القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عُمارة اليَمَنِيّ الكل
المجموع : 9
لبس البهاء بسعيك الإسلام
لبس البهاء بسعيك الإسلام / وتجملت بفعالك الأيام
فقت الملوك فضائلاً وفواضلاً / وعزائماً عزت فليس ترام
خطبوا العلاء وقد بذلت صداقها / فنكاحها إلا عليك حرام
النصر من قرناء عزمك فاعزم
النصر من قرناء عزمك فاعزم / والدهر من إسراء حكمك فاحكم
والحزم قبل العزم فاحزم واعزم / وإذا استبان لك الصواب فصمم
واستعمل الرفق الذي هو مكسب / ذكر القلوب وجد وأجمل واحلم
واحرس وسس وأشجع ولز وأنعم / واصل وأعدل وادع واحفظ وارحم
وإذا وعدت فعد بما تقوى على / إنجازه وإذا اصطنعت فتمم
ثغر الهدى متبلج بسام
ثغر الهدى متبلج بسام / ووجوه أيام الزمان وسام
عزم الإله لعبده ووليه / عزماً جرت بسعوده الأقلام
ورأى بنور الله عقد صهارة / سعدت به الأخوال والأعمام
لما تعرض حاسدوه لرده / أمضاه كرها والأنوف رغام
وأتم ما فعل الكفيل طلائع / إن البداية حسنها الإتمام
ولئن وفيت لقد وفى لك قبلها / وكفاك إذ خان الكفاة وخاموا
وبدون ما أولاك من إخلاصه / يرعى ذمار بعده وذمام
قد قلت للنفر الذين تعرضوا / بخلاف ما تهوى وأنت إمام
إن الخلافة لا يزال يمدها / من ربها التأييد والإلهام
فإذا قضت بعض القضاء فإنه / برد على كبد الهدى وسلام
أوليس للرحمن فيك سريرة / لم ترق في درجاتها الأوهام
لم تعتقل إلا عقيلة معشر / لعلاك منهم غارب وسنام
أبناء رزيك الذين تكشفت / عنا بهم غمم وجاد غمام
ضموا بشملك شملهم وكأنهم / من إلفة ألف تضم ولام
وغدوتم كالخمس في كف الهدى / والدهر إلا أنك الإبهام
هذا المقام العاضدي مخلد / أبداً عليك ودائم ما داموا
وأبو شجاع كافل لك أنه / حرم على أهل العناد حرام
لزمت ملازمها وأبرم عقدها / ملك إليه النقض والإبرام
العادل بن الصالح الحامي العلى / والشبل يحمي ما حمى الضرغام
ملك يلوح على معاطف ملكه / للناظرين سكينة وعرام
جمع الزمان فرد فضل عنانه / بيد لها الإنعام والإرغام
وتزلزت قدم العلى فأقرها / ثبت تزول لخوفه الأقدام
سهرت جفون سيوفه مذ سلها / فغدت جفون الناس وهي نيام
أهدى إليك هدية ميمونة / بقبولها تتواشج الأرحام
وحفظت سر وديعة علمت بها / أيديكما والواحد العلام
وتسلمتها منه راحتك التي / للدين والدنيا بها استعظام
رحلت من الكنف الذي مازال في / أرجائه لبني الرجاء زحام
كنف يبيت العلم في حجراته / يتلى وتخفق حوله الأعلام
ولقيتها بكرامة من أجلها / قعد الرجال الحاسدون وقاموا
وتبوأت من حسن رأيك منزلاً / لم يعده كرم ولا إكرام
لم يرضك القصر الشريف وقد / شرفاته بالنيرات تقام
فأحلها الإكرام خاطرك الذي / للوحي عنه رحلة ومقام
يهنا أمير المؤمنين مسرة / هناه عنها الملك والإسلام
لو لم يسامح بالهناء عبيده / لنهاهم الإجلال والإعظام
ولو أنه لم يغض عن تقصيرهم / عثرت بذيل قصورها الأفهام
يا عادلاً لولا شريعة عدله / جار الزمان وجارت الحكام
قد كانت الوزراء يسهل عندها / هدم الحطيم لأن يصح حطام
ويبيت بيت المال يشكو جورهم / مما يراق به دم ومدام
حي أزلت بنور عدلك / علة الدنيا فلا ظلم ولا إظلام
حملت لبيت المال عنك ذخائر / ذخرت علاك لمثلها الأيام
ورعيت حق المسلمين رعاية / صلوا بها لك لو أردت وصاموا
راحت أياد من يديك جسيمة / فغدت لك الأرواح والأجسام
وتيقنت أهل البسيطة أنه / بوجود جودك يعدم الإعدام
لو لم تكن بوصي آدم لم يعش / سام ويافث في نداك وحام
يا سادة لولا مناقب مجدهم / ما فض عن مسك الثناء ختام
ألغيت ذكر الشمس إذ لم أرضها / في حقكم والبدر وهو تمام
ومتى تقاس النيرات إليكم / وسعودهن لمثلكم خدام
فبقيتم وعلي حسن ثنائكم / وعليكم الإحسان والإنعام
خلعت عليك مواسم الأيام
خلعت عليك مواسم الأيام / حلي الجلال وحلة الإعظام
يمحو المحاق البدر عند تمامه / ونراك طول الدهر بدر تمام
جلت الخلافة منك فوق سريرها / كنز الهدى وذخيرة الإسلام
وبقية الله التي ببقائها / تجري الأمور على أتم نظام
بالعاضد المهدي قدس ذكره / صحت لنا الأيام بعد سقام
لذنا بحبل ولائه فكأنما / لذنا بركني يذبل وشبام
متمسكين ببيعة ضمنت لنا / عنه بمحو صحائف الآثام
أحيا بعصمتها القلوب وإنما / أجرى بها الأرواح في الأجسام
متحدر من نسل حيدر طاهر / إن الطهور العذب نسل غمام
ترنو إليه نواظر لو لم تنم / في ظله لم يكتحل بمنام
شاهدته لم أدر هل شاهدته / بمقام ملك أم بدار مقام
حجبت جلالة قدره أبصارنا / واستأذنت لبصائر الأفهام
يا سائلي عن موقف الشرف الذي / لم يخل من مكرم ولا إكرام
ما فوق وجه الأرض من تسمو به / الدنيا سوى هذا المقام السامي
هذا ابن مقتلع الدروب بخيبر / في الله وابن مكسر الأصنام
هذا ابن بنت المصطفى وبنو الفتى / أولى من الأصحاب والأعمام
هذا الذي حسدت ثرياه الثرى / حسد الجباه مواطئ الأقدام
زاحم لعلك أن تفوز بنظرة / منه فتحرز أوفر الأقسام
واجعل سلامك بالسجود فإنه / ليجل قدراً عن خطاب سلام
وامنع لسانك أن يهنئ مجده / بهلال فطر أو هلال صيام
واعكس فهن بفضله أيامه / فبه عرفنا حرمة الأيام
أقسمت بالملك الشهيد طلائع / وكفى به قسماً من الأقسام
لو لم يكن رمضان شهر كرامة / يقضى له بخصائص الإكرام
لأنفت من تاريخه وسلبته / ذكر الفضيلة من شهور العام
ووسمته بملامتي وجعلته / هدفاً لكل مذمة وملام
ولقلت إن الصوم ليس بواجب / فيه وأن الفطر غير حرام
إنه ليحزنني طلوع هلاله / وطلائع رهن الصدى والهام
وأحب شعباناً لأني لا أرى / منه إلى شوال غير ظلام
بل الرحيق ثراك من مستشهد / ظامي وبحر نداه عذب طامي
ومن العظائم أن سلوتك بعدما / روى نداك مفاصلي وعظامي
سن ابن ملجم سنة أحييتها / يا ابن القوام بصائم قوام
فقضى عليك أبو شجاع كما / لأخيك خير خليفة وإمام
ذقت الحمام كما أذقت ولستما / سيين لولا العدل في الأحكام
ولقد طويت حياة أروع لم يزل / مغرى بنشر العلم والأعلام
أطفأت نور الله إلا أنه / أطفاك من لفحاته بضرام
أظننت أن الغاب ليس بمسبع / الجنبات من شبل ومن ضرغام
حلت بنو رزيك من ثبج العلى / ما عز من مرمى وبعد مرام
تعلو وتغلو رتبة هم أهلها / أبداً على السامي أو المتسامي
فليسل عن هذا المدى من غره / طمع المنى ووساوس الأوهام
ليس الزمان بصالح إلا على / تدبيرهم في النقض والإبرام
علقت مقاليد الكفالة منهم / بمؤيد الآراء والإلهام
ذخر الأئمة والمؤهل مذ نشا / لكفالة الخلفاء والحكام
يرتاح صدر الدست منه بمالك / لفضائل الأسياف والأقلام
شفع الشبيبة بالوقار وزانها / فالدهر بين سكينة وعرام
يبدي الكواكب في المواكب كلما / مدت على الإصباح ليل قتام
بذوابل وصوارم من شأنها / نظم الطلى أبداً ونثر الهام
ويحاط شمل الملك منه بصولة / إذا اشتد الوطي الحامي
قل للخلافة لا خلاف وقد غدا / عنها الكفيل أبو الشجاع يحامي
ولقد أعز مرام بيعتك التي / أضحى يناضل دونها ويرامي
وكفاك أمر النائبات بعزمة / خزمت أنوف عداك بالإرغام
قطعت رجاء الخارجي عليكم / وصحابها من سكرة الأحلام
أذكى العيون على عدوك ضابطاً / أنفاسه في يقظة ومنام
حتى أتتك به السعادة راكباً / متن الصباح وصهوة الإطلام
فتح الفتوح أتاك من يد كافل / لم يرض منة ذابل وحسام
فاسأل إلهك أن يديم حياته / لك ألف عام بعد هذا العام
سهلت حزونة وجده وغرامه
سهلت حزونة وجده وغرامه / من بعد شرة شوقه وعرامه
صب تحامته الصبابة بعدما / ملكت يد الأشواق فضل زمامه
وإذا انطوى برد الشباب عن الفتى / لم ترع غانية عهود ذمامه
خلق من الأيام أن أخا الصبا / من عمره في يقظة كمنامه
والدهر لا يسقيك حلو رضاعه / إلا ويعقبه بمر فطامه
فإذا دجا الليل البهيم ولم تجد / لك ملجأ من ظلمه وظلامه
فتلق بادرة الزمان ببدره / واصرف هموم صروفه بهمامه
بمؤيد تسري الجيوش وراءه / ويسير جيش الرعب من قدامه
والنصر يلمع من ظبى أسيافه / والفتح يعلم من ذرى أعلامه
ملك ترى الأملاك تسجد خيفة / منه وترغم عند لثم رغامه
ذلت لعز متوج من يعرب / تتصاغر العظماء من إعظامه
يجري القضاء بمقتضى إيثاره / في نقضه طوراً وفي إبرامه
يفتر يغر الدست حين يحله / عن أبلج طلق الندى بسامه
هو عمدة الملك العقيم وذخره ال / باقي وجامع شمله ونظامه
وكأن در التاج حول جبينه / زهر تحف البدر عنه تمامه
وحسامه الماضي وهضبة عزه / العليا وذروة مجده وسنامه
وإذا طرا خطب فليس معول / إلا على تشميره وقيامه
ملك سمت غسان بالشرفين من / أجداده قدماً ومن أعمامه
حازت به قصب الرهان وأحرزت / حظ المعلى من قداح سهامه
أضحت صحائف كتبه كصفاحه / فتكاً وغرب لسانه كحسامه
كتب تراع بها الكتائب كلما / صدرت إلى الإقليم عن أقلامه
ومهابة أغناه شائع ذكرها / وكفاه يوم الروع جر لهامه
ومواقف وقف الحمام مخبراً / عن كره فيها وعن إقدامه
يلقى المدرع في الكريهة حاسراً / متلثماً بالنقع فوق لثامه
وكتائب التأييد محدقة به / أنى أتى من خلفه وأمامه
كم للمظفر من مقام أبيض / يجلو صباح النصر ليل قتامه
ومنافق شمخ النفاق بأنفه / وسرت رقى الشيطان في أوهامه
رامت عزائمه العلى واعتاقه / عزم المظفر عن بلوغ مرامه
ليث حبيك السابري عرينه / ومثقفات السمر من آجامه
قسم الندى والبأس قسمة عادل / لم يرض حكم الجور في أحكامه
فيصول في العزمات حد حسامه / ويصوب في الزمات وبل غمامه
والحرب يشقى أسدها بطعانه / والسلم ينعم وفدها بطعامه
تردى الجياد القب حول قبابه / وتخيم الآمال عند خيامه
حرم أقام الجود أركان الندى / ما بين ركنيه وبين مقامه
يرعى سوام الظن نبت جميمه / الأمرى ويكرع من نمير جمامه
لا ذنب عندي للزمان وقد غدا / بدر بن رزيك كريم كرامه
لمت الزمان فلم تزل أقدامه / حتى غفرت به ذنوب لئامه
أنكرت معنى البخل منذ عرفته / وعرفت معنى الجود من إنعامه
أملت قاصية الغنى فبلغتها / وخدمت حين غدوت من خدامه
وتيقنت نوب الليالي أنني / لا أتقي الأيام في أيامه
وأنالني الشرف الرفيع وجاوز ال / أمل الذي حاولت من إكرامه
أغنى ابتداء نداء عن قولي له / ما أحوج البادي إلى إتمامه
وسقى غليل الحظ بعد أوامه / وشفى عليل المدح بعد سقامه
وحللت منه بذروة العز الذي / يعلو الحلول به علي مقامه
فرأيت رب الملك حين رأيته / وسمعت ما يملي شريف كلامه
يا فارس الإسلام دعوة خادم / أعدمته الموجود من إعدامه
هنيت من رجب قدوم سعادة / قدمت بأجر صيامه وقيامه
شهر أطعت الله في حراماته / ورعيت حق حلاله وحرامه
لازلت في المولى العماد مبلغاً / ما ترجيه ممتعاً بدوامه
تستقبل العمر السعيد مجدداً / بالسعد ما أبليت من أعوامه
أصنيعة الطهر الإمام
أصنيعة الطهر الإمام / أنعم وأصغ إلى كلامي
حاشا يمينك أن تمي / ن بما بذلت من الذمام
قل لي بهمتك الشري / فة أين حسن الاهتمام
أو لم تكن عاهدتني / بعد القعود إلى القيام
إيه أبا البركات كن / عن خادمي نعم المحامي
فوحق ودك إنني / ما كنت قط بمستضام
أحسن بعتمة كوكب / لولا حياتي واحتشامي
وحقارة الجيش الذي / عندي يقل عن الكلام
وإذا اعتزامك كان في / كفي غنيت عن الحسام
ومتى تصافحني فلا / أرضى مصافحة الغمام
فاسلم ودم في نعمة / تترى على رغم اللئام
أجر النسيم إلى السمائم
أجر النسيم إلى السمائم / وانفث رقاك على التمائم
وأشر إلى أخوات كف / ك تسقنا وهي الغمائم
قل للرياح وللحيا / سوقا إلى تلك المشايم
ولخافقات نوائب / تهدي الحمام إلى الحمائم
حومي مسالمة فقد / صديت إلى الورد الحوائم
مولاي دعوة مقعد / والدهر بين يديك قائم
لي حاجتان عظيمتا / ن وأنت أهل للعظائم
قلبي وهمي منهما / فارحمهما دام ودائم
جرد لرفع شكايتي / عزماً يعض على الشكائم
وعزيمة خطراتها / تطوي الطوى عن ضيف حاتم
غرس الرجاء إلى متى / يبدي الثمار من الكمائم
فاعلم وأنت بما أريد مقاله
فاعلم وأنت بما أريد مقاله / مني ومن كل البرية أعلم
إني حسدت على كرامتك التي / من أجلها في كل أرض أكرم
وبدون ما أسديته من نعمة / سدى الرجال الحاسدون وألحموا
إن كان ما قالوا وليس بكائن / فأنا امرؤ ممن سعى بي ألأم
عذر كما اختار الحسود وموقف / ألزمت نفسي فيه ما لا يلزم
كذب وحقك لو حلمت بذكره / أقسمت أني بعده لا أحلم
راجع جميل الرأي فيَّ بنظرة / تضحى عواطفها تسح وتسجم
فالليل إن أقبلت صبح مسفر / والصبح إن أعرضت ليل مظلم
بدأت صنائعك الجميل ومثلها / بأجل من تكل البداية تختم
بهرت مناقب مجدك الأوهاما
بهرت مناقب مجدك الأوهاما / واستعبدت حسناتك الأفهاما
ونصرت ألوية الهدى بوقائع / أصبحت فيها يا حسام حساما
ألوت بطرخان بوادرك التي / سبقت إليه الظن والأوهاما
لولا الفرار وساتر من ظلمة / قسماته منها أشد ظلاما
لجعلته للبيض أول مغنم / وقسمته بشفارها أقساما
وخلقت من صم الصغار لرأسه / جسماً يزيد على الجسوم تماما
رام الوزارة خاطباً فأجبته / بفوارس أثنته عما راما
قد كان هام بها فلما عقته / عن وصلها ركب الفرار وهاما

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025