المجموع : 27
هل حاكمٌ عدلُ الحكو
هل حاكمٌ عدلُ الحكو / مةِ مُنصفٌ لي من ظَلومِ
باتتْ بظاهِرها وسا / وسُ من حُلِيٍّ كالنجومِ
وبباطني منها وسا / وس من هموم كالخصومِ
كم بين وسواس الحُلِي / يِ وبينَ وسواسِ الهمومِ
يغزو العِدا في ليل زن
يغزو العِدا في ليل زن / جٍ حالكٍ ونهارِ رومِ
فالليل عَونٌ والنها / رُ له على الأمر المرومِ
تجري المحاسنُ من قرونِ رؤوسها
تجري المحاسنُ من قرونِ رؤوسها / حتى تمسَّ قُرونُها الأقْداما
ما أَبْصرتْ عيناي قبلَ وجوهها / وفروعها نوراً يُقلُّ ظلاما
من كل ناعمةِ الشباب غريرةٍ / تَسبي العقولَ وتزدهي الأحلاما
في سُنَّةِ القمرِ التمامِ وسِنِّه / واحسبْ لياليَه لها أعواما
عيدٌ يعود كعود عُرفك دائما
عيدٌ يعود كعود عُرفك دائما / نلقاك فيه مثلَ عرضك سالما
تُعطي فيهدم جودُ كفك ثروةً / وتشيد أنت معالياً ومكارما
ولعلَّ ما تلقي لمجدٍ بانيا / إلا امرءاً أضحى لمالٍ هادما
وجرت ظباؤك للوَلِيِّ أَيامِناً / سُنُح الوجوه وللعدوِّ أشائِما
وطرفْتَ عيناً لا تزال لها قذىً / ووطئت أنفاً من حسودك راغما
ورأت أبا العباس عينُك بالغاً / ما قد بلغتَ مُحارباً ومُسالما
وأخاه هارون الذي أضحى له / في الصالحات مُشاكلاً وملائما
أخوان أيهما بلوتَ وجدْتَه / في كل نائبة مفيداً عاصما
وإذا هما عند الفعال تَباريا / فكأنما بارَى ابنُ مامةَ حاتما
الأحسنَين ظِهارةً وبِطانةً / والأطْيبين مَشارباً ومَطاعما
الألينين مَلامساً ومعاطفاً / والأصلبين مَغامِزاً ومعاجما
تلقى أبا العباس بدراً طالعاً / وشقيقَه هارون نَجماً ناجما
وأباهُما شمساً تُمدُّ بنورها / نوريهما أبداً مِداداً دائما
وشقيقةٍ قالت أراك مُفكراً / حتى أراك من السكينة نائما
فأجبتُها إني امرؤٌ هيامَةٌ / في كل وادٍ ما أُفيقُ هَماهِما
أُمسي وأصبحُ للشوارِد طالباً / بهواجسٍ حول الأوابد حائما
متوخياً حظي بذاك مؤدياً / فرضاً لخيرِ الطاهريّة لازما
ملكٌ يُطيع الجودَ في أمواله / عند السؤالِ ولا يُطيعُ اللائما
ما زال يحبوني الجزيلَ وإنما / أحبوه مدحي صادقاً لا زاعما
ومتى يقومُ بحق مدحك شاعرٌ / حتى يُرى في كلّ وادٍ هائما
يا ابنَ الأُلى لم يوجَدوا إلا وهُمْ / عظماءُ دهرٍ يدفعون عظائما
وابنَ الأُلى لم يعدُ دهرٌ طورَه / إلا غدوا خُطماً له وخزائما
الناكلين عن المآثِم والخنا / و النافذين بصائراً وعزائما
أعني عبيد اللَّه خيرَ عبيده / إلا أئمتنا العظامَ جراثما
يا مَنْ يُحِبّ المجدَ حبّاً صادقاً / ويرى مغارمَه الثقالَ مغانما
يا من إذا كُسِيَ المديحَ معاشِرٌ / حلياً لهم كُسي المديح تمائما
عُوذاً لأخلاق وخَلْقٍ أصبحا / في الحُسن أمثالاً لنا ومعالما
عجباً لمن نسي العواقبَ جوده / نسيانَ جودِك كيف يُدعى حازما
ولمن عفا عمن هفا متمادياً / يوما كعفوك كيف يُدعى صارما
ولمن سَقَى مُهجَ النفوسِ سيوفَهُ / عللاً كسقيك كيفَ يُدعَى راحما
ولقد يُؤلفُنا اللقاءُ بليلةٍ
ولقد يُؤلفُنا اللقاءُ بليلةٍ / جُعلت لنا حتّى الصباحِ نظاما
نجزي العيونَ جزاءهن عن البكا / وعن السهاد ولا نُصيبُ أثاما
فنبيحهن مَرادَهنَّ يَردْنه / فيما ادَّعين ملاحةً ووساما
ونكافئ الآذانَ وهي حقيقةٌ / أن لا تزالَ تكايدُ اللوَّاما
فنثيبهُنَّ من الحديث مثوبةً / تشفي الغليلَ وتكشفُ الأسقاما
ونكافئ الأفواه عن كتمانها / إذ لا يزالُ لها الصُّماتُ لجاما
فنبيحنّ ملاثماً ومراشفاً / ما ضرَّها أن لا تكون مُداما
نجزي الثلاثةَ أنصباءَ ثلاثةً / مقسومةً آناؤها أقساها
ويتيمةٍ من كَرمها ومُدِيمِها
ويتيمةٍ من كَرمها ومُدِيمِها / لم يُبْقِ منها الدهرُ غيرَ صَميمِها
لطُفتْ فقد كادتْ تكون مُشاعةً / في الجو مثلَ شُعاعها ونسيمِها
صفراء تنتحل الزجاجة لونَها / فيُخالُ ذوبُ التبرِ حشوَ أديمِها
رَيْحانةٌ لنديمِها دِرْياقةٌ / لسليمها تَشفي سقامَ سقيمِها
يا مَنْ أُؤمِّلُ دونَ كُلِّ كريمِ
يا مَنْ أُؤمِّلُ دونَ كُلِّ كريمِ / وتُحِبُّ نفسي دونَ كُلِّ حميمِ
أخَّرتُ تسليمي عليكَ كراهةً / لِزِحامِ من يلقاكَ للتَّسليمِ
وذكرتُ قِسمَتَكَ التَّحفِّي بينهم / عندَ اللقاءِ كفِعْلِ كُلِّ كريمِ
فنفِسْتُ ذاك عليهمُ وأرَدْتُهُ / من دونهم وحْدي بغير قسيمِ
فصبرْت عنك إلى انحسارِ غُمارهِم / والقلبُ حولَكَ دائمُ التحويمِ
صبرَ امرئٍ يُعطي المودةَ حقَّها / لا صبرَ مذمومِ الحفاظِ لئيمِ
والسعيُ نحوك بعد ذاك فريضةٌ / وقضاءُ حقِّكَ واجب التقديمِ
فاعْذِر فداك الناسُ غيرَ مُدافعٍ / عن طيبِ خيمِك فهو أطْيَبُ خيمِ
ومتى استربت بخُلَّةٍ معْوَجَّةٍ / فتتبع العوجاءَ بالتقويمِ
غضبٌ ألحُّ من السحابِ الأسحمِ
غضبٌ ألحُّ من السحابِ الأسحمِ / ورضاً أعزُّ من الغُرابِ الأعصمِ
لم يَبْقَ من أحدٍ أفاخرهُ بكم / إلا رآني أمسِ غيرَ مُكرَّمِ
عمَّ الأذينُ بإذْنه وتخلفت / حالي فلم أُذْكر ولم أتوهمِ
لكنْ نُبذْتُ مع اللَّفيفِ بمَسْمع / وبمنظرٍ للشَّامتينَ ومَعْلمِ
بلْ ما أصابتني هناك شماتةٌ / لكنْ غُبِطْتُ بأنَّني لم ألطمِ
وأشدُّ من ظُلم الأذينِ وسائلي / عِلْمي بظَنِّكَ أنَّني لم أُظْلمِ
عطفاً عليَّ أبا الحسين فإنَّني / من أوليائك في الزمانِ الأقْدمِ
أنا من عراكَ وبابُ داركِ مُوحِشٌ / من كلِّ مُؤتنفٍ عليَّ مُقدَّمِ
إنّي أُعيذُكَ يا مُؤّمَّل دَهْرِه / من أنْ يراك المجدُ دافعَ مَغْرَمِ
بل أنتَ مُعْفىً من جميع حوائجي / إلا لقاءك في السواد الأعظمِ
لا أبتغي ما كنْتُ آمُلُ مرَّةً / حسْبي بوجهِك فهو أفضلُ مَغْنمِ
بل أستقيلُك لستَ ممن يُبْتَغى / منهُ المودةُ باحتمال الدرهمِ
أنت الذي أحظى الوسائل عنده / أن يُجْتَدى ولأسألنَّك فاعلْمِ
حسْبي جداك إلى هواكَ وسيلةً / ستُحبُّني إنْ نِلْتُ نَيْلَكَ فاسْلَمِ
يا سيِّدَ العربِ الذي قُدِرْت له
يا سيِّدَ العربِ الذي قُدِرْت له / باليُمنِ والبركاتِ سيّدةُ العجَمْ
اسْعَدْ بها كسعودِها بك إنها / ظفرتْ بما فوق المطالبِ والهِمَمْ
ظفرتْ بمالئِ ناظريها بهجةً / وضميرها نُبلاً وكفَّيْها كرمْ
شمسُ الضُّحى زُفَّتْ إلى بدرِ الدُّجى / فتكشَّفتْ بهما عن الدنيا الظُّلمْ
يعقوبُ ويلَ أبيك أيَّةُ هُوةٍ
يعقوبُ ويلَ أبيك أيَّةُ هُوةٍ / دلّاك في لهواتِها الإقدامُ
بل أيُّ شأنٍ رمتَ مني لم يكن / لولا سفاهُك مثلهُ فيرامُ
حاولتَهُ والهولُ يزخرُ دونَه / كالبحرِ جلَّلَ متنه الإظلامُ
غطَّى عماكَ على هُداكَ فجئتني / وعلى بصيرةِ هادييك غمامُ
عشوَ الفراشةِ نحو موقدِ مُصطلٍ / فانتاشها من جانبيه ضِرامُ
فاقبضْ حصائدَ ما زرعتَ قصائداً / شُنُعا تجدِّدُ عارها الأيامُ
يا ابن العواهر قولةً وضعت بها / عن ظهري الأوزارُ والآثامُ
ليس الحرامُ عضيهتي لك مُفحشاً / بل مهنتي فيكَ القريضَ حرامُ
ولقد ردعتُ الشعرَ عنك تنزُّهاً / إذ لامني في شتمك الأقوامُ
فأبتْ جوامحُ للهجاء نوازعٌ / لا يستطيعُ جِماحهن لجامُ
لأموركَ التكميلُ والتتميمُ
لأموركَ التكميلُ والتتميمُ / ولقدرك التعظيمُ والتفخيمُ
يا من تحسَّنَ بالمحامِد عالماً / أن الذميمَ من الرجالِ ذميمُ
يا من تحصَّن بالمرافد مُوقناً / أن البخيلَ من الرجالِ رجيمُ
يا من أظلَّ على الكريم برتبةٍ / فهو البديعُ ومن حكاه كريمُ
يا من إذا سوَّمتُ شعري باسمه / لم يُخزِ شعري ذلك التسويمُ
من كان خِلّاً للعُفاةِ وصاحباً / فأقول إنك للعفاة حَميمُ
فُتَّ الرجالَ فلا كَسَعْيكَ للعلا / سعيٌ نراه ولا كخِيمك خيمُ
بالبرِّ تسترهُ ويشهرُ نفسه / أبدا وتكتمُه وفيه تميمُ
العرفُ غيث وهو منك مؤمَّلٌ / والبشر برقٌ وهو منك مشيمُ
ألقحتَ أمَّ الجُودِ بعد حِيالها / ونتجت أمَّ المجدِ وهي عقيمُ
وحقرتَ أعظمَ ما تُنيلُ من الجدا / فأتاه من تلقائنا التعظيمُ
متواضعاً أبداً وأنت بربوةٍ / مُتضائِلاً أبدا وأنت عظيمُ
فإذا تفاخرتِ الرجالُ فإنما / منك السكوت ومنهمُ التسليمُ
شهدوا وهم علماءُ أنك سيدٌ / وسكتَّ مَكْفياً وأنت عليمُ
لم لا وأنت إذا سألنا مُفضلٌ / ومتى هفونا هفوةً فحليمُ
وإذا شكرنا البدءَ منك فعائدٌ / ومتى شكونا جفوةً فرحيمُ
ورجاؤنا فيك اليقينُ بعينه / ورجاؤنا في غيرك الترجيمُ
نغدو وأبواب الملوك مجازَنا / وببابك التعريج والتخييمُ
لله أخلاقٌ مُنحتَ صفاءها / مثل الرحيق مزاجهُ التسنيمُ
بعثتْ سماحك في ثرائك عائثاً / فالمالُ ينغلُ والأديمُ سليمُ
شكر الإله لك اصطناعاً شاملاً / لم يُحمَ من ذخرٍ عليه حريمُ
بل كيف يشكرك اصطناعَ صنائعٍ / صدقُ التذاذِك فعلهنَّ قديمُ
أعجِبْ بأمرك أن أُجِرتَ وإنما / إسداؤكَ النَعمى لديك نعيمُ
لكنَّ فضلَ اللَّهِ غيرُ مُحرَّمٍ / إذ عاقَ فضل مُبخَّلٍ تحريمُ
يُسنَى الجزاء على الفعالِ لذيذِهِ / وأليمِهِ إن كان منه أليمُ
يا آل حماد العلا ما فيكمُ / إلا كريمٌ ماجدٌ وحكيمُ
بكمُ تغيم سماؤنا في جَدْبنا / وتقشَّعُ الشبهاتُ حين تغيمُ
وأقول بعد فريضة من مدحكم / لا اللغو خالطها ولا التأثيمُ
ومن المقال فرائضٌ ونوافلٌ / والفرضُ مفترضٌ له التقديمُ
لك عادةٌ في القُطن غيرُ ذميمةٍ / وهو الرياش وأنت إبراهيمُ
ولفوته عامانِ تُوبع فيهما / ولعجزِنا وسكوتنا التظليمُ
ما إن ظلمتَ فلا ألمتَ بل الذي / تركَ امتياحكَ ظالمٌ ومُليمُ
ولما رغبنا عنك لكنْ صدَّنا / خلقٌ بحرمان الحظوظِ زعيمُ
عرضَ اللئيمُ من الحياءِ فعاقنا / إن الحياءَ من الكريم لئيمُ
وقد استقلْنا والندامةُ توبةٌ / وقد اقتضينا والمحقُّ غريمُ
فاقسمْ لنا من ريع قطنك حِصةً / إن الكريمَ لمرتجيه قسيمُ
وأطِبْ وأكثر إن فعلتَ فلم تزل / تهبُ الجسيمَ فلا تقول جسيمُ
بيدين من متفضلٍ متطولٍ / مذ كان لم يعدم جداهُ عديمُ
كلتاهما لمقبِّلٍ ومؤمِّلٍ / يرجو غياثكَ زمزمٌ وحطيمُ
لا تُبطلنَّ صنيعةً أوليتها / إن الصنيعةَ حقُّها التتميمُ
حاشا لمرتضعٍ ثُديَّ كفايةٍ / لك أن يراهُ الناسُ وهو فطيمُ
وأصخْ إلى مَثَلِي فإني ضاربٌ / مثلاً ومنك الفهمُ والتفهيمُ
الأرض تُنبتُ كلَّ حينٍ نبتها / ولها جميمٌ تارةً وهشيمُ
ولأنت أكرمُ شيمةً إذ لم تزل / ليديك نبتٌ لا يهيجُ عميمُ
ولما أخالُ الأرضَ توقظُ جُودها / لمنافع شتى وأنت مُنيمُ
لأحقُّ أن يبقى على عاداتِه / خِرقٌ صريح في الكرام صميمُ
حاشاك تقطعُ ما الترابُ مُديمه / أتراكَ تقطع والتراب يديمُ
أنَّى وعزمُكَ في السماح كأنه / سيفُ الشُّراةِ شعارهُ التحكيمُ
عزمٌ تَناذره العواذلُ بعدما / علم العواذلُ أنه التصميمُ
إني على ثقةٍ بأنك ماجدٌ / فكأنني فيما أقول خصيمُ
وأطيلُ في حاجي عليك تسحُّبي / فكأنني فيما ملكتَ سهيمُ
والمجدُ ضامك لي وأنت بنجوةٍ / فيها ثُويُّ العِزِّ ليس يريمُ
فاقبل من المجد المؤثَّل ضيمَهُ / فلقد يعزُّ المرءُ وهو مضيمُ
ذكَّرتُك المعروفَ غيرَ مُعلَّم / ولمثلك التذكيرُ لا التعليمُ
أنّى يقوَّمُ من كفاهُ قوامُه / سبق القوام فأُسقط التقويمُ
والمالُ ينفق والصنيعةُ عقدةٌ / والوفرُ يَظْعن والثناء مقيمُ
ولأُنشقنَّكَ من ثنائي نفحةً / كالمسك يجلبُه إليك نسيمُ
ولأكسونّك من فعالك حلةً / قد زانها التحبير والتسهيمُ
ولأطربنّك أو تميدَ مُرنَّحاً / حتى كأنك للغريض نديمُ
ولأتركنك في الرجال وغيرهم / وكأن ذكرك في الحشا تتييمُ
خذها أبا العباس من متنخِّلٍ / يُطريك منه محسنٌ ومديمُ
وليومِك التأخيرُ ما امتدَّ المدى / بمعمَّرٍ ولشأوِك التقديمُ
ولقد مُنعتُ من المرافق كُلِّها
ولقد مُنعتُ من المرافق كُلِّها / حتى مُنعتُ مرافقَ الأحلامِ
من ذاك أني ما أراني طاعماً / في النوم أو متعرِّضاً لطعامِ
إلا رأيتُ من الشقاءِ كأنني / أُثنَى وأُكْبحُ دونه بلجامِ
وأرى الحبيبَ إذا ألمَّ خيالُهُ / ومرام قُبلته أعزّ مرامِ
إلا منازعة تجُرُّ جنابةً / وتَشُبُّ في الأحشاءِ أيّ ضِرامِ
فأَهِبُّ قد وجب الطهورُ ولم أنَلْ / ممَّنْ هويت سوى جوىً وسقامِ
طرد الكرى عني وراغَ بحاجتي / وقضى عليّ بأجرة الحمّامِ
سبحان ربٍّ لا يزال يُتيحه / ليزيدني في الغُرْمِ والإغرامِ
لا تَصْنَعَنّ صنيعةً مبتورةً
لا تَصْنَعَنّ صنيعةً مبتورةً / وإذا اصْطنعْتَ إلى الرجالِ فتمِّمِ
لا تطعمنَّهمُ وتقطعَ طعمةً / أشبِعْ إذا أطعمْتَ أولا تُطْعمِ
راع المها شيبي وفيه أمانُها
راع المها شيبي وفيه أمانُها / مِنْ أنْ تصيدَ رميَّهنَّ سِهامي
وعققْنَني لمّا ادَّعيْنَ عُمومَتي / ومن النساءِ معقَّةُ الأعمامِ
غُضّي الملامة قد كفاك ملامتي / ضيفٌ ثوى عندي بدار مُقامِ
سقط البواكرُ والروائحُ خِلْفةً / أيامَ لم استسقِ للأيامِ
أيامَ أجني العيشَ حُلوَ ثمارهِ / في ظل حالكةِ السوادِ سُخامِ
أذْرى غبارَ الشيبِ فوق مفارقي / ركضُ السنين الراكضات أمامي
وأراه عمَّمني وعمَّم زوجتي / واخْتَصَّني من دونِها بلِثامِ
الحمدُ لله الذي
الحمدُ لله الذي / أدَّى ركابكَ سالما
لا زلت في فتحٍ إلى / دعةٍ وأمنٍ قادما
كم جارعٍ جُرَعَ المكاره عالما
كم جارعٍ جُرَعَ المكاره عالما / أنَّ المكارهَ يكتسين مَكارما
يا صاحباً رضي النذالةَ صاحباً / وغدا يعدُّ مؤاكليه أراقما
قد كان للجودِ المُبيَّن حاتمٌ / وأراك للبخل المُبيَّنِ حاتما
أبغضتَ من طَعِمَ الطَّعامَ فريقُه / سمٌّ لديك فما تُجاِمُل طاعما
أَإِنِ اصطبغتُ ولُقمتي معضُوضَةٌ / أنشأتَ تَهْجوني بذلك ظالما
عيْبٌ لعمرك غير أنْ لم آتِه / عمداً فهبني هافياً لا جارما
ولأنت إذ راعيتَ كفَّ مُؤاكِلٍ / أوْلى بأن تُهْجَى وأكثرُ لائما
بعضَ النِّفارِ من البُصاق فربَّما / غُذِيَتْ به استُك باركاً أو قائما
ما زلتَ تُنْكَحُ في شبابك غانماً / والآن تُنْكَحُ في مشيبك غارما
وكذا المُؤاجِرُ في الشبيبةِ لايني / أبداً له دُبُرٌ يردُّ مظالما
قبحَ الإله معاشراً لم يسلموا / مما يعيبُهُمُ فعابوا السَّالما
رشفُوا المنِيَّ من الفياشِ وحرَّموا / ريقَ الصديقِ مُؤاكِلاً ومنادما
اعلمْ ويأبى فرطُ جَهْلِكَ أنْ تُرَى / ما عِشْتَ إلا جاهلاً لا عالما
أن قد نزعتُ عن انبساطي نادماً / ولتنزعنَّ عن اعتدائك نادما
لو كان ريقي مثلَ ريقك قاتلاً / ألفيتني متنبهاً لا نائما
وخَشيتُ ربي أن أسُمَّ مُوَحِّداً / ظُلْماً فأكْتَسِبَ العذاب الدائما
لكنّهُ ريقٌ وثِقتُ بِطُهْرِهِ / ثقةً سهوتَ لها فثُرتَ مخاصما
هلّا لقيتُكَ عند أوَّلِ زلَّةٍ / مِنِّي كريمَ العفْو أو مُتكارما
لكنْ أبى كرمَ اللِّئامِ مُدَبِّرٌ / منع الخوافي أن تكونَ قوادما
فاسفُلْ سفالَك ما حييتَ فلم تَكُنْ / لتكونَ أعقابُ الرجالِ جماجما
ضحكَ الربيعُ إلى بكا الدِّيمِ
ضحكَ الربيعُ إلى بكا الدِّيمِ / وغدا يُسَوِّي النبت بالقمَمِ
من بين أخضرَ لابسٍ كُمَماً / خُضْراً وأزهرَ غير ذي كُمَمِ
مُتلاحِق الأطرافِ مُتَّسقٍ / فكأنَّه قد طُمَّ بالجَلمِ
مُتبلِّجِ الضَّحواتِ مُشرِقِها / متأرِّجِ الأسحار والعَتَمِ
تَجِدُ الوحوشُ به كفايتَها / والطيرُ فيه عتيدةُ الطِّعَمِ
فظباؤهُ تُضْحي بمُنْتَطَحٍ / وحمامُه تُضْحِي بمختصمِ
أحذى الأميرُ ربيعَنا خُلُقاً / يهمي إذا ما البرقُ لم يُشَمِ
فالقطْرُ ضربةُ لازمٍ قسماً / والصحوُ فيه تحِلَّةُ القسمِ
والروضُ في قِطَعِ الزَّبَرجَدِ والْ / ياقوتُ تحت لآلِئٍ تُؤمِ
طلٌّ يُرقرقُهُ على ورقٍ / فكأنّه درٌّ على لِمَمِ
حشد الربيعُ مع الربيع لهُ / فغدا يهُزُّ أثائثَ الجُممِ
والدولةُ الزهراءُ والزمن ال / مِزهار حسبك شافيَ القَرَمِ
إن الربيعَ لكالشَّباب وإنْ / نَ الصيفَ يكسعه لكالهرمِ
أشقائقَ النُّعمانِ بين رُبَى / نُعمانَ أنتِ محاسنُ النِّعمِ
غدتِ الشقائقُ وهْي واصفةٌ / آلاءَ ذي الجبروتِ والعِظَمِ
تُرَفٌ لأبصارٍ حلَلْنَ بها / لِيرَيْنَ كيف عجائبُ الحِكمِ
عبرٌ لأفكارٍ بعثن لها / ليرين كيف عجائب الحكمِ
شُعَلٌ تزيدك في النهار سنىً / وتُضيءُ في مُحْلَوْلك الظُّلمِ
أعجِبْ بها شُعلاً على فَحَمٍ / لم تَشْتَعِلْ في ذلك الفحَمِ
تلك التي تُهوِي لتلثَمَها / وتَشمَّها بالأنفِ ذي الشَّممِ
وكأنما لُمَعُ السوادِ إلى / ما احْمَرَّ منها في ضُحَى الرِّهَمِ
حَدَقُ العواشق وسِّطَتْ مُقَلاً / نَهَلَتْ وَعَلَّتْ من دُموعِ دَمِ
هاتيك أو خيلانُ غاليةٍ / أضحتْ بها الوجنات في ذِممِ
حذِرَتْ سِهامَ العينِ حُمْرتُها / فغدتْ من التَّسويدِ في عِصَمِ
هاتيك أو حُلكٌ مُزَرْفنةٌ / عُقْرِبْنَ في الصفحاتِ كالحُمَمِ
باحتْ بأطرافٍ لها نُقُبٌ / فبدَتْ وسائرُها بمُكْتَتَمِ
هاتيك أو عَنَمٌ على قُضُبٍ / بيضٍ يتيهُ بها على العَنَمِ
لجأتْ إلى وجنات شاكيةٍ / ضيفيْن مِنْ ندم ومِنْ سدَمِ
لا بَلْ مُقَرَّعةٍ بِمُنْكَرة / صحَّتْ وقد كانتْ من التُّهَمِ
فحكتْ لجانيها وقاحتَهُ / بالنَّكْتِ في الوَجَناتِ لا النَّغمِ
أو إثمدٌ وسَمَ البُكاءَ به / حمراً مُضَرَّمةً بلا ضَرَمِ
أجراهُ صدٌّ ثم حيَّرَهُ / عَطْفٌ نهاه بعدَ مُنسَجَمِ
فأقام بين محاجرٍ سرقَتْ / حَدَقَ الظِّباء وبين مُلْتَثَمِ
مِنْ كُلِّ مُكْمَلة مُجَلَّلةٍ / بالحُسنِ من قَرْن إلى قَدَمِ
شَجِيَ الإزارُ لها برابيةٍ / وجرى الوِشاحُ لها على هَضَمِ
مُنِيَتْ بخَصْمٍ مثلِها حَكَمٍ / في كل قلبٍ أيَّما حكمِ
سيّان قيمتُها وقيمتُهُ / في الحسن عند تفاوتِ القيمِ
ذي مُردة توفيك سُنَّتُهُ / نورَ الهلالِ وصورةَ الصَّنمِ
لو مرَّ بالأجداث آونةً / لجرتْ به الأرواحُ في الرِّممِ
أو عُرِّضَتْ بُهَمُ الحروب له / لرحِمْتَ ثمَّ مصارعَ البُهَمِ
أعجِبْ به يُهدي إلى رجم / حيَّاً ويبعثُ صاحبَ الرَّجَمِ
شُعِفَتْ به فأذاقها طرفاً / مما تُذيقُ مُحالفَ الكتَمِ
فبكتْ بدمعٍ لا يُجادُ به / إلا لذي قَدْرٍ من الألمِ
من مقْلةٍ سقمَتْ فغايتُها / إعداءُ ما فيها من السَّقمِ
مظلومةٌ ظلّامةٌ أبداً / مُنيَتْ بِمُتَّهِم بِمُتَّهَمِ
يا للشقائق إنها قِسَمٌ / تُزْهَى بها الأبصارُ في القِسَمِ
ما كان يُهدي مثلها تُحَفاً / إلّا تَطَوُّلُ بارئِ النسَمِ
وهو الذي أهدى لنا حَسَناً / ذا الحسنِ والإحسانِ في القُحمِ
ملكٌ تريكَ من السَّدَى يدُهُ / ما لا يُصَوَّر منه في الوهَمِ
أعطى فأنطقَ كل ذي خَرَسٍ / ودعا فأسمَعَ كُلَّ ذي صممِ
وأرى البليغَ قُصورَ مَبْلغِه / فطوى شقاشِقَهُ على وَكَمِ
أعطى كما أعطاهُ خالِقُهُ / غَرضَ المُنَى ونهاية الهممِ
فكأنما ضمنَتْ فضائلُهُ / خَرَسَ البليغِ ونُطْقَ ذي البَكَمِ
يا آسفاً إنْ بذَّهُ حَسَنٌ / سبقَ القضاءُ ومِرَّةُ الوذَمِ
لأبي مُحَمَّدٍ الحميدِ يدٌ / خُلِقتْ لِسَحّ الوَبْلِ والدِّيمِ
لله تلكَ يداً لقد جُعِلَتْ / وفقاً لما فيه من الشِّيمِ
ولقد تفاوتَ والمُفاخرُهُ / كتفاوُتِ الوِجدان والعدمِ
ما زال سائلُهُ وسائلهُ / مُتَيمِّمَي نارٍ على علمِ
من نورِ حكمتِهِ بمُضْطَرَمٍ / وبحورِ نائله بملتَطَمِ
قُصِرتْ عليه كتابةٌ بيدٍ / وبهاجسٍ وكتابةٌ بفمِ
أخَذَ المُعَلَّى فاستبدَّ به / دونَ القِداحِ وليسَ بالزُّلَمِ
لكنهُ قلمٌ يسوسُ به / جِيلْين من عُربٍ ومن عَجَمِ
يَمْرِيه خاطِرُهُ فيُمْطِرُهُ / ما شاء من نِعَمٍ ومن نِقَمِ
نَمْ يا أخا الحاجاتِ إنَّ له / كرماً إذا ما نِمْتَ لم يَنَمِ
تتبسَّمُ الأشعارُ ضاحكةً / عنه فما تَفْتَرٌّ عن هَتَمِ
لولا افتنانُ النُّطْقِ في طُرُقٍ / ما قال مِقْولُهُ سِوى نَعَمِ
حلَّتْ خلائقُهُ بُمُتَّسعٍ / فعُفاةُ نائله بمُزْدَحَمِ
يغدو جدا كفَّيْهِ مقتسَماً / ليصون عِرضاً غيرَ مقتسَمِ
أغنى فلولا أنه نَفَسي / لم أَغْشَ عَقْوَتَهُ سِوى لمَمِ
لكنَّه الزادُ الذي اغتفرتْ / فيه العقولُ فواحشَ النَّهمِ
للَّهِ كفُّكَ أيُّ مُلْتَمَسٍ / للسائلين وأيُّ مُسْتَلمِ
ما إن تزالُ الدهرَ فوق يدٍ / تَمْتاح نائلها وتحتَ فمِ
قل للخليفةِ فُزْ بخدمته / فلْتَغْنَينَّ به عن الخدَمِ
ولينهضنَّ بفتْحِ ذي سُدَدٍ / ممَّا عناكَ وسدِّ ذي ثُلَمِ
يُمْناً وحَزْماً غير ذي خللٍ / وصريحَ نُصْحٍ غير مُتَّهَمِ
وكفاكَ يمنُ مُرَشَّحٍ فرجَتْ / بركاتُهُ في غُمَّةِ الغُمَمِ
من طرّقتْ ديمُ السماءِ له / نُبذتْ إليه مقالدُ السَّلَمِ
قحطتْ فلما آن مَنْهَضُهُ / جادتْ بِغَوْثِ الناس والنَّعَمِ
وكأنما إطلاقُ عُقْدتِه / أرضى الزمانَ وكان ذا أضمِ
فغدتْ به الدنيا وما ظلمتْ / مُفْتَرَّةً عن كلِّ مُبْتَسمِ
لله ذاك اليُمْنُ إنَّ له / في المُلْكِ حرفاً غيرَ مُدَّغَمِ
فاسعَدْ بذاك اليُمْنِ واحظَ به / واضمُمْ عليه الكفَّ من أَمَمِ
مِفتاح أبوابِ السماء يفي / لك بافتتاح الأرضِ والأُمَمِ
واعضُدْ بذاك الرأى مَملكةً / تحتاجُ ظُلَّتُها إلى دِعَمِ
فلْتُنْصَرَنَّ على الطُّغاةِ به / ولْتُكْفَيَنَّ السيفَ بالقلمِ
ومُظفَّرٍ وعظ العدا بِعِداً / حانوا فأهداهمْ إلى أزمِ
نظرتْ إليه عيونُهُمْ فغدتْ / تلك العيونُ مراتعَ الرَّخمِ
هل من وليٍّ غيرُ مُنْتَعِشٍ / هل من عدوٍّ غيرُ مُصْطلِمِ
هل من مُوَلٍّ غيرُ مُقْتَبلٍ / هل من شتيت غيرُ منتظمِ
لبس الزمانُ به شبيبتَه / من بعد ما أشفى على الهرمِ
أيرودُ رائدُك الكُفاةَ وفي / أدْنى ديارِك عَيْمةُ العِيمِ
في ابن الوزير كلالُ بادرةٍ / تُرْضِي النُّهَى ومضاءُ مُعْتَزَمِ
أسدٌ إذا أسرى لمُقْتنِصٍ / أسرى من الخطِّيِّ في أجَمِ
فلِمَنْ يُسالِمُهُ سلامَتُهُ / ولمن يُحاربُ عطْسَةُ اللَّجَمِ
فوليُّهُ وعْلٌ على جبلٍ / وعدوُّهُ جَزَرٌ على وضمِ
مُتَغَنَّم الضَّحكاتِ مُثْمِنُها / وله لقاءٌ غيرُ مُغْتَنَمِ
زجرتْ بني وهبٍ عقولُهُمُ / أنْ يعْرِضوا لمغصَّة اللُّقَمِ
ودَعَتْهُمُ عوْداً نزاهتُهُمْ / أن يَعْرِضوا لمصارعِ التُّخَمِ
شُدَّتْ بهم عُقَدُ الخلافةِ فاش / تدَّت وحُلَّت عُقْدةُ الكظمِ
ولتُذْعنننَّ لك الأمورُ به / حتى تُقادَ إليك بالرُمَمِ
عطفاً بني وهبٍ علَيْ
عطفاً بني وهبٍ علَيْ / يَ فأنتُمُ في الفضل أنْتُمْ
قد جُدْتُمُ لي بالرضا / واللَّهُ يشكُرُ ما فعلتُمْ
ووجدتُ أفعال الرجا / ل عن التَّذَمُّم والتَّكَرُّمْ
ورأيتُ ما يبني التَّذَمْ / مُمُ غيرَ مأمونِ التهدُّمْ
إنَّ التجرُّمَ مُسْرعٌ / في نَقْضِ ما يبني التذَمُّمْ
فَصُنِ الصنيعةَ أنْ يُدَنْ / نِسَها التذَمُّمُ والتجَرُّمْ
إني أُعِيذُك أنْ يرا / كَ المجدُ تكْرُمُ ثم تَلْؤُمْ
أو أنْ يراكَ يَحِلُّ فض / لُكَ لي فُواقاً ثم يَحرُمْ
فكُنِ امرءاً يعفو فيَكْ / رُمُ ثم يَكْرُمُ ثم يَكْرُمْ
ودعِ التغَنُّم للسِّقاطِ / فللسِّقاطِ ذَوُو تَغَنُّمْ
إنَّ التلوُّنَ فِعْلُ ذي / خُلقَيْنِ يَصْغُرُ حين يَعْظُمْ
وتَراُه يُخْطِئُ بعدَ قَرْ / طسةٍ وينكِثُ حين يحذمْ
فمتى جرى جعلَ التخْل / لُفَ وَكْدَهُ بعد التَّقدُّمْ
ولَمَا أَنُمُّ سوى جَمِي / لِكَ إنني آبى التنَمُّمْ
لكنْ لسانُ الحالِ بعد ال / حالِ يَنْطِقُ حين أَكْتُمْ
ما حَمْدُ مثلِكَ إن سَلِمْ / تُ عليكَ في ظلِّ التسلُّمْ
لا حمدَ أو تُولِي السلا / مةَ ذا التسلُّمِ والتَقَحُّمْ
حكَمَ الإلهُ بأنْ تَسُو / دَ وأن تَرَى زلَلاً فَتَحْلُمْ
واعذرْ فإنَّ الشِّعْرِ يَخْ / نَعُ في معانيهِ ويَعْرُمْ
ويُجيزُ جَوْرَ قَضائه / أَهلُ المكارم حين يَحْكُمْ
وِلفضلكم وقع القضا / ءُ بأن تسودونا ونَخْدُمْ
وانظر أبعدَ الجهلِ أم / بعدَ النُّهى يقعُ التنَدُّمْ
يا حُسنَ قوليَ عند ظُلْ / مِي وانتصافِك بالتبسُّمْ
أنتَ الذي صدقَ الترسْ / سُمُ فيه إذْ كَذَبَ التوسُّمْ
وحكىَ التَّيَقُّنُ أنَّهُ / رجلُ المكارمِ لا التوهُّمْ
ولذاك مادحُهُ يقو / لُ مُصَدَّقاً وسواه يَزْعُمْ
طالَ التَّجَهُّمُ والتنقْ / قُم والتجرُّمُ والتبرُّمْ
إن أنتَ لم تَسْتَحي مِن / وجهي ومن طول التظلُّمْ
فاستحيِ من وجهٍ حُبي / تَ به وصُنْهُ عن التجهُّمْ
لا تُشْقني بِعبوس وج / هك والسعادةُ منه تَنجُمْ
عطفاً عليَّ أبا الحسي / نِ فإنَّ شافِعِيَ التحرُّمْ
ودَعِ التصرُّمَ إنه / لايشبه الكرمَ التصرُّمْ
إن لم تكن لك كالتتوْ / وُجِ صُحْبَتيك فما التَخَتُّمْ
لا تَلْحَ مَنْ يبكي شبيبته
لا تَلْحَ مَنْ يبكي شبيبته / إلا إذا لم يَبْكِها بِدَمِ
عيْبُ الشبيبة غَولُ سَكْرتِها / مقدارَ ما فيها من النِّعَمِ
لسنا نراها حقَّ رُؤيتها / إلّا زمانَ الشيبِ والهرمِ
كالشمسِ لا تبدو فَضِيلتُها / حتى تَغَشَّى الأرضُ بالظُّلَمِ
ولرُبَّ شيءٍ لا يُبَيِّنُهُ / وجدانُهُ إلّا معَ العدمِ
آراؤكُمْ ووجوهكُمْ وسيوفكم
آراؤكُمْ ووجوهكُمْ وسيوفكم / في الحادثات إذا دجونَ نجومُ
منها معالمُ للهُدَى ومصابحٌ / تجلو الدجى والأخريات رُجومُ