القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أُسامَة بنُ مُنْقِذ الكل
المجموع : 21
لا تَستَعِر جَلَداً على هِجرانِهِم
لا تَستَعِر جَلَداً على هِجرانِهِم / فقُواكَ تَضعُفُ عن صُدُودٍ دَائِمِ
واعلَمْ بأنَّكَ إن رجَعتَ إليهِمُ / طوعاً وإلاّ عُدتَ عودَةَ راغِمِ
قَسَماً بِمَن لَم يُبقِ خَو
قَسَماً بِمَن لَم يُبقِ خَو / فُ رَقيبِهِ لي منهُ قِسَما
خافَ الوشاةَ فصدّ حَت / تَى في الرّقادِ إِذا ألَمّا
لأُخَاطِرنَّ بمُهجَتِي / في حبِّه إِمّا وإِمّا
ما استَجْهَلَتْك مَعالمٌ ورُسُومُ
ما استَجْهَلَتْك مَعالمٌ ورُسُومُ / إلاّ لِيُعْلَنَ سِرُّكَ المكتُومُ
أوَ بَعدَ نَاهِيةِ المشيبِ جَهالةٌ / يأبى الوقارُ عليكَ والتّحلِيمُ
مَا جُرتَ في داجِي الشّبابِ فكيفَ إذْ / وَضَحَتْ بِفَودِك للمشيب نُجومُ
أعوَاذِلي كُفّوا فَليس بِمُسمعِي / نُصْحٌ وبعضُ النّاصحينَ مَلُومُ
وَقَرَتْ دَواعي البَينِ سَمعِيَ بَعدهُم / فَلِمَن يُعنِّفُ ناصحٌ ويَلومُ
لي كلّ يومٍ رَوعةٌ بمودَّعٍ / ونَوىً فَهمِّي طارِفٌ وقديمُ
وعَلَى الرّكائبِ مَاطلٌ بِديُونِنَا / عَسِرُ القَضَاءِ مع اليَسارِ ظَلُومُ
مُتَبَسِّمٌ عَن ذي غُروبٍ واضحٍ / يُعزَى إليه اللؤْلُؤُ الْمنظومُ
في وجْهِهِ ماءُ الملاَحةِ حَائرٌ / فقلوبُنا الظّمأى عليه تَحومُ
أتْبَعتُهم قَرحَى الجفونِ كليلةً / تُصحِي بدَمعِي تَارةً وتَغيمُ
مَسْمُولَةً بمَدَامعٍ حالَت دماً / فكأنّما إنسانُها مَكلُومُ
يا نَازِحاً ضَنّ الزّمانُ بقُربهِ / وجْدِي عليكَ وإن رَحلتَ مُقِيمُ
لي مقلَةٌ قَذِيَتْ ببُعدِكَ بَرَّها / فيضُ الدّموعِ وعقَّها التّهويمُ
ساوَى بِعادُك ليلَها ونَهارَها / كلٌّ كما قَضَتِ الهمومُ بَهيمُ
كم أنشأتْ ذِكرَاكَ بين جَوانِحي / من زَفرةٍ قَلبِي بها مَوسُومُ
نَفَسٌ يقومُ له إعوجاجُ أضالعي / ويَضيقُ عن نَزَواتِه الحيزُومُ
مَا أخْطأتْ فيكَ النّوى عادَاتِها / لكنَّ تَقْرِيفَ الكُلومِ أليمُ
إنْ لَم تُطِيقَا يومَ رَامَه
إنْ لَم تُطِيقَا يومَ رَامَه / أن تُسعِدَا فَذَرَا المَلامَهْ
عَنّفْتُمَانِي أنْ مَررْ / تُ بِمنْزلٍ أقْضِي ذِمَامَهْ
هو منزلُ الأحبابِ لم / يدعَ البِلَى إلاّ رِمَامَهْ
وعليَّ حقٌّ أن تُصا / فِحُ سُحبُ أجْفانِي رَغَامَهْ
وأبِيكُما لأُرَوِّيَنْ / نَ ولَو بِسَحِّ دَمٍ أُوَامَهْ
ما الدّمعُ للأطْلاَلِ لَ / كِنْ أهلُها أجرَوْا سِجَامَهْ
فإلاَمَ لومُكُما أفي / رَعْيِ العُهُودِ عليّ آمَهْ
واهاً لقلبٍ لا يفَو / زُ بسَلْوةٍ تَشفي هُيَامَهْ
غَرَضاً لبَينٍ لا يَزا / لُ مُقَرْطِساً فِيه سِهَامَهْ
أبداً يدُ الأيامِ تق / رفُ كلما اندمَلَتِ كِلاَمَهْ
إن لم أبُحْ بهوَاك قُلنَ لَوائِمي
إن لم أبُحْ بهوَاك قُلنَ لَوائِمي / ذَا مُبْطلٌ ما الكَتْمُ شِيمةُ هَائِمِ
وإنِ ادَّعى خوفَ الوُشاةِ فَما الهَوَى / للخَوفِ مُذْ خُلِقَ الهَوى بمُلاَئمِ
لا تَكْذِبنّ فَما لأبناءِ الهَوى / رأيٌ يحذِّرُهُم عواقبَ نَادِمِ
شُغلَت قُلُوبُهُمُ بروْعات النّوَى / والهَجرِ عن خَوفِ الزّمانِ العَارِمِ
فتراهُمُ صوَراً كظلٍّ ماثِلٍ / لا يَرعَوُون لزاجِرٍ أو لاَئِمِ
واهاً لأيّامِ الحِمَى لو أنّها / دامَتْ وهل عَيشٌ يَسرُّ بِدَائِمِ
إذ أجْتَلِي القَمَرَ المُرَدّى بالدُّجَى / يجلُو الشُموسَ على القَضِيبِ النّاعِمِ
سُكْري بنَاظرِه ورَاحِ رُضَابِه / وكؤوسِه طولَ الزّمان مُلازِمي
ماغَال عَقْلِيَ قطُّ سِحرُ جُفونِه / إلاّ جَعلتُ ذُؤابَتيْه تَمائِمي
ثم افْتَرقْنا بغتةً فَإذا الّذي / كُنّا نُسرُّ به فُكاهَةُ حَالِمِ
كَم قَدْ جَزِعتُ لبَيْنِ من فَارَقْتُه
كَم قَدْ جَزِعتُ لبَيْنِ من فَارَقْتُه / وصبَرْتُ عنه والحشَا يَتَضرّمُ
كالقَوسِ تَرمِي السّهمَ ثُمّ تَرِنُّ من / جزعٍ ويبدو اليأسُ منه فَتكْظِمُ
والوجْدُ لو اجدى على ذي لوعةٍ / ما مات بالكَمَدِ القديمِ متَمّمُ
مَالي وللجبلِ الأغَرّ وإنّما
مَالي وللجبلِ الأغَرّ وإنّما / كلّ الهوَى جبلٌ أشمّ بَهيمُ
موفٍ على أرضِ الشّآمِ كأنّما / جُونُ السحائب في ذُرَاهُ جُثُومُ
ما زال مَطْرَحَ نَاظِرِي حتى إذا / لاحَت بفَودِي للمَشيبِ نُجومُ
فَارقتُه ونأيتُ عنه وما نَأى / وجْدِي به وهوَى الكريمِ كريمُ
فإذا ذكرتُ النّازِلِينَ بِسَهْلهِ / وبهم وإن شَطّت نَوَايَ أهِيمُ
دارَت بي الأرضُ الفضاءُ كأنّما / بِي المُومُ أو لَعِبتْ بِيَ الخُرطُومُ
أَبَني السُّرَى والبيدِ لا
أَبَني السُّرَى والبيدِ لا / أغْرَى الزّمانُ بكم عُرامَهْ
هل فيكُمُ مِنْ مُبلِغٍ / عنّي السّلاَمَ أبَا سلامَهْ
وتحيّةً كَشذا فتي / قِ المِسكِ صُفّقَ بالمُدامَهْ
تُهدَى يضوعُ نسيمُها / لأغرَّ عَصّاءٍ مَلاَمَهْ
من جَامِحِ العَزَماتِ لا / يَرضَى على هُونٍ مُقَامَهْ
وقَّعنَ غَارِبَه الخُطو / بُ ولم يزل يأبَى الظُّلاَمَهْ
يا بن الخَضارِمَةِ الكِرا / مِ أولي المكارِم والكَرامَهْ
من كلّ بسّامٍ تَسحُ / حُ يداهُ للعافِينَ سَامَهْ
خَضِلِ الجنَابِ إذا تَردْ / دَى الجوُّ من مَحلٍ قَتَامَهْ
أأُسأمُ خَسفاً ثمّ لا / آبَى فلستُ إذاً أُسَامَهْ
هيهاتَ لا ترضَى المعا / لِي صاحِباً يرضَى اُهتضَامَهْ
وعلامَ يخشَى النّاسَ مَن / لم يخشَ في حالٍ حِمامَهْ
مَن لا تَراهُ إثرَ شي / ءٍ فائِتٍ يُبدي النّدامَهْ
وإذا حوَى الرغباتِ أمْ / ضَى للعلا فيها احتكَامَهْ
لو أنكرَتْ أجفانُه / طيفَ الخيالِ جَفَا مَنَامَهْ
وافَتكَ حالِكةُ السَّوادِ يَخالُها
وافَتكَ حالِكةُ السَّوادِ يَخالُها / صِبْغَ الشّبابِ النّاظِرُ المتَوسِّمُ
فيها رِماحُ الخَطِّ مُرْهَفَةَ الشّبَا / تُردِي الطّعِينَ ولا يُضَرِّجُها دَمُ
من كلِّ أهيفَ إن جَرَى في طرسِهِ / نَاجى فأفْهَمَ وهْو لا يَتكلّمُ
بيضُ الأيادي في سوادِ لُعابِهِ / فكأنّما الأرزاقُ منه تُقَسَّمُ
تَحوِي مُسلّطَةً عليها يَختَشي / من حدّها الماضِي الحُسامُ المخْذَمُ
تَأديبُها لهُمُ بقَطعِ رُؤوسِهم / إن قَصّروا في السّعيِ عما تَرسُمُ
فانعَم بحُسنِ قَبولِهَا مُتَطوِّلاً / فالشكْرُ لاَ يَحويهِ إلاّ مُنعِمُ
قل للرّجاءِ إليكَ قَد
قل للرّجاءِ إليكَ قَد / أتْعبتني بَعْدَ الكِرَامِ
قد عمّ داءُ البُخلِ حَتْ / تَى شاعَ في كلِّ الأَنامِ
فَأَكُفُّهُم بالبُخل مُقْ / فَلَةٌ على سُحتِ الحُطَامِ
فإِلامَ ترتادُ المَحُو / لَ وتَرتَجي رِيَّ الجَهامِ
يا أخي الشّاكِي لِما أش / كُوهُ والحَاملَ هَمّي
ونسيبَ الوُدِّ لا نِسْ / بَةَ آباءٍ وعَمِّ
ظَلَمَتْنِي دولةُ العَدْ / لِ فَمَنْ يكشِفُ ظُلمِي
ومتَى يُحْكَمُ لي بالْ / عَدلِ والحاكِمُ خَصْمِي
لا تُطلِعَنَّ لسانَ شَكْوى بَائِحٍ
لا تُطلِعَنَّ لسانَ شَكْوى بَائِحٍ / ضَجَراً على سِرِّ الفؤاد الكاتِمِ
واُعلَمْ بأنَّ جَمِيعَ ما فيه بنُو الدْ / دُنيا يزولُ زوالَ حُلمِ النّائِمِ
قالت وأحزَنَها بياضُ مفَارقي
قالت وأحزَنَها بياضُ مفَارقي / ماذَا فقلتُ تريكةُ الأيّامِ
فَبَكَتْ وقالَت هل لهَا من وَارِدٍ / أو رائدٍ يوماً فقلتُ حِمَامِي
انظر إلى لَعِبِ الزَّمانِ بأهلِهِ
انظر إلى لَعِبِ الزَّمانِ بأهلِهِ / فكأنَّهم وكأنَّهُ أحلامُ
قد كانَ كَفِّي مألفاً لمهنَّدٍ / تُعرَى القلوبُ له وتُفرى الهَامُ
ولأسْمرٍ لدْنِ الكعوبِ وِجارُهُ / حيثُ استَمَرَّ الفكرُ والأوهامُ
تَتَزايلُ الأبطالُ عَنّي مثلَما / نَفَرت من الأَسدِ الهَصُورِ نَعامُ
فرَجَعتُ أحملُ بعد سبعينَ العصَا / فاعْجبْ لما تأتِي بهِ الأيَّامُ
وإذا الحِمامُ أبى مُعاجلَةَ الفتى / فحياتُهُ لا تُكْذَبنَّ حِمامُ
من مُبْلغٌ عني فلا
من مُبْلغٌ عني فلا / نَ الدّين والأنباءُ تَنْمي
أنّي هجرتُك لا كظنْ / نِكَ طائعاً لكنْ برَغمِي
أوهَتْ خطوبُ الدهرِ من / هِمَمِي وفلَّتْ حدَّ عَزمي
ورَمَتْنِيَ الأيَّامُ عن / قوسي فأردتني بسَهمِي
وغدَا الذين بهم أُسَلْ / لِي الهمَّ حين يُلِمُّ هَمِّي
هذي ديار بني أبي ومعاشري
هذي ديار بني أبي ومعاشري / قفر عليها وحشة وظلام
درست محافظة لهم وتوحشت / من بعدهم وتعفت الأعلام
فإذا مررت بها فقل متمثلا / يا دار ما صنعت بك الأيام
قل للذي فقد الأحبة وانثنى
قل للذي فقد الأحبة وانثنى / يسقي منازلهم دموعا تسجم
ماذا وقوفك في الديار مسائلا / عن أهلها ومتى يجيب الأبكم
سل عنهم صرف الزّمان فإنه / بهم من الدار المحيلة أعلم
أفناهم ريب المنون وهذه / آثارهم عظة لمن يتوسم
هي شيمة الأيام كف تبتني / مذ كانت الدنيا وكف تهدم
وإذا رأيت محسدين فقلما / ترجيهم الأيام حتى يرحموا
وترى تقلب هذه الدنيا بنا / وكأننا فيها سكارى نوم
هذي منازلهم وأن
هذي منازلهم وأن / ت بهم معنى مغرم
فاسفح دموعك في ثرا / ها أو يمازجها الدم
وأسأل بهم صرف الزما / ن فإنه هو أعلم
يخبرك أن القوم قد / قدموا على ما قدموا
وغدا نخيم حيث حلوا / في القبور وخيموا
يا دار لو روت محولك أدمعي
يا دار لو روت محولك أدمعي / لسفحتها بك أو يمازجها الدم
لكن دمع العين يحسب قطره / ماء برودا وهو جمر مضرم
وإذا رأيتك قفرة من معشري / وبني أبي وهم لعمرك ما هم
فكأنني عاينت حفرة مالك / وكأنني وجدا عليه متمم
نظَرَت إلى ذي شيبة متهدم
نظَرَت إلى ذي شيبة متهدم / أفناه ما أفنى من الأعوام
يمشي وتقدمه العصا وقد انحنى / فكأنها وتر لقوس الرامي
ورأت سمات الأريحية والندى / ودلائل المعروف والإقدام
واستخبرت عني فقلت لها امرؤ / نائي المواطن من كرام الشام
نبت الديار به وضاق فسيحها / عنه ففارقها بغير ملام
قالت من أي الناس أنت فقلت من / أولاد منقذ في ذرى وسنام
من معشر أبدا تروح رماحهم / بدم العدا مخضوبة الأعلام
تحمي البلاد سيوفهم وتبيح ما / تحميه دونهم سيوف الحامي
النازلين بكل ثغر خائف / والآمنين معرة الجرام
وإذا أتاهم مستجير خائف / آوى إلى حرم من الأحرام
وإذا أناخ السائلون بجوهم / عادوا ثقال الظهر بالإنعام
كم فيهم عند الحقوق إذا عرت / من باذل متبرع بسام
تغني يداه إذا هما همتا ندى / في المحل عن صوب الغمام الهامي
يتهللون طلاقة ويخافهم / لسطاهم الأساد في الآجام
قالت فأين هم فقلت أبادهم / دهر وهل باق على الأيام
وودت لو ناهلتهم كأس الردى / ووردت قبلهم حياض حمامي
فحياة مثلي بعد عز باذخ / ومعاشر غلب ومال نام
ونفاذ أمر لا يرد يطيعه / فيما قضى العاصي من الأقوام
لأشد من غصص الحمام وراحتي / بالموت غاية منيتي ومرامي
فبكت بزفرة موجع لو صادفت / حجراً لذاب من الزفير الحامي
أسفي على عصر الشباب تصرمت
أسفي على عصر الشباب تصرمت / أيامه لا بل على أيامي
لم أبكه أسفا على مرح الصبا / ووصال غانية وشرب مدام
لكن على جلدي وخوضي معركا / يرتاع فيه الموت من إقدامي
بيدي حسام كلما جردته / يوم الوغى أغمدته في الهام
ولصدر معتدل الكعوب حطمته / في صدر كبش كتيبة قمقام
ونزال فرسان الهياج وكلهم / فوق لهول تقحمي ومقامي
ولقتلي الأسد الضواري نحطها / كالرعد قعقع في متون غمام
تلقى إذا لاقيتها أسدا له / بأس يبيح به حمى الآجام
لو أن عين أبي زبيد عاينت / فتكاته لأقر بالإحجام
فحملت من بعد الثمانين العصا / متيقنا إنذارها لحمامي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025