يَا خَيلَ مُحيي مِلّة الإِسلاَمِ
يَا خَيلَ مُحيي مِلّة الإِسلاَمِ / فُوزي بِكُلِّ غَنِيمَةٍ وَسَلامَ
وَطَإِي بلادَ الشِّركِ مُدرِكَةَ المُنَى / مَنصورةً مَنشُورَةَ الأعلامِ
وَاستَنجِزِي فِيهَا الوُعُودَ بِفَتحِهَا / فَلَعَلَّهَا ادُّخِرَت لِهَذا العَامِ
لِلَّهِ جَيشُ خَلِيفَةً رَايَاتُهُ / مَحفُوفَةٌ بالنُّجحِ فِي الإقدَامِ
مَشحوذَةٌ عَزَمَاتُهُ مَعصومَةٌ / آراؤُهُ فِي النَّقضِ والإِبرامِ
تَغزو مِلاءِكَةُ السَّمَاءِ إِذَا غَزا / مَأمُومَةً مِنهُ بِخَيرِ إِمَامِ
مَحجوبة الأعيانِ وَقعُ سلاحِهَا / بِالرُّوحِ لَيسَ بِظَاهِرِ الأجسَامِ
فَلأجل ذَاكَ يُرَى القَتِيلُ ولا يُرَى / أَثَرٌ بِهِ مِن ذَابِلٍ وحُسَامِ
قَتلَى المَلائِكِ لا كِلى مَفرِيّة / بالسَّمهَرِيِّ ولا قَذالٌ هَامِ
وَمِنَ العَجَائِبِ أن تَكُونَ جِرَاحُهُم / لا في جُسُومِهِمُ ولا فِي الهَامِ
تَرَكَ الهُوَينا واستَقَلَّ بِهِمّةِ / نَشَأَت عن الإِجلالِ والإِعظامِ
وَرَأى الجِهَادَ بِنَفسِهِ وبمالِهِ / أزكى الحُظوظِ وَأَوفَرَ الأقسَامِ
فَسَرى بِمِلءِ الأُفقِ يَحشُو أرضَهُ / بِسَنابِكٍ وَسَماءَهُ بِقَتامِ
يَغشى بِهِ الأَهوالَ لا يعتَاقُهُ / خَرقٌ سَحِيقٌ أو عُبابٌ طَامِ
يجتابُ ذا بالخَيلِ مُعلَمَةً وَذَا / بِالمُنشآتِ عَلَيهِ كالأَعلامِ
مِن كُلِّ مِصلِيتٍ تَقَلَّدَ سَيفَهُ / فَرَأيت صَمصاماً على صَمصامِ
أُسدٌ فَرائِسُها العِدا ألِفَت لَهَا / ظِلَّ القَنا بَدَلاً من الآجامِ
فأني رِباط الفَتح مَرجُواً لَهُ / مِنهُ افتتاحُ عِراقِها والشّام
ألقى بِأَندلسٍ كَلاكِلَ عَزمِهِ / طَلقَ الجَبين مُبارَكَ الإلمَام
فحمى حِمَى الدين الحنِيفِّي الَّذي / ما زال يَدفَعُ دونَهُ ويُحامِي
حَتَّى أَدامَ عَلَى الزَّمَانِ وَأهلِهِ / نِعَماً تَبَزُّ حوادث الأيَّامِ
وَحَبَا فأَغنَاهُم فَأصبَحَ أمنُهُم / أمنَينِ مِن عُدمٍ بِهِ وَحِمامِ
فَجَزَى الإِلَهُ مُعِزَّ دِينِ نَبِيِّه / جَنّاتِ رضوانٍ وَدَارَ مُقَامِ
وَقَضَى لَهُ بالنَّصرِ فِي أعدَائِهِ / وَأنَالَهُ بالسَّعدِ كُلَّ مَرَامِ
يَا ابنَ الأَئِمّةِ مِن مُضَرَ الأُلَى / نَصَبُوا مَنَازَ الحلِّ وَالإحرَامِ
مِن قَيسِ عَيلانَ الذِينَ بِهَديِهِم / شُدَّت عَلَى التَّقوَى عُرَى الإِسلامِ
المُخمِدونَ بجدّهِم وَحَديدِهِم / في الحَرب جَمرَة عُبّدِ الأصنَامِ
والمُطعِمونَ إِذِ السِّنونَ تَتابَعَت / والمُحسِنونَ كَفَالة الأَيتامِ
طابُوا وَطِبتًَ فَقَلَّودك لِعِلمِهم / أمرَ الأنامِ ملامةُ اللَّوَّامِ
وَرَعَيتَ ما استَرعَوكَ مُجتَهِداً وَلَم / تَأخُذكَ فيهِ مَلامَةُ اللَّوامِ
لَمّا قَفلتَ منَ الجِهَادِ وَبَشّرَت / بإِيابِ جَيشِكَ ألسُنُ الأَقلامِ
بَعَثَت بَلَنِسيةٌ إلَيكَ بِوَفدِهَا / عَن كُلِّ مُحتَنِك بِهَا وَغلامِ
مُستَنزِلينَ الرُّحمَ مِنكَ لأهلِهَا / مُستَمطرِينَ سَحَائِبَ الإِنعَامِ
رَفَعُوا ضَراعَتَهُم إِلَيكَ وَبَلّغُوا / عَنهُم أبَرَّ تَحِيّةٍ وَسلام
مستنجزين مواعِد النَّصرِ الَّتِي / وُعِدوا بِهَا مِن نَيلِ كُلِّ مَرَامِ
وَمُعَأوِدينَ اللّثمَ في يَدِكَ الَّتِي / تشفى مُقبِّلها مِنَ الإِعدَامِ
فَأهنأ أمِيرَ المُؤمنِينَ بِغزوَةٍ / خَصّت أنوفَ عِداك بالأرغامِ
تَرَكَت بلادَ الكُفرِ مُظلمَةً بِما / أَجلَت عَنِ الإِيمَانِ مِن أظلامِ
وَأسلَم أمينَ اللهِ تَصدَعُ بِالهُدى / وَتَلِي بِحَدِّ السَّيفِ كُلّ عُرامِ
وَإِذَا ابتدأت بِسَعد جدّك مَطلَباً / كَفَلَت لَكَ الأَقدَارُ بِالإتمَامِ
واخلُد لِحِفظِ الِّينِ وَالدُّنيَا مَعاً / في غِبطَةٍ مَوصولَةٍ بِدَوَامِ