المجموع : 3
لِمَنِ القَوام السَّمْهَرِيُّ سِنانُه
لِمَنِ القَوام السَّمْهَرِيُّ سِنانُه / ما أَرهفتْ من لحظِها أَجفانُهُ
إِن كان نازَعَك الهوى إنكارُهُ / فَمِنَ الذي بعث الهوى عِرفانُهُ
ظَبْيٌ صوارمُ مُقلتيْه أَسِنّةٌ / فبناظريْه ضرابُه وطِعانُهُ
لَهِجٌ بكأس جُفونه وقَوامُه / أَبداً نزيفُ رحيقها سكْرانُهُ
كَفَلَتْ سُلافةُ خدّه من صُدغِه / أَنْ لا يُفارق وَرْدَهات ريْحانُهُ
وبنفسيَ الرَّشأُ المُتَرْجِمُ طَرْفُهُ / عن بابل هاروتُها إِنسانُهُ
لا وَصْلَ إِلاّ ما تَجود به النوى / من طيفِه فوِصاله هِجْرانُهُ
حكَّمْتُه فقضى عليّ قضاؤه / وهَوى الأَحبّةِ جائرٌ سُلطانُهُ
أَدمى جُفونَ الصَّبِّ صَبُّ دموعهِ / سَعةً وضاق بسرّه كتمانُهُ
ضمِن الفريق فراق أَغصان اللِّوى / أَفبَيْنُهُ ضمن الجوى أَمْ بانُهُ
يا فضلُ ما للفضل هيض جناحهُ / فَبَدَتْ زَمانته وضاع زمانُهُ
قَعَد السّماحُ به وكم من ناهضٍ / ضاقت لُبانتُه فضاق لَبانُهُ
ومخلَّفٍ ما كان يبلغُ شَأْوَهُ / لو لم يكن بيد القضاءِ عِنانُهُ
ومروَّعٍ سكنتْ خوافقُ أَمنِهِ / لولا جمالُ الدين عزَّ أَمانُهُ
مَنْ نال قاصيةَ المطالب جودُهُ / والغيث ما ملأَ الرُّبى هَطَلانُهُ
واستوعبت غُرَرَ الكلام فُنونُه / واستوسقت ثمرَ العلى أَفنانُهُ
أَذكى الأَنامِ إِشارةً وعبارةً / ما المرءُ إِلاّ قلبُهُ ولسانُهُ
ففروعُه تُنْبيك عن أَعراقه / وكفاك مِنْ خَبَر النسيبِ عِيانه
وإِذا أَردتَ مَحَلَّه من مجده / فترقّ حيث سماؤه إِيوانُه
شرفٌ تفيّأَتِ الملوك ظلالَه / وعُلىً على هِمّاته بنيانُه
ما أَغمدوا سيفَ ابن ذي يزنٍ به / إِلاّ تقاصر عندها غُمْدانه
جَدٌّ تمكَّنَ من ذُؤابة مَنْصِبٍ / لو نالها العَيّوق جُنّ جَنانه
فَلِبَيْتِ مال المُلك مِنْ عَزَماته / طمّاحُ طَرْفِ كفايةٍ يقظانُهُ
يغدو عليه ثقيلةً أكمامُه / ويروح عنه خفيفةً أَردانه
لا تَجْزَع الأَهواءُ ثاقبَ رأْيه / والرأْيُ مملوكٌ عليه مَكانه
مُسْتَظْهِرٌ بوُلاته فكُفاتُهُمْ / نوّابُه وَثِقاتهم أَعوانه
يعْدوهُمُ تأْنيبهُ ويَخُصُّهُمْ / تهذيبُه ويَعُمُّهُمْ إِحسانهُ
وإِذا انتضوْا أَقلامهم لِمُلِمَّةٍ / أَبصرتَ مَنْ كُتّابُه فرسانُه
ميثاقهُ حَرَمٌ لخائف بأْسِه / يُغْنيك عن أَيْمانِهِ إِيمانهُ
وَقَفَ الحسابُ عليهِ رَكْضَ إِصابةٍ / لا البرقُ يدركها ولا سَرْعانُه
وثنى الخطابَ إِليهِ فضلُ فصاحةٍ / لا قُسّها منهُ ولا سَحْبانهُ
هذا وإِن تكن اتّصالات العُلى / تقضي بسعدٍ فالقَران قَرانهُ
أَمحمدُ بنَ عليّ اعتنقَ الأَسى / فكري فضاق بفارسٍ مَيْدانهُ
ما بالُ حادي المجد مغبرّ المدى / وأخو الهُوَيْنا روضةٌ أَعطانهُ
هَبْني جنيْتُ على نَداكَ جِنايةً / تُقضى فأَين جنونهُ وجَنانهُ
وأَنا الذي لا عَيْبَ فيه لقائلٍ / ما لم يقُلْ هذا الزمان زمانهُ
فهلِ المحامِدُ ضامِناتٌ عنك لي / مَعْنىً على هذا البيانِ بيانهُ
وهي القوافي ما تناظرَ بالنَّدى / إلاّ وقام بفضلِها برهانهُ
ما كان بيتُ فضيلةٍ في فارسٍ / إِلاّ ومِنْ عربيَّتي سَلْمانهُ
ما هذه الحَدَقُ الفواتنْ
ما هذه الحَدَقُ الفواتنْ / إِلاّ سهامٌ في كنائنْ
وأَغنّ غنَى مُحْسِناً / فعجبت من شادٍ وشادنْ
ما غرَّدتْ حركاتُه / إِلاّ تراقصتِ السّواكنْ
يا مودِعاً قلبي هوا / ه توقّ دمعي فهو خائنْ
وحللتَ قلباً خافقاً / يا ساكناً في غير ساكن
أَترى لمن أَوْليتَه / حربَ العواذل أَن يُهادن
إِنْ خاف قلبي في هوا / ك فأَمرُ جاه الحبّ واهن
وإِن استجار فإِنّ جا / رك يا ضياء الدين آمن
وحمائمٍ ناحتْ على فَنَنِ
وحمائمٍ ناحتْ على فَنَنِ / فبعثن لي حزناً إِلى حَزَنِ
ناحتْ ونُحتُ وفي البكا فرج / فظللت أُسعدها وتسعدني
شتَّى الهوى والشوقُ يجمعنا / كلٌّ بكى منّا على شجن