القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : إِبْراهيم ناجِي الكل
المجموع : 10
ذوت الصبابة وانطوت
ذوت الصبابة وانطوت / وفرغت من آلامها
لكنني ألقى المنا / يا من بقايا جامها
عادت إليَّ الذكريا / تُ بحشدها وزحامها
في ليلة ليلاء أر / رَقني عصيب ظلامها
هدأت رسائل حبها / كالطفل في أحلامها
فحلفت لا رقدت ولا / ذاقت شهي منامها
أشعلت فيها النار تر / عى في عزيز حطامها
تغتال قصة حبنا / من بدئها لختامها
أحرقتها ورميت قل / بي في صميم ضرامها
وبكى الرماد الآدمي / يُ على رماد غرامها
يا قلبي الشاكي المعذ
يا قلبي الشاكي المعذ / ذب هذه الشكوى لِمَا
حان الفرار وآن لل / مسجون أن يتنسما
حان الحساب وآن لل / موتور أن يتكلما
يا طفلي النواح آ / نَ اليوم أن تتعلما
أسفي لغالي الدمع تب / ذله لمرتخص الدمى
أفنيته ورجعت حت / تى من دموعك معدما
فإذا افتقدت الدمع عز / ز فتبكينّ تبسما
تبكي على العرش المصو / غ من المدامع والدما
تبكي على الصنم الجمي / ل يكاد أن يتهكما
تبكي تراب الأرض مص / بوغاً بألوان السما
حان الشفاء فودع الألما
حان الشفاء فودع الألما / واستقبل الأيام مبتسما
ضيف من السلوان حل بنا / حدب اليدين مبارك قدما
أو ما ترى الضيف الذي قدما / يطوي الغيوب ويذرع الظلما
في كفه كأس يقدمها / تمحو العذاب وتغسل الندما
فاشرب ولا ترحم ثمالتها / لهفي عليك شربتَ أي ظما
فيض من النسيان يغمرني / إني لأحمد سيله العرما
مستسلماً للموج يغمرني / فرحان حين أعانق العدما
هي صفحة طويت وحان ختام
هي صفحة طويت وحان ختام / آسي الأساة على ثراك سلامُ
لهفي عليك تسلّمتك يد البلى / وانفض عنك إلى النشور زحام
الحفل منتظم تكامل عقده / أين العشيَّ خيالك البسام
يتلفتون به كأنك عائد / هيهات في ريب المنون كلام
لا صحو من سِنة المنون وإنما / سهر الخلود عليك حيث تنام
يا أيها الآسي العزيز بمضجع / ناءٍ له الإكبار والإعظام
أنت الطبيب وقد بلوت حياته / ومجالها الأوجاع والأسقام
جلت الحياة له حقيقتها فما / في ظلها لبسٌ ولا أوهام
وله مع القدر الرهيب وقائع / وله مع الموت الملمِّ صدام
ووراء ذلك قوة أزليةٌ / خرساء عنها ما أميط لثام
أي الأساة هو المدلّ بفنه / سبحان من تحنى لديه الهام
بلدٌ على بلد كأنك ضارب / في الأرض ما يدري لديه مقام
فرجعتَ من حمى الحياة لمثلها / حمّى تهد الصرح وهو مقام
سفر على سفر فهذي رقدة / شفي الغليل بها وطاب أوام
يلقي الغريب على جوانبه العصا / وتقر فيها أعين وعظام
رقد الصغير إلى الكبير مجاوراً / وتعانق الأحباب والأخصام
هجعوا إلى يوم النشور وهكذا / هجعت هنالك ألفة وخصام
لا حبَّ إلا حيث حلَّ ولا أرى
لا حبَّ إلا حيث حلَّ ولا أرى / لي غير ذلك موطناً ومقاما
وطني على طول الليالي دارُه / مهما نأى وهواي حيث أقاما
والأرضُ حين تضمُّنا مأهولةٌ / لحظاتها معمورةٌ أيّاما
لا فرق بين شَمالها وجنوبها / فهما لقلبي يحملان سلاما
وهما لعهدي حافظان وقلّما / حفظ الزمان لمهجتين ذماما
وإذا بكيتُ فقد بكيت مخافة / من أن يكون غرامُنا أحلاما
ولربما خطر النَّوى فبكيته / من قبل أن يأتي البعاد سجاما
إني لأقنع من ظلال أحبّتي
إني لأقنع من ظلال أحبّتي / بحنان أخت أو بكفّ مسلّم
وبجلسة طابت لدىّ بغرفة / حملت عبير الغائب المتوسّم
يا أخت هند خبّريها أنني / صبٌّ يعيش بمهجة المتألم
صبٌّ سئمت من الحياة بدونها / أنا لا أحبُّ إذا أنا لم أسأم
ومضى النهار ولا نهار لأنه / يمتدُّ عندي كالفراغ المظلم
يا دار هند إن أذنت تكلَّمي / يا دارها عيشي لهند واسلمي
فدمى الفداء لحبّ هندٍ وحدها / وأنا المقّصِرُ إن بذلت لها دمي
ولقد حلفت لها ودمعي شاهدٌ / أني فنيت علمت أم لم تعلمي
أمسيتُ أشكو الضيقَ والأينا
أمسيتُ أشكو الضيقَ والأينا / مستغرقاً في الفكرِ والسأمِ
فمضيتُ لا أدري إلى أينا / ومشيت حيث تجرّني قدمي
فرأيت فيما أبصَرَت عيني / مَلهىً أعدَّ ليبهج الناسا
يجلون فيه فرائدَ الحسن / ويباع فيه اللهو أجناسا
بغرائب الألوان مزدهر / وتراه بالأضواء مغمورَا
فقصدته عَجِلاً ولي بصرٌ / شبه الفراشة يعشق النورَا
ودخلتُه أجتازُ مزدحماً / بالخَلقِ أفواجاً وأفواجا
وأخوض بحراً بات ملتطماً / بالناس أمواجاً وأمواجا
فقدوا حجاهم حينما طربوا / ودووا دويّ البحر صخّابا
فإذا استقرّوا لحظة صخبوا / لا يملكون النفس إعجابا
متوثبين يميل صفهم / متطلع الأعناق يتقدُ
ومصفقين عَلَت أكفهم / فوّارة فكأنها الزبدُ
لِمَ لا أثور اليومَ ثورتهم / لِمَ لا أجرّبُ ما يحبونا
لِمَ لا أصيح اليوم صيحتهم / لِمَ لا أضجّ كما يضجونا
لِمَ لا تذوق كؤوسهم شفتي / إنَّ الحجا سمّي وتدميري
في ذمة الشيطان فلسفتي / ورزانتي ووقار تفكيري
يا قلبُ ضقتَ وها هنا سعةٌ / ومجالُ مصفودٍ بأغلال
أتقول أعمارٌ مضيعة / ماذا صنعت بعمرك الغالي
انظر ترَ السيقان عارية / وترَ الخصورَ ضوامراً تغري
وتجد عيون اللهو جارية / فهنا الحياة وأنت لا تدري
مَن هاتِه الحسناءُ يا عيني / السحرُ كلّلها وظلّلها
كالطير من غصنٍ إلى غصنِ / وثابة وثب الفؤاد لها
وتراه حسناً غيرَ كذابِ / لا ما يزيفه لك الضوءُ
ويزيد فتنتها باغرابِ / حزنٌ وراءَ الحسن مخبوءُ
ثم اختفت والجمع يرقبها / ويلحّ عودي ليس يرحمها
هي متعة للحسِّ يطلبها / وأنا بروحي بتُّ أفهمها
ورأيتها في آخر الليلِ / في فتية نصبوا لها شركا
يعلو سناها الحزن كالظل / مسكينة تتكلّف الضحكا
فمضيتُ توّاً قلت سيدتي / زنتِ المراقص أيَّما زين
هل تأذنين الآن ساحرتي / تأكيدَ إعجابي بكأسين
فتمنّعت وأنا ألحّ سدىً / بالقول أُغريها وأَعتذر
فاستدركت قالت أراك غداً / إن شئتَ أني اليوم أعتذر
وتحوَّلت عني لرفقتها / ما بين منتظرٍ ومرتقب
فتَّانة تغرى ببسمتها / وتحدّد الميعاد في أدب
حان اللقاء بغادتي وأنا / أخشى سراباً خادعاً منها
متلهفاً أستبطئ الزمنا / وأظل أسأل ساعتي عنها
وأجيل عين الريب ملتفتاً / متطلعاً للباب حيرانا
وأقول ما يدريك أي فتى / هي في ذراعي حبه الآنا
مَن ذا يُصدّقُ وعدَ فاتنة / لا ترحم الأرواح إتلافا
أنثى تلاقي كل آونةٍ / رجلاً وترمي الوعد آلافا
وهممت بعد اليأس أن أمضي / فإذا بها تختال عن بُعد
ميّزتها بشبابها الغضِّ / وبقدِّها أُفديه من قد
يا للقلوب لملتقى اثنين / لا يعلمان لأيّما سَبَبِ
جمعتهما الدنيا غريبين / فتآلفا في خلوة عَجَبِ
عجباً لقلب كان مطمعه / طَرَباً فجاء الأمرُ بالعكس
وأشدّ ما في الكون أجمعه / بين القلوب أواصرُ البؤس
مَن أنت يا مَن روحها اقتربت / مني وخاطب دمعها روحي
صبّته في كأسي وما سكبت / فيه سوى أنَّات مذبوحِ
عجباً لنا في لحظة صرنا / متفاهمين بغير ما أمدا
يا من لقيتك أمس هل كنا / روحين ممتزجين في الأبدِ
هاتي حديثَ السقم والوصبِ / وَصفي حقارةَ هذه الدنيا
إني رأيت أساكِ عن كثبِ / ولَمست كربك نابضاً حيَّا
لا تكتُمي في الصدر أسرارا / وتحدثي كيف الأسى شاءَ
أنا لا أرى إثماً ولا عارا / لكن أرى امرأةً وبأساءَ
تجدين فكرك جدّ مبتعد / والناس نحو سناك دانونا
وترين حالك حال منفرد / والقوم كثر لا يُعدّونا
وترين أنكِ حيثما كنتِ / ترضين خوّانين أنذالا
يبغونه جسداً فإن بعتِ / بذلوا النضار وأجزلوا المالا
يا حرَّها من عبرةٍ سالت / مِن فاتكِ العينين مكحولِ
وعذابها من وحشة طالت / وحنين مجهولٍ لمجهولِ
أفنيتِ عمرك في تطلبه / ويكاد يأكل روحَكِ المللُ
فإذا بدا مَن تعجبين به / وتقول روحك ها هو الأملُ
أدميت قلبك في تقرّبه / والقلب إن يخلص يَهُن دمُه
فإذا حسبتِ بأن ظفرتِ به / فازت به من ليس تفهمُه
سكتت وقد عجبت لخلوتنا / طالت كأنَّا جدّ عشاقِ
وأقول يا طرباً لنشوتنا / صرعى المدامة والجوى الساقي
أفديك باكيةً وجازعةً / قد لفّها في ثوبه الغسقُ
ودعتها شمساً مودّعة / ذهبت وعندي الجرحُ والشفقُ
تمضي وتجهل كيف أكبرها / إذ تختفي في حالك الظلم
روحاً إذا أثمت يطهرها / ناران نار الصبر والألَمِ
هل في العصيب المدلهم
هل في العصيب المدلهم / مصغٍ لشاكٍ لم ينم
سهدٌ على سهدٍ وذك / رى فوق ذكرى تزدحم
وحنين قلب لا يثو / بُ إلى حيالٍ لا يلم
يا من أحب وأفتدي / ويلذ لي فيه الألم
لو كنت تسمع لاسترح / ت من الشكاية للظلم
إن الكواكب ضقن بي / ذرعاً وآسيها سئم
ومن العجائب في الليا / لي والحوادث تستجم
شكوى الحيارى في الحيا / تِ إلى حيارى في السدم
لمن انتظاري في الظلا / مِ كأنَّ بي شبه اللمم
وتساؤلي في حالك / لا صوت فيه ولا قدم
وعلام إصغائي لعل / لَ خطاك هذي عن أمم
ليلي العشية مثل لي / لِي في غرامك من قدم
يا طالما أدنتكِ أو / هامٌ كواذب كالحلم
فلمحت صبحك في السوا / دِ وخلتُ روحكِ في النسم
وشفيت وهمي من رضا / كِ وربَّ ذي يأسٍ وهم
ورويت أذني من حدي / ثكِ وهو معبود النغم
وحرقت قلبي من سنا / كِ على جمالٍ يضطرم
كفراشةٍ حامت علَي / كِ وأيّ قلبٍ لَم يحم
لك حسن نوّار الخمي / لة طلَّ صبحاً فابتسم
لك نظرة الفجر الجَمي / لِ على الذوائبِ والقمم
لك طلعة البرءِ المرج / جَى بعد مستعصى السقم
لك كل ما أوفى على / قدر النهاية واستتم
فبأي قلبٍ أتقي / وبأي حصنٍ أعتصم
يا زائراً عجلان لَم / يطل اللقاء ولَم يقم
ودّعت ما أشبعت لي / روحي ولا نظري النهم
ومضيت عن دنيا خلَت / وجرت بنعمى لَم تتم
لم يبق من أثر اللقا / ءِ بها سوى عبقٍ ينم
وسؤال دمعك حين يس / ألني ومَن لي بالكلم
لِمَ يا أليفَ خواطري / غفت العيون ونحن لَم
وإلامَ تدفعنا الحوا / دث في عُبابٍ يلتطم
دَفَعت بمركبنا المقا / دِيرُ الخفية والقسم
خَرَجَت وما تدري الغَدا / ةَ بأي صخرٍ ترتَطِم
بدَأت عَلى ريح الرضا / والله يدري المختتم
مرحى ومرحى يا ربيع العام
مرحى ومرحى يا ربيع العام / أشرق فدتك مشارق الأيامِ
بعد الشتاء وبعد طول عبوسه / أَرِنا بشاشة ثغرك البسّام
وابعث لنا أرج النسيم معطراً / متخطراً كخواطر الأحلام
نزل الظلامُ فلات حين مقامي
نزل الظلامُ فلات حين مقامي / لم يبقِ غيرَ مدامعي وسلامي
هبط العقابُ على الديار فلفّني / في جنحه وأظلني بقتام
والسيل قد غمر المدائنَ والقرى / وطغى كما يطغى العبابُ الطامي
نفسي تحدثني بأنيَ مغرقٌ / لا حولَ لي في لُجِّه المترامي
فلأيِّ أرضٍ بعد أنقل متعباً / قدمي وأحملُ هيكلي وحطامي
ضاقت عليَّ الأرضُ وَهيَ مفازةٌ / فوق امتداد الظن والأوهامِ
سكنت سكونَ القبرِ ثم تناوحت / فيها الرياحُ كساهرٍ بسقامِ
ثكلى إذا أنَّت أُحِسُّ كأنها / راحت تدَوِّي في صميمِ عظامي
كفّاك أومئتا إليَّ وقالتا / مَن للرميَّة يقتفيها الرامي
فنفضتُ عني الموتَ وَهوَ ملازمي / حيث التفتُ فما أراكِ أمامي
أجتاز أيَّ كتائبٍ مرصوصةٍ / وأشقُّ نحو حماكِ أيَّ زحامِ
سدّ من الدنيا ومن أغلالها / وعواثر الألبابِ والأفهامِ
فإذا خلونا عاوَدتنا ساعةٌ / رقد الهوى في ظلها البسَّامِ
هلَّت على أفق الحياة ونوَّرت / وتألقت في خاطرِ الأيامِ
كم من رؤى عزت عليَّ تكشفت / فرأيتها بنواظرِ الإِلهامِ
وسعادةٍ شردت وعز منالُهَا / فقنصتُها في نشوةِ الأحلامِ
وعرفتُ ما طعم الهدوءِ أنا الذي / لم أَلقَ ساعةَ راحةٍ وسلامِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025