المجموع : 5
يا أيها الشرّفُ الذي قد قُلتُ إذ
يا أيها الشرّفُ الذي قد قُلتُ إذ / ضَربوهُ ظُلماً والورى تَتَظلّمُ
بمقارعٍ في شَيْبها هَرمُ الفتى / مَبْرومةٍ فَهْيَ البلاءُ المبَرمُ
لا يسلَمُ الشّرفُ الرفيع من الأذى / حتى يراقَ على جوانبه الدّمُ
العيدُ عيدٌ والصيام صيامُ
العيدُ عيدٌ والصيام صيامُ / والشّهرُ شَهْرٌ كُلُّهُ أيّامُ
والفطرُ من بعْدِ الغروبِ مُحَلّلٌ / لكَنّهُ بَعدَ الشُّروقِ حرامُ
وإذا دَنى وَقتُ السّحورِ فكُل إذا / ما كانَ عنَدكَ للسّحورِ طعامُ
والشّمسُ تَطْلُعُ بالنّهارِ وإنّما ال / ليلُ البَهيمُ إذا دنى الإظلامُ
وإذا رأيتَ الناسَ فوقَ رِحالهم / هَجَعوا فإنّهُمُ كَذاكَ نيامُ
وإذا سَعَيْتَ إلى الصّلاة فإنّما / ذاكَ المقدَّمُ في الصّلاةِ إمامُ
واعلَمْ بأنَّ الدَّسْتَ مَجلسُ سيِّدٍ / يُرعى ومن فَرَشَ البساطَ غُلامُ
وكذا العبيدُ إذا اعتبرتَ فَمنهُمُ / تلكَ الفحولُ ومنْهُمُ الخّدامُ
وإذا لَقيتَ مُخاطباً بتحية / عندَ اللقاء فإنَّ ذاكَ سلامُ
وَلَقَد يكونُ البُخُل ِشحّاً في الورى / والمفضلونَ على الأنام كرامُ
ورأيتُ مجدَ الدينِ في بَذْلِ النّدى / والجودِ والمعروفِ ليسَ يُلامُ
يَهَبُ الدَّراهِم كاللُّجَينِ كأنّما / أشعارُ مادحهِ لَدّيهِ كَلامُ
وإذا أشارَ إلى الغُلامِ بِطَرفِهِ / أعطِ الحكيمَ فذلكَ الإنعامُ
ومتى وَصَفنا بالسّحائبِ كفّهُ / كَرَماً وَجوداً فالسّحابُ غَمامُ
مُتَبَسِّماً كفَتىً يَهشُّ طَلاقةً / في ضحكهِ والضّاحِكُ البسّامُ
يأوي إليهِ البائسونُ وَكُلّهُمْ / كالسّائلينَ لَهُمَ هُناكَ زِحامُ
في مَنْزلٍ كالبيتِ إلاَّ أنّه / في أرضهِ عِوَضَ البلاط رُخامُ
ولهُ سِماطٌ كالخِوانِ إذا بَدا / قُلنا عَلَيهِ في العشاءِ حسامُ
وَلَرُّبما الصّينيُّ كلُّ صحافهِ / مِن غيرِ شَكً والقدورُ بُرامُ
وَلَدَيهِ أَصحابٌ أخلاَّءٌ لهُ / والواقِفونَ منَ العَبيدِ قِيامُ
بَلَدي الجزيرةُ والمواطنُ تُربةٌ / لكنَّ أكثرَ أهلهِا أقوامُ
وبأرضِنا قومٌ إذا قالوا بِيا / أنجا عَلمِنا أنّهم أعجامُ
وَرأيتُ أخوالي لأُمّي إخوةً / لكنَّ إخوةَ والدي أعمامُ
هذا هُوَ الصِّدقُ الصريحُ وغيرُهُ / فيهِ التّحرُّضُ والنِّظامُ نظامُ
بَعَثَ الشِّتاء يقولُ لي ماذا الذي
بَعَثَ الشِّتاء يقولُ لي ماذا الذي / أعدَدْتَهُ للقائي في ذا العامِ
وبأيِّ شيءٍ تَلْتَقي جَيْشي أذا / قوسُ الغمامِ رمى الورى بِسهامِ
ورأيتَ أسياف البروق تروقها / كَوساتُ رَعدي في دُجى الإظلامِ
والريح تَصْفُرُ بالنفير وقد بَدَتْ / قِطَعُ السّحابِ الجونِ كالأعلام
وعَليك منْ حُلَلِ المصيفِ جُبَيْبةٌ / للنّقصِ قد هَرِئَتْ منَ الإبرامِ
فَهُناكَ تَرْجُفُ رعدةً وتودُّ لو / أمسيتَ في مُسْتَوْقَد الحمّامِ
فأجبتُه عندي كمينٌ للنّدى / ما زالَ يهزِمُ عَسْكر الإعدامِ
مَنْ لا يُبالي بالمدي
مَنْ لا يُبالي بالمدي / حِ ولا الهجاء فما يُلامُ
ذاكَ استراحَ بجَهْلهِ / منْ حَيْثُ قد تَعبَ الكرامُ
قَسماً بِحُسْنِ قِوامِكَ الفَتّانِ
قَسماً بِحُسْنِ قِوامِكَ الفَتّانِ / يا أوحدَ الأمراءِ في الحُدْبانِ
أَنتَ الحُسامُ زها بِبُرجقٍ حَدْبَةٍ / فَزَها على الخطيّةِ المرَانِ
يا مُخجلاً شَكْلَ الهِلالِ بِقَدَهِ / حاشاكَ أنْ تُعزى إلى نُقصانِ
وَمُماثِلاً قَدَّ القضيب إذا انثنى / مَنْ حَدْبَتيهِ يَِميسُ بالرُّمانِ
ما عابَ قامَتَكَ الحسودُ جَهالةً / إلاّ أَجَبْتَ مقالَهُ بِبَيانِ
هَلْ يَحْسُنْ الجوكَانُ إلا أنْ يُرى / مَعْ أكرةٍ في حَلْبةِ الميدانِ
أم هَلْ يزينُ المتنَ إلاّ رِدفُهُ / حُسْناً فكيف بمن لهُ رِدفانِ
وَلَنِعْمَ أسنمةُ الجِمالِ وحملُها / ذاتَ الجَمالِ لِمُلتَقَى الأَضغانِ
لولاكَ ما اشتَقنا قِبابَ المنحنى / من حاجرٍ والتل من عسفانِ
والعودُ أَحدبُ وَهْوَ ألهى مطرب / وَلَقَدْ سَمْعتَ بِنَغْمَةِ العيدانِ
وكذا سفينُ البحرِ لولا حَدْبَةٌ / في ظَهْرِهِ لم يَقْوَ للطّوفانِ
وإذا اكتسى الإنسانُ قيلَ تَمثُّلاً / بالمدحِ قامتْ حَدْبةُ الإنسانِ
وَمُدَبِّرُ الأكسيرِ يُدعى أحدَباً / في علمهِ للقِسطِ بالميزانِ
يفديكَ في الحُدبانِ كُلُّ مُكَربجٍ / يَمشي الهوينا مِشْيَةَ السّرطانِ
مُتَجمِّعُ الكَتِفَيْنِ أقنصَ قَدْ بَداَ / في هيئَةِ المتَجَمِّعِ الصّفَعانِ