المجموع : 9
إن المرادَ مع المريدِ مطالبٌ
إن المرادَ مع المريدِ مطالبٌ / بدلائلِ التحقيقِ في دعواهما
فإذا جهلت الأمر في حاليهما / فدليل ما والاه في تقواهما
ألبستُ أمَّ محمدٍ
ألبستُ أمَّ محمدٍ / ثوبَ التصوُّف معلما
بشروطها مستوثِقا / منها بذاك ومحكما
ما يقتضيه وسلمتُ / فمنحتُها مُستسلما
لله فيما قد فعلت / من اللباس ومنعما
لشفاعة الصفتين إذ / كان المهيمن أنعما
بهما على مملوكةٍ / وهما اللتان هما هما
خلقٌ وعلمٌ جامعٌ / أخذ التصوُّف عنهما
فالحمدُ لله الذي / قد كان ذلك منهما
والملكُ لله العليِّ / لباسُ شخصٍ منهما
في خِرقةٍ فرجيةٍ / قَلمُ الإله قد أُحكما
فيها رُقومٌ نصُّها / الملك لله فما
عاينتُ رُقماً مثله / في العالمين منمنما
إني أفدت من استفدت علوماً
إني أفدت من استفدت علوماً / منه ولم أكُ بالأمور عليما
فعلمت أن العلمًَ عين تعلق / إنَّ التعلقَ لا يكون قديما
بالذاتِ يعلم لا بأمرٍ زائد / إن كنتَ علاَّماً وكنتَ حليما
لا تنظرنَّ العلم أمراً زائداً / فتكن جهولاً بالأمور ظَلُوما
لايحجبنك ما ترى من فائتٍ / فالحقُّ كلمَ عبدَّه تكليما
يأتي بأمرٍ ثم ينسخُ حكمه / إتيانُ أمر محدثٍ تعليما
بلسانِ شخصٍ صادقٍ من رسْله / صلُّوا عليه وسلِّموا تسليما
قد قال في القرآنِ في مزبوره / إنَّ البلاء يولد المعلوما
والعلمُ يحدث من حدوثِ بلائه / وهو التعلق فافهموا التحكيما
انظر إلى الضدّين تماثلا / حتى يقال من اللديغ سليما
يا موضع الكوماء مهلاً إن من
يا موضع الكوماء مهلاً إن من / تبغيه بالإيصاع خلفك قائم
فارجع إليه ولا تفارق سيركم / فله به وجهٌ عليكم حاكمُ
هو صاحبٌ لك في السرى وخليفةٌ / في الأهل بعدك فانتبه يا نائم
المصطفون ثلاثةٌ مذكورةٌ / أسماؤهم منهم إمامٌ ظالم
ثم الذي سموه مقتصداً وذا / ك التالِ في ورثِ الكتاب العالم
والثالث المذكور فيهم سابقٌ / بالباء لا أبالي وذاك الراحمُ
لولا التهمم بالسباق لما أتى / متأخراً من أجل من هو خاتم
ومن أجل مَنْ هو رابعٌ لثلاثةٍ / جار وذاك هو الإله القاسم
إنَّ الخليلَ إذا أراك مقاما
إنَّ الخليلَ إذا أراك مقاما / شاهدتَ منه اللوحَ والأقلاما
فترى المعارفَ بالكتابةِ تنجلي / لعيونِ أهلِ كشوفِه أعلاما
ويكون ذاك الكشفُ من إعطائه / ما ينبغي أعلامه أعلاما
ويزيدني علمي به من عنده / صدقاً لما قد قاله إعظاما
إنَّ السماءَ برجمها محفوظة
إنَّ السماءَ برجمها محفوظة / من كلِّ شيطانٍ وكلِّ رجيم
أوحى الإله الحق فيها أمرها / لتنزلَ الأرواحُ بالتعليم
منها إلينا ثم تبقى أعصراً / في عالم الأركانِ بالتدويم
حتى إذا ما ينقضي الأمد الذي / قلناه جاء إليّ بالتفهيم
فتراه أبصار العباد مشاهداً / في عالمِ الأخلاطِ والتجسيم
ما الحفظ إلا للذي فيها من ال / وحي الذي حملته من معلوم
ثم القوابلُ قسمته بذاتها / ما بين معلومٍ وبين عليم
للحقِّ في الأكوانِ حدٌ يعلم
للحقِّ في الأكوانِ حدٌ يعلم / وهو الذي يدريه من لا يعلمُ
خلقته أفكار لنا بقلوبنا / أين الإله متن الحدوثِ الأقدم
وتنوّعَ التفصيلُ فيه لعزة / لعقولنا والأمر ما لا يفهم
لو أنهم سكتوا وقالوا لم نجد / حدّاً به يقضى عليه ويحكم
غير استناد وجودنا لوجودِه / جاؤوا بما عنه الوجودُ يترجمُ
لا تعتقد غير الذي تتلوه في / النص الذي نطق الكتابُ المحكم
وعليه فاعتمدوا وقولوا مثل ما / قد قاله عن نفسه واستلزموا
واعبد إله الشرع لا تعبد إله / العقل وانقادوا إليه وسلِّموا
فالناسُ مختلفون في معبودهم / فمنزه معبودهم ومجسِّم
وبذا أتت أقواله عن نفسه / فتراه ما يبنى يعود فيهدم
والحقُّ حقٌ والتناقضُ حاصلٌ / في نفسه وهو السبيل الأقوم
قد قاله الخراز مصرحاً / واحتج بالآي التي لا تكتم
فالق الإله بكل عقد لا تقف / مع واحدٍ فيفوت عنك فتندمُ
كيف السبيلُ لنيلِ ما قلنا وقد / مجته ألبابٌ وصموا ما عموا
لم يستند أحد إلى عدم وما / عرف الوجودَ وحكمه مستلزم
ماذا يروم العهدَ لم يظفر به / فهو الغني به الفقيرُ المعدم
إنَّ الخيالَ هو الذي يتحكم
إنَّ الخيالَ هو الذي يتحكم / في أصله وهو المزاجُ الأقدمُ
فتراه يحكم في المزاج وفي النهى / من نفسه فهو الإمام الأعظم
يقضي على سرِّ الوجودِ بحاله / من جسمِ المعنى فذاك الأحكم
ويحدُّ من لا يعتريه تحيرٌ / بتحيُّر وتيقنِ يتوهم
ويقسم الأمر الذي ما فيه تق / سيم ويمضي ما يشاء ويُحكمُ
شذَّ الذين تفرّدوا عنهم بمن
شذَّ الذين تفرّدوا عنهم بمن / قد قال فيهم إنه هو عينهم
أفناهمُ عنهم به في نعتهم / فبدا لهم لما دعاهم كونهم
فتحققوا إن الأمورَ خلاّبةٌ / لما تقطع إذ دعاهم بينهم
وأتاهمُ عند الصلاة بقولهم / إيّاك نعبدُ بالعبادةِ عونهم
فتنبَّهوا وتثبَّتُوا وتحقَّقُوا / إنَّ المرادَ من العبادةِ بينهم
وتشهدوا إذ شهدوا بشهادة / قد بان منها في القيامة بونهم
ومحقق المطلوب لما جاءهم / في صدقهم عند التلاوةِ بينهم
إنَّ الذين رأوه منه عناية / بهم تحقق بالعنايةِ صونهم
قد حكموه على نفوسهمُ عسى / يقضي به يومَ التقاضي دينهم