القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : إِبْراهيم ناجِي الكل
المجموع : 14
العمر أكثره سدى وأقله
العمر أكثره سدى وأقله / صفو يتاح كأنه عمرانِ
كم لحظة قصرت ومدت ظلها / بعد الذهاب كدوحة البستان
وتمر في الذكرى خيال شبابها / فكأن يقظتها شباب ثانِ
مَن ذلك الطيف الرقيقِ بجانبي / كفّاه في كفيّ هاجعتان
لكأننا والأرض تُطوى تحتنا / نجمان في الظلماء منفردان
لكأننا والريح دون مسارنا / خطان في الأقدار منطلقان
إني التفت إلى مكانك بعدما / خليته فبكيت سوء مكاني
هل كان ذاك القرب إلا لوعة / ونداء مسغبةٍ إلى حرمان
حمى مقدرة على الإنسان / تبقى بقاء الأرض في الدوران
وكأنما هذي الحياة بناسها / وضجيجها ضرب من الهذيان
قدر أراد شقاءنا
قدر أراد شقاءنا / لا أنتِ شئت ولا أنا
عزَّ التلاقي والحظو / ظ السود حالت بيننا
قد كدت أكفر بالهوى / لو لم أكن بك مؤمنا
ضحكت لعينيَّ المصابيح التي
ضحكت لعينيَّ المصابيح التي / تعلو رؤوس الليل كالتيجان
ورأيت أنوار المدينة بعدما / طال المسير وكلت القدمان
وحسبت إن طاب القرار لمتعب / في ظل تحنان وركن أمان
فإذا المدينة كالضباب تبخرت / وتكشفت لي عن كذوب أماني
قدر جرى لم يجر في الحسبان / لا أنت ظالمة ولا أنا جاني
يا صفوة الأحباب والخلان
يا صفوة الأحباب والخلان / عفواً إذا استعصى عليَّ بياني
الشعرُ ليس بمسعفٍ في ساعةٍ / هي فوق آي الحمد والشكران
وأنا الذي قضّى الحياة معبراً / ومرجعاً لخوالج الوجدانِ
أقف العشية بالرفاق مقصراً / حيران قد عقد الجميل لساني
يا أيها الشعر الذي نطقت به / روحي وفاض كما يشاء جناني
يا سلوتي في الدهر يا قيثارتي / ما لي أراك حبيسة الألحان
أين البيان وأين ما علمتني / أيام تنطلقين دون عنان
نجواك في الزمن العصيب مخدر / نامت عليه يواقظ الأشجان
والناس تسأل والهواجس جمة / طب وشعر كيف يتفقان
الشعر مرحمة النفوس وسره / هبة السماء ومنحة الديان
والطب مرحمة الجسوم ونبعه / من ذلك الفيض العلي الشان
ومن الغمام ومن معين خلفه / يجدان إلهاما ويستقيان
يا أيها الحب المطهر للقلوب وغاسل الأرجاس والأدران /
ما أعظم النجوى الرفيعة كلما / يشدو بها روحان يحترقان
أنفا من الدنيا وفي جسديهما / ذل السجين وقسوة السجان
فتطلعا نحو السماء وحلقا / صعدا إلى الآفاق يرتقيان
وتعانقا خلف الغمام وأترعا / كأسيهما من نشوة وحنان
اكتب لوجه الفن لا تعدل به / عرض الحياة ولا الحطام الفاني
واستلهم الأم الطبيعة وحدها / كم في الطبيعة من سري معاني
الشعر مملكة وأنت أميرها / ما حاجة الشعراء للتيجان
هومير أمَّره الزمان بنفسه / وقضت له الأجيال بالسلطان
اهبط على الأزهار وامسح جفنها / واسكب نداك لظامئ صديان
في كل أيك نفحة وبكل روض طاقة من عاطر الريحان /
قالت لميكي سِر بنا
قالت لميكي سِر بنا / نمشي لحاجتنا الهُوَينَى
فأطاع مسروراً كعا / دته ولم يسأَل لأَينا
فيم السؤال وكل شَي / ءٍ طيّبٌ من أجلها
وبنفسه حبٌّ قُصارا / هُ الحياةُ بظلها
ماذا تغيّر عزّة / أو ذلّة في حبها
سارت وكلُّ متاعه / في أن يسير بقربها
يستاف نعلَيهَا ويأ / بى في الوجود مُنافسا
فإذا تخيَّل دانياً / من تربِها أو لامسا
يختال مِلءَ نُباحه / زَهواً ويخطر حارسا
عجباً له ولزهوه / ما يصنع الواهي الصغير
ما يصنع الناب الضعي / ف وما يُخيف ولا يُجير
لكن ميكي لا يبا / لي أن يموت فداءها
في وثبه هيهات يس / أل ما يكون وراءها
الأمر كلُّ الأمر أن / يغدو يدافع دونها
والنفس تُنكر في الضحي / يَة عقلها وجنونها
من ذلك الظلُّ الملا / زِم في الحياة وفي الطريق
المخلصُ الوافي إذا / عَزَّ المنادم والرفيق
من قلبُه صافٍ ودي / دنهُ الولاءُ المطلق
فكأنما فيه الولا / ء سجيَّةٌ تتدفق
وإذا أُسِيءَ فإن أس / مى الحبّ أن يُبدي رضاءه
والصفح عند ذوي القلو / بِ البيض من قبل الإِساءه
مهما نظرت له نظر / تُ إلى مَعِينٍ من حنان
يُفضي إليك بسرّه الذ / ذَنبُ الصغير ومقلتان
لا بأس إن هند جفت / وقست أليست ربَّتَه
أقصَتهُ ثم تلفَّتت / ترجو إلَيها أوبته
زجَرته أو نهرته أو / كفَّت على جُرمٍ يده
فهي التي لم تَنسَهُ / والأكل ملءُ المائده
وهو الذي في بعدها / لم يَألُهَا طولَ ارتقاب
يقظان ينتظر المآب / وَثَوَى يُرَاقب خَلفَ باب
هند التي اتَّخذته من / دون الخلائق إلفَها
بحثت عن الإِلف الصغي / ر فلم تجده خلفها
ميكي وما ميكي ومص / رعُه على الدنيا جديد
نفسٌ تذوب وصرخةٌ / تدوي هنالك من بعيد
وتلفَّتَت هندٌ لمو / ضعه تغالب وَجدهَا
لا شيءَ قد سارت برف / قته وترجعُ وحدها
خرجت به جذلانَ يض / حك مثلما ضحك الصباح
فكأنما خرجت به / ليُلاقيَ القَدَر المُتاح
سارت به صبحاً وعا / دت بالمواجع والدموع
يغدو الحزينُ على الأسى / وأشقُّ شَطرَيه الرجوع
ما حيلتي يا هند وجهك لاح لي
ما حيلتي يا هند وجهك لاح لي / بأنوثةٍ جبَّارة الطغيان
يا هند أين رجولتي وعزيمتي / في قرب وجه ساحرٍ فتَّان
وأنا حزينٌ ظامئٌ قد جدَّ لي / ورِدٌ وراء مَعِينه شفتان
أمسي يعذبني ويضنيني
أمسي يعذبني ويضنيني / شوقٌ طغى طغيان مجنون
أين الشفاء ولم يعد بيدي / إلا أضاليل تُداويني
أبغي الهدوء ولا هدوء وفي / صدري عبابٌ غير مأمون
يهتاج أن لَجَّ الحنين به / ويئن فيه أنينَ مطعون
ويظل يضرب في أضالعه / وكأنها قضبان مسجون
ويحَ الحنين وما يجرعني / من مُرِّه ويبيت يسقيني
ربيته طفلاً بذلت له / ما شاء من خفضٍ ومن لينِ
فاليوم لمّا اشتدّ ساعده / وربا كنوار البساتينِ
لَم يرض غير شبيبتي ودمي / زاداً يعيش به ويفنيني
كم ليلةٍ ليلاء لازمني / لا يرتضي خلاً له دوني
ألفي له همساً يخاطبني / وأرى له ظلاً يماشيني
متنفساً لهباً يهبُّ على / وجهي كأنفاس البراكينِ
ويضمنا الليل العظيم وما / كالليل مأوى للمساكينِ
هل أنتِ سامعةٌ أنيني
هل أنتِ سامعةٌ أنيني / يا غايةَ القلب الحزين
يا قِبلة الحب الخفي / وكعبة الأمل الدفين
إني ذكرتك باكياً / والأفق مُغبر الجبينِ
والشمس تبدو وهي تغ / رب شبه دامعة العيون
أمسيت أرقبها على / صخر وموج البحر دوني
والبحر مجنون العبا / ب يهيج ثائره جنوني
ورضاكِ أنتِ وقايتي / فإذا غضبتِ فمَنَ يقيني
نفدي النزيل ونكرمن
نفدي النزيل ونكرمن / إن لم نكرمه فمن
يا ضيف مصر أقم مقا / م الأهل وانزل في وطن
إنا اشتركنا في الأما / ني والتقينا في المحن
فمن الشآم إلى العرا / قِ إلى الحجاز إلى اليمن
والصرخة الكبرى كمو / جِ البحر تدوي في الأذن
تتباين الأصوات في / ها لا تبالي بالثمن
نبغي الحياة وما الحيا / ة سوى مماشاة الزمن
الدهر دفاق فكي / فَ نعبّ من ماءٍ أسن
العصر عصر السابقي / نَ إلى الشواهق والفتن
لا عصر مفتتنين بال / أحلام غرقى في الوثن
ومقيّدين إلى الثرى / بين التخاذل والوهن
يا أيها الشرق الذي / يدعو رويدك واطمئن
إنا إليك وللشبا / بِ رسالة لا تمتهن
قمنا لها كل بنا / حية رسول مؤتمن
ما في طلائعنا الضعي / ف ولا الذليل المستكن
ما في طبائعنا الخصا / م ولا الحفيظة والضغن
إنا جنود النور من / علم ومن أدب وفن
القاتلون الجهل مث / ل البوم عشش في الدمن
إنا لأعداء الجمو / د وواضعوه في الكفن
يا أيها الضيف العزي / ز نعمت بالعيش الحسن
يا مؤنس المصري في / حلب وما ننسى المنن
صدر الشآم حنا عَلي / ك ومصر لو تدري أحنّ
بردى لنا وصباه وال / جنّات والطير المرن
والأرز والطود المعص / صَب بالجلال المطمئن
والنيل نهركم وما / زان الخميلة والفنن
والقوم أهل والقرى / وطن عطوف والمدن
يا صفوة الأحباب والخلانِ
يا صفوة الأحباب والخلانِ / عفواً إذا استعصى عليّ بياني
الشعر ليس بمسعفٍ في ساعة / هي فوق آي الحمد والشكران
وأنا الذي قضّى الحياة معبراً / ومرجعاً لخوالج الوجدان
أقفُ العشيةَ بالرفاق مقصراً / حيران قد عقد الجميل لساني
يا أيها الشعر الذي نطقت به / روحي وفاض كما يشاء جناني
يا سلوتي في الدهر يا قيثارتي / ما لي أراك حبيسة الألحان
أين البيان وأين ما علمتني / أيام تنطلقين دون عنان
نجواك في الزمن العصيب مخدِّر / نامت عليه يواقظ الأشجان
والناس تسأل والهواجس جمة / طبٌ وشعر كيف يتفقان
الشعرُ مرحمة النفوس وسِرّه / هِبة السماء ومِنحة الدَّيان
والطبُ مرحمة الجسوم ونبعُهُ / من ذلك الفيض العليّ الشان
ومن الغمام ومن معين خلفه / يجدان إلهاماً ويستقيان
يا أيها الحبُّ المطهر للقلو / بِ وغاسل الأرجاس والأدران
ما أعظم النجوى الرفيعة كلما / يشدو بها روحان يحترقان
أنفا من الدنيا وفي جسديهما / ذُلّ السجين وقسوة السجان
فتطلعا نحو السماء وحلقا / صُعُداً إلى الآفاق يرتقيان
وتعانقا خلف الغمام وأترعا / كأسيهما من نشوة وحنان
اكتب لوجه الفَنِّ لا تعدل به / عَرَض الحياة ولا الحطام الفاني
واستلهم الأمَّ الطبيعةَ وحدَها / كم في الطبيعة من سَرِيِّ مَعان
الشعرُ مملكة وأنتَ أميرُها / ما حاجة الشعراء للتيجان
هومير أمّرهُ الزمانُ لنفسه / وقضت له الأجيال بالسلطان
اهبط على الأزهار وامسح جفنها / واسكب نداك لظامئ صَديان
في كل أيك نفحة وبكل رو / ضٍ طاقة من عاطر الريحان
انظر وجوه القوم غر
انظر وجوه القوم غر / رَتها بزينتها المدينه
مسكينة بلهاء لا / تدري الزمان ولا فنونه
يا من يغرِّبها إذا / أرست لصاحبها السفينه
الأفق مضطرب الحوا / شي والسماء بها حزينه
لا تحسن الدنيا إذا / ما المرء جن بها جنونه
وطغت منافعه علَي / ه وصرن دنياه ودينه
العيش حيث الحب حَي / ثُ العطف صاف والسكينه
قد هنأوك بمجدك الإسباني
قد هنأوك بمجدك الإسباني / فمتى تكون مصارع الثيران
أمنحت أوسمة ومجدك أول / ماذا يهمك من وسام ثان
إني أهنيك الغداة لأنني / أهواك من قلبي ومن وجداني
إن المقطم والزمان كليهما / الخالدان وكل شيء فان
لا الروحُ غاربةٌ ولا أنا فاني
لا الروحُ غاربةٌ ولا أنا فاني / إني ضمنتُ بكِ الشبابَ الثاني
اليوم أهزأُ بالردى فليَرمِني / ما شاءَ إني اليومَ غيرُ جبانِ
فارقت عالَمَنَا وعفتُ همومَه / وخلتُ عالَمَ حسنِكِ الفتانِ
فنسيتُ آبادَ الحياةِ وطولَها / وعرفتُ أنَّ الخلدَ بضعُ ثوانِ
يا مرحباً بالورد في إبَّانِه
يا مرحباً بالورد في إبَّانِه / وبموكبِ الآمالِ في بستانِه
يا محسناً للعينِ في إقباله / ما تنتهي العينانِ من إحسانِه
قل لي أهذا الطَلُّ دمعٌ حائرٌ / يروي الربيعَ النَضرَ من أشجانِه
عجباً له والحسنُ ملء عيونِه / يبكي عليكَ وأنتَ في أحضانِه
إنّي رأيتُكَ بعدما وَلَّى الصِبَا / فبكى الشبابُ على ربيعِ زمانِه
ورأيتُ عرسَك في مجالي أُنسِه / والطيرُ صدَّاحٌ على أفنانِه
فَتلفتت روحي تُرَجّى قطرةً / من كأسِه أو وقفةً في جانِه

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025