القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو العَلاء المَعَري الكل
المجموع : 25
لَو كانَ لي أَمرٌ يُطاوَعُ لَم يَشِن
لَو كانَ لي أَمرٌ يُطاوَعُ لَم يَشِن / ظَهرَ الطَريقِ يَدَ الحَياةِ مُنَجِّمُ
أَعمى بَخيلٌ أَو بَصيرٌ فاجِرٌ / نوءُ الضِلالِ بِهِ مُرِبٌّ مُثجَمُ
يَغدو بِزَخرَفَةٍ يُحاوِلُ مَكسَباً / فَيُديرُ أَسطَرلابَهُ وَيُرَجِّمُ
وَقَفَت بِهِ الوَرهاءُ وَهيَ كَأَنَّها / عِندَ الوُقوفِ عَلى عَرينٍ تَهجُمُ
سَأَلَتهُ عَن زَوجٍ مُتَغَيِّبٍ / فَاِهتاجَ يَكتُبُ بِالرِقانِ وَيُعجِمُ
وَيَقولُ ما اِسمُكِ وَاِسمُ أُمُّكِ إِنَّني / بِالظَنِّ عَمّا في الغُيوبِ مُتَرجمُ
يولي بِأَنَّ الجِنَّ تَطرُقُ بَيتَهُ / وَلَهُ يَدينُ فَصيحُها وَالأَعجَمُ
وَالمَرءُ يَكدَحُ في البِلادِ وَعِرسُهُ / في المِصرِ تَأكُلُ مِن طَعامٍ يوجَمُ
أَفَما يَكُرُّ عَلى مَعيشَتِهِ الفَتى / إِلّا بِما نَبَذَت إِلَيهِ الأَنجُمُ
رَجمُ التَنائِفِ بِالرِكابِ أَعَزُّ مِن / كَسبٍ يَحُقُّ لِرَبِّهِ لَو يُرجَمُ
آهٍ لِأَسرارِ الفُؤادِ غَوالِياً / في الصَدرِ أَستُرُ دونَها وَأُجَمجِمُ
عَجَباً لِكاذِبِ مَعشَرٍ لا يَنثَني / غَبَّ العُقوبَةِ وَهوَ أَخرَسُ أَضجَمُ
كَيفَ التَخَلُّصُ وَالبَسيطَةُ لُجَّةٌ / وَالجَوُّ بِالنَوائِبِ يَسجُمُ
فَسَدَ الزَمانُ فَلا رَشادٌ ناجِمٌ / بَينَ الأَنامِ وَلا ضَلالٌ مُنجِمُ
أَسرِج وَأَلجِم لِلفِرارِ فَكُلُّهُم / فيما يَسوءُكَ مُسرِجٌ أَو مُلجِمُ
وَالخَيرُ أَزهَرُ ما إِلَيهِ مُسارِعٌ / وَالشَرُّ أَكدَرُ لَيسَ عَنهُ مُحجِمُ
ضَحِكوا إِلَيكَ وَقَد أَتَيتَ بِباطِلٍ / وَمَتى صَدَقتَ فَهُم غِضابٌ رُجَّمُ
يَحميكَ مِنهُم أَن تَمُرَّ عَلَيهُمُ / فَإِذا حَلَوتَ عَدَت عَلَيكَ العُجَّمُ
العالَمُ العالي بِرَأيِ مَعاشِرٍ
العالَمُ العالي بِرَأيِ مَعاشِرٍ / كَالعالَمِ الهاوي يُحِسُّ وَيَعلَمُ
زَعَمَت رِجالٌ أَنَّ سَيّاراتِهِ / تَسِقُ العُقولَ وَأَنَّها تَتَكَلَّمُ
فَهَلِ الكَواكِبُ مِثلُنا في دينِها / لا يَتَّفِقنَ فَهائِدٌ أَو مُسلِمُ
وَلَعَلَّ مَكَّةَ في السَماءِ كَمَكَّةٍ / وَبِها نِضادِ وَيَذبُلٌ وَيَلَملَمُ
وَالنورُ في حُكمِ الخَواطِرِ مُحدَثٌ / وَالأَوَّلِيُّ هُوَ الزَمانُ المُظلِمُ
وَالخَيرُ بَينَ الناسِ رَسمٌ دائِرٌ / وَالشَرُّ نَهجٌ وَالبَرِيَّةُ مَعلَمُ
طَبعٌ خُلِقتَ عَلَيهِ لَيسَ بِزائِلٍ / طولَ الحَياةِ وَآخَرٌ مُتَعَلَّمُ
إِن جارَتِ الأُمَراءُ جاءَ مُؤَمَّرٌ / أَعتى وَأُجورُ يَستَضيمُ وَيَكلِمُ
كَحَمائِمٍ ظَلَمَت فَنادى أَجدَلٌ / إِن كُنتِ ظالِمَةً فَإِنّي أَظلَمُ
أَرَأَيتَ أَظفارَ الضَراغِمِ عُوِّدَت / فِرَةً وَأَظفارَ الأَنيسِ تُقَلَّمُ
وَكَذاكَ حُكمُ الدَهرِ في سُكّانِهِ / عَيرٌ لَهُ أُذُنٌ وَهَيقٌ أَصلَمُ
إِن شِئتَ أَن تُكفى الحِمامَ فَلا تَعِش / هَذي الحَياةُ إِلى المَنِيَّةِ سُلَّمُ
ماذا أَفَدتَ بِأَنَّ دَهرَكَ خافِضٌ / وَغِناكَ مُنبَسِطٌ وَعِرسُكَ غَيلَمُ
أَحسِن بِدُنيا القَومِ لَو كانَ الفَتى / لا يُقتَضى وَأَديمُهُ لا يَحلُمُ
وَكَأَنَّما الأُخرى تَيَقُّظُ نائِمٍ / وَكَأَنَّما الأولى مَنامٌ يُحلَمُ
يَتَشَبَّهُ الطاغي بِطاغٍ مِثلِهِ / وَأَخو السَعادَةِ بَينَهُم مَن يَسلَمُ
في الناسِ ذو حِلمٍ يُسَفِّهُ نَفسَهُ / كَيما يُهابَ وَجاهِلٌ يَتَحَلَّمُ
وَكِلاهُما تَعِبٌ يُحارِبُ شيمَةً / غَلَبَت فَآضَ بِحَربِها يَتَأَلَّمُ
فَاِلزَم ذَراكَ وَإِن تَشَعَّثَ جُدرُهُ / فَالعِسُّ قَد يَرويكَ وَهوَ مُثَلَّمُ
دَهرٌ يَمُرُّ كَما تَرى فَأَهلَّةٌ
دَهرٌ يَمُرُّ كَما تَرى فَأَهلَّةٌ / تَنمي لِتَكمُلَ أَو بُدورٌ تَسقَمُ
وَتُحِبُّ أَن يُثنى عَلَيكَ بِأَنَّكَ ال / بَرُّ التَقيُّ وَأَنتَ صِلٌّ أَرقَمُ
وَشَهادَةٌ لَكَ أَنَّ خُلقَكَ يُجتَنى / لِيُصابَ شَهداً وَهوَ صابٌ عَلقَمُ
تَجني فَتَنقُمُ ما كَرِهتَ وَكُلُّ ما / تَجنيهِ تَحسَبُ أَنَّهُ لا يَنقُمُ
كُلٌّ تَسيرُ بِهِ الحَياةُ وَما لَهُ
كُلٌّ تَسيرُ بِهِ الحَياةُ وَما لَهُ / عِلمٌ عَلى أَيِّ المَنازِلِ يَقدُمُ
وَمِنَ العَجائِبِ أَنَّنا بِجَهالَةٍ / نَبني وَكُلُّ بِناءِ قَومٍ يُهدَمُ
وَالمَرءُ يَسخَطُ ثُمَّ يَرضى بِالَّذي / يُقضى وَيوجِدُهُ الزَمانُ وَيُعدِمُ
وَيَلَذُّ أَطعِمَةَ البَقاءِ وَخَيرُها / كَالسُمِّ يُخلَطُ بِالحِمامِ وَيُؤدَمُ
وَالدَهرُ يَقدُمُ عَن تَرادُفِ أَعصُرٍ / فَيَغيبُ أَعصُرُ في الخُطوبِ وَيَقدُمُ
ذَكَرَ القَريضُ رَبيعَةَ بنِ مُكَدَّمٍ / وَليُنسِيَنَّ رَبيعَةٌ وَمُكَدَّمُ
وَنَرومُ دُنيانا وَما كَلِفٌ بِها / إِلّا الفَنيقُ وَيَظَلُّ وَهوَ مُسَدَّمُ
هُوِيَت وَقَد خَدَمَت وَلَم تَرَ خِدمَةً / وَتَعَرَّضَت لَكَ إِذ أُهينَت تَخدُمُ
وَأُضيعُ أَوقاتي بِغَيرِ نَدامَةٍ / وَيَفوتُني الشَيءُ اليَسيرُ فَأَندَمُ
مَنَعَ الفَتى هَيناً فَجَرَّ عَظائِماً / وَحَمى نُمَيرَ الماءِ فَاِنبَعَثَ الدَمُ
وَجَديدُ عيشَتِنا الشَبابُ فَإِن مَضى / فَقَميصُنا خَلقُ اللِباسِ مُرَدَّمُ
وَالجِسمُ ظَرفُ نَوائِبٍ وَكَأَنَّهُ / ظَرفٌ يُؤَخِّرُ تارَةً وَيُقَدِّمُ
دُنياكَ أَشبَهَت المُدامَةَ ظاهِرٌ
دُنياكَ أَشبَهَت المُدامَةَ ظاهِرٌ / حَسَنٌ وَباطِنُ أَمرِها ما تَعلَمُ
وَالدَهرُ يَصمُتُ غَيرَ أَنَّ خُطوبَهُ / تُرجِمنَ حَتّى خِلتُهُ يَتَكَلَّمُ
أَنفِق لِتُرزَقَ فَالثَراءُ الظِفرُ إِن / يُترَك يَشِن وَيَعودُ حينَ يُقَلَّمُ
آناءُ لَيلِكَ وَالنَهارُ كِلاهُما
آناءُ لَيلِكَ وَالنَهارُ كِلاهُما / مِثلُ الإِناءِ مِنَ الحَوادِثِ مُفعَمُ
وَإِذا الفَتى كَرِهَ الغَواني وَاِتَّقى / مَرَضاً يَعودُ وَضَرَّهُ ما يُطعَمُ
فَقَدِ اِنطَوَت عَنهُ الحَياةُ وَكاذِبٌ / مَن قالَ عَنهُ يَبيتُ وَهوَ مُنَعَّمُ
رَكِبَ الزَمانَ إِلى الحِمامِ بِرُغمِهِ / وَرَأى المَنِيَّةَ لَيسَ فيها مَرغَمُ
وَعَظَ الزَمانُ فَما فَهِمتَ عِظاتِهِ
وَعَظَ الزَمانُ فَما فَهِمتَ عِظاتِهِ / وَكَأَنَّهُ في صَمتِهِ يَتَكَلَّمُ
لَو حاوَرَتكَ الضَأنُ قالَ حَصيفُها / الذِئبُ يَظلِمُ وَاِبنَ آدَمَ أَظلَمُ
أَطَرَدتَ عَنّا فارِساً ذا رُجلَةٍ / ساقَتهُ حاجَتُهُ وَلَيلٌ مُظلِمُ
وَيَزيدُهُ عُذراً لَدَينا أَنَّهُ / سَدرانُ لَيسَ بِعالِمٍ ما تَعلَمُ
تَهوى سَلامَتَنا وَتَرعى سَرحَنا / وَجِرابُ ضارٍ مِن حِرابِكَ أَسلَمُ
أَظفارُكَ اِستَعلَت إِلى أَظفارِهِ / بَأساً وَتِلكَ وَقتُ وَهذي تُقلَمُ
لَو كانَ غُصناً في المَنابِتِ ناضِراً / لَأَلَمَّ يَذبُلُ يَذبُلٌ وَيُلَملِمُ
صَبراً عَلى دُنياكَ يَنقَضِ حينُها / فَكَأَنَّها حُلمٌ بِنَومٍ يَحلَمُ
وَلَرُبَّما قَضَتِ الأَناةُ مَآرِباً / مِن نازِحٍ وَلِكُلِّ عالٍ سُلَّمُ
وَالناسُ شَتّى مِن حُلومٍ مُظهِرٌ / جَهلاً يَعُرُّ وَجاهِلٌ يَتَحَلَّمُ
فارَقتَ فَاِستَعلَت هُمومُكَ وَالمَدى / يَأسو بِطولِ مُرورِهِ ما يُكلَمُ
وَإِذا يَدٌ قُطِعَت فَإِنَّ عَشيرَها / لَو حُرِّقَت بِالنارِ لا يَتَأَلَّمُ
لِفَعالِكَ المَذمومُ ريحُ حَوابِسٍ
لِفَعالِكَ المَذمومُ ريحُ حَوابِسٍ / وَلِفِعلِكَ المَحمودِ رَيّا تَفَغَمُ
وَالطَبعُ أَحكَمَهُ المَليكُ فَلَن تَرى / حَجَراً يَقولُ وَلا هِزبَراً يَبغُمُ
وَإِذا غَدَوتَ عَلى القَضاءِ مُغالِباً / فَأَذاكَ تَستَمري وَأَنفُكَ تَرغَمُ
أَيَكونُ رَفعٌ لِلشُرورِ فَيَنتَهي / غاوٍ وَيَقنَعُ بِالنَباتِ الضَيغَمِ
وَالمَوتُ أَصدَقُ حادِثٍ وَأَصَحُّهُ / وَكَأَنَّهُ كَذِبٌ يُسَرُّ فَيَنغُمُ
العَقلُ يُخبِرُ أَنَّني في لُجَّةٍ
العَقلُ يُخبِرُ أَنَّني في لُجَّةٍ / مِن باطِلٍ وَكَذاكَ هَذا العالَمُ
مِثلَ الحِجارَةِ في العِظُاتِ قُلوبُنا / أَو كَالحَديدِ فَلَيتَنا لا نَألَمُ
لَم تَلقَ في الأَيّامِ إِلّا صاحِباً
لَم تَلقَ في الأَيّامِ إِلّا صاحِباً / تَأَذّى بِهِ طولَ الحَياةِ وَتَألَمُ
وَيَعُدُّ كَونَكَ في الزَمانِ بَليَّةً / فَاِصبِر لَها فَكَذاكَ هَذا العالَمُ
الشُهُبُ عَظَّمَها المَليكُ وَنَصَّها
الشُهُبُ عَظَّمَها المَليكُ وَنَصَّها / لِلعالَمينَ فَواجِبٌ إِعظامُها
وَأَرى الحَياةَ وَإِنّ لَهَجَت بِحُبِّها / كَالسِلكِ طَوَّقَكَ الأَذاةَ نِظامُها
عُميانُكُم قَرَأَت عَلى أَجداثِكُم
عُميانُكُم قَرَأَت عَلى أَجداثِكُم / وَأَتوا لَكُم بِالبِرِّ مَن آتاكُمُ
أَحياؤُكُم بَخَلَت عَلَيهِم بِالنَدى / فَبَغوهُ بِالفُرقانِ مِن مَوتاكُمُ
كَم توعَظونَ فَلا تَلينُ قُلوبُكُم / فَتَبارَكَ الخَلّاقُ ما أَعتاكُمُ
لا تَأذَنونَ إِلى النُهاةِ مَصيفَكُم / وَتُجانِبونَ البِرَّ في مَشتاكُمُ
إِنَّ الضَلالَةَ كَالغَريزَةِ فيكُمُ / يَأوي إِلَيها كَهلُكُم وَفَتاكُمُ
أَسرارُ نَفسِكَ في البِلادِ كَأَنَّها
أَسرارُ نَفسِكَ في البِلادِ كَأَنَّها / أَسرارُ وَجهِكَ ما عَلَيهِ لِثامُ
وَظُهورُ تِلكَ أَباحَهُ لَكَ رَبُّها / وَظُهورُ هَذي هَتكَةٌ وَأَثامُ
قالَ المُنَجِّمُ وَالطَبيبُ كِلاهُما
قالَ المُنَجِّمُ وَالطَبيبُ كِلاهُما / لا تُحشَرُ الأَجسادُ قُلتُ إِلَيكُما
إِن صَحَّ قَولُكُما فَلَستُ بِخاسِرٍ / أَو صَحَّ قَولي فَالخُسارُ عَلَيكُما
طَهَّرتُ ثَوبي لِلصَلاةِ وَقَبلَهُ / طُهرٌ فَأَينَ الطُهرُ مِن جَسَدَيكُما
وَذَكَرتُ رَبّي في الضَمائِرِ مُؤنِساً / خَلَدي بِذاكَ فَأَوحِشا خَلَدَيكُما
وَبَكرتُ في البَردَينِ أَبغي رَحمَةً / مِنهُ وَلا تُرَعانِ في بُردَيكُما
إِن لَم تَعُد بِيَدي مَنافِعُ بِالَّذي / آتي فَهَل مِن عائِدٍ بِيَدَيكُما
بُردُ التَقِيِّ وَإِن تَهَلَّلَ نَسجُهُ / خَيرٌ بِعِلمِ اللَهِ مِن بُردَيكُما
قَد يَرفَعُ الأَقوامُ إِن سُئِلوا
قَد يَرفَعُ الأَقوامُ إِن سُئِلوا / هَل تَخفِضونَ وَقَولُهُم رُبَما
يُسقَونَ في القَيظِ الحَميمَ وَفي / حينِ الصَنابِرِ بارِداً شَبِما
الناصِبينَ لِماءِ شُربِهُمُ / قاماتِهِم وَالناصِبينَ بِما
قَطَعَ الطَريقَ بِمَهمَهٍ وَنَظيرَهُ
قَطَعَ الطَريقَ بِمَهمَهٍ وَنَظيرَهُ / في المِصرِ فَعِلَ مُنَجِّمٍ وَمُعَزِّمِ
تَتَوافَقُ الأَسماءُ مِنّا وَالكِنى / مُتَبايِناتٌ فَاِنهَ جَهلاً وَاِحزَمِ
هَيهاتَ ما الجَوزاءُ تَرزُم عِندَها / وَجناءُ كَالجَوزاءِ ذاتِ المِرزَمِ
وَتَشابُهُ الأَخلاقِ مِن مُتَباعِدي نَجرٍ / وَلَيسَ خُزَيمَةٌ مِن أَخزَمِ
وَبِعَينِ سُلوانَ الَّتي في قُدسِها / طَعمٌ يُوَهِّمُ أَنَّها مِن زَمزَمِ
وَالمَرءُ يُسخَطُ ما أَتاهُ وَكَم فَتىً / كَالشَنِّ يَنفَعُ أَهلَهُ بِمَهَزَّمِ
غَضِبَ المُمَلَّكُ أَنَّ خِرجاً لَم يَفِر / وَالعَبدُ أَنَّ سَقاءَهُ لَم يُخزَمِ
وَالخَيرُ أَفضَلُ ما اِعتَقَدتَ فَلا تَكُن / هَمَلاً وَصَلِّ بِقُبلَةٍ أَو زَمزِمِ
وَوَجَدتُ نَفسَ الحُرِّ تَجعَلُ كَفُّهُ / صِفراً وَتُلزِمُهُ بِما لَم يُلزَمِ
عِلمي بِأَنّي جاهِلٌ مُتَمَكِّنٌ
عِلمي بِأَنّي جاهِلٌ مُتَمَكِّنٌ / عِندي وَإِن ضَيَّعتُ حَقَّ العالِمِ
وَالظُلمُ يُمهِلُ بَعضَ مَن يَسعى لَهُ / وَمَحَلُّ نَقمَتِهِ بِنَفسِ الظالِمِ
ما بالُ مَن طَلَبَ الهُدى بِمُفاوِزٍ / قَفرٍ وَطالِبُ غَيرِهِ بِمَعالِمِ
وَالمَرءُ في حالِ التَيَقُّظِ هاجِعٌ / يَرنو إِلى الدُنيا بِمُقلَةِ حالِمِ
وَأَخو الحِجى أَبَداً يُجاهِدُ طَبعَهُ / فَتَراهُ وَهوَ مُحارِبٌ كَمُسالِمِ
سَأَلَ الطَبيبَ عَنِ الشِكايَةِ مُدنَفٌ / يَرجو سَلامَتَهُ وَلَيسَ بِسالِمِ
أُسكُت وَخَلِّ مُضِلَّهُم وَشُؤونَهُ
أُسكُت وَخَلِّ مُضِلَّهُم وَشُؤونَهُ / لِيَسوقَهُم بِعَصاهُ أَو بِحُسامِهِ
نُصِحوا فَما قَبِلوا وَباعوا كِثكِثاً / مِن شَرِّ مَعدِنِهِ بِقيمَةِ سامِهِ
فَكَأَنَّهُم غَنَمٌ تَرودُ أُسامَها / مَن لا يُبالي كَيفَ حالُ مَسامِهِ
دُفِنَ السُرورُ فَما يَبينُ لِعاقِلٍ / رُزءٌ يَكونُ المَوتُ في أَقسامِهِ
كَذَبَ اِمرُؤٌ نَسَبَ القَبيحَ إِلى / الَّذي خَلَقَ الأَنامَ وَخَطَّ في بِرسامِهِ
هَذي الحَياةُ مَسافَةٌ فَاِصبِر لَها
هَذي الحَياةُ مَسافَةٌ فَاِصبِر لَها / كَيما تَبينَ وَأَنتَ غَيرُ مَلومِ
مَن لي بِناجِيَةٍ سَفيهَةِ مُدلِجٍ / فَالعيسُ لَم تَحمَد ذَواتِ حُلومِ
روحُ الظَلومِ إِذا هَوَت فَإِذا اِرتَقَت / فَكَأَنَّما هِيَ دَعَوةُ المَظلومِ
أَمّا رُكابُ الجودِ فَهيَ عَواطِبٌ / وَسَرى الأَنامُ عَلى رِكابِ اللُومِ
في عالَمٍ أَخَذَ الإِلَهُ عُقولَهُم / فَغَدَوا جَميعُهُمُ بِلا مَعلومِ
ما لِلأَنامِ وَجَدتُهُم مِن جَهلِهِم
ما لِلأَنامِ وَجَدتُهُم مِن جَهلِهِم / بِالدينِ أَشباهَ النَعامِ أَوِ النَعَم
فَمُجادِلٌ وَصَلَ الجِدالَ وَقَد دَرى / أَنَّ الحَقيقَةَ فيهِ لَيسَ كَما زَعَم
عَلِمَ الفَتى النَظّارُ أَنَّ بَصائِراً / عَمِيَت فَكَم يَخفى اليَقينُ وَكَم يُعَم
لَو قالَ سيدُ غَضاً بُعِثتُ بِمِلَّةٍ / مِن عِندِ رَبّي قالَ بَعضُهُم نَعَم

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025