المجموع : 3
رزقُ العباد براحتيك مقسَّمُ
رزقُ العباد براحتيك مقسَّمُ / فلذاكَ ترزق من تشاء وتحرمُ
وإليك ترتدُّ الأمورُ بأسرها / ثقةً بعدل قضَاك فيما تحكُمُ
أُلبَستَ ثوب المجد ما بين الورى / وعلى عَواتقكَ الطرازُ المُعلَمُ
أصبحتَ بالإِحسان فينا مالكاً / أعناقنا وندا يديك مُتَمِّمُ
واعذر فتىً حَسَدَ المجوس لبرده / في دينهم وهوَ الحنيف المسلمُ
إذ يعبدون النارَ طول حياتهم / ومصيرهُم بعد الممات جهنَّمُ
حَمدَ النَّوَى إذ بَلَّغَتهُ مرامَهُ
حَمدَ النَّوَى إذ بَلَّغَتهُ مرامَهُ / وقَضَا المَسيرُ بأن يَذُمَّ مقامَهُ
ونهتهُ هِمَّتُهُ عن العَجز الذي / قد كان سَلَّمَ للخمول زِمامَهُ
فالآن لا يرجو النسيمُ إذ سرى / سَحَراً يُبَلِّغُ للحبيب سلامَهُ
كلا ولا يشتاقُ من أوطانه / ربعاً يذكِّرُهُ الهَوَى وهُيَامَهُ
فقد استراحَ من الغرام وأَسرِهِ / وأراحَ من تَعنيفِهِ لُوَّامَهُ
حَسبٌ المحبِّ من الهوى وهَوَانِهِ / أن يَستَلذَّ سهادَهُ وسقَامَهُ
ويرى بأنَّ الطَّيفَ أعظمُ مِنحَةٍ / إن صادف الجفنُ القريحُ منامَهُ
وَهمٌ يُسَمِّيهِ الجهولُ صَبَابةً / إن الجهولَ لتابعٌ أوهامَهُ
كم من محبٍ ذلَّ بعد تَعَزُّزٍ / جَهلاً فأقعَدَهُ الهوى وأقامه
لستُ الذي يَهتزُّ وجداً كلما / هَزَّ الحبيبُ من الدَّلال قوامَهُ
أو يَغتَدى كَلَفاً بلَثم عذاره / يَومَ الوداع وقد أماط لثَامَهُ
ما كان أغنى البين عن رمى امرئٍ / ما زال يرمى في الفؤاد سهامَهُ
ما ملَّني وطني لطول إقامتي / قل لي متى مَلَّ القِرابُ حُسامَهُ
لكنني جَرَّدتُ مني عَزمَةً / قطعت من الزمن البخيل لِثامَهُ
ورحَلتُ رِحلَةَ من يُعَلِّلُ بالمُنى / قَلباً وينقعُ بالرجاء أُوَامَهُ
وعَلِمت أنَّ الجَدبَ ليس يروعُ مَن / أَضحت يمينُ ابنِ الزُّبيرِ غمامَهُ
تتفاخر الكتَّابُ منه بسيدٍ / لا يَرتضي عَبدَ الحميد غلامَه
خَطّ كوشي الروض حَيَّاهُ الحَيَّا / فأدَارَ بالمعنى عليكَ مُدامَه
فتكاد تَدهش إن رَأيتَ بَنانَهُ / وتكاد تَسكرُ إن سَمعت كَلامَهُ
السَّطرُ يَحكى الغُصنَ إذ هو مُثمِرٌ / وإذا سَجَعتَ به حَكَّيت حَمَامَهُ
وافاكَ في شَهرِ الصِّيام وما أَتى / أو مَلَّ من شُحِّ النفوس صيامَهُ
وأبيك لولا ذاك لم يَرحَل ولم / يُظهر لحادثة النَّوى أقدامَهُ
أَيُقيمُ في أوطانه مُتَأَدِّبٌ / ما خلفَهُ مالٌ ولا قُدَّامهُ
شَرُفَت بك العلياءُ يا شرف العُلا
شَرُفَت بك العلياءُ يا شرف العُلا / لمَّا علوتَ بها جميعَ العالَمِ
والكاملُ الملكُ ارتضاكَ لعَزمةٍ / اغنتهُ عن سُمرٍ وبثيضٍ صَوَارِمِ
فاحرس برأيك مَجدَ دولته الذي / مُذ شدتهُ لا يستطاعُ لهادِمِ
واجمَع به شَملَ الفخارَ فإِنما / بمحمَّدٍ كَمُلَ الفَخَارُ لهاشِمِ