المجموع : 16
عَقَدوا شُعورَهُمُ عمائِمْ
عَقَدوا شُعورَهُمُ عمائِمْ / ونَضَوْا جُفونَهُمُ صوارِمْ
بِيضٌ ذوائِبُهُم ذوا / بِلُهُمْ وأَعْيُنُهُمْ لهاذِمْ
حَرَسوا رياضَ جمالهم / منها بأَمثالِ الأَراقِمْ
وتوشَّحوا فوقَ التَّرا / ئِب بالذي تحت المَبَاسِمْ
وكأَنما خافوا العيو / نَ فَعَلَّقوا منها تمائم
أَيكٌ إِذا ما رَجَّعَتْ / أَصواتُها رَجَعَتْ حَمائم
وزواهرٌ يُطْوَى الظَّلا / مُ بها وتنتشر المَظالِمْ
وكأَنَّهُمْ زَهَرٌ علي / هِ من غلائِلِهِمْ كمائِمْ
يستودِعونَ الرِّيحَ سِرَّ / هُمُ فتمشى بالنمائم
ويحمِّلون البرقَ قل / بَ مُتَيَّمٍ في الحُبِّ هائم
ويكاثِرونَ بدمْعِ من / يُغْري بهم دَمْعَ الغمائِم
طرفانِ بَيْنَ مُتَيِّمٍ / ومُتَيَّمٍ ساجٍ وساجِم
ولَرُبَّ شَفْرَةِ صارمٍ / أَنْحَى عليها شُفْرُ صارم
في حيثُ أَنْعَمَتِ النَّوا / عِبِ لِلنَّواعِجِ بالنَّواعم
وبَقِيتُ من بعدِ الملا / ثِمِ بَيْنَ لائمةٍ ولائم
أَنفقتُ دّمْعَ شَجٍ به / نَفَّقْتُ أَسواقَ المآتم
وعلمتُ أَنَّ الحبّ مع / ركَةٌ يذلُّ بها الضَّراغِم
وخُدِعْتُ في قلبي فقدْ / أَسْلَمْتُهُ ورَجَعْتُ سالِم
فأَنا المحارِبُ إِنْ أَردْ / تَ حَقيقتي وَأَنا المُسَالِمْ
ولو أنَّني شئتُ الغَنَا / ئِمَ لامتدحْتُ أَبا الغنائم
حيثُ المُنى تسطُو على / أَموالِهِ بيَدِ المكارِم
وتخالُ حاتِمَ طَيَّئٍ / من كفِّهِ في فّصِّ خَاتَمْ
سَحَّاحُ أمْواهِ النَّدَى / قَدَّاحُ نِيرانِ العَزَائِم
عُدَّ الغمائِمَ في ذيو / لِ سماحِهِ في العَمَائِم
بَشِّرْ على أّعطافِهِ / بُشْرَى النجاحِ لكُلِّ سالم
والْهَجْ بما سَرَّت يدا / ه من النَّدَى إِنْ كُنْتَ ناظِم
وسياسةٍ كادَتْ بأَن / تَدَعَ الزَّعازِعَ كالنسائِم
شَهِد الحُسامُ بأَنَّ عض / بَ يراعِهِ للدَّاءِ حاسِم
فلذا كتائِبُ كُتْبِهِ / لم تَدْرِ يوماً ما الهزائم
داعِي أَمير المؤمني / نَ يَهُزُّ منه غِرارَ صارم
يُغْنِي ويُفْنِي فَهْوَ بالسَّ / رَّاءِ والضَّراءِ حاكِمْ
يا بْنَ الأَكارِمِ قد أَتَتْ / كَ نصيحَتِي يا بْنَ الأَكارِم
من قالَ إِنَّكَ حُزْتَ أَو / صافَ الكمالِ فَغَيْرُ آثِم
ما كانَ أَحْوَجَ مَنْ لَهُ / هذا التَّمامُ إِلى التَّمائِم
وأَريجُهُ النَّفحاتًُ يَلْ / طُمُ نَشْرُهَا وَجْهَ اللَّطَائِم
مَقْسُومَةَ التَّصنِيعِ ما / بَيْنَ المعالِي والمعالم
وشَّحْتُها بفصاحَةِ ال / أعرابِ في ظَرفِ الأَعاجِم
وكَسَوْتُها حلل اسْمِك ال / ميمونِ ما بين المواسم
واللهُ يعلمُ لا دنا / نيراً قَصَدْتُ ولا دراهم
لكنْ أُنَبِّهُ منك طرْ / فَ عزيمةٍ ما كان نائِم
لما سَمِعْتُ بمُدَّرٍ / قَطَعَ الفلاةَ إِليك قادِم
هو واصِمٌ لا واسِمٌ / فاجعل إباءَكَ منه عاصم
لا تَغْلَطَنَّ بقُرْبِه / فتبيتَ تَقْرَعُ سِنَّ نادم
نَبَذَتْهُ مِصْر إِليكُمُ / نَبْذَ المُزَيِّفِ في الدَّراهم
فأّرادَ بُنْيَانَ الرِّئا / سَةِ عِنْدَكُمْ بُنْيَانَ هادم
والمجدُ كيفَ علمِتَ لا / يَرْقَى إِليه في السَّلالم
أَترى الذُّبابَ على قذا / رَتها تطيرُ مع القَشَاعِم
غَرِّقْهُ في دِيَمٍ يسي / لُ عليه منها الصَّفْعُ دائِم
والأَحْمَقُ الكَعْكِيُّ ظم / آنٌ لذاكَ الرَِّيِّ حائم
هذا وأَصْلُ عِجانِهِ / رَيَّانُ من ماءِ العَجَارِمْ
ما زالَ مُنْبَطِحاً لكُلِّ / مُوَتَّرِ الأَودَاجِ قائِم
علماً بأَنَّ الواهِيَ ال / أَركانِ تُمْسِكُهُ الدَّعائم
وله ولستُ بمُنْكِرٍ / شِعْرٌ يجوزُ على البهائم
ولكم أَغَارَ عَلَيَّ في / شعرِي فَصَيَّرُهُ مغانِم
فإِذا أَتَى بملاحَةٍ / فاذكُرْ لها تلك الملاحِم
واعلَمْ بأَنَّك عالَمٌ / متركِّبٌ في شَخْص عالِم
ضَرَبُوا الخيامَ على النَّدَى والخِيمِ
ضَرَبُوا الخيامَ على النَّدَى والخِيمِ / ورَغِبْتُ عن مَرْعًى بِهِنَّ وَخيمِ
ما كنتُ أَوَّلَ زاهدٍ في رَوْضَةٍ / تُجْنَى أَراقِمُ وَشْيِها المَرْقُوم
كم من سقيمِ الجسمِ يِتُّ لأَجلِهِ / وأَنا الصَّحيحُ بداءِ كلِّ سقيمِ
فارجِعْ عنِ الوادي فإِنَّ مياهَهُ / مما يُشَبُّ بها غليلُ الهيمِ
مدّ الحُمَاةَ من الأَسِنَّةِ فوقَه / ظِلاًّ وذاكَ الظِّلَّ من يَحْمُومِ
وبشِعْبِ رامَةَ مَعْرَكٌ يغدُو بِهِ / قَلْبُ الهِزَبْرِ أَسيرِ لَحْظِ الرِّيمِ
حيثُ التَفَتَّ إِلى مطالِعِ شَمْسِهِ / أَلفَيْتَها محجوبَةً بِغُيُوم
مَغْنًى يُدِيرُ به النسيمُ رَحِيقَهُ / ممزوجَةَ الرَّشَفَاتِ من تَسْنِيمِ
وكأَنَّ مُبْتًسَمَ السحابِ متيَّمٌ / يبكي عليه بدمعِهِ المسجومِ
لِمَنِ المنازلُ كالمَنازِلِ رِفْعَةً / وضياءَ آفاقٍ وبُعْدَ نُجُومِ
ما رَدَّدَ المشتاقُ فيها نظرةً / إِلا انْثَنَتْ عن نَضْرَةٍ ونعيمِ
أَتُرَى الذي في وَجْهِهِ لِيَ جَنَّةٌ / يَدْري بأَنِّي أَصطلي بجحيمِ
أُبْدِي التَّجَلُّدَ في الكلامِ وأَنطوِي / دونَ العذولِ على حَشًى مكلومِ
مالِي إِذا اسْتَظْلَلْتُ وارِفَ هَمِّه / سَقَطَتْ عَلَيَّ فروعُها بِهُمومِ
أَنا بالبراقِعِ والبَلاقِعِ هائِمٌ / لا أَكْحَلُ الجَفْنيْنِ بالتَّهْوِيمِ
كم مَهْمَهٍ خَفَضَتْ رُءُوسَ إِكامِهِ / نَغَمَ الحُداةِ برَفْعِ أَيدِي الكُومِ
نادَى لسانُ الدهرِ باسْمِي ناقصاً / فَحَمَلْتُه مِنْهُ على التَّرْخِيمِ
ودُعِيتُ بالمرزوقِ ثمّ اسْتَرْجَعَتْ / أَيَّامُهُ فَدُعِيتُ بالمَحْروم
لولا الجدودُ لما ارْتَمَتْ بمُسَافِرٍ / كَفُّ الغِنَى وتعلَّقَتْ بمُقِيمِ
والحظُّ حتَّى في الحروفِ مُؤَثِّرٌ / تختصُّ بالتدقيقِ والتفخيمِ
ويقبِّلُ الضَّحَّاكُ ما سَفَرَتْ لهم / تحتَ العَجَاجَةِ عن أَغَرَّ شَتِيمِ
وتَحَمَّلُوا لِلْفُرْسِ في صَنْعَائِها / أُمَّ التي جاءَتْ على أَحْمِيمِ
وانظِمْ بسِلْكِ القَوْلِ دُرَّ فِعالِهِمْ / في لَبَّةِ المنثورِ والمنظومِ
لو أَنّ ذا قَلَمي قُوَى كَلِمي
لو أَنّ ذا قَلَمي قُوَى كَلِمي / نابَتْ يدي لَكَ عن حَدِيثِ فَمي
وكنت تُبْصِرُ كُلَّ مُنْسكِبٍ / يسرى إِليكَ وكلَّ مُضْطَرِمِ
لكن وجدتُ بَرَاعَتِي اعْتَذَرتْ / لبَرَاعَتِي بتقاصُرِ الشِّيَمِ
فقعدتُ عن تكليفِها سِيراً / قامَ الزمانُ بها على قَدَمِ
أَوَلَيْسَ أَشواقي وإِن كُتِمَتْ / كالشَّيْبِ يَضْحَكُ في فَمِ الكَتَمِ
وصبابَتي هيَ ما عَلِمْتَ بها / نارٌ مُضَرَّمَةٌ على عَلَمِ
ولقد عدِمْتَ سِوى لطيفِ هوًى / ما زال يُخْرِجُنِي من العَدَمِ
وشرقتُ بالمِلْحِ الأُجاجِ فَما / أُنْسِيتُ سكر الباردِِ الشَّبِمِ
وسُئِلْتُ حينَ غَرقْتُ في كُرَبٍ / عنها فقلتُ غَرقْتُ في كَرَمِ
ويُقالُ لي هلاَّ ذَمَمْتَ ولي / شغلٌ بحمدي راعِيَ الذِّمَمِ
دَعْ من حديثِ حوادثٍ كثُرتْ / إِن الهمومَ نتائجُ الهِممِ
وكفاكَ من ذكر المُلِمَّةِ ما / وَسَمَ الوجوه بحِلْيَةِ اللِّمَمِ
ولأَجْلِ صرفِ الدهرِ صرتُ متى / أَبصرتُ لم أَبصِرْ سوى ظُلَمِ
ونَعَمْ جهِلْتُ فقمتُ عن نِعمِ / كانت لَديْكَ وقُمْتُ في نِعَم
واضَيْعتَاهُ خرجتُ عن عَرَبٍ / واضَيْعتَاهُ دخَلْتُ في عَجَمِ
وبضاعَتِي نُطْقِي وأَكسَدُ ما / بِيع الكلامُ على ذَوي الصَّمَم
لَهفِي على الإِفحامِ أَيْن به / لأَجانِسَ الإِفحامَ بالفَحم
بل لَيْتَها من غُمَّةٍ كَشَفَتْ / وَجْهَ التَّنَقُّل عن ذوِي الغُمم
وأَنا المَلوُم فإِنْ رَجَعْتُ إِلى / عَوْدٍ إِليها بعْدها فَلُمِ
أَحسِنْ أَبا حَسَنَ الأَجَلَّ وقُمْ / في كَشْفِها واضْرِبْ على القِمَمِ
والْقَ الكتائبَ يا بْنَ والِدِها / بالكُتْبِ وارْمِ السّيفَ بالقَلَمِ
واخدُمْ بتقبيلي البِساطَ لِمَنْ / باتَ الزمانُ له من الخَدَمِ
واعرِضْ عليه حالَ خادِمِهِ / سِرًّا ونَبِّهْهُ لَهَا وَنَمِ
وكِلا أَسيراً منك مالكاً أَبدا / فبحق مُلْكِكَ لا عُدِمْتَ دُمِ
يا ياسِرَ بْنَ بلالٍ انْتَقَمتْ / مِنِّي صروفُ الدَّهْرِ فانْتَقِم
هذا أَبوكَ البحْرُ جارَ على / مالِي وأَجْرَى في الدُّموعِ دمِي
وعَدَا على حُرَمي وقد جُعِلَتْ / منذُ انتميتُ إِليكَ في حَرَمِ
في كلِّ يومٍ منه قارِعةٌ / أَلَمِي بها أَنْ لَسْتُ ذا أَلَمِ
فأَكونَ فيه بنانَ ذِي لَهَفٍ / طَوْراً وطوراً سِنَّ ذي نَدَمِ
أَعطيتَني ما قام يأْخُذُهُ / مني وظنُّكَ فيه لَمْ يَقُمِ
روا لَسْتُ أَقولُ صِنْوُكَ / في اللُّؤْمِ أَحْظَى منكَ في الكَرمِ
كم صارخِ مِنَّا ومُلْتَطِمٍ / في زاخِرٍ منه ومُلْتَطِمِ
ومُكابدٍ تَعَباً إِلى أَكَمٍ / وافَى عليها كُلُّ مُرْتَكِمِ
مالي رُمِيتُ بكلِّ عاصِفَةٍ / أَنا لَسْتُ من عادٍ ولا إِرَمٍ
وعلى ابْتِدائي ذا الحديثُ جَرَى / يا لَيْتَ شعرِي كَيْف مُخْتَتَمِي
بين اللوى فالجِزْعِ فالمتثلّمِ
بين اللوى فالجِزْعِ فالمتثلّمِ / دِمَنٌ خلَتْ من بعدِ أمّ الهيثَمِ
آثارُ ركب مُدلِجينَ ترحّلوا / من مُنجدٍ قَصْداً لها أو مُتهِمِ
ولقد وقفتُ بها وقوف متيّمٍ / زمناً أُسائلُها فلم تتكلّمِ
وسقيتُها الدمعَ المصونَ تأسفاً / صِرْفاً وطوراً مثل لون العِظْلِمِ
يا ركبَ مكةَ ها تحيةَ عاشقٍ / مُضنًى نحيفِ الجسمِ صبٍّ مغرمِ
لغزالةٍ مثلِ الغزالةِ منظراً / حوراءَ تسكنُ في هضابِ يَلمْلمِ
هيفاءَ ساحرةِ الجفونِ غريرةٍ / غرّاءَ مرشَفُها لذيذُ المَطْعَم
في ثغرها دُرٌّ وفي وجَناتِها / وردٌ نضيرٌ أحمرٌ كالعندمِ
إن لم يبلّغْكَ التحيةَ ذلك الر / كْبُ المُجِدُّ السيرَ مني فاعلمي
لا عرّسوا بمنًى ولا بلغوا المُنى / فيها الزمانَ ولا سُقوا من زمزَمِ
يا عاذليّ كفى فؤادي ما رأى / منها فكُفّا لوم كلِّ متيّمِ
فلأتركنّ اللهو عنّي جانباً / ولأرحلنّ على جوادٍ أدهمِ
هزجِ الصّهيلِ كأنّ في حُلقومِه / جرَساً وأسودَ كالغرابِ الأسحمِ
صافي السوادِ كأن غرّةَ وجهه / بدرٌ بدا في جنحِ ليلٍ مظلمِ
أو أشقرٍ نهدٍ أقبّ لهيبُه / كالنجمِ في وسطِ الغبارِ الأقتَمِ
يهوي كما تهوي العُقاب لصيدها / ومقدّم الأذنَيْنِ ليس بأصْلمِ
أو أحمرٍ مثلِ الخدودِ تخالُه / من حسن صِبغتِه تسرْبَل بالدمِ
وافي الضلوع مهذبٍ في جنسه / جَذلانَ كالنّشوانِ حرّ أرثَم
أو أبلجٍ يبدو بكل نموذج / للناظرين إذا تراءَى شيظَمِ
حتى أقبّل راحة الحَبرِ الذي / فاقَ الورى وعلا علوّ الأنجُمِ
الحافظِ النّدْبِ السّريّ المرتضى ال / علَمِ الزكيّ اللوذعي الأكرمِ
العالمِ المولي الأبيّ المصطفى ال / يقِظِ العلي علا السُها المتقدمِ
أعطى وأسرفَ في العطاءِ فكفُّه / والبحرُ يقتسمانِ نسبة توأمِ
حُلوِ المذاقِ لمنْ يوالي ليّنٍ / ولمَن يعاديه كطعمِ العَلقمِ
بكَرَ العِدا نحو العُلا فتأخّروا / عنها وأدلجَ فهو خيرُ مقدَّمِ
سارَتْ إليه اليَعمَلاتُ قواصِداً / تَتْرى فحلّتْ عندَ أفضلِ مَغنَمِ
علَمٌ يُهينُ المال طولَ زمانِه / كرماً وبرّاً عند زَورِ مكرَّمِ
ولقد غدوتُ بما أتَتْهُ مُديةٌ / من فعلِ جاني أنعُمٍ لا مجرمِ
قامتْ تقبّلُ راحةً مزنيّةً / للحافظِ الحَبْرِ الإمامِ الأكرمِ
لتنالَ من نعمائِها ما أمّلَت / وتفوزَ من هبةٍ بأوفَرِ مغنَم
فحمى ازدحامُ اللاثِميها فوزَها / معهمْ وقد ظفروا بأكرمِ مَلثَمِ
فهوَتْ الى قدم له ما دأبُها / إلا استباقُ للعُلى بتقدمِ
عاذَتْ بها من خيبةٍ لمرامها / إذ قبّلَتْها فِعلةَ المتذمّمِ
والرِّجْلُ لما لم تؤهَّلْ للندى / مثل اليَدينِ ولا لبَذْلِ الأنعُمِ
لم ترضَ خيبتَها كشيمةِ ربّها / فحمَتْ بما ملكَتْهُ من عِطرِ الدّمِ
سَقياً لها شرُفَتْ بنَيْلِ ممنّعٍ / عن غيرها بظُبى الصّوارمِ مُحتمي
ودّتْ خدودُ الغيدِ لو ظفِرَتْ بما / نالته من ذاك الصِّباغِ العَندَمي
كيما يتمّ جمالُها بِلباسِه / فيُضيءُ منها كلُّ ليلٍ مظلِم
قد فاخَرْت يُمناك ما شرَفْتَ من / عُددِ الوغى من لهذَمٍ أو مِخذَمِ
وغدت محرّمةً على النيران إذ / سُقِيَتْ دماً أضحتْ به في محرَمِ
فافخَرْ إمامَ العصرِ بالشرفِ الذي / أوتيتَه فردَ الفضائلِ واسْلَمِ
بأبي سقيم الجَفنِ صح
بأبي سقيم الجَفنِ صح / حَ له ضَنى جسمي السقيمِ
ورأى غرامي في هوا / هُ مُلازِمي مثل الغريمِ
فحَنا وحنّ وربما / نظرَ السّليمُ الى السليمِ
حتى إذا صانوه عن / قُربي ولا صَوْنَ الحريمِ
أومى إليّ بلحظِه / إيماءَ منعطف رَحيمِ
وأنا البخيلُ بمهجتي / إلا على خُلُقٍ كريمِ
يا بدْرَ تِمٍّ قد غدَتْ / رُقَباؤه عددَ النجومِ
ما بالُ وجهك جنّةٌ / حُرِسَتْ بملتهبِ الجحيمِ
كم ذا الشّقاءُ وأنت مُشْ / تمِلٌ على طيبِ النّعيمِ
همَمي كبار في هوا / كَ ومثلَها أضحَتْ همومي
بأبي وغير أبي الفِدا
بأبي وغير أبي الفِدا / ءُ لسُقْم ناظركَ السّقيمِ
صُوِّرْتَ روضاً ناضِراً / وأنا أرقُّ من النّسيمِ
أُمّلْتُ منك بنعمةٍ / فوقَعْتُ في الألم الأليمِ
أصبحْتَ يا رِضوانُ رض / وانَ الشّقاوةِ لا النعيمِ
هذاكَ يدعو للجِنا / نِ وأنتَ تدعو للجحيمِ
قَسماً بسؤدُدِك القديمِ
قَسماً بسؤدُدِك القديمِ / ووضوح منهجك القويمِ
وضياءِ رأيك واضحاً / يجلو دجى الخطْبِ البَهيمِ
وشمائِلٍ تُثْني علي / كَ ثَنا الربيعِ على الغُيومِ
ومناقبٍ تُغني سما / ءَ المَكرُماتِ عنِ النجومِ
لقد انفردْتَ ببارضِ ال / مجدِ المؤثّلِ والجَميمِ
ورفَعْتَ فيها مثلَ أبنيةِ ال / عُلا كرَماً وكانت كالرّسومِ
وفعلْتَ فيها مثل فِعْ / لِ البُرْءِ في جسدِ السّقيمِ
وذبَبْتَ عن أرجائِها / ذبّ الغَيورِ عن الحريمِ
وكسوتَ أربابَ البلا / غةِ حلّةَ الشرفِ الجسيمِ
عُقِدَتْ عليك برغم مَنْ / عاداكَ ألويةُ العلومِ
فاجعلْ يدَ الإحسانِ أع / ظمَ منّةً لك في حميمي
واعلَمْ بأني خادمٌ / لك في الحديثِ وفي القديمِ
بالأمسِ كنتُ مخصَّصاً / واليوم صِرْتُ مع العُمومِ
حتى كأنّي قد عدَلْ / تُ عن الصّراطِ المستقيمِ
يا مَنْ يرى فضلِ الشِتا
يا مَنْ يرى فضلِ الشِتا / ءِ على المصيفِ كما تحكّمْ
ما ذاكَ عندي جنّةٌ / فيكونُ ذا عندي جهنّمْ
اسْمَعْ هما مِلكان كلٌّ / في ولايتِه معظّمْ
ولكلّ مَلْكٍ منهُما / متسلّم يأتي مُقدّمْ
يأتي الربيعُ عن المصي / فِ وفضلُهُ ما أنتَ تعلَمْ
وترى الخريفَ عن الشتا / ءِ وليسَ يسلمُ من تسلّمْ
والعبدُ في أفعالهِ / عن خُلْقِ سيّدِه يُترجِمْ
فضلُ المصيفِ كما رأيْ / تَ أقلُّ تكْليفاً وأرحَمْ
قُسُّ الفصاحةِ والملاحةِ صادَني
قُسُّ الفصاحةِ والملاحةِ صادَني / فليَنْأَ عني باقلٌ بملامِهِ
وافى بديعُ الحُسْنِ يقسم أنّهُمْ / سرقوا بديعَ الشِعْرِ من أقسامِه
أصْبى تطابُقُ شَعرِه وجبينِه / وسَبى تجانُسُ شِعْرِهِ وكلامِه
وأراكَ تعريفَ الجمالِ بوجهِه / فانظُرْ الى ألفِ العِذارِ ولامِه
أبياتُ أشعارِ اليتيمَهْ
أبياتُ أشعارِ اليتيمَهْ / أبكارُ أفكارٍ قديمَهْ
ماتوا وعاشتْ بعدَهُمْ / فلذاك سُمّيَتْ اليَتيمَهْ
يا أيها السيفُ العليمُ وعندَهُمْ
يا أيها السيفُ العليمُ وعندَهُمْ / في السيفِ إنّ السيفَ غيرُ عليمِ
هذي الدجاجةُ في العذابِ مقيمةٌ / وكأنّها في نضْرةٍ ونعيمِ
لو كنتُ أحكُمُ بالتناسخِ صحّ لي / إدخالها في نَسْلِ إبراهيمِ
أحبِبْ طُرساً رأيتُ صباحَهُ
أحبِبْ طُرساً رأيتُ صباحَهُ / وضحَ الصباحِ وكنتُ في ظُلَمِ
قد نمّقَتْهُ يدُ امرئ خُلِقَتْ / للسيفِ منصلتاً وللقلم
جادَتْ عليّ سحابُ أنعُمِه / فنُقِلْتُ من بؤسٍ الى نِعَمِ
فلأشكرنّ نوالَها أبداً / شكر الرياض لهاطِلِ الدِيَمِ
مولاي أمرُكَ قد تقدّمْ
مولاي أمرُكَ قد تقدّمْ / بالصفحِ عمّا قد تقدّمْ
فقبلتُه وأتيتُ أقْ / دَمَ صاحبٍ في الهول أقدَمْ
ومن الفدامة أن أُخا / لفَ بعدَ ما فُضّ المُفَدَّمْ
عن قهوةٍ بوجودِها / ألبابُنا لا شكّ تُعْدَمْ
أخرتُها من بعدِ ما / طُلبتْ فصحّ القولُ أقدَمْ
فكؤوسُها تفترّ عن / دمِ قهوةٍ في صِبْغِ عندَمْ
ويحلُّ للمضطرِّ بع / دَ ثلاثةٍ ما شاءَ منْ دَمْ
ونعمْ سأخدمُها ومث / لُ جلالِك المشهورُ يُخْدَمْ
ببديعِ ذهنٍ غادرَ الش / عراءَ يَقْفو ما تردّمْ
يَبْني فيَهْدي للصوا / بِ بما بناهُ وليس يُهدَمْ
والله أخّر يا مقد / مُ كلّ ذي فضلٍ وقدّمْ
ولديك أوجدَني المحا / سنَ لا عَدِمْناها واعدِم
وافَى قريضُك تلهبُ ال / أنفاسُ فيه أم لِدَمْ
زادَتْهُ حُسناً فهو ين / شُرُ كلّما أبدى ويؤدَمْ
وبه جيوشُ الهمّ تصْ / دَعُ شملَها أبداً وتصدِمْ
وذكرتُ دهراً قادماً / وافى إليكَ أسرّ مَقدَمْ
من نرجسٍ جيشُ الريا / ضِ وراءَهُ وهو المُقدّمْ
ونضير منثورٍ يُشوّ / قُني الأسورُ والمَخدّمْ
فتلوتُ دمدَمَ ربَّهُمْ / في إثْرها والعودُ دمدَمْ
فأنا المُنادِمُ إن حضر / تُ وإن أغِبْ فأنا المندَّمْ
مهلاً أبا بكر فأن / تَ وما أحابيكَ المُقدَّمْ
ومنَ العجائبِ أنْ غَدا / بينَ الشَفا والجسْمِ يوْدَمْ
شيدتُ قافيةً بنا / ءُ نُجومِها عندي تهدّمْ
وحبَسْتُ كوْدَنَ خاطري / عن أجردٍ كالبرقِ صلْدَمْ
أقدامه يُنسي ربي / عةَ يا ربيعُ فتى مكدَّمْ
فالدالُ قبل الميمِ من / وجدانِ صافي الودِ أعدَمْ
ومن العلوّ أتى بأجد / مَ راغباً في الدالِ أجْدَمْ
وقفَ النِعالَ فدَعْ فني / قاً يذرَعُ البيداءَ مُكرَمْ
ولقد رأيتُ البدرَ وهوَ كغُرّةٍ
ولقد رأيتُ البدرَ وهوَ كغُرّةٍ / عقدَتْ بناصيةِ الظلامِ الأدهَمِ
لمّا علتْهُ يدُ الكُسوفِ كأنّها / صدأ تبدّى فوق صفحةِ دِرْهَمِ
لو حلّ عن خدّيْهِ عِقد لثامِه
لو حلّ عن خدّيْهِ عِقد لثامِه / نقلَ الهلال الى صِفاتِ تمامِه
لكنه صانَ الجمالَ لأنّه / وردٌ وحسنُ الوردِ في أكمامِه
وأنا فداءُ مجبٍ لو أنّه / ملِكٌ لكان الجَورُ في أيامِه
أرْخى ذوائبَهُ نقابَهُ / كالبدرِ بين ظلامِه وغمامِه
يا ثغرَهُ سِرْ فيّ سيرةَ كأسِه / ورضابِه خُذْ فيّ أخذَ مُدامِه
أو ما نراهُ يفُكّ طينةَ دمها / ويقولُ خافَ الفَدْمُ فك فِدامِه
حمراءُ قابلَها برفْعِ نقابِه / فكأنّ ما في خدّه في جامِه
ما كان يسمحُ لي بنظرةِ يومِه / من صارَ يسمحُ لي بزورةِ عامِه
خُلُقٌ ألانَ لي الحديثَ فلانَ لي / والغصنُ ربّتما انْثَنى بحَمامِه
وأما وحاجبِه الأزجِّ وطرفِه الأ / حوى وحرمةِ قوسِه وسهامِه
ومجردٍ من معطَفَيْهِ مهنّداً / ما بينَ قائمِ سيفِه وقوامِه
إنّ الليالي ما ذمَمْتُ صُروفَها / منذُ استجَرْتُ بياسرٍ وذِمامِه
كنف أبو الفرجِ السعيدِ أفادَني / فرجاً وسعداً في عليّ مُقامِه
إن شئتَ تعلَمُ أنهُ الملِكُ الذي / ما زال صرفُ الدهرِ من خُدّامِّ
قُمْ حامِه في معشرٍ من حامِه / أو سامِه في معشرٍ من سامِه
يَلْقى الذي ما زال من إقدامِه / تتعثّرُ التيجانُ في أقدامِه
ولربّ خِرْقٍ جُبْتُهُ بأضامرٍ
ولربّ خِرْقٍ جُبْتُهُ بأضامرٍ / لُحُقِ الأياطِلِ قادَها الإقدامُ
خُوصٌ كأمثالِ السِهامِ مخافةً / فإذا سَما خطْبٌ فهنّ سنامُ
في فتيةٍ بيضِ الوجوهِ حديثُهُمْ / والليلُ داجٍ صبوةٌ وغَرامُ
عبثَ الكَرى برؤوسِهم فأحالَها / فكأنهم سَكْرى وليس مُدامُ