القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الأبلَه البغداديّ الكل
المجموع : 15
لو أنهم ردوا الفؤاد مسلما
لو أنهم ردوا الفؤاد مسلما / ما عجت في تلك الرسوم مسلما
ولما رأى الواشون مني مدمعا / وشى محيلا من ثراه ونمنما
لا زال صوب المزن يسقى معلما / فيه سحبت رداء لهوي معلما
وتنفست فيه الرياح ولا ونت / جرع الغمام تجود جرعاء الحمى
أيام غصن الوصل أخضَر ناعمِ / ما سال إلا واستمال متيما
والكأس دائرة بكف غريرة / كالورد خداً والأتاحي مبسما
ممطورة ماء الشباب تمد لي / كفا يكف عن السلو ومعصما
رؤد الصبا عمداً أطعت صبابتي / في حبها وعصيت فيها اللوّما
ياعتب لا عتب على طيف سرى / حيا فأحيا مستهاما مغرما
يجد العذاب لديك أعذب مورد / والغنم إلا من وصالك مغرما
لا تأخذي بدمي وكلك قاتلي / إلا اختصار الخصر أو خصر اللما
ولقد تسدّيت الظلام بأينق / كوم برى الإسادُ منها إلا عظما
يمرقن من تحت الغوارب أسهما / ويعد من حر الهواجر سُهَّما
يطلبن خير خليفة من هاشم / خلفت أنامله الغيوث السجما
المستضي فينا بأمر الهِهِ / أبدا ما ليل خطب أظلما
المضحك الأيام بعد عبوسها / بالعدل والمبكي أعاديهِ دما
كم فك مأسورا وأفنى ظالما / وأغاث ملهوفا وأغنى معدما
بأبي محمد الأمام المجتبي / حمد الزمان وكان قبل مذمما
ملك حبانا بالتلاد وهمّنا / بالجود أَنجدَ في البلاد وأتهما
فالجور قد اضحى بعبدا داره / والعدل قد ألقى عصاه وخيما
من معشرِ إن أظلمت شيم الورى / طلعوا بدورا للعفاة وأَنجما
لم يمنعوا سؤالهم بل مانعوا / عن بيضة الإسلام أن يتهضما
ورثوا المصلى والحطيم كليهما / والحِجر والحَجَرَ اللّطيمَ وزمزما
لله منه هاشميا طال ما / لقي الكتيبة مقدِما متقدّما
سله الجزيل إذا غدا متبسِّا / واحذر سطاه إذا بدا متجِّهما
فلقد سما يعلى على قرشيّة / هرم الزمان ومجدها لن يهرما
شرف علا شرف النجوم مطنب / فتراه من قدم الليالي أقدما
وإذا طلبت له الشبيه وجدته / فذاً ونعماه الجزيلة توأما
تحلو مجانيه ويعفو قادرا / عن ذنب جانبه إذا ما أجرما
كم أبرم الأمر السحيل برأيه / ولكم به نقض القضاء المبرما
يؤي مجاريه ويضحي جاره / حرما على ريب الزمان محرَّما
كم شد أزر الملك رأى وزيره / وأقام منآد الأمور وقوَّما
عضد الهدى والدين والطود الذي / طال الرجالَ رزانةً وتحلما
المقتني للحادثات قواضيا / في الروع مفطرة وخيلا صوما
وسوابغا زغف المتون كأنما / يشتن لابسها غديرا مفعما
تدبير من أضحى أتمَّ خليفة / وأجل من ساس الأمور وأحزما
ساعده بالتوفيق رب وكن أذلا / لسعادة المولى الإماما متمما
لا زال معسول الخلال ممدّحاً / جذلانَ موفورَ الجلال معظما
ومعنف لي إذ رآني مثريا
ومعنف لي إذ رآني مثريا / أدبا ومن كسب الثراء عديما
يلحى علَى أن استميح وإن أرى / بضراعة في محفل موسوما
صاحبته لاضعف عند مبخل / يوما ولا بعت الثناء لئيما
ومدحته والمدح يحسن بالذى / يعطي الألوف ويقطع الإقليما
بك يا شهاب الدين أصبح مشرقا
بك يا شهاب الدين أصبح مشرقا / من منهج الآمال كلّ بهيمِ
ما أنت إلا طود حلم راسخ / وسحاب عارفة وبحر علومِ
لك راحة ما أن تزال بباطن / تسدي النوال وظاهر ملثومٍ
بأبي وبي أخلاقك الغرّ التي / كالرّوض ريض بوابل مسجومِ
يا من غدا الإحسان منه مخيّما / في خير أعراق وأكرم خيمِ
اليت أني لا أكّلف حاجتي / إلا كريما مثلك ابن كريمِ
وأرى العظيم القدر يذخر رفده / لدفاع كلّ عظيمة وعظيمِ
فأعنّ على دهري بعون مساعد / وانظر إلى فضلي بعين رحيمِ
خيلي وحقك كالخيال من الطوى / تمسي كما تضحي بغير قضيمِ
حتى كأن الناس قد أمنوا الهجا / وكأن عبدك من تجار الرومِ
أنعم به وأسلم على رغم العدا / جم الندى في غِبطة ونعيمِ
فالمجتدي منك الشعير بشعره / يا ابن المظفر ليس بالمحرومِ
وهواك أقسم أنه أوفى القسم
وهواك أقسم أنه أوفى القسم / ما كنت في السلوان إلا متهمُ
لي فيك طرف ما يلائمه الكرى / وفؤاد صعب قد ألم به الألم
يا مزمع الهجران عمداً والقلى / ما كان ما زعم العذول كما زعم
لك طرة كالليل إن أسدلتها / خفي الصبلاح وفرَّة تجلو الظلم
وجفون معتلّ الجفون سقيمها / تدوى الصحيح ولا تبلّ من السقم
هيهات يلفتني الوشاه بعذلهم / عن حب معتدل يجور إذا حكم
والله ما أبديا بغير وصاله / أو جود يحيى ذى النوال المقتسم
صب ببذل المكرمات متيم / ضمن راحتيه تعلمت صوب الديم
علقت أكف الراغبين وأمسكت / منه بحبل في النوائب ما انصرم
بأشم مصقول السجايا والحجى / غير ان معسول المزايا والشيم
أمسى يعد لكل يوم كريهة / عزم امرىء يمضي الأمور إذا عزم
وأصم معتدل الكعوب وأبيضا / كالبرق نضنض في الغمامة وابتسم
ومتنون صافية المنون كأنها / صرح يمرده النسيم إذا نسم
جذلان يضرم بأسه نارا الوغى / أبدا وينفح ما دحوه في ضرم
كم حاز من سيف واقليم معا / بذباب سيف في يديه أو قلم
واذا تأخرت الرجال رأيته / متقدما يوم الوغى ثبت القدم
من فوى أدهمٍ إن جرى أبصرته / ليلا تسدّى النقع أو سيلاً دهمِ
مولاي عون الدين مالك مهمل / نهب وعوضك مثل جارك في حرم
أيفوتني منك السماح بقول من / بيني وبينهم تفاوقت القيم
أو لست ناظم كل بيت سائر / لعلاك تنتشر النجوم إذا انتظم
لم يمدح الفتح الوليد بمثله / يوما ولا بعث البعيث إلى الحكم
وغدا تعود إلى العراف مظفرا / والعرب قد أوليتها ملك العجم
متقلدا بالنصر قدفت الورى / طرا وقدت عذا الخليفة عن أمم
واقوم ممتدحا لمجدك شاكرا / لجزيل ما خوّلتنيه من نعم
بعلاك أخلف صادقا لولا الذي / تجد العيال إذا بعدت من العدم
ما سرت إلا في ركابك غازياً / متعلما منك الشجاعة والكرم
لا زلت تروي كل ظام حائم
لا زلت تروي كل ظام حائم / بأنامل عشر كعشر غمائمِ
يا من كان عليه حتما واجبا / تخجيل كعب في السماح وحاتمِ
عرفت يمينكَ بالعوارف والندى / فهما عليهما الدهر ضربة لازم
لله منك عزائم مضاءة / يوم الوغى وصرائم كصوارم
بأبي آباؤك ذلك المر الذي / يابي لعودك إن يلبن لعاجم
ومواقف مزقت أعمار العدا / فيها بجمع المازق المتلاحمِ
يا مشمس الآراء يوم عجاجة / كدراء مظلمة ونقع عاتم
ومجيلها مثل القداح ضوامرا / من تحت اسد كالسهام سواهم
ومضيّق البر الفضاء بارعن / لجب كموج اللَّجة المتلاطم
من شام برق المعصرات فإنني / لبروق بشرِك جد راجٍ شائمِ
قسما لعون الدين يحي لم يزل / بفعاله محبي على مكارم
ملك إذا اسودت سماء عجاجة / صدم العدا في جوها بصلادمِ
وصوارم مثل الروق لوامع / وأسنة مثل النجوم نواجمِ
جهم إذا لقي العدا فإذا انتدى / لا بالجهام ندى ولا المتجاهمِ
يلقى العفاة إذا النوائب كلحت / أنيابها طلقا بثغر باسمِ
وإذا عفا والعفو منه سجية / لم يعف إلا قادر عن جارمِ
سَنَّ العطاء فليس يقرع بعده / فعل البخيل الغِرسِنَّ النادمكِ
يرعى رعيته بعفة زاهد / وعقاب جبار ورأفة راحمِ
فلذاك خائفهم بسرب آمن / يلهو وساهرهم بطرف نائمِ
أمذل دولة من تمرد واعندى / بحسامه ومعز دولة هاشمِ
أصبحت حرب محارب ومخالف / عادى خلافتها وسلم مسالم
كم كاسف بالا نعشت بأنعم / تترى فأصبح رب بال ناعمِ
يا من عدمت الفقر حين وجدته / ما واجد لندى يديك بعادمِ
واسلم على قدم الغلاء مخلطا / وتهن بالشهر الشريف القادمِ
واستوفِ أعمار الزمان ودم كذا / في دولتي مجد وعز ودائمِ
أَقصِر فإنك غير عالم
أَقصِر فإنك غير عالم / وجد المتيَّم بالمعالم
شرط الصبابة أن تطي / ع هوى وأن تعصي اللوائم
ويهيج شوقك للحسى / وزمانه سَجع الحمائم
وترى البروق على الغضا / وهنا فتذكرك المباسم
أيام عود الهجر مأ / مون وعود الوصل ناعم
أيام جبل الود لم / تصرمه غزلان الصرائم
ولب ظمآن الحشا / والكشح ريان المعاصم
رشا بمعقد خصره / حلت مريرات العزائم
تقرأ عليك جفونه / في سحرها كنب الملاجم
نادمته ورقيبه ال / مغبون يقرع من نادم
ولثمت خمر ريقه / فيها الشفاء لكل لاثم
ومعنف لي إذا رآ / ني واجدا للفضل عادم
لا أمضي عزما على / امل ولا أنضي الرَّواسِم
أرجو السماع من اللئا / م وذاك طبع لا يلائم
آليت لا آسي على / شيء وللأرزاق قاسم
فالعجز في كد المنى / والعز في خد الصوارم
وأخو السلامة والغنى / من بات سلما لابن سالم
المستضاء برأيه / وروائه والخطب عاتم
ذو راحة راحت تُب / خِلُ دائما جود الغمائم
وحماسة وسماحة / تزري على عمرو وحاتم
بذَّ المساجل سابقا / وأقام ليس له مقاوم
متواضع ترك التكب / بُر في علاه من اللوازم
طلق المحيا حين تس / ال رفده جذلان باسمُ
سمح الخلائق ذكره / عطر بعرف العرف ناسم
رطب الصوارم من دما / ء عداته عضب الصرائم
بك يا نجيب الدين أَص / بح نجم حظي وهو ناجم
جهزت جيش اليسر لي / فغدا لجيش العسر هازم
كم صنت وجه مؤمل / منا ببذلك للمكارم
وقعت بالبشر المبش / شر بالنجاح غليل حائم
يفديك ذو عرىض له / عرض سليم غير سالم
حرفان فتشته / الفيته عبدالدراهم
فتهن صوما صمته / ففصلت فيه كل صائم
برا ونسكا يذكرا / ن وحل فعلك ذاك دائم
واسمع بها فكأنها / سلك وهي من كف ناظم
أضحى المولد ربها / فمن الوليد ومن كشاجم
غراء لا مثل لها / فبقيت ممتثل المراسم
قلب أَلمَّ به الأَلم
قلب أَلمَّ به الأَلم / ومدامع دمها ديم
وهوى تأجّج وقَدُه / بين الجوانح فاضطرم
أمسى يعذبني به به / جذلان عذب المبتسم
جسمي ودقة خصره / متحالفان على السقم
لهفي على ظلم بفي / ه أعانه حتى ظلم
يا هاجرا لي دهره / من غير جرم لا جرم
أني أبيت مسهدا / بجفون صب لم تنم
ولقد سكنت إلى الهوى / ورضيت منه بما حكم
ووقفت في تلك الرسو / م مع الغرام كما رسم
قل للصبا سلم على / بانات سلع والسلم
وأعلم بفرط صبابتي / والوجد مكان العلم
ولقد أقول لمعتفيه / ن تدرّعوا جنح الظلم
درعوا الفلا بعرامس / لا تشتكي مس السام السام
طي الأكام أعادها / شبحا وكانت كالأكم
أمواندي ابن محمد / وخذوا المواهب عن أممِ
شيموا سحابة كفِّهِ / واستمطروا تلك الشِيَم
تجدوه أضيع لهى / خلقاً طاح الهمم
ملك بعيد مدى العلى / والمجد طاح الهمم
أمواله نعم العفا / ة وقوله أبدا نعم
وصال بذل المكرما / ت إذا البخيل لها صرم
فلكم بنى مجدا وكم / لبناء جبار هدم
ولكم عفا عن جارم / كرما ولو شاء انتقم
ذو نائل متمزق /
رخص المديح وأنه / بجنابه غالي القيم
وإذا طمى يوم الوغى / بحر المنية والتطمُ
ورأيت بيض سبوفه / محمرة بدم القسم
وسمعت قول كماتها / في شدها اشتدّي زيمُ
كالأسد تحمل حين ت / مل من عواليها أجَم
ألفيت في هيجائها / متقدَّما ثبت القَدَمُ
بك يا بهاء الدين ال / لف شمل حظي وانتظم
بأبي خلائقك التي / كالروض راضتها الرهم
وشمائل لك كالشمو / ل إذا الشمال بها نسم
يا من وجدت به الغنى / يا من عدمت به العدم
خلق الورى من طينة / وخلقت وحدك من كرم
طوبى لجارك فهو من / جور الليالي في حرم
أسعد بعيدك وابق لي / ما غاب نجم أو نجم
وانحر عداك فإنهم / أولى بذاك من النَّعم
حتام أعذل في الهوى وألام
حتام أعذل في الهوى وألام / وإلام تسهر مقلتي وينامُ
قمر غريمي في هواه تفجع / ما ينقضي وتوجع وغرامُ
كالريم يغتال الأسود إذا رنا / بلواحظ تعنو لها الآرام
جذلان يغلي وصله متيقظا / وتبيت ترخصه لي الأحلامُ
في مثل خط عذاره ذاك الذي / كاللام حسنا تعذر اللوامُ
يا عاذلي دعا ملامة مغرم / قد شاب والوجد القديم غلامُ
يصبو إذا هبت صبا من عالج / ويحن إن جاد الغميم غمامُ
شوقا إلى بيض الوجوه نواعم / كالبيض الحفه الجناح نعامُ
ألحاظهن الساجيات سواحر / ورضا بهن مع السحير مدامُ
من كل ظامية الموشح وجهها / صبح وفاحمها الأثيث ظلامُ
خود تمائمها الأسنة والظبى / تبدو فيخفي البدر وهو تمامُ
للورد منها وهو أحمر ناصع / خد وللغصن الرطيب قوامُ
يا دار سلمى لاعدتك تحية / وطفاء من دمع الحيا وسلامُ
وعلام تستجدى سوى يد منعم / خرق لديمة راحتيه دوامُ
الصاحب الملك الذي إحسانه / طبع وغامر جوده الهامُ
ذي النائل الفضفاض والمنن التي / خفت بها الأثقال وهي جسامُ
إن أظلمت شيم اللئام فوجهه / طلق يضيء وثغره بسامُ
واغرا روع لا يروع جاره / يوما وينهك ما له ويضامُ
يا أيها الذمر الشجاع أخا الوغى / وابن القنا المتقحم الهجامُ
لا ترج من يده السلامة ما أرتدى / حصداء أحكم نسجها سلامُ
كالبحر يغرق في أنامله الحيا / كرما ويفرق بأسه الضرغامُ
رب الرواء وواحد الرأى الذي / أضحى يفل السيف وهو حسامُ
تلقاه يوم الحرب ثبتا مقدما / متقدما إن زلت الأقدامُ
وتراه عام الجدب رب مرابع / يأوى إليها المعتم المعتامُ
وفصيح أقوال فتس عنده / حصر اللسان مجمجم تمامُ
لله همته التي يسمو بها / منه فتى جزل العطاء همام
غمر الندى لولا فواضل كفه / لم يعرف المعروف والأنعام
مولاي مجد الدين يا طودا رسا / حلما يخف له حرا وشمام
يا كعبة الجود التي في ربعها / ربع المكارم تغفر الأجرام
أنست بعد لك بعد جور عمها / دار السلام وأيد الإسلام
وشددت أزر الملك شد مؤازر / ما أنحل منه وقد شددت نظام
ونرى بجودك يا أبا الفضل الذي / سن المكارم يُعدم الإعدامُ
أنت الذي ما زال مورد جوده / عذبا عليه للعفاة زحامُ
أنت الذي جعلته فذا في الورى / نعم تواتر من يديه تؤامُ
بك تفخر الدنيا وأنت نعيمها / والدهر أنت وجندك الأيامُ
لك معمر أفنى العشار قراهم / كرما وقوم بالعلى قوامُ
أسد لها البيض الحداد أظافر / والسمهرية ذبلا آجامُ
خدمتهم الأملاك في تيجانها / خضعا وهم لضيوفهم خدامُ
فسلمت ما عنت بروق بالحمى / وهنا وغنت في الحصون حمامُ
أبشِر بعز مؤذن بدوام
أبشِر بعز مؤذن بدوام / وصعادة تبقى على الأيامِ
لا زلت من صرف الحمام مسلما / ما غردت في الأيك ورق حمامِ
يا عصمة اللاجي لك النفس التي / أفعالها تزري بنفس عصامِ
يا خير من تحمي عليه مفاضة / حصداء محكمة غداة يحامي
ما أنت إلا طود حلم شامخ / نأوي إليه وبحر علم طامي
أبشر فجد عداك يا مولى الندى / بالذل مخفوض وجدك سامي
يا قائد الخيل العتاق لواحقا / تجري باسد كالسهام سهامِ
كم فل باسك يوم حرب جحفلا / لجبا وبل نداك غلة ظامي
أعتقت من قصد اللئام قصائدي / وكفيتني بالبر والأنعامِ
ونقعت منك بماء بشرك أنه / مما يبشر بالنجاح أوامي
فلأشكرنك في المحافل دائما / شكر الرياض لصوب كل غامِ
نفسي غذاؤك من وزير عادل / في حكمه لثرائه ظلام
ترضى الغداة عداته وعفاته / منه بأي مطاعن مطعام
قوام ليلة كل صر قرة / ولطول كل ظهيرة صوامِ
عضد الهدى والدين يا من رأيه / في الخطب أمضى من غرار حسامِ
لك صروة الشمس المنيرة جالسا / وإذا ركبت فسورة الضرغام
هامي عزالي الجود أنت مسالما / ومحاربا ما زلت ضارب هامِ
فبقيت أعلى الناس هامة همة / وسلمت ملك أغر همامِ
نلقاك فذا لا نرى لك توأما / في سؤدد يا كافل الأيتامِ
في دولة ما تنقضي أيامها / أبدا وعز ثابت الأقدامِ
كم رمت سلوانا لذاك الريم
كم رمت سلوانا لذاك الريم / فأَبى غرام لا يزال غريمي
يا عاذلي لا تلحني في حبه / فلقد منحت اللوم غير مليمِ
دع للهوى جسما يذوب صبابة / وارفق فإن الخطب جد جسيمِ
ومرنح الأعطاف من سكر الصبا / تصبو إليه أناة كل حكيمِ
متعتب يمسي ويصبح ظالما / أَبدا ويهمل دعوة المظلومِ
أغرى المدامع بانتشار عقيقها / ثغر له كاللؤلؤ المنومِ
شغل الرقيب فجاد لي بعناقه / طوعا وكان يضن بالتسليمِ
فهصرت شمس ضحى وخوط أراكةٍ / وهلال داجية وظبي صريمِ
سقيا لنعمان الآراك فإنه / وطني الذي أهوى ودار نعيمي
وطن جنيت به الهوى من غصنه / ورعيت روض العيش غير هشيمِ
واليوم إن أَك للقريض مطلقا / فلقد طلق الراحتين كريمِ
وأنا اللئيم إن اتنتجعت مبخلا / أو زرت بالأشعار ربع لئيمِ
حسبي الإله فإنه لي ناصر / وابن الدوامي الكريم الخيمِ
خرق يبي لجيش عدمي هازما / أبدا بجود يد أجش هزيمِ
تلقاه كالماء النمير خلائقا / لطفت وكالنار اتقاد عزيمِ
بحر العلوم العد ينبوع الحجى / والجد طود ركانة وحلومِ
نامت عيون عفاته وعداته / في مقعد من خوفه ومقيمِ
جلت مواهبه اللواتي ما همت / إلا وجلت هم كل عديمِ
إن زرته في الحرب فابن بسالة / أو زرته في السلم فابن نعيمِ
يا خابطي البيداء في طلب الندى / بالعيس تتبع وخدها برسيمِ
أموا كريم الخيم أم نواله / ولادة للجود غير عقيمِ
وصحيح أسباب المودة لا ترى / فيما ترى ودا له بسقيمِ
لاذمة الأدب بالمضاعة عنده / كلا ولا عهد له بذميمِ
حكم الندى في ماله ولرأيه / في بذل ما يحويه رأى حكيمِ
بأبي سماحك يا أبا الفرج الذي / أضحى يفرج كربة المهمومِ
وخلالك الغر الحسان فإنها / أضحت نجوما غير ذات رجومِ
يا كعبة الفضل التي لم تزل / في زمزم من جودها وحطيمِ
أهببت لي ريح الرجاء تكرما / فجرت رخاء الخطو ذات نسيمِ
وحفظت لي حرمات مدح لم تزل / من ماثراتك في أعز حريمِ
فلا لبسنك من برود محامدي / أبهى وأفخر وشيها المرقومِ
ولا برزنك في فرائد درها / كالبدر حف بزاهرات نجومِ
لا زالت الأعياد نحوك عودا / وقدومها بالسعد خير قدومِ
مذ قيل قِد قدم الهمام
مذ قيل قِد قدم الهمام / أسرى إلى جفني المنامُ
من بعد ما كانت دمو / ع العين أربعة سجامُ
شوقا إلى وجه له / كالبدر طاف به التمامُ
وخلائق كالزهررا / ض رياضة سحرا غمامُ
يا من نداه لا يغب / ب ومن عطاياه جسامُ
ما دام جود يديك مو / جودا فما مات الكرامُ
لا أوحشت دار السلا / م من ارتياحك والسلامُ
ما في خلالك خلَّة لا تكرم
ما في خلالك خلَّة لا تكرم / جود وفضل ديانة وتحلمُ
ورزانة ما إن تخف فطودها / إن خفت الأحلام لود أيهمُ
يا من مساعيه التي حمت الورى / مثل النجوم مقيمة تنجمُ
فلت صرائمك الصوارم واتقى / ماضي الأسنة بأسها والاسهمُ
إيهاً فكم دامت لكفك ديمة / بخل السِّماك بمثلها والمِرزمُ
أقسمت ما وصفَ امرؤ في رأيه / بحزامة إلاّ ورأيك أحزمُ
أم الندى مذ طرقت بك أقسمت / تأتي بخرق فهي بعدك أيَّمُ
لك يا ابن مجدالدين كف ثرة / بنوالها المشفوع يثري المعدمُ
ما موقف وقف الردى بفنائه / والبيض تنثر والعوالي تنظمُ
إلاّ وأنت معلّم أبطاله / ضرب القوانتس والكميّ المعلمُ
يا أيها الملك المعظم شأنه / بك يدفع الحدث الجليل الأعظمُ
قسمات وجهك قد يشابه حسنها / يا ذا الندى إحسانك المتقسمُ
أنت الربيع الطلق في يوم الندى / وربيعه في يوم ينسفك الدمُ
ليد الخلافة منك رمح طاعن / ثغر العداة وصارم لا يكهمُ
فحسامك الماضي منية خالع / لولاه لم يك ذاك خطب يحسم
يا رب هب هبة الإله لخائف / يلقى الأمان به وعاف يحرمُ
واحرس أبا الفضل الكريم بمقلة / لك لا تنام إذا رقدن يحرمُ
فالمرء أكرم ما لديه عرضه / أبدا وأهون ماعليه الدرهمُ
رحم الإله الخلق منه بعادل / أمواله من جورة تتظلمُ
طهرت له شم وعفَّت نظرة / فكأنه في بردتيه محرمُ
وتراه طخياء كل دجنة / كالقار لونا وهو قار مطعمُ
وربيع ربع لليتامى مخصب / وسحاب جود للأيامى مثجمُ
وإذا تجهمت الوجوه فوجهه / طلق لراجي الرفد لا يتجهمُ
وإذا تأخرت الرجال فإنه / يوم الهياج المقدم المتقدمُ
في حيث أزرق كل لدن أحمر / والورد من وقع السنابك أدهمُ
ومتى جرى في حلبة عربية / لم يدر قس ما البيان واكتم
قد قلت لما أن رماني بالأذى / زمن لكل أخي حجى يتهضم
عولت بالجدوى على من يجتدي / وعدلت بالشكوى إلى من يرحم
وجعلت مجد الدين دوني عصمة / فكأنني في راس طود أعصمُ
فلا شكرنه ما حييت وإن أمت / فلتشكرنه في ثراي الأعظمُ
يا من بطل سماحه يروى الصدى / ويظل رأفته يلوذ المجرمُ
ما روضة بكت السحائب شجوها / فيها وأضحى زهرها يتبسمُ
للماء فيه تحدر وتحدب / وتسلسل وتصلصل وترغمُ
طربت به الأغصان فهي موائل / لغناء ورق فوقها يترنمُ
يوما بأحسن من سجاياك التي / هي من سجايا كل خلق أكرمُ
فبقيت مقصود المغاني مغنيا / بالرفد ما قصد الحطيم وزمزم
وسلمت مبرورا تصوم عن الخنا / أبدا ويفطر في ذراك الصومُ
بسمت عن الدر النظيم
بسمت عن الدر النظيم / ورنت إليك بلحظ ريمِ
بيضاء يشرق صبحها / في ليل ناحمها البهيمِ
غض الصبا ممكورة / يصبو لها حلم الحليمِ
قامت تتيه على الغصو / ن بغصن قامتها القويمِ
بأبي وبي من أسقمت / جسمي بناظرها السقيم
اسمي إذا هجرت بصب / ر ظاعن وهوى مقيمِ
وارى إذا خطرت بوج / د مقعد وجوى مقيم
مرتجة الأعطاف وال / أرداف ذا حشا هضيم
أضحى غرامي لازما / لي في هواها كالغريم
وأغنّ معسول الشما / ئل تاه بالدلِّ الرخيمِ
جذلان يبخل بالسلا / م على معذبه السليمِ
نادمته مستغنيا / بلماه عن كأس النديمِ
في خيمة ضربت لنا / من أدكن الجو المغيمِ
والسحب قد رشت ضحى / برذاذها جيش النسيمِ
والماء قد وشَّته أن / فاسُ الصبا وشي الرقومِ
والهر يحكي في سما / ء رياضه زهر النجومِ
والورق تغني بالغنا / ء عن المثالث والبومِ
فكأنها تشدو بمد / حي في أبي الفضل الكريمِ
الصاحب الملك الجلي / ل الواهب الصدر الرحيمِ
ملك بحسن الخلق مو / سوم وبالخلق الوسيمِ
المنعم الناضي ردا / ء الكبر والماضي العزيمِ
مفني الطغاة بسيفه / وبسيبه مغني العديمِ
بحيث سؤدده تقد / دم في العلاء وبالقديمِ
حتف العدا غيث الندى / جبل الحجى بحر العلومِ
ذو الراحة الولاَّدة ال / إحسان في الزمن العقيمِ
ومظّم ما زال يد / فع نازل الخطب العظيمِ
سامي فروع المجد مح / سود العلى زاكي الأرمى
يهتز من كرم الطبا / ع كشارب ماء الكرومِ
يا شمس دولة هاشم ال / غراء يا طود الحلومِ
قد أصبح الإحسان من / ك مخيما في خير خيمِ
لما هزمت مفاقري / باجش نائلك الهزيمِ
وجليت يا ذا الهمة ال / علياء بالجدوى همومي
وأعدت عودي مورقا / بعطائك الجم الجسيمِ
أعرضت عن مدح الكري / م وتبت من هجو اللئيمِ
وغدوت أسلك من مدي / حك في صراط مستقيمِ
فبقيتِ للمجد الموث / ثل منك والعز المقيمِ
قلب يقلبه الغرام
قلب يقلبه الغرام / ومدامع تهمي سجامُ
وجفون عين أقسمت / أن لا يلم بها المنامُ
شوقا إلى من وجهه / صبح وطرته ظلامُ
قمر أقام قيامتي / منه التثني والقوام
ريم سلوي عن هوا / ه ووصله ما لا يرام
لا موا على حبّي له / سفها وما يجدي الملامُ
هيهات يصحو طرفه / أبدا وريفته صدامُ
حلو الشَّمائل واللّمى / جذلان زورته لمامُ
كالبدر لي منه المحا / ق إذا أبدا وله التمَّامُ
عام الوصال بقربه / يوم ويوم الصمد عام
قد شبت في حبي له / والوجد مقتبل غلامُ
يا سقي بلواحظ / لجفونها خلق السقامُ
ما بال خدك ناره / تذكو وفي قلبي الضرامُ
فعلى الحمى ومنازل / حلت بها سلمى السلامُ
دمن أهيم بذكرها / وكذا المحب المستهامُ
أقسمت بالبيت الحرا / مِ يؤمه الركب الحرامُ
وبما حوى من جمعه / جمع وما ضم المقامُ
لقد اعتلقت بحبل أر / وع من أجار فما يضامُ
ملك سمت هماته / وعلت به فهو الهمامُ
وإذا أبو الفضل الكري / م حماك سالمك الحمامُ
من رمَّ لي أسباب حا / لي وهي مخلقة رمامُ
واهتز لي كرما ورق / ق فاورقت مني السلامُ
بحر فرات للوفو / دِ على شرائعه ازدحامُ
شكرت صنائعه السوا / مي عندها سام وحامُ
وأرى زناد المكرما / ت بجوده يروى الأوامُ
قد رغبتني في المدي / ح له رغائبه الجسام
فهو الحيا المحيي الصفا / ة وفي الوغى الموت الزوامُ
بخلائق معسولة / كالروض راضته الرهام
قد صيرته في العلى / فذا أياديه التوامُ
مولاي مجد الدين يا / من عزمه العضى الحسامُ
يا عصمة اللاّجى الذي / مذ ساد لم يذكر عصامُ
أربى نداك على الغما / م فما يساجله الغمامُ
ورست حلومك فاستخف / ف على رزانته شامُ
فغدا وراح محالفا / أيام دولتك الدوامُ
يا ذا الذي كَفَلَ اليتي
يا ذا الذي كَفَلَ اليتي / مَ وقصدُه كَفَلُ اليتيمِ
إن كنت ترغب في النعي / م قد حصلت على الجحيمِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025