المجموع : 3
يا صاح هل لك في احتمال تحيةٍ
يا صاح هل لك في احتمال تحيةٍ / تهدى إلى الملك الأغر جبينه
قف حيث تختلس النفوس مهابةً / ويغيض من ماء الوجوه معينه
فهنالك الأسد الذي امتنعت به / وبسيفه دنيا الإله ودينه
فمن المهندة الرقاق لباسه / ومن المثقفة الدقاق عرينه
تبدو الشجاعة من طلاقة وجهه / كالرمح دل على القساوة لينه
ووراء يقظته أناة مجربٍ / لله سطوة بأسه وسكونه
هذا الذي في الله صح جهاده / هذا الذي في الله صح يقينه
هذا الذي بخل الزمان بمثله / والمشمخر إلى العلى عرينه
هذا عماد الدين وابن عماده / نسباً كما انشق الوشيج رصينه
هذا الذي يقف الملوك ببابه / هذا الذي تهب الألوف يمينه
ملك الورى ملكٌ أغر متوجٌ / لا غدره يخشى ولا تلوينه
إن حل فالشرف التليد أنيسه / أو سار فالظفر العزيز قرينه
فالدهر خاذل من أراد عناده / أبداً وجبار السماء معينه
والدين يشهد أنه لمعزه / والشرك يعلم أنه لمهينه
ما زال يقسم أن يبدد شمله / والله يكره أن تمين يمينه
حتى رمى بالأعوجية ركنه / فانهد شامخه وحض ركينه
فتح الرها بالامس فانفتحت له / أبواب ملكٍ لا يذال مصونه
دلف الأمير لها فهب لنصره / منها مباركٌ طائرٌ ميمونه
وغداً يكون له بأنطاكية / مشهور فتحٍ في الزمان مبينه
طعن الجيوش برأيه وسنانه / يوم اللقاء فما أبل طعينه
لا تجزعن بقلبك المفتونِ
لا تجزعن بقلبك المفتونِ / وتوق من حدق الظباء العينِ
إِيّاكهنّ فكل موقع لحظةٍ / تنبيك أن وراه ريبَ منون
ألزمت طرفك حفظ قلبك ضلةً / لقد ائتمنت عليه غير أمين
ورأى الغرام قتيل من قتل الهوى / فلذاك أقعد عن طلاب ديوني
لا تنكرن علي فيض مدامعي / فالدمع ينقع غلة المحزون
بخل الغمام وما حللت بمعهدٍ / إلا حللت عليه عقد جفوني
وبمهجتي يا صاحبي مدللٌ / أنا بالحياة عليه غير ضنين
وأبيك لو تسقى المدام وريقه / لجهلت أيهما ابنة الزرجون
ولو أن باديةً برملة عالجٍ / تعد الوصال لزال فرط جنوني
بيضٌ إذا هز الدلال قدودها / سكنت غصون البان في نيرين
ما أن برحت أزورهن أوانساً / مثل الكواكب في الليالي الجون
حتى سمعت خدورهن تقول لي / أرأيت مثل أهلتي وغصوني
أوما كفاني أن أراني واقفاً / أملي ببابك يا صلاح الدين
أتلو صفات مجدك ناظماً لك / مثل عقد اللؤلؤ المكنون
إني لأعجز عن مدائحك التي / جلت عن التكييف والتكوين
لك دان هذا الملك بعد إيابه / وانقاد طوع يديك غير حرون
ولأنت أول من أقر عموده / وأجاب دعوة ملكه الميمون
ومن الحبائب في الركائب هاتكٌ
ومن الحبائب في الركائب هاتكٌ / بجبينه ظلم الليالي الجون
ما شام صارم جفنه وجفونه / إلا لسفك دمي وماء جفوني
هتك الظلام وسار من أترابه / في الركب بين أهلةٍ وغصون
يبرين أفئدة الرجال بما حوت / أعطافهن وليس من يبرين
ولقد بلوت خلاله فوجدته / لدن المهزة شامخ العرنين
ينبيك عن وثباته وثباته / ما عنده من يقظةٍ وسكون