القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ناصِحُ الدين الأَرَّجاني الكل
المجموع : 4
أنا والرَّجاءُ وأنت والكَرَمُ
أنا والرَّجاءُ وأنت والكَرَمُ / ولكَ الفَعالُ كما ليَ الكَلِمُ
خُتِمَ الإجادةُ في المدائحِ بي / وبكَ الأَجاوِدُ في النّدى خُتِموا
حَجّتْكَ آمالُ العبادِ لأَنْ / عَلِمَتْ بأنَّ فِناءكَ الحَرَم
تُوليهمُ مِنناً وتَشْكُرُهُمْ / قَسَماً لقد عَظُمَتْ بك النِّعَم
مِدَحٌ على آثارِها مِنَحٌ / غُرُّ تدومُ كأنّها دِيَم
راجيكَ يَسأَمُ مِن تَتابُعِها / ولديكَ لا ضَجَرٌ ولا سَأَم
أَبداً تُطالِعُ حالَ ذي أَمَلٍ / فَتعودُ حاليةً وَتنْتَظِم
يا طالعاً ومُطالِعاً أَبداً / لم يَبْقَ لا ظُلْمٌ ولا ظُلَم
تَفْديكَ نفْسي وهْي طائعةٌ / ونفوسُ أَقوامٍ وإنْ رَغِموا
من بَحْرِ جُودٍ فَيْضُ أَنمُلِه / للغَيْثِ عَلّمَ كيف يَنْسَجِم
يُخْفي صَنائعَه ليُكْرِمَها / مثْلَ الوجوه تَصونُها اللُّثُم
فتَزيدُ نُوراً كلّما كُتِمتْ / شمسُ الظّهيرة كيفَ تنكَتِم
تَقِصُ الأُسودَ بكلّ ناحلةٍ / في الكفِّ ممّا تُنبِتُ الأجَم
تُبدي ملوكُ الأَرضِ وطاعتَها / فلكلّ ما رَسَمْتَه تَرتَسِم
إن أَصبحَتْ حرباً لهمْ حُرِبوا / أو أَصبَحتْ سِلْماً لهمْ سَلِموا
تُغْني كما تُفْني فَريقتُها / نِعَمٌ طوالَ الدَّهرِ أَو نِقَم
تَجرِي بها يُمنَى يَدَيْ ملِك / في بَطْنها الآمالُ تَزدَحِم
لَمّا غدا الأسيافُ من شَرَفٍ / فيها معَ الأقلام تَخْتَصِم
قَبضَت لذي ولهذه قَبَصت / حتّى تراضَى السّيفُ والقَلَم
ليظلَّ كُلُّ من أنامِلهِ / بمَحلّهِ المَخْصوصِ يَتّسِم
إنّي لَخادمُ كلّ ذي نظَرٍ / شافٍ يُميَّزُ عنْدَهُ الخَدَم
يا أَعدلَ النّاسِ الّذينَ بهمْ / عند الحوادثِ تُكشَفُ الغُمَم
عنْدي فَدتْكَ النَّفْسُ حادثةٌ / الخصمُ فيها أَنت والحَكَم
ما لي أُباعُ كذا مُجازَفَةً / ولكلِّ قومٍ في العُلا قِيَم
أَفبعْدَ تَسْييري لكمْ مِدَحاً / حُدِيَتْ بِهنَّ الأَينُقُ الرُّسُم
مَصقولةً مثْلَ الرّياضِ غَدَتْ / يَبكي الغمامُ لها فتَبْتَسِم
تَرْضَى بأنْ تَغْدو لها طَرِباً / وفؤادُ ناظِمها لكُمْ وَجِم
ويَروحَ مُنْحلاً بسَعْيِكُمُ / أَمْرٌ غدا ليَ وهْو مُنْتَظِم
وتَميلَ عن مِثْلي إلى نَفَرٍ / لا يُذكَرونَ إهانةً لَهُم
فَسَلِ الفضائلَ إن سأَلْتَ بنا / تُخْبِرْكَ كم بَيْني وبَيْنَهُم
وأَعِدْ إلينا نظَرةً لتَرَى / يا صاحِ أَين أنا وأَينَ هُم
زَعَموا بأنّكَ تَعْتَني بِهمُ / هي هِجْرتي إن صَحَّ ما زَعموا
دَعْ أَنفُسَ الأوغادِ ساخِطةً / ما حَمْدُ كُلِّ النّاسِ يُغْتَنَم
شُكْري وشُكْرُهمُ إذا طُلِبا / شَمْلٌ لَعمْرُك ليسَ يَلْتَئِم
أَعرِضْ عنِ الذُّلاّنِ إن عُرِضوا / فَوُجودُهمْ سِيّانِ والعَدَم
لا تَظْلِمِ الإحْسانَ مُصْطَنِعاً / مَنْ أَنتَ تَبْنِيهِ ويَنْهَدِم
لا يَتْبعَنَّ المرءَ ذو رِيَبٍ / عُرِفَتْ فكم من تابعٍ يَصِم
وإنِ ادَّعَى قِدَمَ الوَلاءِ فما / للوغْدِ لا قِدَمٌ ولا قَدَم
في الوُدِّ أَوْلَى باتّهامِكَ مَنْ / في الدِّينِ أَصبحَ وهْو مُتَّهَم
وأَحَقُّ مَنْ عُنيَ المُلوكُ بِهِ / مَنْ سارَ فيما قالَ ذِكْرُهُم
لولا زُهيرٌ والمديحُ لهُ / لم يَدْرِ هذا النّاسُ مَنْ هَرِم
وأَنا الَّذي لم يَسْخُ بي أَحَدٌ / إلاّ غدا ونَديمُهُ النَّدَم
وإذا اهْتَزَزتُ لمَدْحِ ذي كَرَمٍ / فأنا لسانٌ والزَّمانُ فُم
فَلْتَطْلُبَنَّ رِضايَ مِنْ كَرَمٍ / ورِضا العُلا يا ابْنَ الأُلَى كَرُموا
ولْتُبْعِدَنَّ ذوي مُعانَدَتي / بحياةِ حُسْنِ مديحِكَ القَسَم
والحرُّ يُلزِمُهُ تَكرُّمُهُ / ما ليس يَلزَمُهُ فيَلْتَزِم
لا سِيّما واللهُ يَشكُر ما / تَأْتي وأَهْلُ الدِّينِ كُلُّهُم
قلْ قَوْلةً للهِ فاصلةً / والدّاءُ َتحسِمُه فيَنْحَسم
دُمْ للأَفاضلِ ما هَمَتْ دِيَمٌ / واسْلَمْ لَهُمْ ما أَورقَ السَّلَم
واْسَعْد بصَوْمٍ مَرَّ مُفْتَتَحٌ / منْه وأَقبلَ منه مُخْتَتَم
في دولةٍ غَرّاءَ عُرْوَتُها / بِيَدِ السُّعودِ فليس تَنْفَصِم
آدابُنا وزَمانُنا قَصُرَتْ / مِن أَهلِهِ عِنْ أَهلِهِا الهِمَم
فأَعِنْ على حَرْبِ الخُطوبِ فتىً / بكَ يا مُعينَ الدّينِ يَعْتَصِم
فالفَضْلُ يا ابْنَ الفَضْلِ صاحبُهُ / قَمِنٌ بأَنْ تُرعَى لهُ الذِّمَم
يا أَيُّها المَولى الَّذي
يا أَيُّها المَولى الَّذي / يَدُهُ لِسائِلِهِ غَمامَه
وَأَخا شَمائِلَ أَصبَحَت / كَالماءِ يُمزَجُ بِالمُدامَه
في كَفِّهِ قَلَمٌ لَهُ / فاقَ الصَوارِمَ في الصَرامَه
مِن كُلِّ أَبيَضَ قاضِبٍ / كَالبَرقِ يَفلِقُ كُلَّ هامَه
ما المُلكُ إِلّا لِلعُلا / بَيتٌ وَأَنتَ لَهُ دِعامَه
فَوُقيتَ لي صَرفَ الرَدى / وَبَقيتَ ما ناحَت حَمامَه
وَسَمِعتَ كُلَّ بَديعَةٍ / كَالنَورِ تُسلِمُهُ الكِمامَه
مِن كُلِّ قافِيَةٍ تَظَل / لُ كَأَنَّها لِلعِرضِ لامَه
يا مَن إِذا سُئِلَ النَدى / لَم يُصغِ فيهِ إِلى مَلامَه
وَإِذا اِشتَرى بِالمالِ حُس / نَ الذِكرِ لَم يَرَهُ غَرامَه
لَم تَعتَرِضكَ وَقَد قَصَد / تُكَ دونَ حاجاتي سَآمَه
في سَفرَةٍ سَفَرَت لَدَي / كَ عَنِ الغَنيمَةِ وَالسَلامَه
حَتّى قَضَيتُ مَآرِبي / في ظِلِّ أَروَعَ ذي شَهامَه
كُتُبٌ وَأَمثِلَةٌ تُنا / لُ بِها الجَلالَةُ وَالفَخامَه
وَمَقاصِدٌ أُخَرٌ نَهَض / تَ بِهِنَّ مَحمودَ المَقامَه
لَم يَبقَ مِنها كُلِّها / إِلّا العَلامَةُ وَالعِمامَه
وَهُما إِذا ما اِستَجمَعا / أَقصى النِهايَةِ في الكَرامَه
فَاِجمَعهُما كَرَماً فَإِن / لَم يَتَّفِق فَدَعِ العَلامَه
وافى كِتابٌ مِن فَتى كَرَمِ
وافى كِتابٌ مِن فَتى كَرَمِ / فَلَثَمتُ مِنهُ مَجارِيَ القَلَمِ
مُتَطَوِّقاً لِلبِرِّ مِن يَدِهِ / وَمُقَرَّطاً بِالدُرِّ مِن كَلِمِ
شَرَفٌ لِدينِ اللَهِ شَرَّفَني / لا زالَ يولي أَسبَغَ النِعَمِ
وَأَحَلَّني بِعُلُوِّ هِمَّتِهِ / فَوقَ الَّذي تَسمو لَهُ هِمَمي
وَكَذاكَ يولي فَضلَ أَنعُمِهِ / أَعلى المَوالي أَصغَرَ الخَدَمِ
لو كنتُ أجهلُ ما علمتُ لسَرَّني
لو كنتُ أجهلُ ما علمتُ لسَرَّني / جَهْلي كما قد ساءني ما أعلَمُ
كالصَّعْوِ يَرتَعُ في الرِّياضِ وإنّما / حُبسَ الهَزارُ لأنّه يتَرنَّم
مَنْ لي بعَيْشِ الأغبياء فإنّه / لا عيشَ إلاّ عيشُ مَن لا يَفْهَم

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025