أَمَّا الرِّياحُ بجوّ عاصِمْ
أَمَّا الرِّياحُ بجوّ عاصِمْ / فحلَبْنَ أَخْلافَ الغَمائِمْ
سَهِرَ الحيا برِياضِها / فأَسالَها والنَّوْرُ نائِمْ
حتَّى اغْتَدتْ زهَراتُها / كالغِيدِ باللُّججِ العوائِمْ
مِن ثَيِّباتٍ لم تُبلْ / كشْفَ الخُدُودِ ولا المَعاصِمْ
وَصِغارِ أبكارٍ شَكَت / خَجلاً فعاذَتْ بالكَمائِمْ
وَرْدٌ كَما خجِلَتْ خُدُو / دُ العِينِ مِن لَحظاتِ هائِمْ
وشَقِيقُ نُعْمانٍ شَكَتْ / صَفَحاتُه مِن لَطْمِ لاطِمْ
وغُصُونُ أَشْجارٍ حَكَتْ / رقْص المآثِمِ للمآثِمْ
حَييتْ بطُوفانِ الحيا / فتَضاحكَتْ والجوُّ واجِمْ
أَصْنافُ زَهْرٍ طُوِّقَتْ / دُرراً تذوب بكَفِّ ناظِمْ
مِن باسِمٍ باك إلَيْ / كَ نَد وباكٍ وهو باسِمْ
بَكَر الحِسانُ يرِدْنَها / مِن كُلِّ واضِحةِ الملاغِمْ
وضَحِكْنَ عُجْباً فالتَقَتْ / فيها المباسِمُ بالمباسِمْ
ضَحِكَتْ وأَوْمضَ بارِقٌ / فظَلِلْتُ للبرْقَيْنِ شائِمْ
وتَشَوَّفَتْ فتَطامنَتْ / أَجْيادُ أَظْبِيها الحوائِمْ
ورنَتْ فبادر نَرْجِسٌ / يشْكُو عَماهُ إِلى حَمائِمْ
طارَدْتهُنَّ بفِتْيةٍ / حُرْدٍ على حرْبِ المُسالِمْ
وكأَنَّني فِيهِمْ لَقِي / طٌ قاد مِن أَحْياءِ دارِمْ
وتَكاوستْ فيها الأَبا / رِقُ وهْي فاهِقةُ الحلاقِمْ
وكأَنَّها أَظْبٍ رَعَفْ / نَ فثُرْنَ دامِيَةَ الخَياشِمْ
وجَرى بها فلَكَ الصِّبا / باللَّهْوِ والقُضُب اللَّواثِمْ
وكأَنَّنا فيها العفا / رِتُ والكُؤوسُ مِن الرّواجِمْ
وَعلا بنا سُكْرٌ أَبى / إِلا الإِنابةَ لِلْمَحارِمْ
نَرْمِي قَلانِسنَا له / ونَجُرُّ مِن عَذَبِ العمائِمْ
وتَرنَّمتْ فيها القِيا / نُ لنا ورجَّعتِ البواغِمْ
قُمْنا نُصفِّقُ بالأَكُف / فِ لها ونَرْقُصُ بالجماجِمْ
وأَغَنَّ مِن سَدن المُلُو / كِ سَليلِ أَقْيالٍ خضارِمْ
يَشْكُو الرِّعاث تَنَعُّماً / ويضِجُّ مِن حمْلِ التَّمائِمْ
لا تَسْتَحِيهِ الرّاشِفا / تُ ولا تُبالِيهِ اللَّواثِمْ
يُجْنِينَهُ ثَمر النُّحُو / رِ ويعْتَلِينَ به المحازِمْ
مُتَجاهِلاتٍ أَنَّهُ / يَهْوى وهُنَّ به عَوالِمْ
لازَمْتُ باب مَحلِّهِ / والنُّجْحُ مِن قَنَصِ المُلازِمْ
حتى إِذا وثِقَتْ بنا / عُجُزُ الحواضِن والخَوادِمْ
أَيْقَنْتُ من أَخْذِي له / وتَلَوْتُ مِن سُورِ العزائِمْ
واقْتَدْتُهُ بشَكائِمِي / فانْقاد في تِلْكَ الشَّكائِمْ
فوردْتُ جَمَّاتِ المُنَى / وكَرُمْتُ عن لُؤمِ المآثِمْ
وأَغَرَّ قد لَبِس الدُّجى / بُرْداً فَرَاقَكَ وهْو فاحِمْ
يَحْكي بغُرَّتِهِ هِلا / لَ الفِطْرِ لاحَ لِعَيْنِ صائِمْ
فكأَنَّما خاضَ الصبا / حَ فجاءَ مُبْيضَّ القَوائِمْ
ويَسِيرُ في يَبَسِ الثَّرى / وكأَنَّهُ في البحْرِ عائِمْ
أَرمِي به بَقَر الحِمى / وَأَصُدُّ عن عُصُم العواصِمْ
وتجانبي فَتْقَ النُّفُو / سِ مِن المهارِيتِ الدَّلاقِمْ
حتى إِذا عَلَمُ الصَّبا / حِ أَشار مِن تِلْكَ المعالِمْ
وتَمايلَتْ أَيْدِي الثُّرَيْ / يَا وهي مُذْهَبةُ الخَواتِمْ
ورنَتْ ذُكاءُ بناظِرٍ / رمِدٍ مِن الأَقْذاءِ سالِمْ
طَلَعَ الصِّوارُ لحِينِهِ / وكأَنَّه الموْجُ المُراكِمْ
أَوْ عسْكَرٌ ركِبُوا الخُيُو / لَ الشُّهْبَ واحْتَقَرُوا الأَداهِمْ
فاشْتَدَّ سُبَّقنا له / يَكْشِرْنَ عن مِثْلِ اللَّهاذِمْ
وكأَنَّنا في رَمْيها / نَسْتَلُّ مِن بِيضِ الصّوارِمْ
فحمى أَواخِرَهُ أَغَرْ / رُ مُعاوِدٌ تِلْكَ الملاحِمْ
يَهْوِي برَوْقَى مِحْرَبٍ / طَبِنٍ بحَرْبِ الغُضْفِ حازِمْ
وكأَنَّما أَرْواقُها / مُسْوَدّةً أَقْلامُ عالِمْ
فَتَبَادَرَ الفِتْيَانُ مِن / جَنَبَاتِهِ أَشْهَى المَطَاعِمْ
شَيّاً ومُطَّبَخاً على / جَمْرٍ زَهَتْهُ الرِّيحُ جاحِمْ
وبَعِيدةِ الأَرْجَاءِ نا / زِحَةٍ على أَيْدي الرَّواسِم
لا تَدَّعِي جَوْباً لها / ذاتُ الخَوافِي والقَوادِمْ
مِنْ فِتْنَةٍ قد أُسْبِلَتْ / ظُلُماتُها بيَدِ المَظَالِمْ
عَمَهَتْ لها أَحْلامُنَا / وكأَنَّهَا أَضْغَاثُ حالِمْ
وتَضَاءَلَتْ أَجْرامُنا / فيها بمُوبِقةِ الجَرائِمْ
وتَحَوَّلَتْ فينا الذُّنا / بَى الرأْسَ وابْنُ المَجْدِ راغِمْ
وأَدارَ كُلُّ صَغِيرِ قَدْ / رِ المُنْتَهَى أَرْحى العَظَائِمْ
فكأَنَّنَا عُمْيٌ نُسا / قُ على العَمَى في ظِلِّ عاتِمْ
حتَّى انْتَضَى عَبْدُ العَزِي / زِ عَزِيمَةً مِن صَدْرِ عازِمْ
فَبَدَتْ لنا سُبُلُ الهُدَى / بنَوَاجِمٍ غَيْرِ الهَواجِمْ
ضَرَبَ الأَعاجِمَ سُودَها / بالسَّدِّ مِن بيضِ الأَعاجِمْ
فاسْتَجْفَلوا فكأَنَّمَا / ضَرَبَ الثَّعَالِبَ بِالضَّرَاغِمْ
أَبْنَاءُ مَلْكٍ حِمْيَرِي / يٍ قامَ بالغُرِّ القَمَاقِمْ
مِن عامِرٍ أَهْلِ المصَا / نِعِ وَالصَّنَائِعِ والكَرَائِمْ
الكُفْرُ عنهُم قاعِدٌ / قِدْماً ودِينُ اللَّه قائِمْ
حَكَمَ الزَّمَانُ بظُلْمِهِمْ / دَهْراً وصَرْفُ الدَّهْرِ ظالِمْ
فارْتَدَّ بَهْجةَ مُلْكِهِمْ / كَرُّ الخُبَعْثِنةِ الضُّبَارِمُ
واشْتَدَّ يَنْظِمُ حَزْمَهُمْ / شَيْحَانُ طَلاع المخارِمْ
ذكَرٌ على ذَكَرٍ يَصُو / لُ وصارِمٌ يَسْطُو بصارِمْ
إِيه هَيا عَبْدَ العَزِي / زِ وأَنْتَ رَجّامُ المَرَاجِمْ
قَمَرٌ تُضِيءُ له الخُطُو / بُ على دَآدِيها الفَواحِمْ
تَسْرِي الرِّياحُ بمَجْدِهِ / فنَسِيمُها بالغَوْرِ فاغِمْ
لم يَرْوَ مِن ماءِ الشَّبا / بِ وكُلُّ أَشْيَبَ عنه خائِمْ
رَعْياً لمُؤْتَمَنٍ رَعَى / فينَا الحَدايِثَ والقَدايِمْ
بَدَأَتْ أَوائِلُه وعا / دَ لكَشْفِ غاشِيَةِ الغَيَاهِمْ
لا تَتْرُكَنْ صرم الزمَا / نِ على ظُبَى تِلْكَ الصَّوارِمْ
وارْمِ الخُطُوبَ بمِثْلِهَا / عَزْماً فأَنْتَ لها مُسَاهِم
وإِلَيْكَها من نَاطِقٍ / يَدْعُوكَ إِذْ صَمَتَ البَهَائِمْ