القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ مَعصُوم المَدَني الكل
المجموع : 10
يا بارِقاً صَدَع الدُجى لمعانُهُ
يا بارِقاً صَدَع الدُجى لمعانُهُ / وَسَرى يهلُّ على الحِمى هتّانُهُ
باللَه إن يمَّمت منزلَنا الَّذي / بانَت وَما بانَ الهوى سُكّانهُ
بلِّغ تحيَّتيَ العَفيفَ أَخا العُلى / أَصفى الأَخلّاءِ المعظَّم شانُهُ
واِشرح له شَوقي إليه وصِف له / وَجدي الَّذي يَقضي به وجدانُهُ
واِحذر عليه أَن تبثَّ جميعَ ما / قاسيتُه كيلا يَذوبَ جَنانُهُ
وأَجبه عمّا قد حَواه كتابُه / من عِقد نظمٍ فصِّلت عِقيانُهُ
لا يحسَبَن أَنّي سَلوتُ جنابَه / هَيهات عزَّ أَخا الأَسى سلوانُهُ
لَم أَنس أنساً كان لي بِلقائِه / طابَت معاهدُه وطاب زمانُهُ
أَيّامَ روضُ العيش يشرق نَورُه / وَتميسُ من طربٍ به أَغصانهُ
يا أَيُّها الشَهمُ الَّذي أَثنى على / فتكاته يومَ الطِعان سنانُهُ
أَهديتَ من غررِ المَعاني مُعجزاً / بهرَ العقولَ بديعُه وبيانُهُ
لِلَّه درُّك ناطقاً يَقضي على / حُرِّ الكَلام بما يَشاءُ لسانُهُ
ومحبِّراً وشيَ القَريض إذا اِمتطى / متنَ البراعَة للبَيانِ بَنانُهُ
ومبرّزاً إِن رام سَبقاً أَقصَرت / عن أَن تحاولَ شأوَه أَقرانُهُ
قَسَماً بأَيمان الفتوَّة والوَفا / وَقَديم عَهدٍ أسِّست أَركانُهُ
إِنَّ الوداد كما عهِدت وإنَّما / هَذا الزَمانُ تلوَّنت أَلوانُهُ
والعذرُ في تركي دعاءَك مسرعاً / عذرٌ وحقِّك واضحٌ برهانُهُ
لكن عَسى قد آن إِبّانُ اللِقا / والشيء يُقبِلُ إِن أَتى إِبّانُهُ
فيلين من دَهري بذلك ما قسا / وَيَعودَ بعد إِساءَةٍ إِحسانُهُ
تُبدي السلوَّ وأَنتَ مُرتهَنُ
تُبدي السلوَّ وأَنتَ مُرتهَنُ / وَخفيُّ سرِّك في الهَوى علنُ
هَذي شهودُ الحبِّ ناطقة / لا الروحُ تُكذبُها ولا البَدنُ
إِن رمتَ تكتمُ ما تكابدُه / بعدَ النَوى فلرأيكَ الغَبَنُ
ما زالَ يُجهدُك الغَرامُ أَسىً / حتّى جَفا أَجفانَكَ الوسنُ
في كُلِّ حين للفؤادِ شجىً / يُوهي العزاءَ وَللهَوى شجنُ
أَنّى لِقَلبكَ أَن يُقالَ صحا / وَثَنى جُموحَ ضَلالِهِ الرَسَنُ
قَد كانَ أَولاكَ النصوحُ هُدىً / لَو أَنَّه في النُصح مؤتَمَنُ
لكن تَعامى عن نصيحتِه / منك الفؤادُ وَصُمَّت الأذنُ
وغدوتَ تخطرُ في بُلهنيَةٍ / من صفوِ عيشكَ والهَوى فِتَنُ
يُصيبكَ كُلُّ مهفهفٍ نَضِرٍ / من قَدِّه يَتَعلَّمُ الغُصنُ
فتنَ القلوبَ بحسن طلعتِه / فَكأَنَّهُ في حُسنه وثنُ
وأَراكَ من باهي محاسِنِه / مِنحاً ولكن دونَها مِحَنُ
أَمّا الغَرامُ فقد مُنيتَ به / فَعلامَ يرهنُ عزمَك الوَهنُ
قَد طالَ مُكثُكَ حيث لا وَطَرٌ / يَصفو به عَيشٌ ولا وَطَنُ
وأَضرَّ قَلبكَ طولُ مُغتَرَبٍ / لا مَسكَنٌ يَدنو ولا سَكَنُ
فإلامَ تَرضى لا رَضيتَ بأَن / يُنمى إِليك العجزُ والجُبُنُ
أَحلا لِنفسِكَ أَن يُقالَ لَها / هَذا عليٌّ حَطَّه الزَمَنُ
حصل الجَهولُ على مآربه / وَمَضى بغير طِلابِه القَمنُ
حتّى مَتى قولٌ ولا عَمَلٌ / وإلى مَتى قصدٌ ولا سَنَنٌ
ما شانَ شأنَك قطُّ منتقِصٌ / أَنتَ العليُّ وذكركَ الحَسَنُ
فاِقطَع برحلكَ حيث لا عَتَبٌ / واِربأ بعرضِكَ حيث لا دَرَنُ
واِفخر بسَبقكَ لا بِسَبق أَبٍ / فخراً فأَنتَ السابق الأرِنُ
إِن يبلَ ثوبُك فالنُهى جنَنٌ / أَو تودَ خَيلُك فالعُلى حُصُرُ
لا تَبتَئِس لملمَّة عرضَت / لا فرحة تَبقى ولا حَزَنُ
لَولا اِزديارُكِ في الكَرى وَهنا
لَولا اِزديارُكِ في الكَرى وَهنا / كانَ السهادُ لطرفِه أَهنا
أَلَطيفُ كانَ أَرقَّ منك له / لَولا الصَباحُ لزارَه مَثنى
إِن تمنعي يَقظى زيارتَه / فَلَقَد أَبحتِ وصالَه وَسنى
يا ظبيةً بالسَفح راتعةً / تَشتو الغضا وتربَّعُ الحزَنا
إن ينأَ حيُّك فالهَوى أمَمٌ / أَو تَقصَ دارُك فالحَشى مَغنى
ما كُنتُ أَحسبُ قبل فُرقتنا / أن سوفَ تغلقُ مُهجَتي رَهنا
وَلَقَد سأَلتُ عَريفَ ركبِهمُ / عنها فقال ترحَّلت مَعنا
لِلَّه مسكنُها على إِضمٍ / لَو دامَ لي وَلهاً به السُكنى
إِذ كانَ رَوضُ صَبابَتي نَضِراً / غضّاً وغصنُ شَبيبَتي لُدنا
أَيّامَ تُسعدني بزورتِها / سُعدى وَكُلُّ لُبانتي لُبنى
لَم أَنسَها وَالبينُ يُزعجها / تُبدي العزاءَ وتكتم الحُزنا
حتّى إِذا جدَّ الرَحيلُ بها / بلَّت سجالُ دموعِها الرُدنا
واهاً لَها من غادةٍ سكنت / منّي الحشى إِذ حاولت ظَعنا
قد بعتُها روحي بلا ثَمَنٍ / لا أَشتَكي في صفقتي غَبنا
غَرّاء يَحكي الصبحُ غرَّتها / لكنَّ صبحَ جبينها أَسنى
تَربو على أَترابها حَفَراً / وَتَفوقُ غرَّ لِداتها حُسنا
نشرت ذوائبَها عَلى قَمَرٍ / وَثَنَت على حِقفِ النَقا غُصنا
لِلَّه أَيُّ محاسنٍ جُليت / لَو كانَ يَشفعُ حسنَها حُسنى
وَمؤنِّبٍ فيها يُزخرفُ لي / نُصحاً وَلَيسَ لنُصحه مَعنى
ما ضرَّه همّي ولا وَصَبي / قَلبي الكَئيبُ وجسمي المُضنى
هَيهات يُسلي العذلُ لي كَلَفاً / ويطرِّقُ التأنيبُ لي أذنا
ذهبت فنونُ مسرَّتي فتنوَّعت
ذهبت فنونُ مسرَّتي فتنوَّعت / في القَلب من وَجدٍ فنونُ شجونِ
يا من بُكاه لفقد فنٍّ واحدٍ / إنّي اِمرؤ أَبكي لفقد فنونِ
قِف بالعُذيب وحيِّ حيَّ قطينِه
قِف بالعُذيب وحيِّ حيَّ قطينِه / واِستسق عَينَك في مراتع عينِهِ
واِحذر هنالكَ من ظِباءِ كناسِه / إِن كنتَ لا تخشى أسودَ عَرينِهِ
وإِن اِدَّعيتَ خلوَّ قلبك في الهَوى / فمن اِبتَلاهُ بوجدِه وحنينِهِ
هَيهات لا يُغني الحذارُ إذا بَدَت / تلك الدُمى بين الحِمى وحجونِهِ
ومحجَّبٍ إِن لاح تحت ردائِه / أَبصرتَ بدرَ التمِّ فوق جَبينِهِ
ما هزَّ ذابلَ قدِّه إلّا غدت / شغفاً تسيل عليه نفسُ طعينِهِ
لا يخدعنَّكَ منه لينُ قوامه / هَذا الَّذي صَدَع القُلوبَ بلينِهِ
قد أَخجل المرّانَ حالي قدِّهِ / وَالبيضَ في الأَجفان سود جفونِهِ
لَولا تلوّنُ ودِّه ما كانَ لي / طَرفٌ يَحار الدَمعُ في تَلوينِهِ
عابَ الكواشحُ مَينَه في وعده / هبهُ يَمينُ أَلَستُ ملكَ يمينهِ
ما هيَّمت قَلبي فنونُ هيامه / حتّى رأى في الحسن حسنَ فنونِهِ
وَكتمتُ عَن نَفسي حَديثَ غرامه / حذراً عليه ولَم أفُه بمصونِهِ
فالقَلبُ لا يَدري بعلَّة وجده / وَالعَقلُ يَجهَلُ من قَضى بجنونِهِ
وَمؤنِّبٍ لي في البكاءِ كأَنَّني / أَبكي إذا جدَّ الأَسى بعيونِهِ
ظنَّ الهَوى سهلَ المرام وما درى / أنَّ المنى في الحُبِّ دون منونِهِ
ماذا عليه وما شجاه ولوعُهُ / إِن باتَ قَلبي مولَعاً بشجونِهِ
زعم النصيحةَ حين أَرشَدني إلى / ترك الهوى من جدِّه ومُجونِهِ
كلّا وعيشِك لو أَراد نصيحتي / لَم يَرضَ لي أَني أَعيشُ بدونِهِ
لِلَّه مدرسةٌ علا بنيانُها
لِلَّه مدرسةٌ علا بنيانُها / وَسَما على فَرق السماء مكانُها
قد شادها ملكُ المُلوك بهمَّةٍ / عَليا فأَصبح في علوٍّ شانُها
سلطانُ شاهِ حسينٍ الملك الَّذي / طابَت به الدُنيا وطاب زَمانُها
فغدت تنافسها السَماوات العُلى / إِذ زاحمت أَفلاكها أَركانُها
آوى بها كلَّ العلوم فأَصبحت / وَطناً لها إذ أَقفرت أَوطانُها
فَلِذا أَتى تاريخُ عامِ تمامها / مغنى هدىً فحوى الهدى بنيانُها
لا زالَ بانيها المَليكُ مؤيَّداً / باللَه ما أَحيا العلومَ بيانُها
وعليٌّ بن نظامٍ الداعي له / بدوام دولته السَعيدِ قِرانُها
هو ناظم الأَبيات يُزري نظمُها / بلآلئ الجيد البهيِّ جُمانُها
ذاكَ الحجازُ وهذه كثبانُهُ
ذاكَ الحجازُ وهذه كثبانُهُ / فاِحفظ فؤادَك إِن رَنَت غزلانُهُ
واِسفَح دموعَك إِن مررتَ بسفحه / شغفاً به إِنَّ الدموعَ جمانُهُ
وَسلِ المنازلَ عن هوىً قضّيتَه / هل عائدٌ ذاكَ الهوى وزمانُهُ
لَهفي على ذاك الزَمانِ وأَهلهِ / وَسَقاهُ من صَوب الحَيا هتّانُهُ
إِذ كانَ حبلُ الوصل متّصلاً بنا / وَالعيشُ مورقةٌ به أَغصانُهُ
وإذِ المعاهدُ مشرقاتٌ بالمنى / وَالسفحُ مَغنىً لم يبن سكّانُهُ
يا عاذليَّ دَعا فؤادي والجَوى / لا تعذُلاه فإنَّه دَيدانُهُ
وارحمتا لمتيَّمٍ قذفَت به / أَيدي النوى وَتباعدَت أَوطانُهُ
هبَّت له من نحو نجدٍ نسمةٌ / فتزايدَت لهبوبها أَشجانُهُ
يُمسي وَيُصبحُ بالفراق موجَّعاً / تَبكي عليه من الضَنى أَخدانُهُ
ما إِن تذكَّر بالحجاز زمانَهُ / إلّا وشبَّت في الحشا نيرانُهُ
فسَقى الحجازَ ومن بذيّاكَ الحِمى / صوبُ المدامع هاطِلاً هملانُهُ
لا كفَّ للدَمع الهتون تَقاطرٌ / بعد الحجاز ولا رَقت أَجفانُهُ
هَذا كِتابٌ في مَعانيه حَسَن
هَذا كِتابٌ في مَعانيه حَسَن / للديلميِّ أَبي محمَّدٍ الحَسَن
أَشهى إلى المضنى العَليل من الشِفا / وأَلذّ في العَينينِ من غَمضِ الوَسَن
جاءَ البَشيرُ مبشِّراً
جاءَ البَشيرُ مبشِّراً / فأَقَرَّ من بُشراهُ عَيني
وافى يَقولُ أَتى الحَسي / نُ فَقُلتُ أَهلا بالحُسينِ
أَهوَ الَّذي حازَ المكا / رمَ والعُلى ملءَ اليَدَينِ
قالوا نَعَم هو ذاكَ مَن / فاقَ الوَرى من غير مَينِ
يا قَهوةً قِشريَّةً
يا قَهوةً قِشريَّةً / حَكَت النُضارَ بلَونِها
وَلَكم حباكَ حَبابُها / بخَلاصِها ولُجَينِها
جُليَت عليَّ مصونةً / بِزفافِها وبصَونِها
وَكأَنَّ كُلَّ حَبابَةٍ / تَرنو إليَّ بِعَينِها

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025