القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : صُرَّدُر الكل
المجموع : 3
ما ضاع من أياّمنا هل يُغرَمُ
ما ضاع من أياّمنا هل يُغرَمُ / هيهات والأزمانُ كيف تقوَّمُ
يومٌ بأرواحٍ يباعُ ويشتَرى / وأخوه ليس يُسامُ فيه دِرهمُ
سيان قلبي في المشيب وفي الصِّبا / لو يستوى شَعرٌ أغرُّ وأسحمُ
لي وقفةٌ في الدار لا رجعت بما / أهوى ولا يأسِى عليها يُقدِمُ
لا تحسب الآثارَ لُعبةَ هازلٍ / نار ادكارِك في المعالم تُضرمُ
أو ما رأيتَ عِمادَها في نؤيها / مثلَ السِّوار يجول فيه المِعصمُ
وكفَاك أنى للنواعبِ عاتبٌ / ولصُمِّ أحجارِ الديار مكلِّم
ومن البلادةِ في الصبابة أنني / مستخبرٌ عنهنَّ من لا يفهمُ
وأنا البليغُ شكا إليها بثَّه / عبثا فما بالُ المطايا تُرزِمُ
كلٌّ كنَى عن شوقِه بلغاتهِ / ولربّما أبكَى الفصيحَ الأعجمُ
ترجُو سُلوَّكَ في رسومٍ بينها ال / أغصانُ سَكرَى والحمامُ متَّيُم
هذى تميلُ إذا تنسَّمت الصَّبا / والوُرق تذكر إلفَها فترَنَّم
فمتى تروع العيسُ غزلانَ النقا / بعصابةٍ سئمَ العواذلُ منهمُ
النُّسكُ عند عفيفهم دينُ الهوى / والنصح عند لبيبهم لا يُفهَمُ
حتّام أرعىَ وردةً لا تُجتنَى / في الخدِّ أو تُفّاحةً لا تُلثمُ
أيُذادُ عن تلك المحاسنِ ناظرى / وتريد مني أن يسَوَّغَها الفمُ
في كلّ يومٍ للعيون وقائعٌ / إنسانُها الطمَّاحُ فيها يُكلَمُ
لو لم تكن جَرْحَى غداةَ لقائهم / ما كان يجرى من مآقيها الدمُ
ولو اقتدرتُ قسمتُها يومَ النوى / عينا تلاحظهم وأخرَى تَسْجُمُ
دع لمحةً إ تستطع عُلَقَ الهوى / فبذاك تعلمُ كيف نام النوَّمُ
ولطالما اعتقب العواذل مسمعى / فزجرنَ منه مُصْعَبا ولا يُخطَمُ
ما كنتُ أولَ من عصاهُ فؤادُه / وجنَى عليه مقَنَّعٌ ومعمَّمُ
لم أدر أنَّ الحبَّ حوَمةُ مأزِقٍ / تُصلىِ ولا أنّ اللواحظَ أسهمُ
أصفُ الأحبّةَ واللسان يقول لي / وصفُ الوزير أبى المعالى أعظمُ
المستجير من المذمَّة بالنَّدَى / والمستجار إذا أظلَّك مَغْرمُ
في كلِّ يوم للمكارم عندَه / سوقٌ عُكاظٌ دونَها والموسِمُ
وكأنّما أموالُه من بَذلها / نَهبٌ بأيدى الغانمين مقسَّمُ
فلو أنها وَجدتْ عليه ناصرا / لرأيتها من كفّهِ تتظلّمُ
أسمعتَ قبلَ يمينه وشماله / بسحائبٍ أو أبحرٍ تتختَّمُ
فيهنَّ من قِصدِ اليراع أراقمٌ / تَقضِى وتَمضِى والقنا يتحطَّمُ
ما هنَّ إلا موردٌ من فوقهِ / طيرُ الرغائبِ والمطالبِ حُوَّمُ
الجِدُّ من عزماتهِ متلقِّنٌ / والمجدُ من أخلاقه متعلِّمُ
متهلّلٌ للوفد يُحسَب أنه / بدرٌ أحاط بجانبيهِ الأنجُمُ
تُثنِى عواذله عليه بعذلهم / ولربّما نشَرَ الثناءَ اللُّوَّمُ
خلعتْ عليه المكرُماتُ ملابسا / ما يزال ينقُشها المديح ويرقُمُ
عِشق المعالىَ فهْو من شغفٍ بها / عند الرقاد بغيرها لا يَحلُمُ
بصوابه في الرأى ثُقِّف القنا / وبعزمه صُقلِ الحسامُ المِخذَمُ
يحمِى بسطوته مسارحَ لحظهِ / فالعزُّ في أبياته مستخدَمُ
وإذا تلمَّح قلت صقرٌ ناظرٌ / وإذا تغاضَى قلت أطرقَ أرقمُ
ثَبْتُ الجَنانِ كأنّما في بُرده / يومَ الزعازع يذبُلٌ ويلَملَمُ
رفَعتْ له هِمّاتُه وزَماعُه / بنيانَ مجدٍ ركنُه لا يُهدَمُ
طَوْلٌ تشرَّد في البلادِ فمنِجدٌ / يَروِى الذي يَرويه آخرُ متهِمُ
لله أنتَ إذا تسلَّبت الرُّبَى / وشكا الأُحاحَ سِماكُها والمِرْزَمُ
لِيرُدَّ مَن جاراك رأسَ طِمِرةٍ / ما كلُّ طِرْفٍ في السّباقِ مطهَّمُ
للمجد أثقالٌ تعِجُّ إفالهُم / منها وينهَزها الفنيقُ المقُرَمُ
حاشاك أن يَثنِى طباعَك في الندى / ثانٍ وينقُضَ من خِلالكَ مُبرِمُ
إن تَصنع الحسنَى فإنك زائدٌ / أو تُسبغ النُّعمَى فأنت متمّمُ
وأنا الذي سيرَّتُ شكرك في الدُّنَى / حتى تلاه مُعرِقٌ أو مُشئمُ
وجلبتُ من بحر الثناءِ لآلئا / في نحرِ ما أو ليتنيه تُنظَّمُ
أوردتُ آمالى غديرَك آمنا / من أن يكون وراءَ شهدٍ عَلقمُ
ورضعتُ ثدىَ نداك من دون الهوى / ثقةً بأنّ رصيعَه لا يُفطَمُ
أهَدى لك النيروزُ في أغصانهِ / زَهرا بأوراقِ العلاء يُكمَّمُ
في كلِّ يومٍ خيلُه وركابُه / جَبَهاتُهنَّ بطيب ذكرك تُوسمُ
لا زالت النَّعماءُ عندك حَلْبُها / ملءُ الإناء وبطنُها لا يُعقَمُ
والدهر مجنوبٌ وراءك كلّما / وأتاك أسعده القضاءُ المبرَمُ
كالنِّقسِ ليلتُه وطِرسٍ يومُهُ / والنُّجحُ يَكتبُ والسعادةُ تختِمُ
يا ماءَ لِينَةَ لو نقعتَ أُوامى
يا ماءَ لِينَةَ لو نقعتَ أُوامى / كانت حياضُك لي كئوسَ مُدامِ
لا يعدِلُ المشغوفُ عن سَنَن الهوى / ولو أنَّ العذل غَربُ حسامِ
كيف السلُّو وليس يسلك سمعه / إلا حنين أو بكاء حمام
حتى كأن القلب مد حجابه / ليرد عنه طوارق اللوام
لقد عرضت على السلو جوانحي ال / حرَّى فلم يَرهنَّ دارَ مقامِ
ما ضَّر من زار الغيورَ أمامَهُ / لو زار في ثوبٍ من الأحلامِ
جُزْ باللوى إن كنتَ تُؤثر أن تَرى / حَدَق المها وسوالفَ الآرامِ
وتأنَّ في نظرِ الخدور فبينها / صورةٌ تبيحُ عبادةَ الأصنامِ
ناضلننا بنوافذٍ مسمومةٍ / ووددتُ لو قبَّلتُ سهمَ الرامى
وكنَنَّ في الأيدى خضابا ناميا / ونظيره في القلب حبٌّ نامِ
ليس البراقعُ كاسمها لكنها / يومَ الوداع كنائنٌ لسهامِ
بينى وما بين الكواعب موعدٌ / يُلقِى إلى كفّ المشيب زِمامى
لا ينتهى الطيفُ المزاورُ مضجعى / عنّى وفي فَوْدىَّ جُنحُ ظلامِ
والدهرُ ذو شيئين يصبغ لِمتَّى / كلتاهما بالصبح والإظلامِ
قد كنتَ بُهْمَى جَعدة خسّيّة / فبأىّ ماء صرتَ نَوْرَ ثَغامِ
أعلَّى تقترعُ الليالي بعد ما / غلَّت يديْها شِرَّتى وعُرامى
تلهو بحَوْذان العراق ركائبى / وعزائمى ترعَى رياضَ الشامِ
لي في بطون اليعمَلات مَزادةٌ / تُروِى إذا غدَر رياضَ الطامى
وإذا الجِفانُ الغُرُّ طلّقت الضحى / حَنَت الظُّبىَ من غارب وسَنامِ
كم بازلٍ كوماءَ أخطأها القِرىَ / رُدَّت فريضتُها إلى الأَزلامِ
إن القناعة مذ خَطمتُ بحبلها / طمعى تساوت رحلتى ومقامى
فالبِيدُ عندى كالقصور ونهضتى / كتثبُّطى والوُجْدُ كالإِعدامِ
ألقَى بنى هذا الزمانِ مُهجهجا / زجرَ الحُداةِ بهميةَ الأنعامِ
أشخاصُهم لا حِسَّ في عَرَصاتها / وقلوبُهم ثكَلى من الأفهامِ
حسبي وقد أصبحتُ فذًّا بينهم / بك يا أبا الحسَن الشقيقِ تؤامى
حَمَلتْ بنا في ليلةٍ مزؤدةٍ / أمُّ الخِلال الغرّ حملَ تَمامِ
وتكفَّلت ظِئرُ العلا برَضاعنا / حوْلَين ما تحصيهما لفطامِ
حتى إذا الآداب شُّدَ نِطاقُها / زُفَّت إلى شُمّ الأنوف كرامِ
يَسْبون أبكارَ المعاني حيثما / شنُّوا الإغارةَ وهي غيرُ حرامِ
هذا هو النسبُ الصريحُ وغيرنا / يختال بالأخوال والأعمامِ
لو كان نصلُ إِخاىَ يصدئه النوى / لصقلتُه بالوصل والإلمامِ
لكننى والبينُ يَحرُق نابَه / أفترُّ عن ثغرِ الهوى البسّامِ
أنتَ النهارَ تذكُّرى وتفكُّرى / والليلَ أحلامى وطيفُ منامى
إن كان أقوامٌ نظام فرائدٍ / كنتَ النظامَ وسِلكَ كلّ نظامِ
أنا عن سوابقك الجيادِ مقصّرٌ / زمسلِّم يومَ الرِّهَانِ لجامى
لا مجدَ إلا للإمام القائِم
لا مجدَ إلا للإمام القائِم / وإن ادّعتهُ عصابةٌ من هاشمِ
نرضَى لدينِ الله والدنيا الذي / رضِىَ النبىُّ لبُرْدِه والخاتمِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025