا / في حضرة الزُلفى قِرى الضيفانِ
كملت صفاتهم العلية وارتقوا / عن سدرة الإيمان والإحسان
للذاتِ كان مصيرهم فحباهمُ / بشهوده عيناً بلا أكوان
وصلوا إليه وعاينوا ما أضمروا / من غيبِ سرِّ السرّ كالإعلان
سبحانه وتقدَّست أسماؤه / وعن الزيادةِ جلّ والنقصان
إن القبولَ للاقتدارِ مُعين
إن القبولَ للاقتدارِ مُعين / فيعانُ في حكم النهى ويُعين
فالأمر ما بيني وبين مقسمي / فهو المعين وإنني المعين
الحقُّ حقٌّ فالوجودُ وجودُه / وأنا الأمينُ وما لديّ أمين
دفعُ اليتيمِ مُحرَّمٌ في شرعِنا / والشرعُ جانبه إليه يلينُ
ذكرى إلهي ليس عن نسيانِ
ذكرى إلهي ليس عن نسيانِ / لكن عبادة مُنعمٍ محسانٍ
إني على نفسي مننتُ بذكره / وكذاك فعلُ مُحقق إنسان
إن الرجالَ لهم شبابُ زمانة / كالشمسِ في حملٍ وفي نيسان
الله قوّاهم على تكليفه / إياهمُ في دولة الميزان
بعناية النبي الكريمِ المصطفى / خيرِ الخلائقِ من بني عدنان
لما سمعتُ به سلكت سبيله / وكفرتُ بالطاغوتِ والطُّغيان
عقداً وإيماناً فإنَّ وجودَه / في عينها بشهادةِ الإحسان
وبذا قضى أن لا تكون عبادةُ / الإله في مُحكم القرآنِ
فورثته قولاً وعلماً والذي / كلفت من عمل ومن إيمان
حفظَ المهيمنُ دينه بقواعدَ / خمسٍ لما فيه من السُّلطان
لما تعدَّى حفظه أعيانَها
لما تعدَّى حفظه أعيانَها / حفظاً إلهياً إلى الجيرانِ
فبنيت إسلامي عليها محكماً / أركانه فيحل من بنياني
الله كرَّمنا بدولة أحمد / كرماً يعم شرائعَ الإحسانِ
شهدتْ بذلك نيتي وطويتي / وإن امترى في ذلك الثَّقَلان
لما سرى سرّ الوجودِ بجودِه / في عالم الأرواح والأبدان
شهدتْ حقائقه بأنَّ وجودَه / قد عمنا في الحكم والأعيان
لما التفت بناظري لم أطلع / إلا إليه فإنه بعياني
لو كان ثَم سواه كنت مُقسماً / بين الإله وعالمِ الأكوان
فانظر لما تحوي عليه قصيدتي / من كل علم قام عن برهان
لو أن رسطاليس أو أفلاطناً / في عصرنا لأقرَّ بالحرمان
من عدَّل الميزان يعرف قولنا / ويقرُّ بالنقصانِ والخسران
لا تُخسِرُوا الميزانَ إنَّ عقولكم / دون الذي أعنيه في الرجحان
اقرأ كتاب الله فاتحةَ الهدى / فجميع ما يحويه في العنوان
إنَّ الإله الحقّ أعلم كونها / عين الصلاة وإنها قسمان
لما قرأتُ كتابه في خلوةٍ / معصومة من خاطرِ الشيطانِ
عاينتُ فيه مَعالماً بدلائل / لا يَمتري في صدقها اثنان
لوأنّ عبدَ الفكر يشهدُ قوانا / لم ينتطح في سرِّنا عَنزان
لكنهم لما تعبد فكرُهم / ألبابَهم بعدوا عن الفُرقان
إن تتق الله الذي يجعل لك / الفرقان بين الحقِّ والبُهتان
لو وفقوا ما لفقوا أقوالَ من / لعبوا بهم كتلاعبِ الوِلدان
والكلُّ في التحقيقِِ أمرٌ واحدٌ / في أصله بالنص والبرهان
نطقتْ بذلك ألسنٌ معلومة / بإصابةِ التحقيق في التبيان
لو أنهم شهدوا الذي أشهدته / ما قام في ألبابهم حكمان
لعبتْ بهم أهواؤهم فهمُ لها / عند اللبيبِ كسائرِ الحيوان
إنَّ النجاةَ لمن يقلِّد ربّه / فيما أتاه به وهم صنفان
صنفٌ يراه شهودُ عينٍ دائماً / أو في حجابٍ عنه وهو الثاني

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025