المجموع : 25
لَو كانَ لي أَمرٌ يُطاوَعُ لَم يَشِن
لَو كانَ لي أَمرٌ يُطاوَعُ لَم يَشِن / ظَهرَ الطَريقِ يَدَ الحَياةِ مُنَجِّمُ
أَعمى بَخيلٌ أَو بَصيرٌ فاجِرٌ / نوءُ الضِلالِ بِهِ مُرِبٌّ مُثجَمُ
يَغدو بِزَخرَفَةٍ يُحاوِلُ مَكسَباً / فَيُديرُ أَسطَرلابَهُ وَيُرَجِّمُ
وَقَفَت بِهِ الوَرهاءُ وَهيَ كَأَنَّها / عِندَ الوُقوفِ عَلى عَرينٍ تَهجُمُ
سَأَلَتهُ عَن زَوجٍ مُتَغَيِّبٍ / فَاِهتاجَ يَكتُبُ بِالرِقانِ وَيُعجِمُ
وَيَقولُ ما اِسمُكِ وَاِسمُ أُمُّكِ إِنَّني / بِالظَنِّ عَمّا في الغُيوبِ مُتَرجمُ
يولي بِأَنَّ الجِنَّ تَطرُقُ بَيتَهُ / وَلَهُ يَدينُ فَصيحُها وَالأَعجَمُ
وَالمَرءُ يَكدَحُ في البِلادِ وَعِرسُهُ / في المِصرِ تَأكُلُ مِن طَعامٍ يوجَمُ
أَفَما يَكُرُّ عَلى مَعيشَتِهِ الفَتى / إِلّا بِما نَبَذَت إِلَيهِ الأَنجُمُ
رَجمُ التَنائِفِ بِالرِكابِ أَعَزُّ مِن / كَسبٍ يَحُقُّ لِرَبِّهِ لَو يُرجَمُ
آهٍ لِأَسرارِ الفُؤادِ غَوالِياً / في الصَدرِ أَستُرُ دونَها وَأُجَمجِمُ
عَجَباً لِكاذِبِ مَعشَرٍ لا يَنثَني / غَبَّ العُقوبَةِ وَهوَ أَخرَسُ أَضجَمُ
كَيفَ التَخَلُّصُ وَالبَسيطَةُ لُجَّةٌ / وَالجَوُّ بِالنَوائِبِ يَسجُمُ
فَسَدَ الزَمانُ فَلا رَشادٌ ناجِمٌ / بَينَ الأَنامِ وَلا ضَلالٌ مُنجِمُ
أَسرِج وَأَلجِم لِلفِرارِ فَكُلُّهُم / فيما يَسوءُكَ مُسرِجٌ أَو مُلجِمُ
وَالخَيرُ أَزهَرُ ما إِلَيهِ مُسارِعٌ / وَالشَرُّ أَكدَرُ لَيسَ عَنهُ مُحجِمُ
ضَحِكوا إِلَيكَ وَقَد أَتَيتَ بِباطِلٍ / وَمَتى صَدَقتَ فَهُم غِضابٌ رُجَّمُ
يَحميكَ مِنهُم أَن تَمُرَّ عَلَيهُمُ / فَإِذا حَلَوتَ عَدَت عَلَيكَ العُجَّمُ
العالَمُ العالي بِرَأيِ مَعاشِرٍ
العالَمُ العالي بِرَأيِ مَعاشِرٍ / كَالعالَمِ الهاوي يُحِسُّ وَيَعلَمُ
زَعَمَت رِجالٌ أَنَّ سَيّاراتِهِ / تَسِقُ العُقولَ وَأَنَّها تَتَكَلَّمُ
فَهَلِ الكَواكِبُ مِثلُنا في دينِها / لا يَتَّفِقنَ فَهائِدٌ أَو مُسلِمُ
وَلَعَلَّ مَكَّةَ في السَماءِ كَمَكَّةٍ / وَبِها نِضادِ وَيَذبُلٌ وَيَلَملَمُ
وَالنورُ في حُكمِ الخَواطِرِ مُحدَثٌ / وَالأَوَّلِيُّ هُوَ الزَمانُ المُظلِمُ
وَالخَيرُ بَينَ الناسِ رَسمٌ دائِرٌ / وَالشَرُّ نَهجٌ وَالبَرِيَّةُ مَعلَمُ
طَبعٌ خُلِقتَ عَلَيهِ لَيسَ بِزائِلٍ / طولَ الحَياةِ وَآخَرٌ مُتَعَلَّمُ
إِن جارَتِ الأُمَراءُ جاءَ مُؤَمَّرٌ / أَعتى وَأُجورُ يَستَضيمُ وَيَكلِمُ
كَحَمائِمٍ ظَلَمَت فَنادى أَجدَلٌ / إِن كُنتِ ظالِمَةً فَإِنّي أَظلَمُ
أَرَأَيتَ أَظفارَ الضَراغِمِ عُوِّدَت / فِرَةً وَأَظفارَ الأَنيسِ تُقَلَّمُ
وَكَذاكَ حُكمُ الدَهرِ في سُكّانِهِ / عَيرٌ لَهُ أُذُنٌ وَهَيقٌ أَصلَمُ
إِن شِئتَ أَن تُكفى الحِمامَ فَلا تَعِش / هَذي الحَياةُ إِلى المَنِيَّةِ سُلَّمُ
ماذا أَفَدتَ بِأَنَّ دَهرَكَ خافِضٌ / وَغِناكَ مُنبَسِطٌ وَعِرسُكَ غَيلَمُ
أَحسِن بِدُنيا القَومِ لَو كانَ الفَتى / لا يُقتَضى وَأَديمُهُ لا يَحلُمُ
وَكَأَنَّما الأُخرى تَيَقُّظُ نائِمٍ / وَكَأَنَّما الأولى مَنامٌ يُحلَمُ
يَتَشَبَّهُ الطاغي بِطاغٍ مِثلِهِ / وَأَخو السَعادَةِ بَينَهُم مَن يَسلَمُ
في الناسِ ذو حِلمٍ يُسَفِّهُ نَفسَهُ / كَيما يُهابَ وَجاهِلٌ يَتَحَلَّمُ
وَكِلاهُما تَعِبٌ يُحارِبُ شيمَةً / غَلَبَت فَآضَ بِحَربِها يَتَأَلَّمُ
فَاِلزَم ذَراكَ وَإِن تَشَعَّثَ جُدرُهُ / فَالعِسُّ قَد يَرويكَ وَهوَ مُثَلَّمُ
دَهرٌ يَمُرُّ كَما تَرى فَأَهلَّةٌ
دَهرٌ يَمُرُّ كَما تَرى فَأَهلَّةٌ / تَنمي لِتَكمُلَ أَو بُدورٌ تَسقَمُ
وَتُحِبُّ أَن يُثنى عَلَيكَ بِأَنَّكَ ال / بَرُّ التَقيُّ وَأَنتَ صِلٌّ أَرقَمُ
وَشَهادَةٌ لَكَ أَنَّ خُلقَكَ يُجتَنى / لِيُصابَ شَهداً وَهوَ صابٌ عَلقَمُ
تَجني فَتَنقُمُ ما كَرِهتَ وَكُلُّ ما / تَجنيهِ تَحسَبُ أَنَّهُ لا يَنقُمُ
كُلٌّ تَسيرُ بِهِ الحَياةُ وَما لَهُ
كُلٌّ تَسيرُ بِهِ الحَياةُ وَما لَهُ / عِلمٌ عَلى أَيِّ المَنازِلِ يَقدُمُ
وَمِنَ العَجائِبِ أَنَّنا بِجَهالَةٍ / نَبني وَكُلُّ بِناءِ قَومٍ يُهدَمُ
وَالمَرءُ يَسخَطُ ثُمَّ يَرضى بِالَّذي / يُقضى وَيوجِدُهُ الزَمانُ وَيُعدِمُ
وَيَلَذُّ أَطعِمَةَ البَقاءِ وَخَيرُها / كَالسُمِّ يُخلَطُ بِالحِمامِ وَيُؤدَمُ
وَالدَهرُ يَقدُمُ عَن تَرادُفِ أَعصُرٍ / فَيَغيبُ أَعصُرُ في الخُطوبِ وَيَقدُمُ
ذَكَرَ القَريضُ رَبيعَةَ بنِ مُكَدَّمٍ / وَليُنسِيَنَّ رَبيعَةٌ وَمُكَدَّمُ
وَنَرومُ دُنيانا وَما كَلِفٌ بِها / إِلّا الفَنيقُ وَيَظَلُّ وَهوَ مُسَدَّمُ
هُوِيَت وَقَد خَدَمَت وَلَم تَرَ خِدمَةً / وَتَعَرَّضَت لَكَ إِذ أُهينَت تَخدُمُ
وَأُضيعُ أَوقاتي بِغَيرِ نَدامَةٍ / وَيَفوتُني الشَيءُ اليَسيرُ فَأَندَمُ
مَنَعَ الفَتى هَيناً فَجَرَّ عَظائِماً / وَحَمى نُمَيرَ الماءِ فَاِنبَعَثَ الدَمُ
وَجَديدُ عيشَتِنا الشَبابُ فَإِن مَضى / فَقَميصُنا خَلقُ اللِباسِ مُرَدَّمُ
وَالجِسمُ ظَرفُ نَوائِبٍ وَكَأَنَّهُ / ظَرفٌ يُؤَخِّرُ تارَةً وَيُقَدِّمُ
دُنياكَ أَشبَهَت المُدامَةَ ظاهِرٌ
دُنياكَ أَشبَهَت المُدامَةَ ظاهِرٌ / حَسَنٌ وَباطِنُ أَمرِها ما تَعلَمُ
وَالدَهرُ يَصمُتُ غَيرَ أَنَّ خُطوبَهُ / تُرجِمنَ حَتّى خِلتُهُ يَتَكَلَّمُ
أَنفِق لِتُرزَقَ فَالثَراءُ الظِفرُ إِن / يُترَك يَشِن وَيَعودُ حينَ يُقَلَّمُ
آناءُ لَيلِكَ وَالنَهارُ كِلاهُما
آناءُ لَيلِكَ وَالنَهارُ كِلاهُما / مِثلُ الإِناءِ مِنَ الحَوادِثِ مُفعَمُ
وَإِذا الفَتى كَرِهَ الغَواني وَاِتَّقى / مَرَضاً يَعودُ وَضَرَّهُ ما يُطعَمُ
فَقَدِ اِنطَوَت عَنهُ الحَياةُ وَكاذِبٌ / مَن قالَ عَنهُ يَبيتُ وَهوَ مُنَعَّمُ
رَكِبَ الزَمانَ إِلى الحِمامِ بِرُغمِهِ / وَرَأى المَنِيَّةَ لَيسَ فيها مَرغَمُ
وَعَظَ الزَمانُ فَما فَهِمتَ عِظاتِهِ
وَعَظَ الزَمانُ فَما فَهِمتَ عِظاتِهِ / وَكَأَنَّهُ في صَمتِهِ يَتَكَلَّمُ
لَو حاوَرَتكَ الضَأنُ قالَ حَصيفُها / الذِئبُ يَظلِمُ وَاِبنَ آدَمَ أَظلَمُ
أَطَرَدتَ عَنّا فارِساً ذا رُجلَةٍ / ساقَتهُ حاجَتُهُ وَلَيلٌ مُظلِمُ
وَيَزيدُهُ عُذراً لَدَينا أَنَّهُ / سَدرانُ لَيسَ بِعالِمٍ ما تَعلَمُ
تَهوى سَلامَتَنا وَتَرعى سَرحَنا / وَجِرابُ ضارٍ مِن حِرابِكَ أَسلَمُ
أَظفارُكَ اِستَعلَت إِلى أَظفارِهِ / بَأساً وَتِلكَ وَقتُ وَهذي تُقلَمُ
لَو كانَ غُصناً في المَنابِتِ ناضِراً / لَأَلَمَّ يَذبُلُ يَذبُلٌ وَيُلَملِمُ
صَبراً عَلى دُنياكَ يَنقَضِ حينُها / فَكَأَنَّها حُلمٌ بِنَومٍ يَحلَمُ
وَلَرُبَّما قَضَتِ الأَناةُ مَآرِباً / مِن نازِحٍ وَلِكُلِّ عالٍ سُلَّمُ
وَالناسُ شَتّى مِن حُلومٍ مُظهِرٌ / جَهلاً يَعُرُّ وَجاهِلٌ يَتَحَلَّمُ
فارَقتَ فَاِستَعلَت هُمومُكَ وَالمَدى / يَأسو بِطولِ مُرورِهِ ما يُكلَمُ
وَإِذا يَدٌ قُطِعَت فَإِنَّ عَشيرَها / لَو حُرِّقَت بِالنارِ لا يَتَأَلَّمُ
لِفَعالِكَ المَذمومُ ريحُ حَوابِسٍ
لِفَعالِكَ المَذمومُ ريحُ حَوابِسٍ / وَلِفِعلِكَ المَحمودِ رَيّا تَفَغَمُ
وَالطَبعُ أَحكَمَهُ المَليكُ فَلَن تَرى / حَجَراً يَقولُ وَلا هِزبَراً يَبغُمُ
وَإِذا غَدَوتَ عَلى القَضاءِ مُغالِباً / فَأَذاكَ تَستَمري وَأَنفُكَ تَرغَمُ
أَيَكونُ رَفعٌ لِلشُرورِ فَيَنتَهي / غاوٍ وَيَقنَعُ بِالنَباتِ الضَيغَمِ
وَالمَوتُ أَصدَقُ حادِثٍ وَأَصَحُّهُ / وَكَأَنَّهُ كَذِبٌ يُسَرُّ فَيَنغُمُ
العَقلُ يُخبِرُ أَنَّني في لُجَّةٍ
العَقلُ يُخبِرُ أَنَّني في لُجَّةٍ / مِن باطِلٍ وَكَذاكَ هَذا العالَمُ
مِثلَ الحِجارَةِ في العِظُاتِ قُلوبُنا / أَو كَالحَديدِ فَلَيتَنا لا نَألَمُ
لَم تَلقَ في الأَيّامِ إِلّا صاحِباً
لَم تَلقَ في الأَيّامِ إِلّا صاحِباً / تَأَذّى بِهِ طولَ الحَياةِ وَتَألَمُ
وَيَعُدُّ كَونَكَ في الزَمانِ بَليَّةً / فَاِصبِر لَها فَكَذاكَ هَذا العالَمُ
الشُهُبُ عَظَّمَها المَليكُ وَنَصَّها
الشُهُبُ عَظَّمَها المَليكُ وَنَصَّها / لِلعالَمينَ فَواجِبٌ إِعظامُها
وَأَرى الحَياةَ وَإِنّ لَهَجَت بِحُبِّها / كَالسِلكِ طَوَّقَكَ الأَذاةَ نِظامُها
عُميانُكُم قَرَأَت عَلى أَجداثِكُم
عُميانُكُم قَرَأَت عَلى أَجداثِكُم / وَأَتوا لَكُم بِالبِرِّ مَن آتاكُمُ
أَحياؤُكُم بَخَلَت عَلَيهِم بِالنَدى / فَبَغوهُ بِالفُرقانِ مِن مَوتاكُمُ
كَم توعَظونَ فَلا تَلينُ قُلوبُكُم / فَتَبارَكَ الخَلّاقُ ما أَعتاكُمُ
لا تَأذَنونَ إِلى النُهاةِ مَصيفَكُم / وَتُجانِبونَ البِرَّ في مَشتاكُمُ
إِنَّ الضَلالَةَ كَالغَريزَةِ فيكُمُ / يَأوي إِلَيها كَهلُكُم وَفَتاكُمُ
أَسرارُ نَفسِكَ في البِلادِ كَأَنَّها
أَسرارُ نَفسِكَ في البِلادِ كَأَنَّها / أَسرارُ وَجهِكَ ما عَلَيهِ لِثامُ
وَظُهورُ تِلكَ أَباحَهُ لَكَ رَبُّها / وَظُهورُ هَذي هَتكَةٌ وَأَثامُ
قالَ المُنَجِّمُ وَالطَبيبُ كِلاهُما
قالَ المُنَجِّمُ وَالطَبيبُ كِلاهُما / لا تُحشَرُ الأَجسادُ قُلتُ إِلَيكُما
إِن صَحَّ قَولُكُما فَلَستُ بِخاسِرٍ / أَو صَحَّ قَولي فَالخُسارُ عَلَيكُما
طَهَّرتُ ثَوبي لِلصَلاةِ وَقَبلَهُ / طُهرٌ فَأَينَ الطُهرُ مِن جَسَدَيكُما
وَذَكَرتُ رَبّي في الضَمائِرِ مُؤنِساً / خَلَدي بِذاكَ فَأَوحِشا خَلَدَيكُما
وَبَكرتُ في البَردَينِ أَبغي رَحمَةً / مِنهُ وَلا تُرَعانِ في بُردَيكُما
إِن لَم تَعُد بِيَدي مَنافِعُ بِالَّذي / آتي فَهَل مِن عائِدٍ بِيَدَيكُما
بُردُ التَقِيِّ وَإِن تَهَلَّلَ نَسجُهُ / خَيرٌ بِعِلمِ اللَهِ مِن بُردَيكُما
قَد يَرفَعُ الأَقوامُ إِن سُئِلوا
قَد يَرفَعُ الأَقوامُ إِن سُئِلوا / هَل تَخفِضونَ وَقَولُهُم رُبَما
يُسقَونَ في القَيظِ الحَميمَ وَفي / حينِ الصَنابِرِ بارِداً شَبِما
الناصِبينَ لِماءِ شُربِهُمُ / قاماتِهِم وَالناصِبينَ بِما
قَطَعَ الطَريقَ بِمَهمَهٍ وَنَظيرَهُ
قَطَعَ الطَريقَ بِمَهمَهٍ وَنَظيرَهُ / في المِصرِ فَعِلَ مُنَجِّمٍ وَمُعَزِّمِ
تَتَوافَقُ الأَسماءُ مِنّا وَالكِنى / مُتَبايِناتٌ فَاِنهَ جَهلاً وَاِحزَمِ
هَيهاتَ ما الجَوزاءُ تَرزُم عِندَها / وَجناءُ كَالجَوزاءِ ذاتِ المِرزَمِ
وَتَشابُهُ الأَخلاقِ مِن مُتَباعِدي نَجرٍ / وَلَيسَ خُزَيمَةٌ مِن أَخزَمِ
وَبِعَينِ سُلوانَ الَّتي في قُدسِها / طَعمٌ يُوَهِّمُ أَنَّها مِن زَمزَمِ
وَالمَرءُ يُسخَطُ ما أَتاهُ وَكَم فَتىً / كَالشَنِّ يَنفَعُ أَهلَهُ بِمَهَزَّمِ
غَضِبَ المُمَلَّكُ أَنَّ خِرجاً لَم يَفِر / وَالعَبدُ أَنَّ سَقاءَهُ لَم يُخزَمِ
وَالخَيرُ أَفضَلُ ما اِعتَقَدتَ فَلا تَكُن / هَمَلاً وَصَلِّ بِقُبلَةٍ أَو زَمزِمِ
وَوَجَدتُ نَفسَ الحُرِّ تَجعَلُ كَفُّهُ / صِفراً وَتُلزِمُهُ بِما لَم يُلزَمِ
عِلمي بِأَنّي جاهِلٌ مُتَمَكِّنٌ
عِلمي بِأَنّي جاهِلٌ مُتَمَكِّنٌ / عِندي وَإِن ضَيَّعتُ حَقَّ العالِمِ
وَالظُلمُ يُمهِلُ بَعضَ مَن يَسعى لَهُ / وَمَحَلُّ نَقمَتِهِ بِنَفسِ الظالِمِ
ما بالُ مَن طَلَبَ الهُدى بِمُفاوِزٍ / قَفرٍ وَطالِبُ غَيرِهِ بِمَعالِمِ
وَالمَرءُ في حالِ التَيَقُّظِ هاجِعٌ / يَرنو إِلى الدُنيا بِمُقلَةِ حالِمِ
وَأَخو الحِجى أَبَداً يُجاهِدُ طَبعَهُ / فَتَراهُ وَهوَ مُحارِبٌ كَمُسالِمِ
سَأَلَ الطَبيبَ عَنِ الشِكايَةِ مُدنَفٌ / يَرجو سَلامَتَهُ وَلَيسَ بِسالِمِ
أُسكُت وَخَلِّ مُضِلَّهُم وَشُؤونَهُ
أُسكُت وَخَلِّ مُضِلَّهُم وَشُؤونَهُ / لِيَسوقَهُم بِعَصاهُ أَو بِحُسامِهِ
نُصِحوا فَما قَبِلوا وَباعوا كِثكِثاً / مِن شَرِّ مَعدِنِهِ بِقيمَةِ سامِهِ
فَكَأَنَّهُم غَنَمٌ تَرودُ أُسامَها / مَن لا يُبالي كَيفَ حالُ مَسامِهِ
دُفِنَ السُرورُ فَما يَبينُ لِعاقِلٍ / رُزءٌ يَكونُ المَوتُ في أَقسامِهِ
كَذَبَ اِمرُؤٌ نَسَبَ القَبيحَ إِلى / الَّذي خَلَقَ الأَنامَ وَخَطَّ في بِرسامِهِ
هَذي الحَياةُ مَسافَةٌ فَاِصبِر لَها
هَذي الحَياةُ مَسافَةٌ فَاِصبِر لَها / كَيما تَبينَ وَأَنتَ غَيرُ مَلومِ
مَن لي بِناجِيَةٍ سَفيهَةِ مُدلِجٍ / فَالعيسُ لَم تَحمَد ذَواتِ حُلومِ
روحُ الظَلومِ إِذا هَوَت فَإِذا اِرتَقَت / فَكَأَنَّما هِيَ دَعَوةُ المَظلومِ
أَمّا رُكابُ الجودِ فَهيَ عَواطِبٌ / وَسَرى الأَنامُ عَلى رِكابِ اللُومِ
في عالَمٍ أَخَذَ الإِلَهُ عُقولَهُم / فَغَدَوا جَميعُهُمُ بِلا مَعلومِ
ما لِلأَنامِ وَجَدتُهُم مِن جَهلِهِم
ما لِلأَنامِ وَجَدتُهُم مِن جَهلِهِم / بِالدينِ أَشباهَ النَعامِ أَوِ النَعَم
فَمُجادِلٌ وَصَلَ الجِدالَ وَقَد دَرى / أَنَّ الحَقيقَةَ فيهِ لَيسَ كَما زَعَم
عَلِمَ الفَتى النَظّارُ أَنَّ بَصائِراً / عَمِيَت فَكَم يَخفى اليَقينُ وَكَم يُعَم
لَو قالَ سيدُ غَضاً بُعِثتُ بِمِلَّةٍ / مِن عِندِ رَبّي قالَ بَعضُهُم نَعَم