القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحَمّد الهِلالي الكل
المجموع : 20
أنا ان تخلت عني الخلان
أنا ان تخلت عني الخلان / وعلي جارت في اللوى الجيران
والمسعفون إذا باسعافي مشوا / عسفا وخانت عهدي الإخوان
وإذا بمقراض الإساءة والأذى / قصت جناح نجاحي الأزمان
والدهر غادرني لاسهم غدره / هدفا يعانيها وليس يعان
فالصبر أوفق ما يرافق والرضى / ثوب به يتحمل الإنسان
لاسيما والالتجاء لراحم / رحمان من أسمائه المنان
مولا عليه الاعتماد وكيف لا / وعلى سواه يقبح التكلان
شرفي الخضوع له وإني لائذ / بابن الذي شرفت به عدنان
حيث الفتوة في فتى قد جمعت / معها الوفا والصدق والإحسان
حيث الصيانة والأمانة والمنى / والجود والمعروف والعرفان
آل الرسول بني البتول وحبذا / مجد رفيع دونه كيوان
روحي الفداء لنسبة نبوية / راحي بها والروح والريحان
قوم سنا أنوارهم قامت بهم / فهم الكواكب أينما قد كانوا
أقمار أفلاك العلا أقطابها / أبداً تدور عليهم الأكوان
من كل وضاح عليه مشرف / للبشر فوق جبينه عنوان
وحياتهم وحياتهم إني بهم / ليحق لي الإقسام والإيمان
أنا من أناس حب ال محمد / اسلامهم والدين والإيمان
لم لا أهيم بحب أشرف عترة / سر النبي بهم له سريان
قل ما تشاء بهم فأنت مصدق / إذ في الكتاب غدا لك البرهان
شرقت دمشق الشام إذ نزلوا بها / سكنا أعز جوازه السكان
دار هي البلد الأمين لأنها / في آل طه للنزيه أمان
هي جنة للَه في الأرضين لا / ضيم يسوء بها ولا أحزان
وهي الكنانة غير ان سهامها / كالشهب فيها يرجم الشيطان
يا صاحبي بادر بدور سمائها / يسمو بحرمتهم لقدرك شان
وانزل حمى أشبال حمزة منشداً / حاشا نزيل بني البتول يهان
فهناك محمود المقام البحر من / غرقت بكنه صفاته الأذهان
مفتي الشام أبو حنيفة عصره / غيث العلوم الهاطل الهتان
كنز الدقائق نور إيضاح به / تتنور الأبصار والأعيان
علم تراه بكل علم مفرداً / إذ ليس يحصى فضله ديوان
ما غيره روض أريض عرفه / عرفانه وفنونه الأفنان
إن جال في بحث فما الرازي وإن / هو قال أما بعد ما سحبان
ماذا أقول بمن لطائر صيته / صوت به تتشنف الآذان
لولا التقى لاجبت عنه سائلي / تاللَه ليس كمثله إنسان
واذكر أخاه أسعد السعداء كي / يروى الروي وتسعد الأوزان
السيد الشهم المجيب إذا دعا / ه لدي الخطوب الواله اللهفان
ذو همة علوية بنيت على / هام السهى لسموها أركان
أعظم به من كعبة لا غرو إن / حجت إلى تعظيمها الركبان
وإلى مكارمها سعى العافي ومن / ميزاب رحمتها استقى الظمآن
كل الكرام إذا لبيب عدهم / كانوا الجنود وأسعد السلطان
جل الذي من محض جود صاغه / بشرا غوادي السحب منه بنان
للَه حمزاوي مجد بيته / لذرى المجرة دونه جريان
شرف على شرف لقد حلاهما / خلق عظيم رقة وبيان
زان المكارم بالمراحم مثلما / الحسناء بالعقد الثمين تزان
فاقت شمائله الشمول فها أنا / سكران في مدحي له نشوان
يا آل حمزة يا سراة الحي يا / أجواد يا آساد يا فرسان
جلت عن الإحصا فضائلكم فلا / يقوى عليها بالثناء لسان
هيهات منى أن أقوم به فما / كعب أنا كلا ولا حسان
لكنني عبد محب في بني / سبطي رسول الله لي هيمان
عبد هديته على مقداره / وقبولها منكم له إحسان
سمعا لداع في دمشق الشام قد / أخنى عليه زمانه الخوان
في بلدة هي في الحبور لأهلها / نعم نعيم دائم وجان
هي جنة غناء لولا أنها / نار على من لم يجد ودخان
يا ابن النسيب أما من نظرة / لشج كوته بنارها الأشجان
لرحاب جلق ساقه التقدير من / وادي حماة وللقضا أرسان
وحبال حسن الظن قادتني عسى / بعد الظلام لي الصباح يبان
كي ارتقي أوج الكمال والتقي / بجمال حالي من لشأني شانوا
وبمدح آل محمد لي فكرة / وسجية عربية ولسان
ذراية الزهراء من بجنابهم / ينجو الغريق ويهتدي الحيران
هم عمدتي هم عدتي في شدتي / هم باطني والسر والإعلان
أشبال حمزة حسبكم حسب علي / ه لم يقم لوضوحه برهان
أنتم فروع خلاصة الأصل الذي / خضعت إلى عدنانه قحطان
وأنا الهلال ولي المطالع مدحكم / أني يشوب زيادتي نقصان
قد أمرضتني في دمشق مواعد / كان الشفا مني لها النسيان
مالي وللأسي الطبيب إذا أتى / بتكلف ولو أنه لقمان
ما حيلتي ولقد ألم بساحتي / شهر به قد أنزل القرآن
شهر عوائده التعطف والوفا / والبر والمعروف والإحسان
ولأنتم الأولي بها يا سادة / يؤتم في أقوالهم ويدان
لا زلتم من صومه في صحة / تقوى بها الأديان والأبدان
صوم السوى حسن لهم وصيامكم / أرخت فيه قد زها رمضان
وعلى رحيم القلب طه جدكم / صلى وسلم ربنا الرحمن
والآل والأصحاب والاتباع ما / عبد محا أوزاره غفران
أو ما الهلالي راح يشدو قائلا / أنا إن تخلت عني الخلان
رنم على كاس الهنا إذ لاغنا
رنم على كاس الهنا إذ لاغنا / لذوي الصبابة والهيام عن الغنا
وإلى مراح الروح والريحان رح / في جنة للمجتني منها الجنا
مع كل خل لابس خلع الوفا / بالعهد متخذ الخلاعة ديدنا
متغزل بلواحظ الغزلان لا / يعنيه الا بالحسان الاعتنا
بالحور والولدان مفتون له / في حضرة الإطلاق في الباقي الغنا
صب أرق من الصبا لا زال في / روح التصابي يستميل الأغصنا
لاسيما ومسامري ومساهري / رشأ له تعنو الأسود إذا رنا
ساق شمائله الشمول كأنما / لصفا حميانا محياه أنا
يسعى بلطف رشاقة متأود / والخصر من أردانه يشكو الضنا
ملك بأشرف صورة بشرية / للجن والإنس استبان فافتنا
خلق كان الله قد ناداه كن / من رقة ولطافة فتكونا
كتب الجمال على جلالة خده / سبحان من صنع الجمال واتقنا
ما مال بين البان جذع قوامه / إلا ليغزو من ضلوعي المنحنا
من لي به عربي لفظ معرب ال / حركات عن معنى لمن قد امعنا
بني الفؤاد على السكون بوصله / وعلى السكون محقق أصل ابنا
وحياته لم يثنني عن حبه / إلا علا ابن نبينا حسن الثنا
السيد ابن السيد الغازي الذي / عن جده ورث العلوم ومنعنا
شمس الحقيقة في سماء معارف / بالله أكمل من أشار وبينا
مولاي عبد القادر الثاني إذا / ناديتهُ يا غيثنا يا غوثنا
روحي الفداء لنسبة حسنية / ذو العرش انبتها نباتا احسنا
والفرع معتبر به حسن الأصو / ل لأنه منها وأن عنها وانثنى
ماذا أقول بآل بيت نوبة / بمديحهم نطق الكتاب وأعلنا
والله شرفهم وطهرهم بأن / قد اذهب الإرجاس عنهم والعنا
قوم يلذ بخاطري لي مدحهم / وأود أن لو كنت كلي السنا
أمراؤنا الامار بالمعروف والأ / حسان والناهون عن سوء الخنا
في الغرب كانوا للجزائر جيرة / بحماهم الإسلام كان محصنا
واليوم في الشرق ازدهرت بسنائهم / سورية فسمت وطابت مسكنا
من كل من بالمكرمات إذا اكتنى / يدعو أنا ابن جلا وطلاع الثنا
فيهم دمشق جنة الله التي / في الأرض فاخرت الممالك موطنا
بشرى لنا أهل الشئام بمعشر / بجوارهم فزنا بغايات المنا
ببني ابن محي الدين أقمار العلى / المبعدين المحل عنا ان دنا
والكافلين الجار بعد اللَه من / غدر الزمان به ومن جرر الدنا
والمقرنين ببرهم اعذارهم / والمقتنين الشكر أطيب مقتنا
والبازلين على النفيس نفوسهم / والصارفين عن الخسيس الأعينا
درر فرائد كلهم فصغيرهم / اللَه أكبر ما أجل واثمنا
شكرا لسلطان الورى لقيامه / بمقام حق بني بتول نبينا
حيث اجتنى منهم لأجمل رتبة / مولاي محي الدين وضاح السنا
مولى ولكن لم تزل تسمو به / شمس العلاء مكانة وتمكنا
يا فوز رتبة مير ميران بمن / بجمال سؤدده لها قد زينا
ليس الهناء له بهابل ارخوا / لسني رتبته به دام الهنا
ذرية الزهراء يا امناء يا / نعم المنادي باسمهم نعم المنا
أنتم كنوز الحسن والإحسان لا / زلتم لا بريز المحاسن معدنا
ما غيركم للنعمة الأدراح إذ / منكم ثمار الفضل حقا تجتني
لكم النباهة فالدواء بكم لمن / أودى به داء الخمول وأزمنا
إني لحسان الزمان بمدحكم / أنا غرسكم بين الأنام أنا أنا
عندي جوى شوق إليكم بعضه / يذر الفصيح أخا البلاغة الكنا
والاختصار به البلاغة فاقبلوا / عذري فهذا ما بوسعي امكنا
ومع الصلاة سلام مولانا على / من بالمعارج قد سرى حتى دنا
وعلى الكرام الآل والأصحاب ما / ختم الدعا داع واخر امنا
يا لائمي من الملام دعاني
يا لائمي من الملام دعاني / فالحب داعيه إليه دعاني
لا انتهي لا أرعوي من بعد ما / عقل الهوى عقلي وجن جناني
شتان بين شجي الفؤاد وبين خا / ليه وأني يستوي الفتيان
شرفي وعزي للملاح تذللي / وتغزلي بلواجظ الغزلان
وحياتهم ماجنة الدنيا سوى / وجنات تلك الحور والولدان
كلا ولا نعم الصفا بخدورهم / إلا نعيم الروح والريحان
روحي الفداء لهم وإن هم ابرموا / إن لا يشيبوا الحسن بالإحسان
من كل مياس المعاطف خصره / يشكو الظما من ردفه الريان
خصر اللمى حاميه من الحاظه / وقوامه بالسيف والمران
ملك على عرش الجمال كأنه / ملك بدا في المظهر الإنساني
قمرنا هي بالبهاء ولم يكن / بلغ الكمال لستة وثماني
طفل لعوب بالرجال جفونه / تدع الأسود فرائس الغزلان
للَه جوهر جسمه المائي كم / أشكو قساوة قلبه الصواني
لم أنسه إذ زارني ليلا وقد / ضرب الظلام سرادق الكتمان
والحي من رجس الرقيب مطهر / تطهير أهل البيت في القرآن
ودنى تدلى فاندهشت مهابة / وانحل حيلي بعد عقد لساني
ونسيت ما أعددنه لعتابه / شغلا بعالي شأنه عن شأني
ولدى تدليه اعترتني هزة / مع غيبة تركت وجودي فإني
ونظرت في وجناته فأشار لي / هذا جنى جناتها لك داني
وغدا يقول ارفق بلثمك لي ودع / رشف اللمى من در ثغري الحاني
كي لا يرى أثر بخدي أو يش / م شذاي منك فيظهر الأمران
عاتقته فكأنني وكأنه / ألف ولام ثم معتنقان
وكأننا بالضم شخص واحد / ما بيننا غير التعفف ثاني
وكأننا والبسط مد بساطه / نجمان في بحر الدجى غرقان
حق إذا اكتهل الظلام وراعه / وخط المشيب وعنون الفجران
وعلى غدير الغرب رنق نسره / وغرابه قد هم بالطيران
عزم الحبيب على الرحيل مودعا / لكن وداع الروح للجسمان
فطفقت أرجوه المقام إلى غد / طمعا واخدعه بسحر بياني
فأجابني بلطافة أغراك ما / أغراك مني يا أبا اليقظان
وسرى وسار معطرا ببرأة / من ريبة الفحشاء والبهتان
ومضى بقلبي واصطباري تاركا / جسمي رهين الشوق والأشجان
فإليك عني آمري بسلوه / هيهات ذاك ولو هواه سلاني
لا كان لا كان التسلي بالسوى / إلا بمدحة قرة الأعيان
ذاك الذي أوصافه الشادي إذا / غني بها أغنت عن الألحان
المنتمي لمهايني سلالة / ولنسبة وضاحة البرهان
أصل أرانا حسنه فرع كما / حسن الكتاب يرى من العنوان
وسريرة الآباء في أبنائهم / بين الأنام شهيرة السريان
أعظم به بدرا لقد بلغ العلا / بكماله وسما على كيوان
شهم تسنم صهوة المجد الذي / فوق السماك له أجل مكان
أعني الحسين وما سواه في الورى / أعنيه بالحسنى وبالإحسان
كلا ومن يرجى ليوم معطش / إلا سحاب نواله الهتان
المنقذ الداعي له والمغرق ال / عافين من كفيه بالطوفان
والصارم المشهور من غمد العلا / في الشام والحامي حمى الميدان
والصادق الأقوال والموفي بها / والصارع الأعدا ذوي العدوان
ما بين لامنه وقولته نعم / سر القضاء المبرم الرباني
ذو همة هام الثريا دونها / فعلوها فيه من الإيمان
من معشر بيض الوجوه كأنهم / سود الغمام إذا التقي الجمعان
الكاظمين الغيظ والعافين عن / من جاء معتذراً وكان الجاني
قوم اعيذ سناهم المشهور من / ما يحذرون بسورة الرحمن
من كل أنفس بالوقار موشح / عف المأزر طيب الأردان
ومهذب شيما مذل ماله / كرما عزيز الحي والجبران
سمح به افتخر الزمان ولم يزل / بجميله يتجمل الملوان
بادي الندى والفضل صيت صيته / ملاء الملا بصوادح الإعلان
سل عاشقيه على السماع وقد يكو / ن العشق قبل العين في الآذان
يا قبله المعروف والأمن الذي / جحت لكعبته أولو العرفان
سمعا لمن لم يحص مدحك بل أتي / بالعذر عما ليس في الإمكان
هيهات ان اعلو على الأفلاك لو / إني أصيد نجومها بباني
من لي بما هو فوق وسعى فاقتنع / برويه منى وبالأوزان
بقصيدة حموية لحماك قد / قصدت لتحظى منك بالرضوان
لا زال بيت عظيم مجدك ساميا / فوق السماك مشيد الأركان
وبقيت شمسا في سماء سعادة / بك تستنير كواكب الإخوان
وصلاة ربي باتصال سلامه / تهدى لسر مظاهر الأكوان
والآل والأصحاب والاتباع ما / صبح أنار وأشرق القمران
عبد الحميد أميرنا قد نجا من
عبد الحميد أميرنا قد نجا من / احسانه للملك بالتحسين
حيث اجتبى من تونس صدر أخوى / تقوى جنان ضاء فوق جبين
مذعن معاليه الصدارة أعييت / بنيت قواعدها على التمكين
ولصيته صوت به الدنيا زهت / من غربها حتى بلاد الصين
حتى منادي العدل والانصاف / بتاريخ نادي الصدر خير الدين
زهت المشارق والمغارب مذبدا
زهت المشارق والمغارب مذبدا / للكون بدر كامل التكوين
وتباهت الدنيا سرورا واكتست / حلل ابتهاج ملابس التزيين
لا سيما ومواسم الأفراح قد / حانت مغانمها بابرك حين
لظهور أشرف كوكب بسماء سا / طنة ملوكانية التمكين
قمر بطلعته الممالك أشرقت / والأرض قالت للسما هنيني
جل الذي قد صاغه من جوهر / محض بعقد لا يسام ثمين
نور مبين خالص فكأنه / لامن صفا ماء ولا من طين
ودت لمولده تكون من القوا / بل أحسن الحور الحسان العين
ملك كريم جاء من ملك على / أمنا جيوش المؤمنين أمين
مولود خادم حرمة الحرمين من / أم القرى والمهبط الجبريني
خير الملوك حماية لمن احتمى / منه بحصن بالأمان حصين
عبد الحميد عميد أعظم دولة / بنيت على التوطيد والتوطين
يا حافظ احفظه وابد ملكه / بقوي حرز من قواك منين
وجنوده اللهم جندهم من الأ / ملاك في آلاف ألف مئين
واعنهم بالنصر منك على العدا / إذ أنت يا اللَه خير معين
واحرس وأيد ظل أرضك واجزه / بقريب فتح من هداك مبين
وادم مراحم عدله الماحي دجى / ظلم المظالم في منار يقين
شمس جلا الخلاق منة فرقدا / زان العلا بالحسن والتحسين
من آل عثمان الأولى بوليدهم / تزهو الدنا حتى أقاصي الصين
الوارثين الأرض ميراثا به / نطق الكتاب بمحكم التبيين
بشرى لنا إذ من خلاصة سرهم / أرخ أضا للملك نور الدين
بحياتكم قسمي فكيف أمين
بحياتكم قسمي فكيف أمين / ما دمت حيا والحبيب أمين
يا من أصييت جمالكم وجميلكم / في الكون صوت صاح منه أذين
ولاذن قبل العين تعشق حسبما / منها طريق للقلوب مبين
لي عندكم روح بكم مرتاحة / ولكم كان في الفؤاد مكين
لا تحرقوا قلبا به من حسنكم / قد حلت الحور الحسان العين
عوذت بارحمن صبح وجوهكم / من كل شيطان يرى ويشين
أنتم ظباء في دمشق ويالها / من بلدة هي للأسود عرين
بلد الكماة كنانة بهامها / يرمي الإله عداته ويهين
هي جنة اللَه التي في الأرض قد / رقت بها الدنيا وقر الدين
أرض صفا التسنيم كوثر ملئها / والمسك ترب والزباد الطين
ازهارها زهر زهت ولنهرها / نهر المجرة في السماء قرين
كم صح مضنى في عليل نسميها / وبانس ربوتهها صحا محزون
بلد أمين لا يزال بربعها / للحرمة التوطيد والتوطين
تاللَه ما بالتين أقسم ربنا / إلا ومنها التين والزيتون
واها الأيام بها سلفت ولي / كاسي جليس والنديم خدين
والسعد بالحظ العظيم مساعد / والدهر سمح والشباب متين
إذ ملثمي الحصبا وفي ميدانها / سعي ومرأى ناظري قيسون
فارقتها حيث الزمان قضى بذا / إن الزمان بذى الوفا لخؤون
ما كان لي ظن بهذا إنما / لاولي النباهة قد تخيب ظنون
حسبي الرجاء بأن أعود عسى عسى / ما كان من صفو الشؤن يكون
وأشيم في الشام الشريفة كوكبا / إن قسته بالشمس فهي الدون
مجلى جمال مشرق بسمائه / قمر له الصبح المنير جبين
فهو المسمى بالأمين وحبذا / مولى على كنز الوقار أمين
الطيب ابن الطيبين وكيف لا / وأبوه وضاح السنا ياسين
وابن النجيب على أبيه بالنجا / بة فائق وابن الهجين هجين
روحى الفداء لنسبة ترزية / بالحسن زان طرازها التحسين
دار السلام دمشق حيث أمينها / أبداً مليك الحسن لا المأمون
خبر الكرام الكانبين ومن له / خط بوافر حظه مقرون
إن شاء إنشاء فما هاروت إذ / سحر اللبيب النطق والتدوين
أقلامه ما جرها الأجرت / فوق الصحيفة كاف كن والنون
بأنامل من مزنها يهمي الندا / أبداً وتنبع للحياة عيون
منن بلا من ولكن كم لها / مثلى رهين إشارة ممنون
لا زال محفوظ المعالي حوله / حصن من اللَه الحفيظ حصين
وأدامه وشقيقه رب الورى / لأبيهما بهما له التمكين
ما بدء فاتحة ببسملة جرى / وأتم حسن ختامها تاءمين
شكرا لوالينا على الإحسان
شكرا لوالينا على الإحسان / أمضى وزير اصفي الشان
هو في سماء سنا الوزارة كوكب / ضاءت دمشق به على البلدان
هو أحمد المدعو حمدي حبذا / ذات بمعناها تسامى أسمان
وآل على كل الولاة مقدم / تقديم بسم اللَه في القرآن
أعظم به من حاكم قد أحكمت / سورية منه بسور أمان
خلق أرق من الصبا خلقا له / قلب غدا من رحمة الرحمن
بالحق لم تأخذه لومة لائم / كلا ولا يثنيه عنه ثاني
ذو همة فوق السماك لقد علت / فعلوها حقا من الأيمان
لطف وأنس روض حسنهما امرء / دين ودنيا فيه مجتمعان
عين العدالة شمسها الماحي دجى / ظلم المظالم ما حق البهتان
ندب تسربل بالصيانة والتقى / عف المأزر طاهر الأردان
للَه فاروقي حزم أدبرت / منه وفرت عصبة الشيطان
وافى دمشق وجد في تجديدها / منها وهي وهوى من الأركان
هي جنة لم تقضه شكراً ولو / سجدت لمولانا على النيران
هذا هوالفضل العظيم وهكذا ال / وزراء للخلفا بني عثمان
قل ما تشاء به فأنت مصدق / فالصبح لم يحتج إلى برهان
كيف انشاء على وزير كل عن / حصر الثناء عليه كل لسان
عنا جزاه اللَه ما هو أهله / وأدام دولته مدى الأزمان
فلقد حبا الحسناء من إحسانه / عقدا واهدى الدر للتيجان
ولمجلس البلدية الزاهي اجتبى / إنسان عين أفضل الأعيان
لم لم يكن في الشام أول مجلس / وأبو السعود به الرئيس الثاني
فرع الحسيب المنتمي أصلا إلى / طه النبي السيد العدنان
الطيب الزاكي النجار فكيف لا / ومن المغارس لفحمة الأفنان
من آل بيت هم أولو الشرف الذي / لا زال حتى آخر الدوران
من معشر سيماهم بالوجه من / أثر السجد لحضرة الديان
قوم بهم بيت النبوة دوحة / غناء ذات الروح والريحان
نجب روى عنهم لنا منهم شذا / عرف الندا واللطف والعرفان
لهم الفخار بكونهم ذرية ال / زهراء بضعة أفخر الأكوان
شرف ومجد دون عرش علاهما / للنيرات تصاعد وتداني
قربى بها انحصر السؤال مودة / وكفى بذلك شاهد فرقاني
روحي الفداء لعترة نبوية / فرض علي بحبهم هيماني
أشبال قالع باب خيبر حيدر / مردي الجموع الشوس من غطفان
آل الشهيدين الذين عليهما / حتى السماء بكت نجيعا قاني
اسفا على ريحانة في الأرض من / دمه الشريف تخلق الشفقان
تبت يدا المحتز ملثم مرسل / للعالمين يا قوم الأديان
لعن الآله القاتلين لسيد / قتل الحصور وقتله سيان
ذنب لديه الكفر ذنب أصغر / لم يجنه بعد ابن ملجم جاني
بأبي وبي ابناء بنت محمد / أمناء سر اللَه في السريان
من ذا تعجبت الملائك حينما / قالوا أتجعل والسؤال بياني
الأوصياء الأتقياء ذوو الصفا / والاصطفا في روضة الرضوان
أرحام ذي القلب الرحيم الطاهرو / ن الأطهرون بموجب التبيان
من كل مستكف عن التعريف في / مجلى جمال جبينه النواراني
ووجيه وجه مسفر عن طلعة / ملكية في صورة الإنسان
ومورث عن صون غيرة جده / عز الحمى والأهل والجيران
بوجوده الزاهي البهي وجوده / جلى الآله الحسن بالإحسان
تبدي أسرته سريرته وما / في الكتب قد يبدو من العنوان
فاق السراة بهمة علوية / فوق السماك لها أجل مكان
وسيادة وسعادة نجما هما / متجانسان وفيه مقترنان
حتى السعود ابت سواه لها أبا / ليكون حسن نجارها الحسنان
غيث المراحم والمكارم والوفا / بالعهد غوث المستغيث العاني
مصباح مشكاة الكمال الكوكب ال / دري ريحان الصفا الروحاني
أغضى الورى عينا واسمحهم يداً / واحنهم قلباً على اللهفان
نائي الفعال عن الرياء فكلها / محض نفايس لا هوى نفساني
نعم النعيم لمنعم متحدث / أبدا بنعمة ريه المنان
جذبت محبته القلوب ومن له ال / مولى أحب أحبه الثقلان
والعاملون لمثل ذا فليعملوا / إذ بالسباق تفاضل الفرسان
يا بحر فيض فضائل كم مغرق / ببديع وصفك في بيان معاني
بحياة جدك سيدي عذراً فما / أنا مثل حسان ولا سحبان
علما بأني قاصر بالمدح عن / لمسي السموات العلى ببناني
من لي بأن أحصي الثناء عليك إذ / أحصاءه ما ليس بالإمكان
وافت حماك خريدة حموية / بمديحك استعلت على كيوان
فعسى بإقبال القبول تسومها / لتقول كفؤي ابن الرمول كفاني
غراه مهديها الهلالي الذي / قد غار منه بمدحك القمران
لا زال في الآفاق ذكرك مونسا / تحدو الحداة به مع الركبان
ودمشق لا برحت بظلك جنة / منها قطوف ثمار فضلك داني
وبقيت في ديوانها البلدي يا / أبهى البرية بهجة الديوان
حيث الوزير أغاثه بأبي السعو / د وبالسعيد السيد الكيلاني
ديوان أحكام وأحكام غدا / بابن الحسيب له علو الشأن
وزهى وعيد النحر وافى فالورى / منه ومنك لهم دعا عيدان
يا حبذا إشراق تاريخ به / للمجلس البشرى وعبد تهان
بادر أخي لتحفة الإخوان
بادر أخي لتحفة الإخوان / متنعما في صحة الأبدان
هي من تصانيف الذي شهدت له / في عصره الحكماء بالعرفان
للَه أفلاطون وقت فاق في / تدبير حكمته على اليونان
أعني بداود ابن عين بني أبي / شعر سليمان أبي النعمان
سبق الأوائل تحفة عن وصفها / قصرت ذوو الإفهام والأذهان
تمت وقد عمت منافعها الورى / فالنفع للقاضي بها والداني
فنظام علم الطب أرخ زانه / تاليف داود الحكيم الثاني
لا ديب نظمي قرة الأعيان
لا ديب نظمي قرة الأعيان / بشرى بطيب مسرة وتهاني
فطن براه اللَه من لطف ومن / ظرف ومن حسن ومن احسان
وكساه حلة رقة من بعدما / حلاه بالمعروف والعرفان
خاني نطق مسكر أقداحه ال / ألفاظ مفعمة بخمر معاني
مشكاة عقل مسفر مصباحه / عن صبح فضل واضح الرهان
في الشام سحر بيانه فتن النهى / وصباله في بابل الملكان
لسن ترائي في سماء فصاحة / وبلاغة فسما على سحبان
لذكائه تعنو ذكاء فما الهلا / لي ما مطالعه وما الكيواني
سبحان مولاه الذي أولاه ما / هو من سناه يخجل القمران
هو نجله السامي المسمى أحمدا / نعم البديع وحبذا الاسمان
طفل ولكن بائع في مهده / رتب السعادة في أجل مكان
ودت دراري الزهر لو كانت له / عوض التمايم أو عقود جمان
ولد إليه سر والده سرى / سريان روح الروح في الريحان
أحسن به فرعا زكي الصل كال / دينار محتده من العقيان
من شر حاسده برب الناس قد / عوذت انس جماله الإنساني
لا زال محفوظا من الأسواء مل / حوظا بعين عناية الرحمان
وأدامه لأبيه خانقه الذي / سواه خير ابن بديع الشان
حتى يراه أبا وجدا رافلا / من بره في حلة الرضوان
للَه مولده بشهر عامه / عم الهنا القاصي به والداني
وبطالع الأفراح لاح مؤرخا / إقبال بدر في ربيع الثاني
شهر ليوم عاشر منه صفا / كأس الصفا لذوي الوفافي الحان
عوذت فرقد فرقه النوراني
عوذت فرقد فرقه النوراني / بجمال خالقه وبالفرقان
بدر له تعنو البدور إذا بدا / من هالة الأطواق فوق البان
درر ثناياه الحسان وحبذا / في فيه عقد صين في المرجان
الحاظه سود يصان على الورى / بصوارم بيض من الأجفان
للفتك قد خلقت فاضحت فتنة / تدع الأسود فرايس الغزلان
روحي الفداء لواحد بجماله / بين البرية ماله من ثاني
حلو الشمائل في الغلائل يتثني / تيها بجر الذيل ولاردان
ماذا عليه وهو أحسن جيد / لو منه زن الحسن بالإحسان
إلى غضيض الطرف أغبد مذرمى / قلبي بأسهم طرقه الوسنان
ناديت يا مولاي جد لي بالوفا / وارحم فأنت العبد للرحمان
بشرى لقوتلي أصل بالبقا
بشرى لقوتلي أصل بالبقا / دار له ولنعم دار المتقين
أكرم به من مخلص حتى غدا / عبد الغني مع العباد المخلصين
ربي جزاه زيادة الحسني على / إحسانه وكذاك نجزي المحسنين
وثابه أجرا عن الأعمال مذ / أرخت هذا نعم أجر العاملين
لمحمد كنجو ابن طيفور دعا
لمحمد كنجو ابن طيفور دعا / داعي الوفا والعفو والغفران
واللَه أولى بالتجاوز والرضى / عن شهم بيت طيب الأركان
وعزيز قوم حين مدنه نقضت / حاز المراحم في ربيع الثاني
عبد لقد أولاه في تاريخه / مولاه حسن الفضل والإحسان
لبست دمشق حدادها حزنا على
لبست دمشق حدادها حزنا على / عظيمها الباشا علي الشان
نعم المسير إلى لقاء اللَه من / دنيا عليها كل شيء فاني
هذا سماء المجد منه قد هوى / للترب كوكب بهجة الأعيان
بشرى له من مؤمن بوفاته / حسن الختام له على الإيمان
حتى إلى دار القرار مؤرخا / ناداه طبب الفوز بالرضوان
كن لينا بين الورى متواضعا
كن لينا بين الورى متواضعا / ترفع وتحمد في جميع الألسن
فانظر إلى الأكحال وهي حجارة / لانت فصار مقرها في الأعين
بشرى لحوران التي قد جادها
بشرى لحوران التي قد جادها / حسن النجاح وعمها الإحسان
إذ في سلالة بدر خان باشا غدت / منها تنير عدالة وأمان
فلها به حق الهناء وكيف لا / وبه عليها أنعم السلطان
متصرف ذو همة اضحى لها / فوق الثريا منزل ومكان
شرفت به المتصرفية حينما / أمسى به الشرف الرفيع يزان
وبها له العلياء ضاء مؤرخا / بدر ببهجته ازدهت حوران
يا مرقد الساطي السعيد محمد
يا مرقد الساطي السعيد محمد / جادتك سحب مراحم الرحمن
آويت جراحا ظبيبا طالما / للبيت حج وطاف في الأركان
بشرى له من مؤمن سبقت له / من ربه الحسنى مع الإحسان
حتى قضى وبشهر شوال مضى / أرخت حاز الختم في الإيمان
يا مرقد الاغا الججكلي مصطفى
يا مرقد الاغا الججكلي مصطفى / لا زلت مهبط رحمة الرحمن
بشراك إذ فيك انطوى كنز الوفا / والصدق والمعروف والإحسان
شهم قضا لما أتاه داعيا / حسن الختام له على الإيمان
ومضى ويوم وفاته تاريخه / وافى لنصف من ربيع الثاني
هذا ضريح ضم خير سمبة
هذا ضريح ضم خير سمبة / لخديجة زوج النبي العدناني
وأنا الحقير ابن الهلال محمد / لرثاء والدتي المنون دعاني
بأبي لقد لحقت فقلت مؤرخا / طاب البقا حيث التقى الزوجان
تاللَه ما بلغ العلى ديواني
تاللَه ما بلغ العلى ديواني / إلا بمدح خلاصة الأكوان
كلا ولا بالضبط نوره سوى / أنظار عبد القادر النبهاني
علامة المعقول والمنقول عن / أقوى دليل واضح البرهان
سلب الرقاد بطرفه الوسنان
سلب الرقاد بطرفه الوسنان / وغزا الفؤاد بمرهف وسنان
رشا يغار الظبي منه إذا رنا / وإذا انثنى أذرى بغصن البان
جذلان بعطفه الدلال فينثني / مترنحا كالشارب النشوان
يا آل ودي من مجيري بالهوى / من جور هذا الفاتك الفتان
متيقظ للفتك ناعس طرفه / من منصفي من ناعس يقظان
حكم الغرام علي أن أقضى أسا / في حبه وقضا الهوى بهواني
قد كنت انكر قبل معرفة الهوى / أن المنون بفترة الأجفان
لام العزول في هواه فمذ بدا / خروا لهيبته على الأذقان
يا معرضاً عني بغير جناية / ومعذبي بالصد والهجران
قسما بفترة طرفك الساجي الذي / عن سحره قد حدث الملكان
وبثغرك الألمى السني وما حوى / يا قوته من لؤلؤ وجمان
إني على عهدي بحبك واثق / ما غرني الواشي ولا أغراني
كلا ولا جنح السلو بخاطري / يوما ولا ملك العزول عناني
ولقد كتمت الحب حتى خانني / دمعي الهتون وباح بالكتماني
أخفيت منشور الغرام بمهجتي / طيا فكان الدمع كالعنوان
فاعطف على عان يبيت مسهدا / أفلا يعان على هواك العاني
فرثى وانعم بالمزار تعطفا / لما رأى ذلي ودمعي القاني
وسرى كبدر التم في غسق الدجا / متنكرا في غفله الغيران
عانقته والطرف بنظم دمعه / في جيده كقلائد العقيان
بتنا وثالثنا العفاف وبيننا / لمع القريض وخمرة الأدنان
أحيا فؤادي بالتداني عندما / حيا بكأس الراح والريحان
ما زال يسقيني ويشرب تارة / حتى ظننت الدهر من أعواني
متخيلا حيث الحبيب منادمي / إني مليك من بني عثمان
يا ليت شعري هل يعودوا مثلما / كنا وكانوا بالحما جيراني
أفدي الأولى رحلوا وفوق رحالهم / أقمار حسن بالجمال غواني
حثوا المطي على السرى واستبدلوا / عوض الخدور هوادج الأظعان
تثني على هوج القلاص قدودهم / فكأنها الأغصان بالكثبات
نزلوا بمستن الأراك فآنسوا / بنزولهن معالما ومغاني
كيف السبيل إلى المزار ودونهم / خرط القتاد ولات حين تداني
ولدى حماهم كل قرن باسل / متسربل بتموج الغدران
فكأنما فوق الدلاص قناته / صل يؤم اليم كالظمآن
ولقد سريت مع الدجا بمطهم / سباق غايات بيوم رهان
ألقى الظلام عليه ذيل ردائه / فبدا بصبح جبينه نجمان
فهد يسابقه النعام فينثني / عن شأوه بالعدو والطيران
والزهر تبسم والظلام معبس / والبرق يهدي الركب باللمعان
وكان أفراد النجوم خواتم / درية تزهو بغير بنان
وبدا سهيل بالنجيع مضرجا / يحكي فؤاد الصب بالخفقات
وبنات نعش قد رفعن فبا الدخا / بصوالج صيغت من المرجان
وكذا السهى يطغو ويرسب تارة / في لجة الظلماء كالغرتان
حتى بدت عند الصباح قبيلهم / بين اللوى والسفح من نعمان
هو مسرح الآرام والشعب الذي / تخشى الأسود به من الغزلان
وقف المطي بنا على جرعائه / فسقيتها بالدمع من أجفاني
وجرى بذاك السفح سفح مدامعي / متهدلا كالعارض الهتان
وعلى يمين الحي من وادي الغضا / ورقاء تهتف في ذرى الأفنان
لم أدر من طرب غدا تغريدها / بين الخمائل أم من الأشجان
ناديتها والقلب يسعره الجوى / أين الخلي من الشجي الولهان
هل تندبين لفقد ألف نازح / أم تطربين إلى هديل داني
لو كنت مثلي كان دمعك جاريا / شتان شأنك بالغرام وشاني
فارعي هنيئا بالرياض وغردي / فوق الغصون بأعذب الألحان
قد كان لي يا ذي الحمامة بالحمى / ألف الفت بحبه أحزاني
لما رأى كلفي تنأى قسوة / وسلا فؤادي باللظا وقلاني
قد كنت ممتثلا لطاعة أمره / دون الورى وأراه في عصياني
تبا له من خادع متملق / متخلق بالزور والبهتان
وربيبة بكرت تلوم على السرى / سحراً وعن طلب العلا تلحاني
قد انبئتني بالمآل فاغربت / فكأنما أخذت عن الكهان
هل أنت عالمة بأحكام القضا / فيما يقدره على الإنسان
أم ترصدي الأفلاك في تأثيرها / أم عندك علم من الحدثان
قالت جهلت وما عهدتك جاهلا / أن النباهة والغنا ضدان
فأرح فؤادك من معانات العنا / فإلى م هذا الجد بالحرمان
ودع التصابي فالمشيب لقد بدا / أن الغواني رحن عنك غواني
غبر الشباب أصبوة بعد الجلا / قد حيل بين المير والنزوان
فأجبتها يا وعد هل من صبوة / من بعد خمسين خلت وثمان
صبح المشيب لقد محا ليل الصبا / فتخالقا بتلون الملوان
ببدء الهلال منكسا حتى إذا / بلغ الكمال يؤول للنقصان
وإذا الفتى عدم الشبيبة والغنا / فحياته ومماته سيان
والمرء ظل لا محالة زائل / بل كل من فوق البسيطة فإني
أين الأولى سادوا وشادوا بالبنا / أم أين كسرى صاحب الإيوان
ولقد ألقت الاغتراب لغاية / ثقلت فاحجم دونها الثقلان
مستئنسا بالانفراد كأنني / معنى يجول فكرة البلدان
ولرب أقوام وطئت ديارهم / فنسيت من أحسانهم أوطاني
قالت فحب المرء للأوطان قد / جاء الحديث به من الإيمان
أو ليس جلق جنة الدنيا التي / قد زخرفت بالحور والولدان
فأجبتها حفت لنا بمكاره / قد جاء في هذا حديث ثاني
إن ضاع عرف نسميها بين الربا / فالعرف ضاع بها من الإحسان
فسد الزمان فساد فيه عصابة / ظهرت به بالإثم والعدوان
أترى تعامى الدهر عن أهل الحجا / أم تاهت الأفلاك بالدوران
ذهب الوفاء مع الكرام وربما / كان الحديث به من الهذيان
ولقد بلوت بني الزمان فلم أجد / حرا يقيني من صروف زماني
إلا الأعز الألمعي المنتمي / غوث النزيل وملجأ اللهفان
السيد المحمود والمولى الذي / تليت محامده بكل لسان
علامة العلماء فاضل عصره / بحر النوال ومعدن العرفان
شهم فضائله تلوح على العلى / كالشمس مشرقة على الأكوان
غرر من التأليف في تفسيره / جائت مفصلة على الاتقان
من آل حمزة من تساموا سؤددا / حيث الفخار مشيد الأركان
آل النبي ومنتهى الشرف الذي / قد حازه المبعوث من عدنان
بيض الوجوه أكفهم مبسوطة / لاولي النها بالسر والإعلان
يا خير من زار الثناء ربوعه / وسرت مدايحه مع الركبان
إني رأيت المدح فيك مقصراً / فأتيت فيه بقية العجلان
فاقنع بألفاظ القريض ووزنه / إن الهموم ثقيلة الأوزان
واسلم ودم ما هبت الأرواح من / تلقاء كاظمة مدى الأزمان

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025