القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد نسيم الكل
المجموع : 4
أخنى الحمام على أبر إمام
أخنى الحمام على أبر إمام / فكأَنه أخنى على الإسلام
فزعت من الخطب المناسك وانثنت / تبكي بأربعة عليه سجام
كان المغيث إذا دعاه مسهد / ناجى الأسى وكوارث الأيام
كان الرباب اذا همى شؤبوبه / والخلق من متقشع وجهام
لم ينأ عن هذى القلوب وانما / ترك القلوب عليه ذات ضرام
شلت يد رمت الامام ولم تخب / فأصابت الدنيا بغير سهام
خطب يحرك من جبال يلملم / وجوى يفتت من جبال شمام
لا تجزعي يا نفس من موت فقد / صمّت بما لا تعهدين صمام
موت يدب الى بن آدم خلسة / خير من الآلام والاسقام
والنفس ترغب في البقاء وانما / خرجت إلى الدنيا ليوم حمام
لبيك يا هادي العباد إلى الهدى / لبيك تحت مجادل ورجام
خلت البرية خلف نعشك أمة / بعثت من الدنيا ليوم زحام
حملوا سريرك والخلائق حوله / وضعوا الرؤوس مواضع الاقدام
وكأنما فوق الرؤوس عصابة / للطير من دهش ومن إعظام
والناس حيرى ليس تعقل من أسى / دهم النفوس بخفة الاحلام
يمشون حولك مطرقين وكلهم / من سجد لك هيبة وقيام
من للشريعة من يبين لقومها / حكمى حلال بينهم وحرام
من للتقى وقد رآك هلاله / إن شك في فطر له وصيام
دفنوك في ترب ولست بناقص / فالتبر يوجد في ثرى ورغام
يا ليتهم قد غسلوك بمدمع / طهر كشؤبوب السحابة هام
أو كفنوك بمصحف فسرته / من غامض الآيات والاحكام
أو أنزلوك من الفرادس جنة / لا حفرة صفرت من الاكرام
أوليتهم حفروا لجسمك درة / لا مرقداً يقتات بالاجسام
أوليتهم حملوك فوق اريكة / حدباء قد صنعت من الاقلام
اوليتني قد مت قبلك تاركا / مدحي بما اوليته ونظامي
نم آمنا تحت الثرى مع معشر / لا يلهجون بشرة وخصام
وارحل عن الاولى وحليتك التقى / وانزل من الاخرى بدار مقام
عذراً اذا قصرت فيك محمد / فالرزء افنى في رثاك كلامي
صلى عليك اللَه ماسح الحيا / وهمي على مثواك صوب غمام
ما بال عينك بالمدامع تسجم
ما بال عينك بالمدامع تسجم / رفقاً بنفسك فالقضاء محتم
قد عادت الذكرى فجدد عودها / بين الحشا جرحاً يثور فيؤلم
يا يوم كامل كنت يوماً قاتماً / كالليل اقبل وهو اسود اقتم
يا يوم لا كانت طلائعك التي / بالنحس أنذر وجهها المتجهم
ماذا حبوت القوم حتى انهم / أحيوك بالذكرى كانك موسم
انت الذي سلبت يداك رجاءهم / حتى غدا في كل بيت ماتم
انت الذي اذكيت ناراً لم يزل / بين الجوانح جمرها يتضرم
كيف العزاء وما لنا من بعده / عين تقر ولا فؤاد ينعم
يا موت مالك والبدور بافقها / حتى كانك بالبدور متيم
يا موت لا تزد القلوب من الاسى / ومن الهموم فكل قلب مفعم
صوبت اسهمك التي فوقتها / نحو القلوب فلم تخنك الاسهم
هي وقعة جلل اثارت لوعة / منها تصدع يذبل ويلملم
هي قرحة نغرت فسال صديدها / والداء ينغر جرحه اذ يقدم
يا زهرة عنها تفتحت العلى / وسقي منابتها الربيع المرهم
لك في قلوب المسلمين محبة / لا تنقضي وعربي هو لا تفصم
فاسأل بلاد العرب هلا أبصرت / مسعاك تنجد في البلاد وتتهم
واسأل بلاد الترك هل لك بينها / صيت كصيت الفاتحين معظم
واسأل بلاد الفرس هل لك بينها / ذكر على الشاهات بات يقدم
واسأل بلاد الهند هل لك بينها / مجد على هام السماك مخيم
واسأل بلاد الشام هلا ابصرت / ذكراك تعرق في البلاد وتشئم
واسأل بلاد النيل هل لك بينها / ذكر من الهرم المشيد أدوم
واسأل بلاد المسلمين جميعها / تنبئك انك كنت نعم القيم
يكفيك فخراً بعد موتك انه / لم يأل جهداً في مديحك مسلم
لبيك يا من كنت مأرب امة / لولاك ما كنت تعز وتكرم
لبيك يا طوداً تهدم ركنه / فأريتنا كيف الجبال تهدم
لبيك يا بدرا تقلص ظله / ولكم اضاء به الطريق المبهم
انظر الينا من سمائك نظرة / تهدى الورى فالشك داج مظلم
همت الى العدوان بعدك عصبة / خانوا مواثيق البلاد وأجرموا
حلفوا برب البيت ان لا يصدقوا / وعلى الخيانة والغواية أقسموا
واستأسدوا وهم الذئاب مهانة / لما ثوى تحت التراب الضيغم
واشدهم كيداً وأمرسهم اذى / ذاك الذي تاقت اليه جهنم
لو كنت حاضر أمره لأريته / كيف اعوجاج المارقين يقوم
وأريته أين السبيل الى الهدى / حتى يبين له الطريق الاقوم
ما لاح الا لاح تحت قبائه / لؤم امام الناظرين مجسم
هل غيره بالمخزيات ملفح / او غيره بالمزريات معمم
هو شر من وطئت له وجه الثرى / قدم وأخبث من يدب وألأم
ظهرت عليه للغواية شارة / وبدا عليه للخيانة ميسم
ونضى على الاوطان صارم حقده / ومضى ونار الحقد في تدمدم
والحق يبرأ غير مكترث بما / يرويه عنه الحانق المتحدم
فدعوه يبتدع الضلال سفاهة / ودعوه يقترف الذنوب ويأثم
فمن البلية زجر من لا يرعوى / عن غيه وخطاب من لا يفهم
ولتحذر الاحداث نفث سمومه / عند التقلب فهو صل ارقم
وليسقط الغاوي فعند سقوطه / يدري بما اقترفت يداه ويعلم
وهمت مطامعه بانا معشر / لدن القناة فساء ما يتوهم
من ذل بين العالمين فعيشه / لو كان يدريه الذليل محرم
قومي ولا ادعو سواكم معشراً / أخشى عليهم ان يقال استسلموا
قومي لقد حان التيقظ فانشدوا / مجداً لكم ضيعتموه ونمتم
من بات ينشد حقه متوخياً / فيه الثبات فانه لا يهضم
ردوا الى القسطاط سابق عهدها / حتى يضوع اريجها المتنسم
هي روضة المعمور فاسقوا دوحها / بالعلم يورق فرعها المتهشم
وانضوا من العرفان أو آياته / والفخر الا الحاذق المتعلم
لم يألف الجهل المذمم خامل / في الناس الا عاش وهم ذمم
هذي المعاهد ناطقات انها / لم يبق منها اليوم الا الارسم
فابنوا الرجال بهمة تعلو السهى / حتى يطال الشامخ المتسنم
سيروا على قدم الثبات ولا تنوا / واسعوا الى طلب الجلاء وأقدموا
لم يبلغ النصر المؤثل معشر / وطدوا نفوسهم على ان يهزموا
أفريد يا ابن الاكرمين تحية / من شاعر لعقود مدحك ينظم
أفريد تقرئك السلام معاشر / مدوا اليك يد الولاء وسلموا
حصنت بيضتهم وصنت ذمارهم / بعزيمة قد أصغرت ما استعظموا
ركبوا مطايا الحزم نحو رئيسهم / اذ انت بينهم الاجلّ الاحزم
فاضرب برأيك في مواقف جمة / فالرأي في بعض المواقف مخذم
واحمل بعزمك حملة تعنو لها / بيض الصوارم والقنا المتحطم
ان الملوك على ضخامة ملكهم / لم يفضلوك وأنت انت وهم هم
لولا وراثة ملكهم ما زانهم / عرش ولا حاط الركاب عرمرم
حكموا على الدنيا وانت حيالهم / ملك على عرش القلوب محكم
نفس تجشمت الصعاب وراقها / ان في سبيل اللَه ما تتجشم
فاذا حكمت فان حكمك نافذ / واذا امرت فان امرك مبرم
ايها خليفة كامل في امة / ان قدتها نحو الردى لا تحجم
أودي فظن المارقون وأوهموا / ان ليس بعد الليث من يتقدم
حتى تقدمت الصفوف فكنته / سيفاً اذا ما هز لا يتثلم
فسقى ضريحاً بات فيه موسداً / ودق يرن به الاجش المرزم
وعليه من صلوات ربك رحمة / ما ناح فوق الايك طير اعجم
أزف الرحيل فهل بلغت مراما
أزف الرحيل فهل بلغت مراما / ودنى الفراق فهل شفيت أواما
قف وقفة في الحي يقرئك الهوى / قبل الوداع تحية وسلاما
باللَه لا تنس الربوع واهلها / واذكر هناك محبة وغراما
يهفو المشوق اذا تباعدت النوى / ويكاد من لهف يذوب هياما
حتى اذا ذكر الذين ترحلوا / قعد الهوى بين الضلوع وقاما
مازال يحسب كل شهر بعدهم / دهراً يمر وكل يوم عاما
يشتاق عهد الظاعنين وقولهم / يا ليت عهد القرب طال وداما
او كلما بت الهوى احكامه / رفض الفؤاد النقض والابراما
عود جفونك ان تنام فربما / ان نمت زارك طيفهم إلماما
وانظر الى الربع المحيل فعينه / مما به تذري الدموع سجاما
لعب الزمان به فقطب وجهه / حزناً وعبس ثغره البساما
لِلّه أية لوعة عصفت بنا / تركت دموع المقلتين ركاما
لا تمنعوني في المنازل وقفة / تشفي عضالا في الفؤاد عقاما
حتا م يا قلبي تروعك النوى / والا م يفجعك الفراق الا ما
دارت عليك يد النوى بكؤُوسها / فسقتك صرف البين جاما جاما
ألم بلا داء يهيج لواعجاً / وجوى بلا نار يثير ضراما
في ذمة الرحمن اكرم بعثة / مدت لها ايدي الكرام جساما
نثروا اللهي ونثرت شعري بينهم / مثل العقود تألقا ونظاما
من لي بنعمي غير شعر خالد / اسديه لا منا ولا انعاما
خير القريض قريض اروع شاعر / في كل واد للفضائل هاما
يا راحلون وفي الفؤاد مكانكم / قروا وطيبوا اعيناً ومقاما
لا تدفنوا احياء بين شيوخكم / فالتبر يحسب في الرغام رغاما
بعض الشيوخ ولا اقول جميعهم / تخذوا التعنت والعناد لزاما
رثت عواطفهم وبات ضميرهم / خلقاً وحبل العلم صار رماما
الفوا الجمود وكل شيخ همه / ان يلبسوه عمامة ووساما
يمشون فوق الارض أعرض اهلها / جبباً واطول خلقها أكماما
فروا من العلم الحديث وحسبهم / جهلا بان عدوا العلوم حراما
حب الجبان النفس خلفه لقى / خلف المعامع يؤثر الاحجاما
وهم الذين اذا تضافر جمعهم / هزوا العروش وأسقطوا الاعلاما
واللَه لو شهروا سلاح علومهم / قهروا الاسود وحاصروا الآجاما
ولربما غلب الضعيف بعلمه / جيشاً تموج كالخضم لهاما
قد حرموا علم الحساب وساءَهم / ان يعرفوا الاعداد والارقاما
قنعوا بتجويد القراءَة واكتفوا / مذ اتقنوا التنوين والادغاما
سلهم عن الاهرام تسمع قولهم / سيف ابن ذي يزن بنى الاهراما
سلهم عن اليابان تعرف أنها / جبل خصيب ينبت الاقزاما
سلهم عن الميكاد تعرف أنه / ملك غزا كسرى وحارب حاما
سلهم عن الامزون تعرف انه / جزر تحيط مراكشا وسياما
شيخ المؤيد وهو أكبر مدع / بين الشيوخ مكانة ومقاما
أو لم يقل افريقيا قد اصبحت / قسماً بمكة يشرف الاقساما
جهلوا اكشافات العلوم وضرهم / ان يعرفوا التربيد والالغاما
رب اهدهم فالسيل قد بلغ الزبى / والخطب اصبح حولهم بترامى
أإِذا تبين جهلهم ذو فطنة / عدوه غياً منه او اجراما
ما للامام مضى وخلف زمرة / ضعفاء ماتوا بعده استسلاما
قالوا عليه وما اصابوا انه / عرف اللغات فأغضب الاسلاما
سل عنه هانوتو يخبر أنه / لا يستطيع مع الامام صداما
جاؤُا اليه مهطعين وكلهم / رضي الامام بان يكون اماما
هو بالدليل ازال عنهم ريبهم / واماط عن وجه الشكوك لثاما
لو لم يكن يدرى لسان خصومه / ما اسطاع اقناعاً ولا افحاما
امحمد لا فات قبرك وابل / يروى رفاتا تحته وعظاما
اظهرت للقرآن في تفسيره / حججاً تزيل الشك والابهاما
حتى كأَن اللَه بعد نبيه / القى عليك الوحي والالهاما
قد غالك الموت الزؤام وليته / ما غال ماضي الشفرتين حساما
فاذا بكيناك الغداة فانما / نبكي فتى ضخم الفعال هماما
نبكي الذي راع الحطيم وزمزما / ودهى العراق بموته والشاما
لو عاش بضع سنين اخرج امة / تهدى الولاة وترشد الحكاما
يا نصف اميين كيف قرأتم / ونسيتم أن تعملوا الاقلاما
هل في اللغات نقيصة إن شئتم / ان تفحموا اربابها الاعجاما
وهم الذين كما نراهم اتقنوا / لغة النبيّ كتابة وكلاما
مستشرق حفظ الكتاب وآخر / اخذ الشرائع عنه والاحكاما
يكفي رجال الغرب كل عجيبة / تعيي الظنون وتعجز الاوهاما
بلغوا المطار وسوف نسمع انهم / جازوا الهواء وخاطبوا الاجراما
عابوا جمود المسلمين وصرحوا / ان لا نعد مع الانام اناما
عشقوا الحياة وما عشقنا بعدهم / الا جموداً يشبه الاعداما
نمنا وباتوا ساهدين وفاتنا / حب الجمود على الضلال نياما
متعنتين على الدخيل فان يضئ / نخرج اليه من الضياء ظلاما
حتى يظن الدين دين تعنت / أو دين قوم أشبهوا الانعاما
لِلّه ما للمسلمين تشعبوا / في ملكهم وتقسموا اقساما
قطعوا الاواصر واستحلوا قطعها / ابد الابيد وشققوا الارحاما
وتفرقوا فرقاً وكانوا قبلها / اقوى العناصر ألفة ووئاما
لله لو عاد الذي سن الهدى / ومحى الضلال وكسر الاصناما
ورأى جمود المسلمين وحالهم / لمضى يبدل غيرهم اقواما
او ليس فيكم من طبيب حاذق / يصف الدواء فيبرئ الاسقاما
اشكو من الداء الذي قد شفكم / مثل المريض اذا اشتكى الآلاما
اني اخص الراحلين بلفظة / تبقى السنين وتخلد الاعواما
ان جئتم ارض العلوم وصرتم / فيها فمروا صالحين كراما
سيروا على سنن الهداية تبلغوا / اسمى المراقي ذروة وسناما
لا ترجعوا مثل الاولى رجعوا لنا / وهم اقل من الدبى احلاما
باريس روض للحسان ومسرح / يحوي الظباءَ ويكنف الآراما
فحذار من كيد الحسان فانه / يسبي الحكيم ويصرع الضرغاما
غضوا كامر اللَه من ابصاركم / تحيوا العفاف وتقتلوا الآثاما
اياكم كيد العدو ومكره / ان قال عذلاً او أصر ملاما
تهدي المحب الى الهوى عذاله / فتزيده في خوضه اقداما
ذو النفس ان يرض السماك مطية / يأب المجرة ان تكون زماما
واخو النهى يرجو من العيش العلى / واخو الجهالة ملبسا وطعاما
كونوا كما كان الأئمة انهم / صقلوا العقول وهذبوا الافهاما
كانوا كواكب يستضاء بها اذا / ما اربد جو المعضلات وغاما
كرهوا الملوك الظالمين شعوبهم / وحرٌ بهم ان يكرهوا الظلاما
كم هددوا بالفادحات وكم قضوا / بين السجون على الطوى اياما
وقفوا امام الغاشمين مواقفاً / بلغوا بها الاجلال والاعظاما
لو كان بغيتهم حطاما او غنى / نالوا كما شاؤووا غنى وحطاما
لكنهم خافوا الاله فما خشوا / للظالمين تغطرساً وعراما
شادوا معاهد للنهي ومدارجاً / ربوا بها الارواح لا الاجساما
فاذا فعلتم كنتم أعلى الورى / كعبا وارسخ في العلى اقداما
عودوا الى مصر كباراً في الحجى / تسديكم الاكبار والاكراما
وتفاخروا بذكاء مصر لعلهم / يوم الرهان يطأطئون الهاما
وتقلدوا صبر الكرام وجردوا / منه الغداة مهنداً صمصاما
أقباط مصر ومسلموها ضمَّهم
أقباط مصر ومسلموها ضمَّهم / دين المسيح وشرعة الإسلام
الناشئون على الطهارة والتقى / والقائمون بمصر خير قيام
والخالدون إلى السكينة كلما / جاء الزمان بشدة وعرام
برح الخفاء وبان أنَّا أمة / لم تبغ غير محبة ووئام
إنَّا لنرجو أن نعيش بغبطة / توحي السلام وتنتهي بسلام

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025