حَيِّ المَنابِرَ بِالسَلامِ
حَيِّ المَنابِرَ بِالسَلامِ / أَعلى وَداعٍ أَو لِمامِ
لَم يَبقَ مِنكَ وَمِنهُمُ / غَيرُ الجُلودِ عَلى العِظامِ
وَلَقَد سَكِرتُ مِنَ الهَوى / سُكرَ الغَوِيِّ مِنَ المُدامِ
فَالقَلبُ مُضطَرِبُ الحَشا / وَالعَينُ نافِرَةُ المَنامِ
فَإِذا عَزَمتَ فَأَمضِ هَمَّ / كَ بَينَ مَحمودٍ وَذامِ
وَدَعِ النَوافِخَ في البُرى / يَسبَحنَ في بَحرِ الظَلامِ
وَيَخُضنَ أَسرابَ الفَلا / قوداً أَعَنَّتُها سَوامِ
مُتَسَربِلاتٍ بِالحَمي / مِ مُعَمَّماتٍ بِاللُغامِ
مِن كُلِّ خَرقاءِ اليَدَي / نِ عَلى اِنقِضابٍ وَاِنجِذامِ
يَهمِسنَ في هَمسِ القَطا / وَيَخِدنَ في وَخدِ النَعامِ
كَم قَد هَتَكنَ مِنَ الرَجا / وَمَضَينَ بَينَ صَدىً وَهامِ
حَتّى رَجَعنَ مِنَ السُرى / مِثلَ الأَهِلَّةِ في الحِزامِ
لَم يَبقَ غَيرُ نَواظِرٍ / مِنها وَأَخفافٌ دَوامي
يَتبَعنَ وَخدَ شِمِلَّةٍ / وَجَناءَ تُفسِحُ في الزِمامِ
فَمَضَت تَزِفُّ أَمامَهُ / نَّ كَما تَوَلّى سَهمُ رامِ
وَإِلى أَميرِ المُؤمِني / نَ مُحَمَّدٍ خَيرِ الأَنامِ
جَمَعَ الخِلافَةَ وَالسَما / حَةَ وَالشَجاعَةَ في نِظامِ
مَلِكٌ ضَريبَةُ رَأيِهِ / أَمضى مِنَ السَيفِ الحُسامِ
يَقضي أُمورَ المُؤمِني / نَ بِرَأيِ حَزمٍ وَاِعتِزامِ
قالَت قُرَيشٌ كُلُّها / وَهمُ الكِرامُ بَنو الكِرامِ
وَخَيارُ مِن وَطىءِ الحَصى / مِن بَينِ كَهلٍ أَو غُلامِ
فَضَلَ المُلوكَ مُحَمَّدٌ / فَضلَ الحَلالِ عَلى الحَرامِ
فَاِسلَم أَميرَ المُؤمِني / نَ فَأَنتَ رَهنٌ بِالسَلامِ
مَلِكُ المَكارِمِ كُلِّها / في دارِ ظَعنٍ أَو مُقامِ
أَمِنَ الحَوادِثَ مِن تَعَلَّ / قَ ذِمَّةَ المُلكِ الهُمامِ
يا خَيرَ مِن ضَمَنتَ يَداهُ / كَم في يَدَيكَ مِنَ الذِمامِ
كَم في يَدَيكَ مِنَ النَدى / وَضُروبِ أَلوانِ الحِمامِ
خَوضُ الخَليفَةِ بِالنَدى / يَشفي الغَليلَ مِنَ الأَوامِ
إِنَّ الخَليفَةَ في يَدَي / هِ سَجالُ عَفوٍ وَاِنتِقامِ